سدت فضل علم الوقف والإبتداء كد
في كلام العلماء بمجرد الوقوف على بعض الأدلة من غير
جمع ولا تأني؛ فذلك علامة قلة البصيرة العلمية وضعف
وإذا ما بحثت المسائل العلمية علئ وفق القواعد المعتبرة
تين للباحث القول الراجح فلا شك أن ذكره لوجه رجحانه
ولو ببسط الأدلة أمر مفيد
وبهذا البحث يتبين جواب سؤال مهم وهو : هل الوقف
علئ رؤوس الآي سنة وإن اشتد تعلق الآية بما بعدها؟ .
وبه يُظْهِرَ مرتبة الحديث الوارد في هذه المسالة؛ وبعرف قولٌ
المحققين من علماء الوقف والابتداء في الوقف على رؤوس
وسأقم قبل ذلك مقلّمة مِهُمَّة تعلق بفضل علم الوقف
بأهميته . وبعد ذلك يكون الكلام إن شاء الله مفصلا
علئ الحصديث الوارد في مسالة الوقف علي رؤوس الآي
الفاظه و الكلام علئ طرق ورجاله» و أقوال
الوقف فيها وبيان الراجح من ذلك . . وبالله التوفيق »
حك فضل علم الوقف والإبتداء سر 7ج
معنى الوقف والسكت والقطع
القراء بهاء » والصحيح عند المتأخرين التفريق بينها. فالقطع :
إلى حالة أخرئ غير القراءة كترك القراءة بالكلية أو الركوع أو
الكلام بغير القرآن. . وهذا يستعاذ بعده للقرا
1 (قط الصوت زمنا يتنقّس فيه عاد بنية استئناف
وهو المقصود بهذا البحث وهوالمراد في فن الوقف
والابتداء. فلا يقصدون بقولهم الوقف هنا : تام أو كاف أو
حسن أو قبيح؛ القطع للقراءة بالكلية ولا يقصدون بذلك
بارة عن وقف يلا تنفس» وزمن السكت
زم قطع الصوت زَمَنا يسيراء
ومقّداره حَرَكتان من غي رتنفُس » بنية العود إلى القراءة في
)١( النشر: (174/1- 47 1) والمنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية للملا
القاري الحنفي : (ص 179
وم تت فضل علم الوقف والإبتداء د
وسَمُهُمْ الختاردود تش
الوط الل ال حال اشيء» في قراءة
حترة سك اي آجر الكلمة نحو البكث كلا"
[يسن: ؟*] في قراءة حفص . قال الشاطبي :
)١( الشاطبية باب البسملة وإبراز المعافي من حرز الاماني لآبي شامة
(1) إبراز اللعافي ص11 ومن فسر قوله : دون تنفس : بأنه من غير قطع:
كصاحب التيسير أعني الداني وصاحب سراج القارئء المبتدئء وتذكار
المقرىاء المنتهي - وهو علي ابن القاصح شرح الشاطبية ص 14 -أقول
مقصودهم بذلك: من غير قطع فس . كما أوضحه أبو شامة إبراز المعاني
ص11 . وهذا التوجيه أولئ من قول القاضي الشيخ عبدالفتاح القاضي-
رحمه الله في شرحه على الشاطبية: (معناه دون قطع طويل ولابد من
الوافي في شرح الشاطبية: ص١71)
فضل علم الوقف والإبتداء سق +
وسكة حفص دون قطع لطيفة
نو من راقو و مرق دنا ولا
و من أئمة القراء من يصفها بوقفة خفيفة أو يسيرة""
والكلام علئ توجيه ما انفرد به حفص هنا من السكت
ومن المعلوم أن السكت مقيد بالرواية والسماع!".
ه٠ 44 التذكرة في القراءات لابي الحسن طاهر بن غلبون: ت: )١(
(؟) غاية الاختصار في قراءة العشرة أئمة الأمصار ص 807 +
(©) ينظر: النشر 1/ 47-778 1 واتحاف فضلاء البشر للدمياطي 27-71
[ ا أت فضا علم الوقف والإبتداء كد
إن القارئ للق رآن الكريم لابد أن يقف لان
يستأنف ويحسن الابتداء ويتخير حسن الوقف . فبذلك
تظهر المعانى ويتبين إعجاز القرآن . قال ابن الجزري:
وح انما المتور
والاستراحّة» وتعينً ارتتضاءً ابتداء بعد التنقّس
و لقد دلت الأدلة على أهمية مراعاة الوقف والابتداء ؛
وثبت واشتهر اعتناء السلف بذلك . قال تعالى : لإ ورتل
لْقرآنَ ترتيلاً 67 6 [المزمل: 4] فهذا أمر من الله تعالى بترتيل
القرآن ؛ ندب منه سبحانه للعباد إلى ترتيل كلامه ١
فخل علم الوقف والإبتداء
موج
ومراعاةٌ الوقوف داخلة في ذلك إن شاء الله تعالى» قال ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله : ف وَرَتل الْقرآنَ تيلا( »:
ترسلا)!”". قال الإمام ابن كشير رحمه الله تعاا
وقال تعالى : ف الرْحَمَن (6 علَّم الْقرآن (5) خلق الإنسان (ج
َم لان 02( [الرحمن: ]4-١
)١( رواه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية بزوائد المسانيد
الثمانية للحافظ ابن حجر النسخة المسندة: ج 4 (/73171101) ومختصر اتحاف
جامع البيان 17/ ١37/1 وابن النحاس القطع /١ 78 وينظر : الدر المنشور
