1 الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية زائغ
يشاء الله!".
ولكن الله القائل ف( إن الله يدافع عن الذين آمنوا 6" لا زال
يستعمل من يقوم بالذب عن عرض ودين هذا الإمام على مر السنين»
الشيخ عثمان بن منصور النجدي بالرد على صاحبه عثمان بن سند
الذي تطاول أثناء محاور:
على شيخ الإسلام ابن تيمية واتهمه
بأنه ضال يقول بالتجسيم؛ فأغلظ له ابن منصور القول شعرا حتى
وكنت قديما أسمع عن هذه القصيدة "الرد الدامغ.." وأتمنى أن
أراها مطبوعة ؛ لقيمة مضمونها وارتباطه بالدفاع عن أحد أعلام الأمة؛
وأتعجب من تأخر ذلك. ولعل السبب - في نظري - يعود إلى موقف
مصنفها من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حيث كان
وّابن تيمية السلفي" محمد خليل هراس » و "ابن تيمية امفترى عليه" لسليم اللالي؛
و"دفع الشبه الغوية عن شيخ الإسلام ابن تيمية” لمراد شكري ؛ و "المقالات السنية في
تبرئة شيخ الإسلام ابن تيمية” لعبد الرحمن دمشقية و "شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن
(؟) سورة الحج : ٠8
الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام
من ضمن المعادين لها ولشيخها؛ وكانت له جهود لا نُشكر في الصد
عنها؛ ولبذا فقد كسدت مؤلفاته عند أتباع الدعوة خاصة وأنصار
المذهب السلفي عامة ؛ لتاريخ صاحبها غير المشرف. وقد يكون لهذا
الموقف ما يسوغه قديماً أثناء حياة ابن منصور أو بعد مماته بقليل خشية أن
تتعلق القلوب بمصنفاته أو تختر بدفاعه هذا فتظنه على الجادة في جميع
الحجب الذي اندثر أثره بعد رسوخ الدعوة السلفية وانتشارها ومعرفة
كثير من المسلمين بحقيقتها الناصعة؛ وتبينهم لظلم خصومها لها وبغيهم
وافترائهم عليها. فكان الأولى بنا - بعد هذا - أن نعمل بمقولة "الحكمة
وقال عقبة ؛ "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه؛ وإبراهيم بن الفضل
أن الحجاج خطب يوماً :)21١ السخاوي في "المقاصد الحسنة” (ص
: إن الله أمرنا
الحسن: ضالة مؤمن عند فاسق فليأخذما.
(؟) ولهذا الأمر أدلة وشواهد؛
ها قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان -
بة الكرسي تحفظ من الشيطان» وقصة اليهودي الذي قال
0 الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية زائغ
وليعلم بعد هذا - أن مباحث هذه الرسالة ستكون - إن
أولاً: ترجمة لشيخ الإسلام ابن
ثانياً: ترجمة لعثمان بن سند : (المردود عليه).
رحمه الله : (المردود
الغاً: ترجمة لعثمان بن منصور: (الراد)؛ وموقفه من دعوة
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله -؛ وموقف أئمة الدعوة منه.
رابعاً: الحديث عن الرسالة المحققة .
خامساً: النص المحقق .
أنصار دينه ؛ والله أعلم ؛ وصلى الله وسلم على نينا محمد وآله وصحبه
والكمبة. فقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحق منه وأمر أصحابه بأن يقولوا: ورب
(الأيمان؛ باب الحلف بالكعبة 7/1) وصححه الألباني في صحيح النسائي (7071):
قال الشيخ ابن عشيمين في "القول المفيد" (174/1): "يستفاد من الحديث؛ ..
مشروعية الرجوع إلى الحق وإن كان من نبه عليه ليس من أهل الحق".
الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية زائغ
أولاً: ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -
من ذيل ( تاريخ الإسلام للذهبي "
المحدّث»؛ شيخ الإسلام؛ نادرة العصر؛ ذو التصانيف الباهرة والذكاء
المفرط ؛ تقي الدين؛ أبو العباس؛ أحمد؛ ابن العالم الفتي شهاب
الدين عبد الحليم؛ ابن الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد
السلام مؤلف "الأحكام” ابن عبد الله بن أبي القاسم الحراني ؛ ابن
مولده في عاشر ربيع الأول؛ سنة إحدى وستين وست مائة
بحرّان؛ وتحول به أبوه وأقاربه إلى دمشق في سئة سبع وستين عند جور
العدو ما تركوا في البلد دواب سوى بقر الحرث؛ وكلّت البقر من ثقل
)١( ترجمة شيخ الإسلام مشهورة معلومة. وقد نقلت هذه الترجمة المختصرة من "الجامع
لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية” (ص 1٠-7٠8 ؟) للشيخين: محمد عزير شمس وعلي
ابن محمد العمران» تقديم : فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد. وقد ذكرا -حفظهما
لله- كثيراً من التراجم لشيخ الإسلام في مصنفهما السابق-
فسمع من: ابن عبد الدائم؛ وابن أبي اليُسرء والكمال ابن عبده
وابن أبي الخير» واين الصيرفي؛ والشيخ شمس الدين؛ والقاسم
الإربلي ؛ وابن علان» وخلق كثير» وأكثر وبالغ.
