هو: نصرين محمد بن إبراهيم الخطاب السمرقندي التوزي البلخي وقيل: نصربن محمد بن أحمد (أو
باللقب هكذا: (حدث الفقيه أبو الليث).
لم يعرف على وجه التحديد العام الذي ولد فيه أبو الليث» لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن يكون عالماً ذا شأن»
)١( راجع/ الجواهر المضية 044/3 رقم 1747 دائرة المعارف الإسلامية 547/1 كشف الظنون 1187/7 طبقات
المفسرين للداودي 745/7 تاريخ التراث العربي/سزكين 47/7؛ معجم المؤلفين 31/17 الأعلام 748/8
(1) كتائب أعلام الأخبار (مخطوط) ورقة 117
(©) الجواهر المضيئة 710/7 رقم 1677
مقدمة التحقيق 7
ولكنهم ذكروا على وجه التقريب أن مولده كان بين 70١ هه .7٠١
وكذا اختلفت المصادر في تحديد سنة وفاته.
-ذكر الداودي في «طبقات المفسرين» أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآ
سنة 47 م١).
- وقال صاحب الطبقات السنية في تراجم الحنفية أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء سئة 38 ه.
ومن تاج التراجم أن وفاته كانت سنة 0/ ه("),
ومن كشف الظنون ذكر حاجي خليفة أن أبا الليث توفي سنة 76 أو سنة 87م أوسنة 1/6 .
ومن معجم المؤلفين أنه توفي سنة +0074
أما كتاب «النوازل» (ورقة 177) ففيه أن وفاته كانت من جمادى الآخرة
لة الحادي عشر فيه سنة 143 عن
لم تذكر كتب التراجم شيثاً عن أسرته؛ ولعله كان من أسرة عادية؛ لم يبرز منها سوى أبي الليث وأبيه؛ الذي
فقد نقل عنه كثيراً سواء في التفسير وفي غيره.
سمرقندا": هي إحدى مدن خراسان» تتبع الاتحاد السوفيتي الآن -» يقال لها بالعربية سران؛ مبنية على
جنوب وادي الصفد» ومرتفعة عليه وهي مدينة عظيمة بمناخهاء قال فيها الشاعر:
للناس من أخراهم جنة وجنة الدنيا سمرقند»©
وكانت هذه المدينة قبلة طلاب العلم إذ رحل إليها العلماء والفقهاء والوعاظ والمتصوفة.
ا /ح (4) كثف الظنرن ؟/لأفلت 117١ نقهفاء
(©) الجواهر المضيئة 147/7 ط الهند (1) تاريخ الخلفاء 411
(8) راجع / معجم البلدان 17١/8
8 مقدمة التحقيق
وشاركه في هذه النسبة كثير من العلماء منهم:
الحكيم السمرقندي .
- محمد بن أحمد السمرقندي .
- إصحاق السمرقندي.
- أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل السمرقندي .
- أبو نصر العياض السمرقندي .
- محمد بن عثمان السمرقندي .
- محمد بن عبد الجليل السمرقندي .
يقول ابن الأثير في اللباب 44/7: (بل إن الملوك أنفسهم كانوا يحبون العلم والتعلم» وكانوا أحسن الملوك
صيرة» يرجعون إلى عدل ودين وعلم» فمنهم أحمد بن ساسان روى الحديث عن ابن عيينة؛ ويزيد بن هارون
وكانت بلاد ما وراء النهر وخراسان - في عهد الدولة السامانية - مركز إشعاع للثقافة الإسلامية؛ فقد اهتمت
الأسرة المالكة بالعلم والعلماء. لهذا صارت تلك البلاد «من أجل الأقاليم» وأكثرها أجلة وعلماء؛ معدن الخيرء
ومستقر العلم» وركن الإسلام المحكم. وحصنه الأعظم الفقهاء درجة الملوكم2.
وكان التأليف ثمرة لهذا النشاط العلمي الواسع من بلاد ما وراء النهر وخراسان ولذا فلا غرو أن نجد هذا
القرن زاخراً بعلماء من شتى المجالات العلمية أثروا المكتبة العربية بغزير المؤلفات» وكان من أبرز هؤلاء
* في مجال الحديث:
١ - الإمام الحافظ النساي (ت 3*7 ه) صاحب «السنن الكبرى» و «السنن الصغرى»").
- الإمام أبوداود (ت 77/8 ه) صاحب «السنن» أحد الكتب الستة
© الإمام الترمذي (ت 7714 ه) صاحب «الجامع الصحيح» أحد الكتب الستة!".
الإمام ابن ماجه (ت 777 ه) صاحب «السنن» أحد الكتب الستة(*
390 أحسن التقاسيم / للمقدسي )١(
() الأعلام 134/1
(©) وفيات الأعيان 114/١ ؛ تهذيب التهذيب 154/4 الأعلام 181/7
ذيب التهذيب 3817/4, وفيات الأعيان 484/1 الأعلام 2117/7
(ه) تهذيب التهذيب 4/ 70د الأعلام 15/8
(1) طبقات المفسرين 178/1 .
