انبشق فيها شعاع الإسلام على يد الرسول ننه ©
وتصور أمجاد الدولة الإسلامية في عصوها المختلفة +
وقد اعتنى المؤرخون المسلمون عناية تامة بتسجيل
التي تزخر بها المكتبة الإسلامية خير شاهد على ذلك +
ولو أردت عرض سير حركة التدوين لطال بي الحديث
وصدق السخاوي حين قال : « وأما التصانيف في
ويجب أن نعلم بأن علماءنا الأفذاذ قاموا بمجهود
جبار لكي يصل إلينا التاريخ الإسلامي نقياً من
شوائب الزيف والتزوير إذ وضعوا علما جليلا هو
بمثابة المشعل الذي بيصا بصحيح الأحاديث من
ضعيفها وموضوعها ذلك هو علم مصطلح الحديث
أو علم الرواية والدراية » ومكن تطبيق هذا العلم إلى
84 الصدر السابق ص )١(
حد كبير على كثير من القضايا التاريخية + وخاصة
تلك القضايا التي تأتي مشفوعة بالسند والرواية على
نحو ما نجده عند الطبري في تاه وابن هشام في
استفاد السخاوي العلامة المؤرخ كثيرا من مصطلح
عصرنا أو قبله إلا ويذكر صنيع ابن خلدون في
لنقد الأخبار التاريخية وفحيصها + وفي العصر
الحديث استنار الدكتور أسد رستم - أحد أساتذة
التاريخ في الجامعة اللبنانية - باصول علماء الحديث
فوضع كتابه ( مصطلح التاريخ ) ومن قبل اقنيس
مناهج البحث التاريخي » وكل هذه الجهود إنما تسفر
عن مدى الحرص الشديد على إيصال الحوادث
التاريخية إلينا سليمة من دواعي الشك والكذب 6
وأصبح من اليسير معها أن نقف على جلية الصواب
فيما يلفقه الأخباريون والوضاعون والتحالون » على أن
الأغراض والأهواء الشخصية كثيرا ماكانت تدفع
بعض المشتغلين بالتاليف في العصور السالفة إلى
نحل الكتب وتزوير مؤلفها تحقيقا لكسب مادي أو
معنوي ؛» ونتج عن ذلك أن وصلت إلينا مجموعة من
الكتب في عل مختلفة منسوبة إلى علماء بارزين
أجلاء وهي في الحقيقة ليست لهم » ونذكر منها على
سبيل المثال ( أخبار النساء ) المنسوب لابن قم
الجوزية ( والمحاسن والمساوي ) المنسوب للجاحظ +
و ( إعراب القران ) المنسوب للزجاج ؛ و نيج
البلاغة ) المنسوب للخليفة الراشد علي بن أني
طالب .
ومن بين هذه الكتب المنسوية لغير أصحابها
نجد كتابا شاع تسد لام يقليل أي تند
عبد الله بن مسلم بن * ة ذلك الكتاب هو
( الإمامة والسياسة ) ونحن في هذا البحث نحاول أن
نرهن بقدر المستطاع على أن ذلك الكتاب ب لا يمكن
أن يكون لابن قنيبة » وقد حثني على كتابة هذا
البحث ثلاثة دوافع :
الأول : يعود إلى مايجويه الكتاب من أخطاء
وه صفحات ناصعة من تاريخنا الإسلامي +
وتفتح ثغرات يستغلها أعداء الإسلام من مستشرقين
وغيرهم للطعن والتشويه والدمن .
والثاني : نفي نسبته إلى العالم الجليل
أبى محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الذي عرف
التاريخ والقران والسنة » ولقد جنت نسبة الكتاب
العربى يتحامل عليه ويحذر الناس منه © ويعتبر أنه
العربي شك في نسبة الكتاب إلى ابن قنيبة بدليل أنه
عقب على كلامه فيه بقوله ( إن صح عنه جميع
مافيه ) ولو ثبت لديه أن كتاب الإمامة والسياسة
ليس لابن قتيبة لما تحامل عليه هذا التحامل .