في التفسير بالمأثور 319//6
(1) مصنف عبد الرازق؟/ 44٠ ومصنف ابن أبي شيبة 078/٠١ جامع
البيان 1397/1/17 والتمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمذاني
(7)تفسير ابن كثير 4/ 717 . وقيل : إن علياً . رضي الله عنه سثل عن
هذه الآية فقال: «الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف» النشر/ 748
الكامل ورقة 4 7 (مخطوط) ينظر | والابتداء للغزال 1/1 رسالة
دكتوراة تحقيق الدكتور العثمان إشراف الشيخ محمد محمد سالم محيسن
زرح د فضا علم الوقف والإبتداء كك
قال ابن النحاس : (من التبيين تَفُصِيلُ الحروف والوقف
وأبوعٌمرو الداني وغيرهما ؛ إجماع العلماء علئ أهمية
مراعاة الوقف والابتداء!"" واستدلوا على ذلك بقول عبد الله
بن عم ر رضي الله عنهما:
القرآن؛ وتنزل السورة على محمد صلئ الله عليه وسلم؛
حدم القرآن قبل الإيمان؛ فيقرأ ما بين اتحته إل محاتمته
+ 74/1 القطع لابن النحاس )١(
(1) القطع 81/١ والمكتفي ص 8 ١ والنشر 118/1 +
(7) في رواية الطبراني والبيهقي : (يقف) مجمع الزوائد 170/1 والسان
الكبرئ 17١/3
() يفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر ويايسه؛ وما
ليس له اسم خاص وقيل : هو أرداً التمر: (غريب الحديث لإبراهيم الحربي
7 والنهاية لابن الأثير 1/ 1177) +
فضل علم الوقف والإبتداء 2 ؟ج]
رواه الطبراني في الأوسط"' وابن النحاس!" والحاكم
وقال: صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة»
ووافقه الذهبي”"". والبيهقي!"' وسنده جيد .
)١( مجمع البحرين في زوائد اللعجمين للهيثمي 104/1 ومجمع الزوائد
(7) القطع لابن النحاس (81//1)
(©) المستدرك على الصحيحين (38/1) وفي طبعة عبدالسلام علوش
(4) السنن الكبرئ للبيهقي ؟/ ١7١ وينظر : الإتقان للسيوطي ١١١ /١ قال
الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني في الأوسط : (رجاله رجال الصحيح) .١ ه:
مجمع الزوائد: /١ 170 . قلت : وهو من طرق عبيدالله بن عمرو الرقي عن
زيد بن أبي أنيسة الرقي عن القاسم بن عوف الشيباني البكري» ورجاله كلهم
ثقات روئ لهم الشيخان إلا القاسم بن عوف فقذ روئ له مسلم وابن ماجة.
وتكلم فيه فتركه شعبة . وقال أبو حاتم : (مضطرب الحديث ومحله عندي
الصدق). وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديث . وذكره ابن حبان في
الثفقات. وفي التقريب: (صدوق يُغرب): «الجرح والتعديل 184/1 »
والثقات لابن حبان 8/ ٠*8 * وتهذيب الكمال 400/37 وتهذيب التهذيب
8/ 718-713 . وسنده يدور علئ عبيد الله بن عمرو وهو صحيح عنه
فقد رواه الطبراني وابن النحاس من طريق عبدالله بن جعفر بن غيلان الرقي
القرشي عنه وهو ثقة حافظ تغير بأخرة ولم يفحش اختلاطه وقد اختلط من<
مدت فضل علم الوقف والإبتداء كك
استدل ابن ('' والداني'" وغيرهم من علماء القراءات
والوقف'"" وعبارة الداني : (ففي قول ابن عمر دليل على أن
«التاريخ الكبير للبخاري 5/ 15١ والجرح والتعديل 4/8 ١٠وثقات ابن
حبان 301/8 وتهذيب الكمال 14/ 3178-7107 وتهذيب التهذيب 1173/8
واليزان 1344/7 . وفي الكاشف : (ثقة حافظ): رقم 1141 . وفي
التقريب: (ثقة لكنه تغير بأخرة فلم يفحش اختلاطه) اه.
ورواه الحاكم من طريق هلال بن العلاء الرفي والده عن عبدالله بن عمرو
وهي طريق ضعيفة؛ لضعف العلاء بن هلال الباهلي الرقي والد هلال بن
العلاء؛ قال أبو حاتم منكر الحديث وضمّف غيره: (تهذيب التهذيب 8/ 187
وتابعهما عبيد بن هشام الحلبي عند البيهقي» ولابأس به . قال: أبوحام
وصالح جزرة في عبيد بن هشام الحلبي : (صدوق) وضعفه النسائي (تهذيب
التهذيب 7/ 607-71 ثلاثتهم : (عبدالله بن جعفر بن غيلان الرقي والعلاه
بن هلال الباهلي وعبيد بن هشام الحنبلي) رووه عن عبيدالله بن مرو به
فالاثر حسن لما في القاسم بن عوف من الكلام الذي تقدم وقد تفرديه. كما
أن لبعض ألفاظه شواهد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم -.
)١( القطع ص لا
174 المكتفي ص )١(
(7)ينظر : النشر 118/١ والبرهان للزركشي 444/1 +