أمّة؛ فلم يبقّ لأحد حجّة دون حجّته؛ ولا استقام لعاقل طريق سوى
بعد وضعها خلاف مخالف» ولا قول مختلف؛ فالسالك سبيلها معدود في
الفرقة الناجية» والناكب”*“/ عنها مصدود إلى الفرق المقصرة أو الفرق
أيديهم وألسنتهم بين كل نفس فاجرة ومبرورة؛ وبين كل حجة بالغة وحجة
مقدمة ينبغي تقديمها قبل الشروع في المقصودء وهي معنى قول
رسول الله كِية: «بد"" الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى!"©
الواضح+ والتحب فلان محجة الطريق إذا ركبها. لسان العرب لابن منظور (7/1/
© المحجة بفتحتين: جادة الطريق. الصحاح (138/1).
الصحاح للجوهري (178/1).
)0 أي فاسدة هالكة. انظر لسان العربد (4/4)
0 الجماعة تكون من الثلاثة . الصحاح (1747//5)
)٠( في (ط) ٠» وضبطت الكلمة (في خ و ط بضم الياء وكسر الدال)
مسلم بشرح النووي (173/7).
كتاب الاعكمام نات ع
فاختلف المفشرون في معنى قوله تعالئ: «لُوٌ لَهُمُ رَحَن تتىِ؛ فروى عن 2
عباس رضي الله عنهما أن معناه فرح اق اد ا
صحيح مسلم بشرح النووي (1716/1)-
رواه الإمام الآجري في كتاب الغرباء عن عبد الله بن مسعود (ص4١)؛ والإمام الداني
في كتاب السئن الواردة في الفتن (1/75) عنه أيضاً. وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي
مدلس وقد عنعنه. قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: اختلط بآخره (7/
77 وانظر تهذيب التهذيب (8/ 17 0
ولكن الحديث صح بشواهده؛ قال الشيخ الألباني: له شاهدان من حديث سعد بن أبي
وقاص وعيد الله بن مبمرو بن العاص عند الثاني بإسنادين صحيحين؛ ومن شواهدة
وأصل الحديث في مسلم عن أبي هريرة وليس فيه السؤال (171/7). وصححه الألباني
كما في السلسلة الصحيحة (177/3) برقم (1717)؛ وقد استقصى روايات حديث
الغربة ودرس أسانيدها الشيخ سلمان العودة في كتابه الغرباء الأولون (ص7؟ - 41
في (ط): «النزوع». والنزاع جمع نزيع وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرتة؛
والتزائع من الإبل: الغرائب. انظر شرح السنة للإمام البقوي (118/1).
روى الحديث بهذه الزيادة الإمام ابن ماجه في سنته في كتاب الفتن؛ باب بدأ الإسلام
غريباً عن عبد الله بن مسعود ولفظه: «إن الإسلام ينا غرياء وسيعود غريباء قطوبى
ورواه الإمام الدارمي في كتاب الرقاق عن ابن مسعود بتحوه ورقمنه
(1378) (407/1): وروا الإمام ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص؟1)؛ وابن
أبي شيبة في المصنف (177/17)؛ والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث
(ص7)؛ والطحاوي في مشكل الآثار (747/1)؛ والآجري في الغرياء (ص١؟ -
"7 والبيهقي في الزهد الكبير (ص8١7)» والبغوي في شرح السنة في كتاب الإيمان
وقال: صحيح غريب (118/1) كلهم عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي
إسحاق عن أبي الأحورص عن ابن مسعود.
وإسناد الحديث ضعيف لأن أبا إسحاق مدلس كان قد اختلط وقد عنعثه في جميع-<
وهذا مجمل؛ ولكنه”'" مبين في الرواية الأخرى. وجاء من طريق آخر:
بدا" الإسلام غريباً» ولا تقوم الساعة حتى/ يكون غريباً كما بدا
وفي رواية لابن وهب”*' قال عليه الصلاة”"" والسلام: «طوبى للغرباء
الذين يمسكون بكتاب الله حين يترك”"؛ ويعملون بالسنة حين تُطفى»
وفي رواية: «إن الإسلام بدا" غريباً وسيعود غريباً كما بدأء فطوبى
-< طرقه؛ وتقدم الكلام عنه في الحديث الذي قبله. وانظر كلام الشيخ الألباني عن هذه
الزيادة في السلسلة الصحيحة عند ذكر حديث الغربة (©/170).
