حالة كل إنسان ودرجة علمه , واختلطت الأحكام وتشعبت ول ينزّل كل إنسان
منزلته » ولم تقيَّ الأمور بجوازين الشرع الصحيحة » وصرنا نمع - حى بين
أولئك الذين أن يقدّروا مواقعهم فى القدوة أمام الشباب المسلم اليوم - من
يتحدث عن موقف سياسي » وآخر تكتيكي ؛ إلى آخر ماابتدع من اصطلاحات
الهروب والزيغ ؛ مما أفضى بنا إلى متاهة الصراع حول الأوضاع والأشخاص الذين
يستفلون سمو الإسلام » وماس الشباب ء وأحلامهم ٠ ناسين أو متناسين أن
الزراعة في الفضاء والفراغ غير ممكنة ... وأن الابتعاد عن منهج التصور الإسلامي
لكل شيء لايخلف إلا آلاماً . ولايسوق إلا إلى صراعات مدمرة داخل العمل
الإسلامي + وفقدان الثقة . والأمل , مما يؤدي إلى الإحباط » واليأس +
والاننحاب من الصف الإملامي الذي يعمل الأعداء داماً على تقويض أركان
تستطيع من خلالها تصويب سبامها إلى المقاتل الكشوفة التي لاجنود حوليا
يذودون عنها أو يدافعون عن سموها ...
وأمام هذا الواقع المؤلم كان لابد من الرجوع إلى السلف الصالح الذين خاضوا
التجربة » وسبروا أغوارها » وأيقنوا أن النظرة الشرعية هي التي ينبغي علينا
داماً الاسترشاد بها في تقيم الأشياء ؛ والأوضاع والأشخاص ؛ وكذلك النظرة
المستقبلية التي لابد أن تقوم على أساس شرعي واضح ليس فيه للبوى محل ولا
للانهزام نصيب ..
وهكذا , اقتضى الواقع الإسلامي اليوم ضرورة الرجوع إلى منهاج سلفنا
الصالح , والتحصن في قلاع الحق , فلا ندع مكاناً لرأي خارج عن الشريعة
يعمل في صفوف المسامين ليصرفهم عن الغاية التي أرسل الرسل من أجلها +
نسير في حراط مستقم شاء الله - واضعين التصور
الإسلامي منهجاً ينظر من خلاله إلى الأشخاص والأوضاع والأحوال » غير آمين
ل بريقها على ساحة العمل الإسلامي اليوم » ولايخفى المراد منها
إلآ على النعام أو الأطفال .
ويجدر بنا في وقت كثر فيه الكلام عن التفسيق والتكفير . واللعن +
إياها الشرع . فلانبارك الاستهانة بأمر الدين » ولانغلو في الأحكام غلواً -
يفوتنا فيه الحق » فلا نربي فينا مستخفاً متهاوناً » ولاندفع أحداً إلى قنوط أو
يأس ؛ ولانسام في بناء إنسان » لايرى الآخرن إلا كفاراً أو فساقاً . أو
وأمرهم موكول إلى ريم ...
وتأتي مسألة التكفير في طليعة مايعاني منه الشباب اليوم من عدم وضوح
الرؤية وسلامة النظرة . وهنا لابد من وضع الأمر في نصابه وتجليتة تاملامام
الباحثين عن الحقيقة . وفي هذا يقول ابن تهية رحمه الله فيا يكفر به الشخص
عند اهل السنة والجاعة : « إنه تقرر من مذهب أهل السنة والجاعة مادل عليه
الكتاب والسنة أنهم لايكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب ؛ ولايخرجونه من
الإسلام بعمل إذا كان فعلاً منبياً عنه » مثل الزنا » والسرقة » وشرب الخر ؛ مالم
يتضن ترك الإيمان » وأما إن تخمن ترك ماأمر الله بالإبمان به مثل الإيمان بالله »
بعدم اعتقاد وجوب الواجبات الظاهرة المتواترة وعدم تحريم الحزمات الظاهرة
التواترة » . ويقول في موضع آخر: « من جحد مباني الإملام فهو افر
بالاتفاق » حتى ولو أقتنى أشرطة تسجيل القرآن المرتل والجوّد » أو زين خطبه
بأن فساق المسامين معهم بعض الإيمان وأصله وليس معهم جيع الإيمان الواجب
الذى يستوجبون به الجنة » وأنهم لايخلدون في النار ؛ بل يخرج منها من كان في
قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال خردلة من إيمان » وأن الني عَكم اآخر
شفاعته لأهل الكبائر من امته » .
