فالله جل وعلا قد تكفّل بحفظ كتابه إلى أن تقوم الساعة؛ كما حفظ سنة
نبيه - عليه الصلاة والسلام - من التحريف وا والنقصان والوضع... إذ
يكن منهاء فالفوا الكتب وصنفوا المصنفات وقام علم الجرح والتعديل
والمصطلح وغير ذلك لأجل حفظ المصدر الثاني في الإسلام» فالحمد لله الذي
جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم» يدعون من ضل إلى
الهدى ويصبرون منهم على الأذى» يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله
أهل العمى» فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه؛ فما
احسن أثرهم على الناس واقبح اثر الناس عليهم»
وإن كتاب الله عز وجل وسنة نَيّهِ عليه الصلاة والسلام هما المصدران
الأساسيان للتشريع في دين الإسلام وهما وحي الله تعال... فلا حلال إلا ما
لذا فقد اعتنى علماءٌ الإسلام وفقهاءٌ الأمةٍ بهما منذ عهد الصحابة الكرام
وإلى يومنا هذاء فإن خدمة د الإسلام ونصرتئه لهو شرف عظيم لا يناله إلا من
لأجل ذلك فقد بُذِلَتْ جهود وألقت كتب ورجلت رحلات في سبيل
خدمة القرآن والسنة؛ فالبعض عن بتفسير القرآن وآخرون بعلومه وغيرهم
بشرحهاء وقام من قام بالذب عنهاء وتجريح الرواة غير المقبولين وفق منهج دقيق
بفضل الله تعالى لازالت مستمرة إلى يومنا هذاء فهو باب خير عظيم ونفع
للأمة يوفق الله تعالى إليه من يشاء من عباده.
وقد قامت دعوات باطلة كثيرة”'" على مر التاريخ - للتشكيك في دين
الإسلام وتشويهه متخذة أساليب كثيرة؛ منها: التشكيك في السنة النبوية والطعن
شبهاتهم وبينوا مكانة السنة النبوية الشريفة في الإسلام ومنزلتها في التشريع
وهذا البحث هو إضافة لما قام به أولئك العلماء وطلاب العلم؛ فهو يبين
التطبيقية والتي يتبين من خلالها أنه لا يمكن الاكتفاء بالقرآن وحده؛ إذ السنة -
وهي وحي من عند الله تعالى جاءت بتخصيص عام القرآن وتقييد مطلقة؛ بل
له مجالاً للإنكار إلا مكابرة والعياذ بالله...
اعتقاد صحيح من الإيمان بوجوب اتباع الني كَيةِ وطاعته وأخذ ما أتانا به وترك
وإن أبرز الأسباب التي دعتني لاختيار هذا الموضوع ما يلي:
)١ إن البحث يتعلق بمصدري التشريع في الإسلام: الكتاب والسنة وإن
الدراسة في ذلك لهي شرف عظيم وفضلها كبير لا يخفى. وأسأل الله تعالى
)١ جمع نماذج وتطبيقات نسخ وتخصيص وتقييد السنة للقرآن في موضع واحد
؟) إثبات حجية السنة النبوية ومنزلتها في التشريع الإسلامي عملياً وذلك من
خلال الدراسة التطبيقية والأمثلة الواقعية.
) التعمق في دراسة مباحث الألفاظ وهي من أهم مباحث علم أصول الفقه
- فإن مباحث العام والخاص والتخصيص والمطلق والمقيد والتقييد من أهم
مباحث علم أصول الفقه... كما إن مباحث النسخ لا تقل أهمية عن ذلك
كما هو موضح في ثنايا البحث.
#) استمرار الدعوات المنحرفة التي تنكر السنة ولا تعمل بها كجماعة القرآنين
6) تعدد العلوم التي يدور عليها البحث» فهو كما أنه بحث أصولي يبحث في
علم أصول الفقه ومصدري التشريع؛ فهو بحث له علاقة بعلم التفسير
والعقيدة والفقه وتطبيقات الأصول والقواعد على الفروع؛ وغير ذلك...
