أرقات الفراغ ّ
تقرب المعاني وتوضح المفاهيم» والطالب المغالي هو الذي ينشد العلم
الذي هو ضالته بكل وسيلة شرعية؛ فح لو عجز عن حضور
إلى المكتبات السمعية واقتناء أشرطة مفيدة في شق العلوم والفنون
للتاحة؛ وهذا أحفظ لدينه وأجزل أثوابه عند لله جل وعلا
التفرغ للعبادة
القيامة؛ فعن برزة بن عبد الأسلمي 8د قال: قال رسول الله كَ:
«لا تزول قدها عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه
يعمرها مما يرضي الله جل وعلا تكون عليه وبالاً يوم القيامة
مانحنفيهسهاع أيام تعار وتسترةٌ
أحي المسلم: كيف يشكو من الفراغ من أدرك أن الدنيا دار
ابتلاء ومضمار سباق؟! وهو يتلو قول الله جل وعلا: فَاسْبِفُوا
كل أرقات_الفراغ
فهو دائم التفكر في المعاد يلتمس فلاحه وبحاته في كل حكاته
ومن مظاهر التفر غ للعبادة:
* قراءة القرآن: فتلاوته روح النفوس وراحة القلوب؛ وسبب
للرفعة في الدنيا والآخرة» فعن عمر بن الخطاب ل قال: قال
رسول الله كَ: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوافًا ويضع به
وعن أبي موسى الأشعري نل قال: قال رسول الله كَ: «هثل
لمؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب
ومثل المؤمن الذي لا يقرا القرآن كمثل التمرة لا ريح لا
وطعمها حلو» [متفق عليه]
وللسلم الذي يعمر أوقاته بتلاوة القرآن دائمًا تعلوه البسمة
بآية عذاب إلا استعاذ وأناب
* أداء التوافل: قال رسول الله كَ: «ها من عبد مسلم يصلي
لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة إلا بنى الله له
وأداء هذه النوافل يقتضي من للسلم استعدادًا قبل الصلاة من
الطهارة ونحو ذلك حت لا تفوته أوقاتما وهذا الاستعداد والترقب
للصلاة من أعظم ما يشغل به للسلم نفسه؛ لأن أعظم الفرائض
فمن مكل قا ات فقد عبد الله حى العبادة وحري به أن يكون
أرقات الفراغ وى
ثم إن أداء التوافل بعد الفرائض من أعظم موجبات محبة الله الي
هي أساس كل خير في حياة للسلم» قال تعالى في الحديث القدسي:
* انتظار الصلاة في المسجد: وكثير من الناس جفا عن تحقيق
هذه العبادة السامية؛ وهي من أعظم وسائل دفع الفراغ لمن صدق
النية وعالج الطوية؛ فعن أبي هريرة د عن رسول الله كك قال: «ألا
يا رسول الله؛ قال: «إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا
إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذالكم الرباط» [رواه
ففي هذا الحديث دليل على أن انتظار الصلاة في للسجد جهاد
وعبادة يمحو الله بها الخطايا ويرفع بها الدرجات فكيف لا
يستشعر اللسلم فراغه في هذه الخصلة؛ ويجاهد لتحقيقها نفس لا
سيما وأن المسجد هو بيت الله جل وعلا لا يغيب عامره؛ ففيه
انشراح الصدر يطلب؛ وفيه طيبوبة النفس تنشاً
أعظم منه يمن لا الله جل وعلا على عباده؛ فمن وفق إلى المداومة
عليه فقد سبق ونال الشأن للجنان
قال رسول الله كَلٌ: «ها عمل آدهي عملاً قط أنجى له من عذاب
لل أرقات_الفراغ
وقال كِ: وأل أخبر كم ببخير أعمالكم, وأزكاها عند
مليككم, أرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إنفاق الذهب
فعلاجك في ذكر الله جل وعلا فهو أسهل وأيسر ما تملا به فراغك
وتأمل في قوله كَيهُ: «كلمتان ايان على باللسا: ايان
رحمة الله جل وعلا بخلقه ورأفته ولطفه إذ يجزي على القليل كثيرً
فأين من يعمر أوقاته بهذا الخير العظيم
ولعل البخاري رحمه الله حينما جعل هذا الحديث آخر حديث
وفق إلى هذا الذكر ونحوه من الأعمال الي يجزي الله عليها كثيرً
وإن المتأمل في كتب الأذكار جد أذكارًا كيرة تر اها من
الأجر ما تتعجب منه النفوس» والتوفيق إلى ذلك فضل الله؛ والله
أرقات الفراغ 5
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور
فلا هادي له» وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد
فإن النبي كَ ما ترك خيرًا إلا دل أمته عليه وسهل لا الطريق
إليه؛ وبين لها وسائل تحصيله ونيله وأسباب تحقيقه وكسبه؛ قال الله
«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»
- يبان لقيمة الوقت والفراغ وخطورة الغين فيهما
- وتحريض ودعوة لاغتنام الفراغ قبل فوات الأوان
حياتهم وينبي واقع حاشم عن حاجة ماسة إلى معرفة سبيل استثمار
أوقات الفراغ فأين وكيف نقضيها على الوجه الصحيح؟
1 أوقات الفراغ
يعمرها ويشغل نفسه فيها حينها يتدهور حاله وتكتتب
أحواله وهو يختنق في ضيق الفراغ القاتل!