مقدعة التحقيق ل
في علم التفسير:
-١ أبو زيد البلخي (ت 337 هم له مؤلفات عديدة في علوم شتى منها غريب القرآن» ونظم القرآن. .
7 ابن قتيية الدينوري (تٍ 167 ه) صاحب ماني القرآن» إعراب القرآن وغيرهما «وفيات الأعيان
1/7 الأعلام 147/1 وغيره».
* وفي علم الفقه:
برز علماء كثيرون في بلاد ما وراء النهر وخراسان كان منهم:
7 أبوعبد الله الفقيه البلخي (ت 3*5 ه)_«النوازل».
* في علوم ١
وفي القرن الرابع تطالعنا أسماء الأعلام الأفذاذ مثل: ابن فارس (ت 7480 ه)؛ الزبيدي (ت 774 ه)
الكالي (ت 3576)؛ العسكري (ت 787)» الزجاج (ت »)21١ ابن جني (ت 347)؛ وغيرهم كثير.
تلك هي ١١ الزمانية والمكانية - التي عاش فيها مفسرنا أبو الليث السمرقندي وهي نبذ زاخرة بالعلماء
الأخيان فكان أن هيء لأبي الليث مناغ علمي نشأ فيه فترعرع حتى نضج وأثمر ثماره العلمية في شتى
١ -والله
محمد بن إبراهيم التوذي كان فقيهاً فاضا ورعاً. وكان شيخه في مرحلة الصغر.
فقد نقل كثيراً من أقوال والده في التفسير فكان يقول < حدثني أبي .
أبوجعفر الهندواني . (أبو جعفر البلخي)"".
٠ الخليل بن أحمد القاضي السجزي شيخ الحنفية في زمانه كان مقدماً في الفقه والحديث".
© _ محمد بن الفضل البلخي المفسر .
)١( طبقات المفسرين 43/١ الأعلام 2171/١
(1) الجواهر 1473/7 (1745) اللباب لابن الأثير 148/7 تاج التراجم 37
(©) انظر البداية والنهاية 117/1١
(8) انظر حلية الأولياء 1372/1١ الأعلام 111/9
وغير ذلك مما هو مسطر في التفسير وغيره من مصنفاته.
١ - لقمان بن حكيم الفرغاني راوي عنه الكتب.
نعيم الخطيب أبو مالك من الرواة عنه.
٠ ومحمد بن عبد الرحمن الزبيري من الرواة عنه.
؛ وأحمد بن محمد أبو سهل من الرواة عنه .
* طاهر بن محمد بن أحمد بن نصر أبوعبد الله الحدادي وغير ذلك مما موته كتب السير والأعلام.
ثقافة أبي الليث
علم الفقه:
علم أصول الدين:
اشتهر أبو الليث رحمه الله بين معاصريه بعلم التوحيد والمناظرة قال السمعاني رحمه الله: «كان من أصحاب
وقد جاء في التفسير «بحر العلوم» ما يدل على تبحره في هذا العلم .
معرفة لفات العجم
اتقن الإمام العلامة المفسر الفقيه المحدث أبو الليث الفارسية فيقول رحمهالله <
(قال الحكيم بالفار.
يعني : إذا كنت شيخاً صرت ضعيفاً؛ فمتى تعمل لله تعالى؟ يعني لا تقدر أن تعبد ربك بعد موتك(" .
والناظر في التفسير يجد أنه يذكر بعض المعاني للكلمات التي ليست عربية الأصل مثل الفردوس. في قوله
تعالى ف( الذين يرثون الفردوس6 المؤمنون آية )١١(
قال: هي البساتين بلغة الروم
بكودكي بازي» بجواني مسني ؛ بييري سبق ؛ حداراكي برستي) +
وييدو من أقواله أنه تعلم اللغة العبرية ولا عجب من ذلك فقد قرأ التوراة والتقى باليهود"؟ وسمع منهم . يقول
8 انظر تنبيه الغافلين للمصنف رحمه الله ص )١(
+ ويقال: إن بني إسرائيل سألوا موسى عن اسم الله الأعظم فقال لهم قولوا: باهيا شر اهيا. يعني يا حي يا قيوم
مقدمة التحقيق 1١
رحمه الله «صمعت أهل التوراة يقولون: إن أسماء أولاد يعقوب مبينة في التوراة؛ روبيل؛ وشمعون» ويهوداء
الناظر في التفسير يجد الثقة العدل الفقيه ينقل في تفسيره أقوالاً عن أطباء المسلمين المشاهير. .
يقول رحمه الله عند قول الله عز وجل (ؤأم يحسدون الناس على ما آناهم الله من فضله6(')
قال الطبيب الرازي : كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع فإنه يصفي
الفلسفة
وكان العارفون بالطب في ذلك الحين فلاسفة والمطلع على نتاجهم العلمي فيلسوف. فكان أبو الليث مطلعاً
على أقوال الفلاسفة قد جاء بعض ذلك في تفسيره ففي قوله تعالى ؤكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً. ..»
يقول أبو الليث «وقد طعنت الزنادقة في هذا وقالوا إن الجلد. .