ولايغرنك كثرة القائلين بزلاإله إلالله ) وهم أبعد الناس عن حق هذه
الكلمة ؛ وحقيقتها ؛ وبرهانها ؛ وهم يجحدون ماأمر الله به ؛ ويعملون على صرف
أهل الإيمان عن لوازم الإيمان ومقتضياته . وفي أمثال هؤلاء يقول ابن تهية :
« فقد يقول ( إنسان ) : لاإله إلا الله . ويجحد وجوب الصلاة والزكاة » فهذا كافر
يجب قتله » ولن يكون الإيمان كلاماً يقال بل لابد من عمل يؤيده ويصدقه
وفي ذلك يقول : « من اصول اهل السنة أن الدين والإيمان قول وعمل » ٠
وفي موضع آخر ينبه إلى صنف آخر من الذين يكفرون ولو قالوا ( لاإله إلا
الله ) وهم مما لايخلو منهم عصر من لم يحتل العيش في الظل » فأطل برأسه غروراً
ع وهل رفض السنة إلا التكذيب الفاضح للرسول :0 الوصوف من ربه :
ل لاينطق عن البوى إن هو إلا وحي يوحى > يقول رحه الله : « من قال
بلسانه لاإله إلآ الله » وكذب الرسول فهو كافر باتفاق المسامين » +
ومع ذلك فلا يجوز الإسراع في إصدار الأحكام على الناس بغيرعلم ؛ أو تكفير
من الرجوع في ذلك إلى أهل الذكر » ومعرفة ما تنازع فيه المسامون حتى لانطلق
الأحكام جزافاً » فنضع في اللوحة المضيئة من نضع ؛ ونخص بالقائمة السوداء من
نخص . وفي هذا المعنى يقول رحمه الله : « لايجوز تكفير المسلم بذنب فعله
ولابخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة » +
وليس الكفر ضرورة لازمة للكافر لا يمكنه الانعتاق منه » بل باستطاعته أن
بالله ورسوله » ويتبع سبيل المؤمنين . وقد أمر الله نبيه أن يِبلَعْ الكافرين
بأنهم إن اتنهوا من كفرم يغفر الله لهم ماقد سلف : ( قل للذين كفروا إن
ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف ) . وفي ذلك يقول رسول الله ثم لعمرو بن العاص
رضي الله عنه : « ياعمرو أما عللت أن الإسلام يجب ما كان قبله » . وهذا ما
أشار إليه ابن تهية في قوله : « تقبل توبة الداعي إلى الكفر وتوبة من فتن
الناس عن ديهم * +
والتوبة باب واسع من أبواب رحة الله بعباده وهي واجبة على كل عبد :
« إن التوبة واجبة على كل عبد في كل حال ؛ لأنه داتماً يظهر له مافرط فيه من
ترك مأمور أو ما اعتدى فيه من فعل محظور ؛ فعليه أن يتوب داماً »
وما أكثر ما يحو الله به الذنوب وينهي فيه الوعيد عن أهله « فالوعيد
وليس هناك ذنب لا يغفر للمستغفرين الصادقين في استغفارم » المشفقين من
عذاب الله « إن الله يغفر كل ذنب ؛ الشرك والقتل والزنا ١ وغير ذلك من حيث
الجلة » فهي عامة في الأفعال مطلقة في الاشخاص » . فرحة الله وسعت كل شيء
أي لمن تاب رخ أنف الذين يحتكرون حق توزيع المغفرة على من يشاؤون »
ولا يخ في النار موحد مات على شهادة أن لا إله إلا الله وأن حمداً رسول
الله : « من مات على الإيان فإنه لا يخلد فى النار» . و « إن كان من أهل
تحبطها الردة » و « من غفر له لم يعذب ومن لم يغفر له عذب » وهذا مذهب
ولابد قبل ذلك كله من معرفة الحق والفقه في دين الله لتطابق الأحكامٌ
الأحوالَ ؛ فلا نظلم أحداً , ولا نفرط في حق احد . فحكم أئمة الناس غير حم
عامتهم وفي ذلك يقول ابن تيية رمه الله : « فالتأول والجاهل والعذور ليس
حكه حك المعاند والفاجر بل قد جعل الله لكل شيء قدراً » معقداً في ذلك الرأي
على قوله تعالى : لي وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا > وقول الني تتم في
الصحيحين : ٠ ما أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل
مبشرين ومنذرين » ٠
ويعلن ابن تهية رأيه صراحة في أمور التكفير . والتفسيق » والعصيان »
فيقول : « إفي من أعظم الناس نيا عن أن ينسب معين إلى تكفير » وتفسيق +
الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والسائل » ٠