أبي داود”؛ ونظر في الرجال والعلل. وصار من أئمة النقد؛ ومن علماء
ثم أقبل على الفقه ودقائقه وقواعده وحججه؛ والإجماع
والاختلاف ؛ حتى كان يقضى منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل
الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه ؛ فإنني ما رأيت أحداً أسرع انتزاعاً
الكتاب والسنن نصب عينيه ؛ وعلى طرف لسانه؛ بعبارة رشيقة؛ وعين
والتوسع فيه ؛ لعله يبقى في تفسير الآية المجلس والمجلسين.
وأما أصول الديانة؛ ومعرفتها؛ ومعرفة أحوال الخوارج
والروافض والمعتزلة وأنواع المبتدعة ؛ فكان لا يُشق فيه غباره؛ ولا
الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية زائغ 1“
يلحق شأوه.
والشجاعة المفرطة التي يضرب بها المثل ؛ والفراغ عن ملاذ النفس من
اللباس الجميل؛ والمأكل الطيب؛ والراحة الدنيوية.
والإخلاص؛ وغير ذلك تبلغ ثلاث مائة مجلد؛ لا بل أكثر.
من البشر ؛ تعتريه حدة في البحث ؛ وغضب وشظف للخصم ؛ تزرع له
عداوة في النفوس ؛ ونفوراً عنه.
وإلا والله فلو لاطف الخصوم»؛ ورفق بهم؛ ولزم المجاملة وحسن
المكالمة؛ لكان كلمة إجماع ؛ فإن كبارهم وأثئمتهم خاضعون لعلومه
وفقهه ؛ معترفون بشفوفه وذكائه ؛ مقرون بندور خطئه.
لست أعني بعض العلماء الذين شعارهم وهجيراهم الاستخفاف
"1 الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية زائغ
التوسع في المعارف؛ والعالم منهم قد ينصفه ويرد عليه بعلم.
وطريق العقل السكوت عما شجر بين الأقران رحم الله الجميع .
الله ترجع الأمور. وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك ؛ والكمال للرسل »
والحجة في الإجماع. فرحم الله امرأ تكلم في العلماء بعلم؛ أوصمت
بحلم؛ وأمعن في مضايق أقاويلهم بتؤدة وفهم؛ ثم استغفر لجم؛ ووسّع
وإن أنت عذرت كبار الأثمة في معضلاتهم؛ ولا تعذر ابن تيمية
بالكتاب والسنة؛ عديم النظير في ذلك. ولا هو بمتلاعب بالدين ؛ فلو كان
الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية زالغغ "1
كذلك ؛ لكان أسرع شيء إلى مداهنة خصومه؛ وموافقتهم » ومنافقتهم.
ولا هو يتفرد بمسائل بالتشهي ؛ ولا يفتي بما أتفق ؛ بل مسائله
المشردة يحتج لبا بالقرآن أو بالحديث أو بالقياس؛ ويبرهنها ويناظر
وإنما الذم والملقت لأحد رجلين: رجل أفتى في مسألة بالبوى
ولم يُبدٍ حجة؛ ورجل تكلم في مسألة بلا خميرة من علم ولا توسُع في
نقل؛ فتعوذ بالله من البوى والجهل.
ولا ريب أنه لا اعتبار بذم أعداء العالم ؛ فإن البوى والغضب
يحملهم على عدم الإنصاف والقيام عليه. ولا اعتبار بمدح خواصه
محاسن. وإنما العبرة بأهل الورع والتقوى من الطرفين» الذين يتكلمون
بالقسط ؛ ويقومون لله ولو على أنفسهم وآبائهم.
بوجه أصلاً؛ مع خبرتي التامة به؛ ولكن لا يسعني في ديني ولا عقلي
أن أكتم محاسنه؛ وأدفن فضائله ؛ وأيرز ذنوباً له مغفورة في سعة كرم الله
11 الرد الدامغ على الزاعم أن شيخ الإسلام اب
مع أني مخالفٌ له في مسائل أصلية وفرعية ؛ قد أبديت ؟: أن
وأضداده ؛ فحسبي الله !.
وكان الشيخ أبيض؛ أسود الرأس واللحية ؛ قليل الشيب» شعره
إلى شحمة أذنيه؛ كأن عينيه لسنان ناطقان؛ ربعة من الرجال؛ بعيد ما
بين المنكبين؛ جهوري الصوت؛ فصيحاًء سريع القراءة. تعتريه حِدَّة؛
ثم يقهرها بحلم وصفح؛ وإليه كان المنتهى في فرط الشجاعة؛
توفي ابن تيمية إلى رحمة الله تعالى معتقلاً بقلعة دمشق ؛ بقاعةٍ
سنة ثمان وعشرين وسبع ماثة.
كهيئة يوم الجمعة؛ حتى طلع الناس لتشييعه من أريعة أبواب البلدء
وحُمل على الرؤوس إلى مقابر الصوفية ؛ ودفن إلى جانب أخيه الإمام