فهذه أيضاً - من الأسباب التي شجعتني لاختيار هذا الموضوع والكتابة
الدراسة السابقة:
حسب علميء فإنه لم توجد دراسة لهذا الموضوع في السابق» فلم أقف
خلال بحثي الطويل في المكتبات العامة والتجارية ومكتبات الجامعات وفهارس
منه في مواضع متفرقة فالجانب النظري منه مضمّن في المراجع الأصلية لكتب
أصول الفقه - ولم يفرد في بحث مستقل - وأما الجانب التطبيقي وهو المقصود
الأساسي بالبحث فلا يذكر في غالب المراجع إلا نماذج قليلة كما توجد بعض
الأمئلة في الكتب التي عنيت بتخريج الفروع على الأصول إلا أنها قليلة جداً.
خطة البحث:
ولما كان الموضوع يحتوي على جزئيات كثيرة؛ أحبيت أن تكون خطة
المقدمة: وفيها بيان أهمية الموضرع وأسباب اختياره؛ والدراسة السابقة وخطة
البحث والمنهج الذي سرت في الرسالة عليه.
الباب الأول: في الدراسة النظرية لنسخ وتخصيص وتقييد الكتاب بالسنة
وفيه تمهيد وثلاثة فصول:
المبحث الأول: في تعريف القرآن والسنة وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف القرآن في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: تعريف السنة في اللغة والاصطلاح.
في حجية السئة ومنزلتها في التشريع الإسلامي والإشارة إلى
المطلب الأول: في حجية السنة.
المطلب الثاني: منزلة السنة في التشريع الإسلامي.
المطلب الثالث: متكرو حجية السنة النبويا
الفصل الأول: نسخ الكتاب العزيز بالسنة النبوية الشريفة وفيه خمسة مباحث:
اللبحث الأول: في تعريف النسخ وبيان فضيلة علم الناسخ والمنسوخ وفيه
المطلب الأول: تعريف النسخ في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: بيان فضيلة علم الناسخ والمنسوخ.
المبحث الثاني: في حكم النسخ وبيان الحكمة منه وفيه مطلبان:
المطلب الأول: حكم السخ.
المطلب الثاني: الحكمة من مشروعية السخ.
المبحث الثالث: أركان وشروط النسخ ومسائل مهمة تعلق بالنسخ وفيه
المطلب الأول: أركان وشروط النسخ.
المطلب الثاني: مسائل مهمة تعلق بالنسخ وهي ست مسائل:
-الأولى: الفرق بين النسخ والتخصيص+
النسخ والبداء.
-الثالثة: نسخ الأمر قبل التمكن من الامتثال.
-الخامسة: نسخ الأخف بالأثقل.
المبحث الرابع: أنواع المنسوخ من القرآن وطرق معرفة النسخ وفيه مطلبان:
المطلب الأول: أنواع المنسوخ من القرآن.
المطلب الثاني: طرق معرفة السخ»
المبحث الخامس: نسخ الكتاب العزيز بالسنة النبوية وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: نسخ القرآن بالقرآن.
المطلب الثاني: نسخ السنة بالسنة.
المطلب الثالث: نسخ السنة بالقرآن.
المطلب الرابع: نسخ القرآن بالسنة.
الفصل الثاني: تخصيص الكتاب العزيز بالسنة النبوية الشريقة وفيه خمسة
البحث الأول: تعريف العام والخاص والتخصيص وأقسام العام وفيه
المطلب الأول: تعريف العام والخاص والتخصيص.
المطلب الثاني: في أقسام العام.
المبحث الثاني: في صيغ العموم ودلالة العام وفيه مطلبان:
المطلب الأول: في صيغ العموم.
المطلب الثاني: في دلالة العام.
المبحث الثالث: مسائل مهمة تتعلق بالعام وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: في أقل الجمع.
المطلب الثاني: العموم إذا ورد على سبب خاص٠
المطلب الثالث: جع المذكر السالم هل يتناول الإناث؟
المطلب الرابع: دخول العبيد في خطاب الناس والمؤمنين.
اللطلب الخامس: ترك الاستفصال في حكاية الأحوال ينزل منزلة العموم في
المبحث الرابع: في مسائل مهمة تعلق بالتخصيص وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: في جواز التخصيص.