والدافع الثالث : أني رأيت بعض المرخين
المحدثين يعتمدون على الكتاب وينقلون منه على أنه
مرجع تاريخي لابن قنيبة دون الإشارة إلى أنه منسوب
إليه مما يوهم أن الكتاب له لا لغيه كا فعل
عبد الوهاب النجار في كتابه ( الخلفاء الراشدون )
والخضري في محاضراته والدكتور حسن إبراهيم حسن
فى كتابه ( تاريخ الإسلام )0 .
2146 6 148 العواصم من القواضم ص )١(
- ) 8/1 ( انظر الكتاب )(
كتاب الإمامة والسياسة منسوب إلى ١
وفي ختام هذا اتمهيد أشير إلى أن الكتاب
طبع مرتين بالقاهرة : الأول سنة 1377 ه والثانية
بتحقيق اللكتور طه الزيني الأستاذ بالأزهر +
وللكتاب مخطوطات توجد في بلين » والمتحف
ومكتبة داود بالموصل © ومكتبة باريس ٠
موضوع الكتاب ومادته :
كل من اطلع على الكتاب يعرف أنه يبحث
في التاريخ ويختص بالحديث عن الفترة الواقعة
خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وخلافة
الخليفة العباسي هارون الرشيد » أي أنه يقف عند
القن الثالث ؛ للم يتم المؤلف بالحديث عن
الفتوحات الإسلامية باستثناء ماذكه عن فتح
المسلمين للمغرب وأسبانيا وركز بصورة خاصة على
بيان الطريقة التي تحصل با الإمامة » والكتاب
لا يخلو من المواد الرافية والأخبار الواهية » وناهيك
(ذكروا عن محمد بن سليمان: عن ائخ أهل
مصر ) © ( وحدثنا بعض مشائخ أهل
المغرب ) ( ومثل هذه الروايات التي تشتمل على
أشخاص مجهولين لالرتضيها علماء أصول الحديث
. ) 10/3 ( انظر الكتاب )١(
) 0١ / 3 ( انظر الكتاب )١(
2 ) 1١ / ١ انظر الكتاب )0(
ويرفضون النص الذي يحتوي سنده على رجل
مجهول ؛ وليس هذا كل شيء بل إن في الكتاب
خلطاً وأخطاء في الحقائق التاريخية » وتشويباً لها كا
سييدو لنا فيما بلى » ولابد من الإشارة إل أن
الكتاب يحتاج إلى من يحقق حوادثه وفق الأصول
المعتبرة في التحقيق التاريخي » ويقارن بينها وبين ماورد
في مراجع التاريخ المعتمدة لينم النحبت مما ورد فيه من
أحداث وأخبار + والعجيب أن محقق الكتاب
الدكتور طه محمد الزيني الم يكلف نفسه عناء
التحقيق في مؤلفه بل اعتقد أنه لابن قنيية وراح
يشيد بذلك في المقدمة قائلا : ١ فإن كتاب الإمامة
والسياسة للعالم الفاضل المؤرخ العظيم عبد الله بن
مسلم بن قتيبة الدينوري من أشهر الكتب تدالًا
نفس كل مسلم » )١( وهذائِ يعني أن المحقق إما أن
)١( مقدمة الكتاب طبعة مؤسسة الحلبي سنة ١79/8 ها
يكون قد غفل عما ذكره الباحثون حول _نسبة
الكتاب ؛ وإما أنه تغافل ضماناً لرواجه مع أن روح
البحث العلمي تقتضي أن تترك المصلحة جانبا في
سبيل إثبات الحقيقة .
أخطاء وتشويه :
والكتاب كا قت يشتمل على أخطاء تاريخية
فيها الشيء الكثير من الخلط والتشويه الأمر الذي
جعل الإنام الجليل أيا بكر بن العرني يتحامل على
الكتاب وعلى مؤلفه في قوله : ١ ومن أشد شيءٍ على
الناس جاهل عاقل ومبتدع محتال فأما الجاهل فهو
وييدو من هذا النص أن ابن العربي يصب
+ 748 العواصم من القواصم ص )١(