كلمة شكر وتقدير
رؤوف رحيم ‎٠:‏
والصلاة والسلام على رسول الله محمد كِةٍ المبعوث رحمة للعالمين»
وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ ومن سار على نهجهم واتبع ستنهم واقتفى
يقول الرسول كي: «لا يُشكر الله مَنْ لا يُشْكر النّاس»!").
التقدير والاحترام لهذا الصرح الشامخ؛ الجامعة الإسلامية» ممّلة بجديرها
فضيلة الدكتور عبد الله بن صالح البيد؛ على رعايتها لي في دراستي
الجامعيّة والعليا طيلة ثلاث عشرة سنة. .
وإنّي لاحمد الله تعالى أن شرفني بالانتساب إلى هذه الجامعة
وأحمد في مسنده 0748/7 007 هفكاء 447 وصححه الالباني في السلسلة
الصحيحة 188/1 رقم 417

ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. .
# كما أتقدم بشكزي وتقديري إلى القائمين على كليّة الدعوة وأصول
وطلآبه. سائلاً الله العلي القدير أن يثيبهم أحسن الإثابة؛ ويجزيهم خير
# كما أنه من الواجب علي أن أتقم بفائق شكري وتقديري إلى
شيخي وأستاذي الفاضل؛ فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله
إشرافه على هذه الرسالة؛ بذل لي خلالها وقته؛ وأسدى إليّ ملاحظاته»
فضيلة الشيخ صالح عنّي وعن طلاب العلم أفضل الجزاء» ويجعل ما
وصلى الله وسلّم :على نينا محمد وعلى آله وأصحابه أفضل صلاة
المدينة النبويّة
ليلة الثالث والعشرين من رمضان.
المبارك 1616ه

بس الاجم
المقدمة
*# إن الحمد لله» تحمده ونستعينه ونستغفره» ونعوذ بالله من شرور
«أمّا بعد: فإنٌ خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد
َة. وشرٌ الأمور مُحدثاتهاء وكلّ بدعة ضلالة».!" «وكلٌ ضلالة في
انار
(4) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه 547/7 ك الجمعة؛ باب تخفيف الصلاة والخطية .

وتباين العقول والأخلاق؛ حيث خلقوا من طبائع ذات تنافره وابتلوا
للإنسان ما يلل ويهاديه. وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الس
# وبعث الله نينا محمداً كي بالهدى ودين الح بين يدي الساعة
واستند كل قوم إلى أهوائهم وآرائهم» لُخرج الناس من الظلمات إلى
بعد شتاتها وتنرقهاء وفُرّق بين الح والباطل» والهدى والضلال» والرشاد
والغي» والصدق والكذب» والعلم والجهل»؛ والمعروف والمنكر» وطريق
أولياء الله السعداء وأعداء الله الأشقياء. .
فتركهم على البيضاء ليلها كنهارهاء لا يزيغ عنها إلا هالك. .
# وكان من أعظم ما يحتاجون إليه؛ وبين لهم رسول الله كل:
تعريفهم بربّهم؛ وبما ينتحقه من الأسماء الحسنى» والصفات العلى . +
# ولقد كان فهم الصحابة رضوان الله عليهم لكتاب ربّهم؛ وسنّة
بيهم كِلي: واعتصامهم بهما: حاثئلاً بينهم وبين التنازع والتفرق المذموم.
ية رحمه الله لكتاب: تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل
الباطل - كما في العقود الدريّة لابن عبد الهادي ص 14ء 70

ُقَدمُوا بين بدي الله وَرَسُوله وَاتَّقُوا الله إن لله سميع عليم 06"
ربّهم جل وعلا قد أخبر بذلك؛ أو رسوله ؟
تبعاً لخبر الله تعالى وقوله؛ وخبر رسوله كَةٍ وقوله؛ وتكون أعمالهم
يعارض النصوص بمعقوله. .
#ام حدثت البدع؛ وظهرت المعطلة بعد انقراض عصر أكابر
أسماء الله الحسنى» وصفاته العلى» وصار أغلب ما يصفون به الرب
تعالى هو الصفات السلبيّة العدمية.
# وقد أعرضوا عن كتاب الله تعالى» وعن سنَّة رسوله محمد كي
فقدّموها على ما جاء به الرسول كيه" .
# وقد صيّرَ المبتدعة هذه الأصول عمدة لهم في تود الله تعالى؛
818/1 ‏مجموع فتارى ابن تيمية 14/13 . وانظر: الملصدر نفسه‎ )1(

