متى يمكنه القراءة بقصر المتفصل وتوسط المتصل؛ ومتى يقرأ بالسكت الخاص
أو العام أو بغنة النون عند اللام أو الراء» ومتى يكبر بين السورتين التكبير
بعدها لتعلم رواية شعبة بن عياش ليتقن عندها قراءة واحدة من القراءات
العشر وهي قراءة عاصم بن أبي التجود الكوفي من الشاطبية والطيبة؛ ممتثلاً قول
به حسنة؛ والحسنة بعشر أمثالاء لا أقول المع حرف؛ ولكن ألف حرف»
أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ٠
هذا وأتوجه بالشكر للدكتور محمد الصانع الذي قرأت عليه بكل طرق هذه
الرواية؛ وقد تفضل بتدقيق الكتاب أثناء القراءة عليه:كما وأتوجه بالشكر والتقدير
لأستاذي الدكتور أحمد شكري على مراجعته الكتاب وما أبداه من ملاحظات
وفوائد منتشرة في ثناياه» وأشكر كذلك فضيلة الشيخ بكري الطرابيثي الذي
تفضل بقراءة الكتاب بعد ما أجازني بطريق الشاطبية.
هذا وأرجو من كل أخ ناصح وجد في هذا الكتاب خطاً أن يلغي
إياه»وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه توفيق إبراهيم ضمرة
أحسن ليان شرح طرق الطيية 7
مقدمة في نشأة القراءات
قبل أن نبدأ بشرح طرق الطيبة نقدم بمقدمة مختصرة نوضح فيها علم القراءات
منذ نشأته حتى نضوجه واستقراره؛ نجملها بخمس مراحل هي :
أولاً: مرحلة الرواية الشفوية:
وذلك من بعثة النبي 88 إلى سنة * 7ه إذ كان القرآن الكريم محفوظاً في
الصدور مكتوباً في الوسائل المعروفة في ذلك الوقت كما في التفصيل التالي.
نزول القرآن على سبعة أحرف:
نزل القرآن الكريم على النبي هله في الشترة المكية على حرفٍ واحدٍء لأن
الدعوة الإسلامية كانت حصورة في مكة وعدد المسلمين قليل؛وبعد هجرة النبي
هته إلى المدينة ودخول القبائل العربية التي كانت تختلف في لهجاتها في دين الله
أفواجاً ؛ طلب النبي هه من الله عز وجل أن يخفف عل أمته فأنزل الله تعال
إل سَبْعَةِ أخرّف»". مما سهل تلاوة القرآن الكريم وفهمه»؛ لاسيا في القبائل
التي لها لهجة مختافة وفيها الشيخ العجوز والمرأة والضعيف الذين ألف لسائهم
لهجتهم ولا يستطيعون الرحلة إلى الرسول هه للاستماع منه.
)١( رواه البخاري ومسلم وأحمد وعبد الرزاق في المصنف.
1 أحسن البيان شرح طرق الطية.
هذا وقد أقرأ النبي #* صحابته الكرام وفق هذه الأحرف السبعة؛ وقد
لاحظ الصحابة الكرام الاختلاف بينها في حياة النبي هه؛ وقد صوب النبي 88
قراءتهم على اختلافها وأمر كل واحدٍ منهم أن يقرأ كي عُلُمَ. فعن عُعَرَيْنٍ
867 رواه الترمذي وأحمد وله شاهد عند أبي داود الطيالسي في المسند برقم )١(
رواه البخاري ومسلم ومالك وأحمد والترمذي والنسائي وأبو داود وعبد الرزاق» )(
أحسن البيان شرح طرق الطيية. 4
معنى الأحرف السبعة:
والمراد بالأحرف:
عرب » فهم مختلفو الألسن بالبيان ؛متباينو المنطق والكلام”" فإن قيل: فلهيجات
العرب أكثر من سبع » قلنا: هي أفصحها »وهو قول علي بن أبي طالب وعبد الله بن
عباس وابن مسعود وأنس بن مالك وسفيان بن عيينة والأعمش وأبوعيد
القاسم بن سلام وابن جرير الطبري وأبو شامه والقرطبي وابن الجوزي
+717 رواه أحمد في مسند الأنصار حديث رقم )١(
(1) انظر جامع البيان للطبري ج١ ص 7٠١
(©) انظر جامع البيان للطبري ج١ ص١ ؟» المرشد الوجيز لأبي شامة ص47؛ والجامع لأحكام
القرآن للقرطبي ج ص١4 ومباحث في علوم القرآن لمشاع القطان ص7١ الأحرف السبعة
لأبي عمرو الداني ص17 فنون الأفنان لابن الجوزي ص +7١4
7 أحسن البيان شرح طرق الطيية
والإظهار والفتح والإمالة والتفخيم والترقيق والإشمام والإتمام والهمز والتليين
غير توقيف-.
ومن خلال النظر في اختلاف القراءات وجد أنه زيادة على اختلاف
اللهجات العربية هناك الذكر والحذف والتقديم والتأخير فذهب بعض العلماء
إلى أن معنى الأحرف السبعة هي الأوجه اللفظية التي نزل بها القرآن» وذلك من
خلال استقراء أنواع الاختلاف الموجودة في القراءات وهو قول ابن قتبية وأي
الفضل الرازي والزركشي وابن الجزري وغيرهم مع اختلاف يسير بينهم»
هو في طريقة نطق الكلمات:وأنا عرفنا هذه الأحرف من خلال آثارها الباقية في
)١( هذا القول على الغالب» وإلا فقد نسخ جزء من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة؛ ثم نسخ
موجود بالتفصيل في ثنايا البحث.
