لابد من قراءة فى تاريخ المنطقة فى العصور الوسطى على أساس أن تلك
العصور شهدت ظهور دول مثل بلغاريا - كرواتيا - البوسنة - الصرب
وغيرها
دكتور وسام عبد العزيز فرج
الاسكندرية يناير 1484م
شكل رقم )١( الكبانات السباسية فى شبة جزيرة البلقان
البيئة الجغرافية
تقع شبه جزيرة البلقان فى الطرف الجنوبى الشرقى لأوريا ؛ ويحدها
من الشمال نهر الدانوب ومن الشرق البحر الأسود والمضايق والبحر الإيجى
ومن الجنوب البحر المتوسط ومن البحر الادرياتى والبحر الأيونى وهى بهذا
الموقع عند التقاء أوربا وآسيا كانت معبراً بين الشرق والغرب ومدخلاً طبيعيا
للقارة الأوربية من جهة الشرق , فعبر البلقان عرفت العقائد الدينية
والهرطقات والحضارة طريقها إلى وسط أوريا . وعلى أرضها تجاور المجتمع
اليونانى والمجتمع الرومانى فى إطار الكيان السياسى الواحد للإمبراطورية
الرومانية القديمة , وعندما انقسمت تلك الإمبراطورية فى العصر الروماثى
الأخير الى قسمين شرقى وغربى كان خط التقسيم الرأسى يعبر أقاليم
البلقان فى شطرها الغربى . ومنذ أواخر القرن الحادى عشر عبرت الجيوش
الصليبية أقاليم البلقان فى طريقها إلى الشرق الأدنى الإسلامى بزعم تحرير
الأراضى المقدسة . وهكذا فرضت طبيعة الموقع على شبه جزيرة البلقان أن
تتلقى التأثيرات الحضارية من الشرق والغرب على حد سواء +
ويغلب على تضاريس البلقان المرتفعات ذات الارتفاع المتوسط ( الذى
لا بيلغ 0٠ متر ) التى تكون حوالى 7/7 من مساحته الكلية . وتعتبر
المرتقعات الغربية أكثر السلاسل الجبلية طولاً إذ تمتد مسافة 1٠00 كم من
الشمال الغربى فى اتجاه الجنوب الشرقى وتضم سلاسل جبال الألب
شكل رقم (1) الخريطة الطبيعية لشبه جزيرة البلقان
الأسود ومقدونيا » ثم سلسلة جبال بندوس 10808 التى تعبر ألبانيا إلى
اليونان . أما النطاق الثانى من المرتفعات فهو جبال البلقان التى تقع شمال
شرق شبه الجزيرة وهى امتداد لمرتفعات الكاريات :000081 عبر نهر الدانوب
تأخذ شكل القوس يمتد من الغرب الى الشرق . أما النطاق الثالث من
المرتفعات فهو جبال رودوب 18000008 التى تمتد فى هيئة قوس أصغر
جنوب جبال البلقان . ولقد ترتب على امتداد المرتفعات الغربية من الشمال
الغربى إلى الجنوب الشرقى وجود عدد قليل من الأنهار فى القسم الشمالى
من شبه الجزيرة التى تجرى غريا لتصب فى البحر الأدرياتى , فالأنهار فى
شمال البلقان تجرى إما تجاه الشرق أو الشمال الشرقى أو تجرى مباشرة.