)١( في (خ): «مجمل بل ولكنه
(4) رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنهاء باب في نقض عرى الإسلام عن سالم بن
عبد الله يقول: سمعت رسول الله َيه وذكره مع تكرار قوله: «قطوبى للغرباء. .©
(77)؛ ورواه البيهقي في الزهد الكبير عن عبد الله بن عمر برقم (707) (ص/147)؛
وفي سنده يحيى بن المتوكل وهو شديد الضعف جداً. انظر: تهذيب التهذيب (11/
7٠ وميزان الاعتدال للذهبي (404/1).
(0) هو عبد الله بن وهب بن مسلمء؛ الإمام شيخ الإسلام؛ أبو محمد الفهري؛ مولاهم
المصري الحافظ» مولده سنة 76١ه. لقي بعض صغار التابعين؛ وكان من أوعية
شيخ أهل مصرء وقال الذهبي: موطأ ابن وهب كبير لم أرّه؛ وله كتاب الجامع؛
وكتاب البيعة وغيرها. مات سنة 147ه.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (177/4)؛ ترتيب المدارك للقاضي عياض /١(
١47)؛ تهذيب التهذيب لابن حجر (71/3).
(8) أخرجه الإمام ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنهاء باب في نقض عرى الإسلام
عن بكر بن عمرو المعافري قال: قال رسول الله َي «طوبى للغرباء. .© وذكره بلفظه
(ص؟)؛ وبكر بن عمرو قال عنه ابن حجر صدوق عابد من السادسة؛ مات في
خلافة أبي جعفر بعد الأربعين. انظر: التقريب (105/1)-
وهذه الطبقة لم تلق الصحابة رضي الله عنهم كما بين ذلك ابن حجر في مقدمته على التقريب
انظر : الميزان (747/1)» تهذيب الكمال (158/1)» فالحديث بهذا الإسناد معضل +
وجملة!"" المعنى فيه من جهة وصف الغربة ما ظهر بالعيان والمشاهدة في
أول الإسلام وآخره» وذلك أن رسول الله كَةِ بعثه الله تعالى على حين فترة من
الرسل؛ وفي جاهلية جهلاء» لا تعرف من الحق رسما"؛ ولا تقيم له(" في
يحيون ما أمات الناس
() في (غ) و(ر): «قيا (© ساقطة من (غ).
(©) أخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنهاء باب في نقض عرى الإسلام؛ وفي سنده
الكاشف للذهبي »)٠04/0( تقريب التهذيب (177/9): وقد عنعن الحديث هناء
(ه) رواه الإمام الترمذي في كتاب الإيمان من سننه؛ باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريباً
وسيعود غريباً برقم (1378) عن كثير بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن جده وذكره
بلفظ أطول آخره: «فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من ستتي»
وقال: حسن صحيح (14/5)؛ ورواه أبو نعيم في الحلية (10/7)» وابن عبد البر في
سنتي ويعلمونها عباد الله» (170/7)؛ والخطيب في شرف أصحاب الحديث كالذي
عند ابن عبد البر (ص77)» وكذلك البيهقي في الزهد الكبير برقم 10900) (ص 1586©
والفسوي في المعرفة والتاريخ (390/1)؛ والبغوي في شرح السئة (131/1). ومدار
الحديث على كثير بن عبد الله المزني قال عنه ابن حجر: «ضعيف ومنهم من نسبه
إلى الكذب». انظر: التقريب (177/7)؛ وقال عنه الذهبي في الكاشف: دواء؛ قال
(7) في (غ) و(ر): «وجملة ما فيها. © الرسم: الأثر. الصحاح (1477/5)
(4) تنتحل كذا: أي تدين به؛ والنحلة الديانة. وقيل: الدعوى. انظر: لسان العرب لابن
منظور (11/+38)» الصحاح للجوهري (1877/5).
يقولون: إنه مجنون مع تحقّقهم”" بكمال عقله؛ وبراءته من منّ/ الشيطانت
َه زَينمَمَ». الصحاح
(ه) في (ط): «وإفاء (4) سورة ص آية (ه)
(17) في (ط): الصادقة». (17) سورة العتكبوت؛ آية (10)
(14) ساقطة من (غ). )٠( سورة قا
)١7( سورة الأنفال» آية (37). )١7( ساقطة من
كاوفعار الس
بمجرد العناد ما لا يقبله أهل التهدّي إلى التفرقة بين الحتى والباطل» كل
الطّتة"» واعتقدوا إذ لم يتمشكوا بدليل أن الخلاف يوهن الثقة؛ ويقبح
أكثر من تقليد الآباء.