(7)ودخل بهذا الذكر والحذف والتقديم والتأخير.
البيان شرج طرق الطيية. "١
هذه هي الأحرف السبعة التي نزلت على النبي #8 وعلمها أصحابه الكرام +
أكثر من حرف .
القراءة في عهد الرسول 88
كان الصحابة يستمعون القرآن من فم رسول الله ف«'"؛ كما كان الرسول 8ه
ينيع لقا لاز موالصحلية ينهد يشهد لهم بالإتقان ويرغب الناس في
تلقي القرآن عنهم!".
وبا أن الرسول #8 قائد الأمة؛ وإمامها والمسؤول عن جميع أحوالها صعب
عليه أن يتفرغ لإقراء الصحابة واحداً واحداً فكان لزاماً أن يتخصص بعض
الصحابة ممن أقرأهم النبي 8 لإقراء الناس نيابةٌ عنه ؛فعن عبادة بن الصامت
عند رسول الله فيأمرنا فتقرأ عليه فيخبرنا أنا كلنا محسنون. صحيح مسلم كتاب فضائل
الصحابة حديث رقم ؛جامع البيانذج١ ص ١18
وإذا أردنا القراءات الشاذة فهما متخايران »فالقراءة التي تفقد أهم ركن وهو التواتر لا يصح
أن نطلق عليها اسم القرآن (فهو المتقول إلينا بالتواتر) فهي قراءة وليست قرآناً. انظر
القراءات أحكامها ومصدرها د. شعبان محمد إسماعيل ص71
)١( قال ابن مسعود فقن :(أخذت من في رسول الله 8» سبعين سورة ما يد
أحمد وروى البخاري جه تكهتنا
"1 أحسن البيان شرح طرق الطيية.
القرآن» قال فدفع إل الرسول 88 رجلاً؛ وكان معي في البيت أعشيه عشاء أهل
البيت وأرثٌالقرآن»"". فيا يرجع أحد من عند رسول الله 8 إلا وقد تعلم شيئاً
راجعين من عند رسول الله هه فأدنو منهم فأسمع حتى حفظت قرآناً كشياً)!"
وفي العرضة الأخيرة نسخ من هذه الأحرف مانسخ وثبت ماثبت ؛ وبعض
الصحابة كان أعلم بهذا النسخ من الآخر. عن سمرة قال: (عرض الق رآذعلى
كتابة القرآن في عهد الرسول له:
وعندما كانت تنزل الآيات على النبي هه كان يأمر كتبة الوحي بكتابتها
فتكتب أمامه 88 ؛ قال زيد: كنت أكتب الوحي عند رسول الله هه وهو يملي
الناس. حتى تُظَّاهر الكتابة في السطور ما حفظ في الصدور» وقبض النبي 8ه
(7) رواه أحمد » ورواه ابن أبي شيية ج ١ ص 7417
أحسن البيان شرح طرق الطيية >
والقرآن محفوظ في الصدور مكتوب بالأحرف السبعة؛على اللخاف والعسب
والرقاع والأكتاف مفرق بين الصحابة ما عند صحابي ليس عند آخرء
كتابة القرآن في عهد الصديق *
وفي حروب المرتدين استحر القتل بالقراء في معركة البيامة حتى قتل منهم
سبعون» عندئذ خاف عمر الفاروق 8 ضياع القرآن بمقتل حفاظه فأشار على
ث رقم 5487» الترمذي حديث ١74 » مسند أحمد مسند العشرة المبشرين
الباري لابن حجر ج ٠١ ص 9844
0 احسن البيان شرج طرق الطية
الكريم كاملاً في صحف مشتملاً على الأحرف السبعة وفق العرضة
المصاحف أجراً أبو بكر» هو أول من جمع كتاب الله)".
إرسال عمر « قراء الصحابة إلى الأمصار:
في عهد عمر © اتسعت رقعة الدولة الإسلامية ودخل الناس في دين الله
أفواجاً؛ فطلب ولاة الأمصار من عمر أن يرسل إليهم من يعلم الناس القرآن»
فأرسل أبا موسى الأشعري إلى البصرة؛ وعبد الله بن مسعود إلى الكوفة؛ ومعاذ
ابن جبل إلى فلسطين؛ وعبادة بن الصامت إلى حمص ؛ وأبا الدرداء إلى دمشق.
)١( قاله أبو شامة انظر الإتقان ج١ ص08. فتح الباري لابن جر ج١٠ ص 0844؛ معجم
القراءات القرآنية ج١ ص ١١ د.عبد العال مكرم» ومن أمثلة ما رفض رواية حفصة (وَآلصُلَوة
القرآن ما تشهد به امرأة بلا إقامة بينة.انظر معجم القراءات د عبد العال مكرم ج ١ ص +١١
تاريخ القرآن عبد الصبور شاهين ص 19/8
(1) البرهان الزركشي ج ١ ص 173 وكانت سوراً مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة لكن م
الباري لابن حجر ج ٠١ ص 8804.