ولو تأمل للسلم في حقائق الحياة وكان له من العلم ما يؤهله
لإدراكها لوجد نفسه في فسحة من عيش ورحابة من حياة وأن
نقمة ونكدًا فهو كرجل ملك ذهبًا كثيرًا لا يعرف قيمته ونام
عليه دون أن يتذوق في منامه طعامًا للراحة ولو عرف قيمة
ذهبه لصرف منه ولاشترى الأثاث الوثير وهكذا للغبون في
وكثير من الناس لا يجهلون وسائل قضاء أوقاتهم وإعمارهم في
الخير» فمن ذا الذي جعل ما لقراءة القرآن من فضل عند الله جل
وعلاء وما لا من تأثير على النفوس وراحتهاء والصدور
وانشراحهاء وهكذا فقد يجهل الناس بعض الوسائل لكن
معظمهم يعرفون الكثير من وسائل استغلال الفراغ وإذن
فالشكلة أبعد من بجرد الجهل بالوسائل إنما الهمة والعزمة
الشرعية وكل حركاته وسكناته تدور مع رغبته في عبادة الله جل
وعلا وتحقيق أمره والتماس رضاه وقربه
أرقات الفراغ 7“
لأجل تحقيق مبدئه ولن تحده بأي حال في فراغ فهو وإن
سكت جوارحة لا يسكن فكره وباله ويحسب حرقة ظيرهء قٍِ
صدره تكون قدرته على إيجاد الوسائل الهادفة 1 فراغه واسثماره
لأجل تحقيق أهدافه
ولئن كانت الأهداف تتباين وتختلف؛ فمنها الحلال ومنها
الحرام إلا أن المسلم الموفق هو من يسدد في طريقه ويجعل مومه
وأعماله كلها لله وعلى منهج الله جل وعلا
الهم الشرعي - والعزمة -- والتوفيق
وإليك أخى الكريم أهم وسائل قضاء الفراغ واستثماره:
الاستتام بالجلوم
-١ أداء الواجبات المدرسية:
وهذا يخص الطلاب أكثر من غيرهم؛ وهو أولى لهم من
الاستزادة من العلوم الأخرى على حساب أوقات المذاكرة
فلا شك أن التحصيل الدراسي لا يمكن أن يحقق في الطالب
للستوى المطلوب إلا بتضافر جهوده الذاتية مع جهود معلميه
ومدرسيه؛ فإذا ما اعتمد الطالب بالكلية على ما يتلقاه في الفصل
دون أن يفرغ أوقاته للمطالعة واللذاكرة والحفظ وتنمية مداركه في
كل مادة فلا شك أن تكوينه العلمي سيكون ها لا يؤهله
/ أوقات الفراغ
لأن طموحه يتخطى الرغبة في النجاح إلى الرغبة في امتلاك رصيد
على البحث في محاورها الي قد ل يشاولطا الأستاة في الفصل فهو
يحمل هم التعلم والتحصيل والنجاح ونه هذا كفيل بأن يجعله
- المطالعة الحرة:
وهي أوسع بكثير من أداء الواجبات المدرسية؛ ونعم المشغلة
منابع العلي ووسيلة أكيدة لتحصيله ودرسه
ومما يجعلها محببة للنفوس ونافعة للمسلم حسنْ انتقاء الكتب
ومواضيعها وكتَّابما؛ وكذلك الأمر فيما يتعلق بالمحلات والنشرات
وأنفع الكتب ما دل المسلم على عبادة الله جل وعلا؛ وتفصيل
شرعه وبيان دينه ومن ذلك: كتب العقيدة والسنة وكتب الفقه
والتفسير ونحوها من العلوم الشرعية؛ وكل ما يتعلق بذلك من
القصص القرآني والشعر والتاريخ ونحوه
وفي زمانتا والحمد له انتشر الكتاب أنواعًا وأشكالا في شي
للواضيع» وأصبح من السهل جدًا اقتناء الكتب مطولة كانت أم
مختصرة
فلماذا لا يجعل للسلم قراءة كتب معينة يومية ينهجها في
أرقات الفراغ َ
جرب أخي للسلم وتذكر أن أحب الأعمال إلا الله أدومها
فقال ابن المبارك: أنا ذاهب فأجالس الصحابة والتابعين وأشار
قال الشاعر:
»- حضور الحلقات العلمية:
بأجنحتهاء وتتنزل فيها الرحمات والبركات» فكيف لا ترنو لا
الذي هو سبب الرفعة في الدنيا والآخرة لكان حقيقا بالمسلم أن
يعمر أوقاته بماء وأن يجعل منها هما يساير طموحه ويرضي حمته
قال الإمام أحمد رحمه الله: «الناس إلى العلم أحوج منهم إلى
الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلا الطعام والشراب في اليوم