فعلى دعاة الاسلام وشبابه أن يعوا هذه الحقائق والأحكام ؛ وهم أكثر الناس
إليها مجتعة غير مجزأة فن اجتزأ من الاسلام أحكاماً وأضرب عن أحكام لم ير إلا
في طريق ملتوية تقود إلى تجارب مخفقة كتلك التجارب التي تبرز بين الحين
والآخر على الساحة الإسلامية ؛ فيتخذها المعاندون في الأرض ذريعة لضرب
السبيل ولكن لنعام أنه لابد من الأخذ عن أهل العلم والمعرفة الخلصين الواعين
الذين ينظرون بمنظار الشريعة » ويبصرون ببصائر الحق . ولا نحكم بغي علم
الزرع لآ إذا استحصد ولنعد تلامذة في مدرسة الإسلام نتلقى للعمل + ونعدٌ
للحركة ؛ ولا تتحرف بنا الآمال والأحلام عن نسيان الواقع » لنحسن التعامل
معه على الوجه الأمثل الذي رمه الإسلام ؛ وخطته الشريعة » وفهمه الأوائل +
وطبقه السلف الصالح رضوان الله
كتب ابن تهية الغرض المبتغى منها » فيسترشد بها الشباب ؛ وتكون تبصرة لأولي
الألباب ممن يريد أن يعمل على تبليغ الدعوة ؛ ويود لو استطاع حمل الأمانة
بجدارة تساوي ثقل المهمة الملقاة على عاتق هذا الجيل من المسامين . والله أسأل أن
ينفعني بها والسلين . وللثوبة لا ترجى إلآ من الله الذي أطمع أن يجعلا لي
مغفرة لخطيئتي يوم الدين . اللهم آمين ٠
القاهرة في ١١7 رمضان 102 ه
الموافق ١١7 حزيران ( يونيو ) 1586 م
بم الله الرحمن الرحم
سيئات أعالنا , من بيده الله فلا مضل له » ومن يضلل فلا هادي له » وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له » وأشهد أن ممداً عبده ورسوله ٠
« الوعد والوعيد »
قال رحمه الله ( :
وأما قول القائل : من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ؛ واحتجاجه بالحديث
المذكور
فيقال له : لا ريب أن الكتاب والسنة فيهها وعد ووعيد » وقد قال الله
تعالى : ل إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلاً إنما ا
وسيصلون سعيراً )!"" وقال الله تعالى : ل يا أيا الذ أمنوا لا تأكلوا أموالكم
بين بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ من ولا تقتلوا أنضم إن الله كان
سيآ ا" . ومثل هذا كثير في الكتاب ولسنة ؛ ولعبد عليه أن يصدقا بذ
بالوعد ويكذبوا بالوعيد ٠
« والحرورية والمعنزلة » : أرادوا أن يصدقوا بالوعيد دون الوعد » وكلاههما
أخطأ , والذي عليه أهل السنة واججاعة الإيمان بالوعد والوعيد » فا أن ماتوعد
)١( ص 1١ ج + مجوع الفتاوى
(7) الآية ٠١ سورة التساء
(2) الآية 3١ سورة النساء
الله به العبد من العقاب » قد بين سبحانه أنه بشروط : بأن لا يتوب » فإن تاب
ما دون ذلك لمن يشاء )!" . فهكذا الوعد له تفسير وبيان . فن قال بلسانه : لا
أنزل الله .
فلابد من الإيمان بكل ما جاء به الرسول ( يكم ) » ثم إن كان من أهل
الكبائر فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ؛ فإن ارتد عن الإسلام
يره » ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . والله تعالى قد يتفضل عليه ويحسن إليه
بمغفرته ورحمته .
ومن مات على الإيمان فإنه لا يخلد في النار . فالزاني والسارق لا يخلد في
النار . بل لابد أن يدخل الجنة . فإن النار يخرج منها من كان في قلبه مثقال
ذرة من إيمان » وهؤلاء السؤول عنهم يمون القدرية الباحية المشركين . وقد
جاء في ذمهم من الآثار ما يضيق عنه هذا المكان والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى
الله على سيدنا مد وآله وصحبه وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل +
قتل الواحد القدور عليه من الخوارج والرافضة .7"
فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج كالحرورية » والرافضة ونحوم :
١ الآية 48 سورة النساء
١ ص 14؟ ج ٠8 مموع الفتاوى