وهذا وهناك علوم أخرى تتضح من خلال كتاب التفسير.
لقد نهل «السمرقندي رحمه الله من ثقافة عصره؛ وأحاط علماً بكل جوائبها وأبعادهاء وألمٌ بجميع أطرافها
العلمية أعظم اكتمال. وكان لهذه الثقافة الناضجة ثمار. ولتلك الشخصية المكتملة نتاج.
وقد ظهرت هذه الثمار والنتاج في المجالات المختلفة في التفسير وعلومه وأصول الدين والفقه والزهد
التفسير
-١ تفسير القرآن المسمى ب «بحر العلوم» وهو الذي نحن بصدد تحقيقه. ولم نجد له غير ذلك في مجال التفسير.
الفقه
. -خزانة الفقه وهو مطبوع بتحقيق الدكتور صلاح الدين الناهي ١
-عيون المسائل وهو كتاب في فروع المذهب الحنفي وهو مطبوع بالهند.
٠ مقدمة أبي الليث في الصلاة وهي من مقتنيات دار الكتب المصرية .
النوازل في
تأسيس النظائر ال
بة وهو في فروع المذهب الحنفي .
"1 مقدمة التحقيق
+ - المبسوط في فروع الفقه الحنفي .
شرح الجامع الكبير والجامع الكبير لمحمد بن الحسن الشيياني
4 شرح الجامع الصغير والجامع الصغير لمحمد بن الحسن الشياني .
٠ مقدمة في بيان الكبائر والصغائر.
١ فتاوى أبي الليث جمع فيها الفتاوى الفقهية .
الزهد والرقائق
١ تنبيه الغافلين وهو مطبوع ومتداول بين أهل العلم .
ان العارفين وهو مطبوع ومتداول وهو بهامش الكتاب السابق .
العيون ومفرح القلب المحزون وهو مطبوع على هامش كتاب مختصر التذكرة للشعراني
أصول الدين
-١ أصول الدين.
7 بيان عقيدة الأصول.
٠ أسرار الوحي
© رسالة في المعرفة والإيمان.
. رسالة في الحكم ٠
+ - قوت النفس في معرفة الأركان الخمس.
وغير ذلك مما حوته كتب التراجم .
مقدمة التحقيق "1
التفسير والتأويل
التفسير: لغة
التفسير في اللغة: الإيضاح والتبيين؛ ومنه قوله تعالى ؤولا يأتونك بمشل إلا جثناك بالحق وأحسن
قال الفيروزابادي29:
«القَشْرٌ: الإبانة وكشف المغطى كالتفسير» والفعل كضرب ونصر».
وقال ابن منظورا؟:
وعلى ذلك: فالمادة تدور حول معنيين*):
الكشف المادي المحسوس, والكشف المعنوي المعقول. .
+ وهي الدليل من الماء الذي ينظر فيه الطبيب فيكشف عن علة المريض+
كما يكشف المفشّرعن شأن الآية وقصتهال.
التفسير : اصطلاحاً.
)١( سورة الفرقان: الآية ++ (©) اللسان: مادة وفسرة.
() القاموس المحيط «فسره. (4) البحر المحيط 13/١
(*) التفسير: معالم حياته منهجه اليوم - أمين الخولي ص»*» والتفسير والمفسرون / للذهبي ج١ /16.
(1) الاتقان في علوم القرآن / للسيوطي 744/7 » وتفسير البغوي 18/١ ط المنارء واللسان: فسر.
(0) الاتقان 1174/7
«هوعلم نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصهاء والأسباب النازا
هو «علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن» ومدلولاتهاء واحكامها الإفرادية والتركيبية؛ ومعانيها التي
تحمل عليها حالة التركيب وتنمات ذلك. . . » وفيه قصور وغموض"). .
وتعريف «الزركشي» أوضح من التعريفين السابقين إذ يقول"):
«التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم -؛ وبيان معانيه؛ واستخراج
ويحتاج لمعرفة أسباب النزول» والناسخ والمنسوخ.
وهناك تعريفات أخرى غير ما ذكرناا"» وكلها تنفق «على أن علم التفسير علم يبحث عن مراد الله تعالى
بقدر الطاقة البشرية؛ فهو شامل لكل ما يتوقف عليه فهم المعنى» وبيان المراد!*).
قال الفيروزابادي2:
وقال ابن «منظوره7:
وفي الحديث: «من صام الدهر فلا صام ولا آل» أي لا رجع إلى خير. . . وأوّل الكلام وتأوله: دبره وقدره؛ وأوله
فالتأويل : إرجاع الكلام إلى ما يحتمله من المعاني +
)١( البحر المحيط ج١ أوما بعدها.
(1) راجع : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير أبو شهبة ص 41+
(8) راجع مثلاً: مناهل العرفان في علوم القرآن 403/1 ط أولى» ومنهج الفرقان في علوم القرآن ج؟ /1» التفسير في قواعد التفسير /
الكافياجي ص 7 ١١ وغيرها ء
(ه) التفسير والمفسرون 17/1١
(1) القاموس المحيط 7101/7