منوال سبق فائبع الطريق وبدا له أن قد فق في سعيه كيا صرّح بذلك في جملة
جميلة أدرجناها في بيان هامشي من مطلع التمهيد نقلا عن الدياج المُذهب
لابن فرحوث .
وقبل الحتام لنا كلمة شكر تُسديها لصديقنا الفضال السيّد الكريم اليب
اللمسي صاحب دار الغرب الإسلامي" إذ قبل نشر هذا الكتاب كا قبل نشر
سابقيه من تاريخ التراث الإسلامي ومن الغرب العربي بصورة خاصة
اوس 7 مؤلّف قصد منه صاحبه أبو بكر محمد بن الوليد
ارد ل أهل البدع وا
والطرطوشي عالم من كباز العلماة + أندلسي المولد والمنشأ إذ قد ولد
بطرطُوثتة حوالي 451/ 1059 وتفقه بسرَفُسْطَة + مشرقيٌ الوفادة إذ استكل
تفقّهه بالعراق وتقّل بين الشام وبيت المقرس ولبنان ودرّس في القاهرة وكذلك
في الإسكندرية حيث توفي في 520/ 1126 ١
بن ما أتوا به من حوادث أخرجتهم عن حظوتها
وبقضايا من ال أليف في البدع له مَساس متين بمعاملات الناس
التي ينتمون إليها و ©
بعض العواصم الإسلاميّة المشرقيّة واحتك بأفراد من رجال السلطة فخرج من
نجربته هذه بنظرة واضحة دقيقة عن السلوك الأخلافي - السياسي منه والإجتاعي
وحتى الإقتصادي بقعلم النظرعن الديني - عبر عنا تعيراً قربا في أكثر من كتاب
الناس بما فييم الأمير والقاضي. والعالم وعامتهم كذلك .
وكان الطرطوشي برمي من وراء هذا إلى هدف واضح محدّد هو إقامة تمع
وأصحابه ثمّالتابعين لهم بإحسان ثم كبار الأئمّة وفيه الضمان التام البقاء في حظيرة
الأهمّ منا إذ خصّصه لاستكال الدرس ثم للتدريس والوعظ والإرشاد - في
ظلّ دولة عبيديّة شيعيّة يمكن لنا أن ندرك البعد السياسي الكامن في عبارة مثل
« أهل البدع » التي يلجأ إليها أكثر من مرّة " .
(» استعملها الطرطوشي في كناب الحوادث والبدع أربع مرّات : الفقرات 23 - 24 -
الإسكندرة - لاكانت عليه في أيَامٍ الشيعة ّّ الجمعة ومن غير ذلك من
ومن المفيد أن نذكربأنَ ابن أني زيد القيوواني (386/ 996) - الذي بحيل عليه الطرطوشي
كانت بإفريقية ونخاصّة بعد تقلطا منها إلى مصر في فترة القطيعة بينهم وبين خلفاهم بني زيري
على عهد المع بن باديس وذلك بعمله وخاصّة بتاليفه مثل لذب عن مذهب مالك وكتاب
الجامع في السنن والآتاب والجكّم والغازي واتاريخ . أنظر في التعليقات عل الأعلام
ابن أني زيد القيرواني + وفيها إحالة على فؤاد سيزكين في تاربخ التزاث العرفي وعلى مقال «.
ر . إدريس في الطبعة الثانية من دائرة المعارف الإسلامية 2 .1 .8 بمنوان :فارد2 نفم و10
وفي هذا القهيد نريد أن نجيب على سؤال أو بالأحرى على سؤالين : اذا
أقدمنا على نشر كناب الحوادث والبدع 9 أو بالأحرى اذا عندنا إلى
نشره » إذ سبق أن تُشر في تونس في 19589 ؟
وللإجابة عن السؤال الأول سوف نركز الحديث على عنصرين :
- مكانة الطرطوشي من تاريخ الفقه العربي الإسلامي .
- قيمة مؤلفه العلميّة في تاريخ التأليف في البليع +
وللإجابة عن السؤال الثاني سوف نحاول تقييم عمل ناشر الكتاب منذ ثلاثين
سنة بالإعتاد على مخطوطتين فقط مليئتين أخطاء » لم يوفق إلى الإستفادة منها ولو
استفادة وسطى .