ولذلك أخبر الله تعالئ عن'* إبراهيم عليه السلام في محاجة قومه:
يُنْمَلنَ»!*". فحادوا كما ترى عن الجواب القاطع المورد مورد السؤال إلى
الاستمساك بتقليد الآباء.
وقال الله تعالى : ل أَِكَمٌ حكبًا ين قبل نهُم بي تنك © ١”
التخرّق لغة: في التخلق من الكذب؛ وخرق الكذب اختلقه. لسان العرب (11/
77١ الصحاح (1457/4)-
(©© الظئة: التهمة؛ والجمع الظنن. الصحاح للجوهري (1116*/5).
سورة الزخرف» آية (14).
60 | كتاب الاعتقام
بنائهم؛ فأبى عليه الصلاة والسلام إلا الثبوت على محض الحق؛
والمحافظة على قال © الصواب» وأنزل الله فتن كايا الكَيئدً ©
العداوة» ورموه بسهام القطيعة؛ وصار أهل السلم كلهم حرباًا”"
0 عاد" الولي الحميم عليه كالعذاب الأليمل""» فأقربهم 0 ُ
كان ا الناس عن موالاته؛ كأبي جهل وغيره؛ وألصقهم به رحماء
رسالة ربّه.
ثم ما زالت الشريعة في أثناء نزولهاء وعلى توالي تقريرهاء تبعد
لكن!*'" على وجه من الحكمة عجيب”"'"؛ وهو التأليف بين أحكامها وبين
© سورة الكافرون آية (1- ؟)
0 في (ط): اعادة بدون الواو. (8 بياض في (غ).
(1) بياض في (خ)-
فر كثير من الأنبياء م السلام: 2
على حكم الاختفاء؛ خوفاً من عادية الكفار زمان"*" ظهورهم على دعوة
الإسلام من لجأ إلى قبيلة فحموه على إغماض*'؛ أو على دفع العار في
من بقي صايراً 9 إلى أن أنزل الله تعالئ الرخصة في النطق بكلمة
الكفر على حكم الموافقة (ظاهراً. ليحصل بينهم وبين الناطق
(©) في (ط): كلها (4) في لغ) و(ر): «زمنا
(ه) أي حموه على غض للبصر وتساهل في أمره مع عدم الرغبة ١ ٍ
للجوهري (1144/7).
(4) الوَزَرْ: الملجاء وأصل الوزر الجبل. الصحاح للجوهري (1/ 445
)١١( وهذا نادر في الصحابة رضي الله عنهم؛ فلا يفهم من السياق انقسامهم فريقين: فريق
زل» وفريق بقي.
وهذه غربة أيضاً ظاهرة.
لحصل الوفاق» ولم يسمع”؟ الخلاف""» ولكن سابق القدر حنم على
ثم استمرٌ مزيد”” '؟ الإسلام» واستقام طريقه على
ومن”"'' بعد موته؛ وأكثر قرن الصحابة رضي الله تعالئ عنهم » إلى أن نبغت فيهم
نوابغ الخروج عن السئة؛ وأصغوا””'' إلى البدع المضلّة: كبدعة القدر؟؟,
(؟) ما بين المعكوفين ساقط من أصل (ت)ء وقد أثبت في هامشها.
(4) الروح بالفتح من الاستراحة» وكذا الراحة. الصحاح (378/1).
ضلوا باتباع الهوى» والإعراض عن الحق.
(4) وليس لهم في سابق القدر حجة؛ فقد جعل الله لهم قدرة واختياراً. وحجب عنهم
(4) سورة هود آية (118 - 114)؛ وسيذكر المؤلف الآية وتفسيرها في بداية الباب
التاسع (48/7) من طبعة كتابنا هذا
(14) في (غ) و(ر ): «القدرية» وهي القول بإنكار القدر. وأن الأمر أنف» وأوّل من قال بهذه
البدعة معبد الجهني المقتول في بدعته سنة ٠/هء وذلك في آخر زمن الصحابة» وقد تبرأً
الصحابة من كاين عمر وأنس وغيرهما رضي الله عنهم وقد تبعه على بدعته غيلان
الدمشقي الذي قتله هشام بن عبد الملك؛ والمعتزلة تنفي القدر إلا قليل منهم؛ وكذلك
تسمى الجبرية المحتججون بالقدر (قدرية): أيضاً»؛ والتسمية على الطائفة الأولى أغلب
انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي (ص4١)؛ صحيح مسلم بشرح النووي (186/1) 0«