المطلب الثاني: في الاستدلال بالعام قبل البحث عن اللخصص ومقدار
البحث عن المخصص عند القاثلين ب
المطلب الثالث: الغاية التي ينتهي تخصيص العموم إليهاء
المطلب الرابع: في تعارض العام والخاص.
المبحث الخامس: تخصيص الكتاب العزيز بالسنة النبوية الشريفة وفيه أربعة
المطلب الأول: تخصيص الكتاب بالكتاب.
المطلب الثاني: تخصيص السنة بالسنة.
المطلب الثالك: تخصيص السنة بالكتاب.
المطلب الرابع: تخصيص الكتاب بالسنة.
الفصل الثالث: تقييد الكتاب العزيز بالسنة النبوية الشريفة وفيه خمسة
المبحث الأول: تعريف المطلق والمقيد وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف المطلق في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: تعريف المقيد في اللغة والاصطلاح.
المبحث الثاني: الفرق بين المطلق والنكرة والمطلق والعام والتقبيد واالسخغ
المطلب الأول: الفرق بين المطلق والنكرة.
المطلب الثاني: الفرق بين المطلق والعام.
المطلب الثالث: الفرق بين التقييد واللسخ.
المبحث الثالث: مسائل مهمة تتعلق بالمطلق والمقيد وفيه أربعة مطالب.
المطلب الأول: مراتب المقيد.
المطلب الثاني: أنواع المطلق والمقيد.
المطلب الثالث: وقوع الإطلاق والتقييد في الأمر والخبر.
المطلب الرابع: الأصل في المطلق والمقيد.
المبحث الرابع: في حمل المطلق على المقيد وشروطه وأحوال المطلق والمقيد
المطلب الأول: بيان المقصود بحمل المطلق على المقيد.
المطلب الثاني: شروط حمل المطلق على المقيدء
المطلب الثالث: أحوال المطلق والمقيد بالنسبة للحمل وعدمه.
اللبحث الخامس: تفييد الكتاب العزيز بالسنة النبوية الشريفة وفيه أربعة
المطلب الأول: تق
المطلب الثاني: تقييد السنة بالسئة.
السنة بالكتاب.
الباب الشاني: في الدراسة التطبيقية لنسخ وتخصيص وتقييد الكتاب بالسنة
وفيه تمهيد وثلاثة فصول:
التمهيد: في تعريف علم التطبيقات في أصول الفقه وأهميته وثمرته.
الفصل الأول: تطبيقات نسخ السنة للقرآن.
الفصل الثاني: تطبيقات تخصيص السنة للقرآن»
الفصل الثالث: تطبيقات تقييد السنة للقرآن»
منهج البعث:
وقد سلكت في كتابة هذه الرسالة المسلك التالي:
)١ جعت المادة العلمية؛ بالاطلاع على ما كتبه أهل العلم المتقدمون
المراجع الأصلية؛ ثم استعنت بما كتبه المتاخرون. وأما فيما يتعلق بالدراسة
التطبيقية فإني قد جعت مادتها بالبحث في كتب تفسير القرآن وكتب
أحكام القرآن؛ وكتب الحديث وبعض الكتب الفقهية؛ والكتب التي ألفت
في تخريج الفروع على الأصول» مع الكتب الأصلية في أصول الفقه.
ووثقت نسبة كل قول من مصدره ما أمكن ذلك ...
؟) عزوت الآيات القرآئية الواردة بذكر اسم السورة ورقم الآية؛
ولم أفرق في ذلك بين الآية الكاملة والجزء من الآية.
4) خرجت الأحاديث النبوية من مصادرها بذكر الكتاب والباب
ورقم الحديث وذلك فيما ورد في الكتب الستة والمسند؛ وأما غيرهاء فاذكر
أحياناً الجزء ورقم الصفحة لقلتها. وإن كان الحديث في الصحيحين أو
باقي كتب السنة بثلاثة كتب - في الغالب - كما اجتهدت في نقل
حكم العلماء المتقدمين عليه؛ فإن لم أتمكن نقلت حكم علماء الحديث
المعاصرين؛ وقليل جدا عدد الأحاديث التي لم أتمكن من الوقوف على
8) إذا تكرر ذكر الحديث
اشير إلى موطن تخريجه من الرسالة