1 - الطرطوشي ومكانته من تاريخ الفقه العرني الإسلامي
الواقع أنّ نشاطه العلمي -
تحديد هذه المكانة بالتعرّض إلى عناصر ثقافته الدينية ثم تدريسه وتاليفه
تأليفاً - شمل داثرة أوسع من دائرة
وتلاميذه + غير معرضين عم أبرز هذه المكانة في عصره خاصة من حوادث
1 - حياة الطرطوشي :
هو محمد بن الوليد بن محمد بن ٍ ب الفهري
المعروف بالطرطوشي © أبو بكرء ويعرف أب ا ون
الوليد الباجي حتى سنة وفاته أي 474/ 1081 وأخذ عنه مسائل الخلاف في
إليه المتفقّه كعلم الفرائض '" . وييبدو ميل الطرطوشي إلى فن الحلافّات في أكثر
هكذا ضبط حركات الكنية خلوف في شجرة النور الزكية + ص 124 ١ 125 6 360 +
0 رع مصر . وي الفبياج لابن فرحون (ج 2 + ص 244 - 248) زد
( عن تكوين الباجي الفقيه الأصولي الجدلي أنظر المهيد لتحقيقنا لئصّه إحكام الفضول في
أحكام الأصول + ص 98 إلى 123 : خاصّة ص 103 إلى 108
(3) يذكر الضتّي في ني المقمس (ص 125) أن الطرطوشي قال متحدثاً عن نفس : الم
أرحل من الأندلس حتى تفقّهت وازت الباجي
من مسألة في كتاب الحوادث والبدع + كا يبدو احترامه لأستاذه إذ ذكره تسع
بصاحب المنتقى !" .
وفي سنة 476/ 1083 ابتدأ رحلته المشرقيّة للحج ولطلب العلم على عادة
فقهاء الأندلس ومنهم أستاذه الباجي . وفي مك وحوالي 481/ 1087 التقى
بمحدث الأندلس أي علي الصَّدَفي . واستكل عذته الفقهيّة في بغداد ي
أبي المعيد المتولي وأبي سعيد الجُرجاني " وغيرهم من أئمّة الشافعيّة . وتتلمذ
أيضاً على أي محمد رزقى الله الميمي الحبلي . وفي البصرة سمع من أبي علي
لأُستري . وأقام بالشام مّة ودرّس بها وعاش فيها عيش القناعة والتقشّف
فذاع صيته وأقبل عليه الطلاب رغبة في علمه . وبعد سنة 485/ 1092 التقى
بأي بكر بن العربي ووالده في بيت المقدس كا يذكر ذلك ابن العربي في كتابه
الغزالي الذي كان قد ترك بغداد وأقبل على حياة من الزهد والتقشّف أرادها خلوة
على طريقة الصوفيّة . وذلك ابتداء من سنة 488/ 1095 كا يدق ذلك في
كتابه المنقذ من الضلال . وهكذا وبعد الشام انتقل إلى بيت المقدس . وهذا
(2) أنظر الضّلة لابن بشكوال ماج 1 ص 143
(3) هكذا في النبباج زج 2 + ص 125) وني شجرة الثورااص 124) : أبو محمد © وني
(ه) أنظ قانون التأويل لابن العرني بتحقيق محمد السلباني (ص 422 + ب 1) حيث تطرّق
القاضي للحديث عن رحلته : خرجت سن خمس وثمانين وأربعاية في طلب العم ورد
الشباب فشيب وكأس القنّة نضيب وغصن الأماني رطيب (... ) وعجلت علي الغربة ابن
يعني أن التقاء الطرطوشي بابن العرني - ابناً وأباً - تم سنة 488 بالتدقيق .