تجاه الشمال لتصب فى نهر الدانوب مثل أتهار درافا 12:8 - سافا 58118
- البيسنة 30808 - درينا 0:102 - موراقا 140:8:72 - إسكور نط1
ورغم أن هذه هى القاعدة الغالبة فإن هناك عددًا قليلاً من الأنهار الصغيرة
الأنهار الصغيرة تكون ودياناً منحدرة , فإنها لا تبلغ فى الحجم أو الامتداد
ولا كان نظام المرتفعات يحتل تلك النسبة الكبيرة من مساحة شبه
جزيرة البلقان قإن السهول المرتفعة أى المنشفضة على حد السواء كانت
محدودة الحجم . وريما كان السهل الوحيد الذى يمتد لمسافة كبيرة هو سهل
الداثوب الذى تقطعه سلسلة جبال البلقان وتقسمه إلى قسمين الأول ويقع فى
الغرب بين مجرى نهر الدانوب ومجرى رافده الرئيسى نهر الساقا + أى أن
القسم الاكبر منه يقع شمال دولة الصرب الحالية وشمال شرق كرواتيا . أما
القسم الثانى من سهل الدانوب فيقع فى تلك .١ الهضبية الواقعة بين
نهر الدانوب قرب مصبه فى البحر الأسود وجبال البلقان فى طرقها الغربى +
ويشتمل هذا القسم على منطقة دويرجيا 200:08:8 التى تدخل اليوم فى
نطاق دولة رومانيا . ويناء على ذلك يمكن القول أن المرتفعات تسود كل أقاليم
سلوفينيا - البيسنة - الجبل الاسود ومقدونيا , وبيما تغطى تلك المرتفعات
معظم دولتى الصرب وكرواتيا باستثناء السهل الدانويى شمال الصرب وشمال
شرقى كرواتيا فضلا عن السهل الساحلى الضيق المطل على البحر الأدرياتى
غرب كرواتيا ٠
ويتباين مناخ شبه جزيرة البلقان بشكل كيبر من مناخ البحر المتوسط
المعروف إلى المناخ القارى وغالبًا فى إطار مسافات غير متباعدة , ويالنسبة
لشمال غرب البلقان يمكن القول بصقة عامة أن وجود المرتفات الغربية -
المعروفة بسلسلة جبال الألب الديتارية وامتدادها من الشمال الغربى إلى
الجنوب الشرقى قد أدى إلى قصر مناخ البحر المتوسط على طول سواحل
دولة كرواتيا أما المناخ القارى فهو الغالب على المناطق فى كرواتيا والجبل
الاسود فضلاً عن أقاليم البرسنة ومقدونيا والصرب +
وفى إطار هذه الصورة للتضاريس وألمناخ يمكن أن نظن إلى أنماط
الحياة النباتية وما تنتجه الأرض فى شمال غرب البلقان , بالتسبة للنطاق
الضخم من المرتفعات الممتدة من الشمال الغربى الى الجنوب الشرقى فيمثلها
قطاعات كبيرة من الغابات التى تتخللها المروج وأراضى الأعشاب الدائمة
فضلا عن الاراضى الصخرية التى لا تصلع للزراعة . وتتكون أراضى
الغابات من أشجار البلوط أما الأراضى الصالحة للزراعة فهى نادرة بأى
مساحة جنوب نهر السافا . أما الأراضى الصالحة لزراعة الفواكه والعنب
والزيتون فإنها تتركز بشكل كبير فى وادى الدانوب . ورغم انتشار الغابات
فى معظم هذا النطاق الضخم من المرتفعات فإن نسبة كبيرة من أخشابها
ذات جودة محدودة للاستغلال فى صناعة السفن على نطاق كبير . أما
المراعى فإنها قابلة لاستغلال واسع كمراعى لقطعان الاغنام والماعز وحتى
ذلك النشاط كان قاصراً على أشهر الصيف فقط . وعلى هذا فإن الأرض
على أقاليم البوسنة والجبل الاسود ومقدونيا ومعظم أقاليم دولتى كرواتيا
والصرب . وهنا يجب أن نأخذ فى الاعتبار أن المنطقة الشمالية من دولة
الصرب الواقعة بين نهرى السافا والدانوب الى الشمال من بلغراد كانت
خارج حدود دولة الصرب فى العصور الوسطى ؛ ولم تُنَفْ اليها بشكل
نهائى إلا بعد الحرب العالمية الثانية .
وجدير بالذكر أن خصائص الطبيعة الجغرافية لشمال البلقان كما قدمنا
لم تختلف كثيراً فى العصور الوسطى , فالعناصر الأساسية مثل خصائص
زمنية محدودة أما الحياة النبات
يا النباتية واستغلال الأرض ؛ فمن المسلم به أ:
به أنها أكثر
عرضة للتغير بق
,ضة للتغير بقدر التقدم الذى تحقق
م الذى تحققه الحضارة ,