وفي كتاب الله بغير علم.
فهم مختلفون في الكتاب» مخالفون للكتاب» مجمعون على مفارقة
# وقد قرّض الله تعالى لهم «بقايا من أهل العلم؛ يدعون من ضلٌ
ويُيَصِرُون بنور الله أهل العمى .
أحسن أثرهم على النّاسء وآقبح أثر النّاس عليهم!".
# ولقد كان أحد هؤلاء الأثمة الأعلام: شيخ الإسلام أحمد بن عبد
على أصحابها بأبلغ رد وأفحمه. .
‎)١(‏ انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 88/17 54 . ومنهاج السنة النبوية له 717/7
() مستفادة من خطبة الإمام أحمد بن حنبل في مقدّمة كتابه الردّ على الجهمية والزنادقة ص
(© الرد على الجهميّة والزنادقة للإمام أحمد ص 88+

وعلا عن صفاته. .
# ولقد أحبيت أن يكون موضوع بحثي لنيل درجة العالمية العالية
«الدكتوراة»: دراسة هذه الأصولء والردّ عليها بكلام شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله؛ لأنّه خير من حيرا - في نظري - وأفضل من رد
الصفات. والردٌ عليها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية).
* أهمية الموضوع,؛ وسبب اختياري له:
شرف العلم من شرف المعلوم. ‎٠‏
وأي معلوم أشرف وأجل من الله عزّ وجلّ. .
يقول شيخ الإسلام ابن تبمية رحتمه الله : «العلم الله وما يستحقه
من الأسماء والصفات؛ لا ريب أنه مما يُفضِل الله به بعض النّاس على
#اثم كر مباحك هذا الموضوع في توحيد الأسماء والصفات يُضفِي
عليه أهمية يّة عظمى؛ إذ التوحيد - ومنه توحيد الأسماء والصفات - أول
الدين وآخره. .
عناوين متفردة؛ باستثناء أقوال شيخ الإسلام رحمه الله المتناثرة في بطون
‎)١(‏ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 174/7

# ومن يعلم مَنْ هو شيخ الإسلام ابن تيمية؛ ذلك العالم الفلاء
والإمام البارز» الذي حباه الله تعالى بموهبة استحضار الأدلة؛ والترجيح
بين المسائل؛ حتى لكأن العلم بين عينيه رضي الله عنه: يُدرك أن ربط
الردود بكلامه الذي يقوم على الأدلة الصحيحة» والاستنباطات
* أضف إلى ذلك بعض الأسباب الأخرى. .
ومن أهمّها: الامتداد الواضح القوي لمذهب المبتدعةء وانتشاره
العريض في الأماكن المختلفة من العالم الإسلامي. .
# والمعتزلة وإن كانوا لا يُوجدون اليوم بهذا الاسم؛ إلا أن عقيدتهم
في الصفات يحملها الشيعة على اختلاف طوائفهم» والإباضية على
اختلاف بلدائهم ‎ .‏
# وأفكار الفلاسفة التي تغلغلت في عقول كثير من المتنسبين إلى
الإسلام اليوم» ولا سيّما العلمانيين منهم. .
# والاشعرية والماتريديّة تمدّان أذرعهما كالاخطبوط في بقاع شتى من
العالم الإسلامي وينْمون أنفسهم - زوراً ‏ باهل السئة والجماعة. .
وياعدهم على ذلك:

‎-١‏ تبني كثير من الجامعات لمعتقدات الأشعريّة والماتريديّة» وإدخال ذلك
في مناهج التعليم لديها. .
7 كثرة الكتب التي تيع محققة أو بدون تحقيق؛ سواء أكانت إحياء
لمصدرء أو إنشاءً لمرجع؛ وكلها تخدم مذهب الأشعرية والماتر,
استمرار الدروس التي تُلقى في مساجد المسلمين» ويُقْرِّر فيها مذهب
استخدام مشايخ الطائفة الأشعريّة لسلطتهم على العوام؛ بمنعهم من
أخذ الأصول من غير المذهب الأشعري؛ وحنّهم على حفظ المتون
يحمد الله - بطائفة تحمل أفكار السلف الصالح رحمهم الله؛ وتتبثى
معتقداتهم القائمة على الكتاب والسئة؛ وتسير على منهجهم في
الاستدلال» وتنشر الكتب التي تخدم مذهبهم وتوضحه . .
والجامعات المباركة المنتشرة في هذه البلاد من روافد الخير لهذا التيّار
السلفيٌ؛ بنشرها لهذا المعتقد بين أبناء العالم الإسلامي» وحضها أبناءها
الطلاب على تحقيق المخطوطات؛ ودراسة الموضوعات التي توضح هذا
سلكت في كتابة هذا البحث - مستعينا بالله تعالى ‏ المنهج الآتي:
‏- منهجي في تبويب الرسالة:
‏* ا كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد جمع الأصول التي