وذلك لا يُستغرب إذ علمنا أن ابن العربي أخبرنا في قانون التأويل - وفيه دوّن
ل كبو وسوسة والمهدة واجتمع فيها بالبعض من العلماء . ثم ركب
برهة من الزمن ومنها ذهب إلى الشام وأمل الإمام الغزالي . فالتحق به في الأرض
المقدئمسة وائصل به في المسجد الأقصى وأخذ عنه مدّة ثلاثة أعوام" . فلا
نستبعد أن تكون هذه الرحلة قد استمرّت ثلاث سنوات ابتداء من مدينة مالقة
وانتهاء إلى بيت المقدرس عل الأقلّ . وكذلك لا نؤختر هذه الملاقاة عن سنة 488
إذ في هذه السنة بالذات توفي ساتكين التركي وهو من جملة الطلبة الذين كان
معه . نما أن سمع الغزالي بمقدمه وتحقق من مقصده حتى حاد عنه ولم يتم اللقاء
1 أنظر قانون التأويل ٠ ص 423 إل ص 435 . وعن اجماعه بالغزالي يقول ( ص 433 )
الأقصى فلاح لي بدر المعرفة فاستترت فيه أزيد منى ثلاث أعوام . وحين صليت بالمسجد
أنظر قانون التأويل ص 439 . وعبارة ابن العرني واضحة في أنّ ورود الطلبة - ومنهم
أبر منصوز ساتكينين أرسلان التركي الملكي المذهب والمولع بالنحو والأدب كا يدقّق ذلك
بالغزالي والطرطوشي
بين الرجلين '" . وعندها وبعد أن أقام الطرطوشي بيت المقرس مدّة استطاع
خلالها ابن العربي أن يأخذ عنه ما شاء حتى انفتح له به إلى العلى كل باب حسب
© + قصد جبل لبنان وأقام فيه فترة من الزمن صحب خاللمها رجلا
على التذكير بذلك من أرّخ للطرطوشي . وهي ظاهرة تبدو محتمّلة إذا استعرضنا
ما ورد في كتاب الحوادث والبدع من استتكار لكل ما يتّصل والأخرف
ابد وحث على ما يتم بالقناعة والإقتصاد في العيش
ويذكر من أرّخ للطرطوشي أنه لما فقتل صاحب مصر المبيدي الشيعي
يساكنهم من العامة والخاصة توج إليه قاضي المدينة ابن حَديدة على رأس وفد
لله + عبد الله السابح . ومن هناك ان
لتحقيق نص الجرح والعديل للباجي زج 1 + ص 6) وثقلاً عن مرآة الجنان لليافي أن
(2 قانون التأويل + ص 435 . وبروي القاضي خبر اجتاعه بالطرطوشي : « ومشيت إلى
ألي بكر الفهري - رحمة الله عليه ! - وكان ملزماً من المسجد الأقصى + ظهره الله
بموضع يقال له الغوير بين باب الأسباط وعراب 7
باب وني القد يه في للم والعمل وب لي هل يديه أعظم أمل ف (الصدر الفكور "من
(3) الفروض أنّهم من الفقهاء ١
حتى يملا بعض الفراغ الذي تسبب فيه مقتلهم
(ه بغية الملديس + ص 127
إلى الطرطوشي
دارا سَريّة فأباح قاعنها وطابقها الأسفل للطلبة وخص أعلاها للسكنى .
وبروي تلميذه والمتصرّف في حوائجه والملازم لخدمته أبو عبد الله
فرجة ومذاكرة ومداعبة وأنّهم كانوا في إحدى المرّات ثلانماية وستين رجلاً . وقد
بدا لأحمد باكير أنّ الشيخ كان بجانب وعظ طلَابه وحنّهم على طلب العلم
بحملهم على مقاومة الشبيديين " . وهذا لا يستغرب البئة إذ تذكرنا - وقد مر
برهم او رضي بمعاشرتيم
وعلى كلّ فقد كانت في نفس الشيخ وحشة من القاضي ابن حَديدة . وهو
والمعونة على المظالم . وسرعان ما أتى ردٌ القاضي فكان على شكل وشاية بالشيخ
لدى السلطان الشيدي فحمل إليه نبأ ترهاته مع طلبته كما نقل إليه فتواه بتحريم
الجين الذي بأني به النصارى وفتاوى أخرى ؛ بقطع محزّمات ا
ولنلاحظ بسرعة أن مخلوف يشير في شجرة النور إلى رسالة في تحريم جين
الروم *' وأنَ الحملة الصليّة الأول (489/ 1096 - 492/ 1099)
يخ المالكية في المشرق إلى أواخر القرونت الوسطى
() أنظر موك ار
(2) أنظر اليان رقم 21
ل النبباج ءاج ١2 ص 247