حقاً أن الضباط العراقيين طلبرا من الزعيم المصري المشورة والنصح والهداية. وقد كان ذلك
في أولى مراحل تنظيمهم ومن الطبيعي أن يستهدي التلميذ المستجد بالمعلم والمجرب, لكنهم
جدد علاقاته النبلوماسبة مع الأردن في تشرين الثاني -187 وكان صق
بكارته العسكرية ليتعوض عنها بفن الكذب الدبلوماسي. إذ أوعز لوزير خارجيته هاشم جواد
الملك الأردتي أثناء إجتماعات الأمم المتحدة في أبلول . أسفه العتليم لمقتل!
قط بقتلهم, وأنهم قتلوا بطريق الخطآ وقد تعذر عليه صيانة حياتهم لأنه كان
وتظاهر الحسين بالتصديق لحاجته الى حليف بمواجهة (ج.عم) آذ ذاك كلنت الوحدات المرسلة الى قصر
بتوامر صريخة تقضي التخلص من املك وولي عهده قوراً, وهذا ما صرح يه الرائك الطيار
محمد سبع البياتي عضو اللجنة العليا للضباط التوريين لوكالة أتباء الشرق الأوسط في ١؟ تموز 1866
[إخفى إسم هذا الضابط نهائياً من الساحة السياسية. وعثر عليه بعد 1988 وهو صاحب دكان لبيع
الألعاب قي الاعنلمية], ومن ذك ايا ما أدلى به التقيب عبدالجواد حميد الصائع قائ السرية التي
أرسلت الى قصر الرحاب في أثناء مقابلة له مع مجلة 2017 الألانية في 11 من آب ١488 [تم على
إثرء نقله الى اللواء الخلمس المرابط في الموصل وقتل في إرهاصات محاولة الشواف الإنقلاببة] وفي
حينه كان (قاسم) صاحب فكرة إستكتاب القائل القعلي إعترافاً غامض العبارة ملتوي الأسلوب قصد أن
يفهم مه أن حالة من الجنون واللاوعي إنتابته ففعل ما فعل. ولم يتعمد قاسم إخفاء هذه الوثيقة ولم
بمواجهة الضباط المتتصرين. يتطلع أحدهم الى الآخر ليكون الباديء, إذ كان أدعى الى السلامة. أو أي
وزوجها الشريف حسين مع أطفالهما الثلاثة بلجوئهم الى السفارة السعودية, ثم السماح لهم بعد
إن الجهود التي بذلها الكتاب والباحثون في التحري عن المسؤول في إصدار حكم الموت لم تكن من غير
طائل سيما بعد أن شرع ضباط الثورة بتصقية بعضهم بعضاً وبعد أن طوى الخمول والنسيان والموت
المحاولات الأولى للإنقلاب. [أنظر الزبيدي: المرجع السالف ص .]١97 وبخلاف هؤلاء وضباط في الحرس
وجندي وخادم قتلوا معهم , كانت حصيلة القتلى خارج القصر: محاسب السقارة البريطانية, ورجل أعمال
بريطائي أعتقل بطريق الخطة. والأردتيين الأربعة: إبراهيم هاشم نائب رئيس الإتحاد الهاشمي وسليمان
طوقان وزير نقاع الإتحاد, ودبلوماسي وضابط, كانت مفرزة عسكرية قد ألقت القبض عليهم وإقتادتهم
الى وزارة الدفاع فتغلبت الغوعغاء وإنتزعتهم من يد حراسهم وقضي عليهم "بطريق الوهم” إعتقاداً منهم
أنهم من رجال المهد البائد. [هكذا كان التفسير للحادت]. كما قتل "صباح وه الإين الوحيد لتوري
قتيلاً آخرين غير مؤلاء. إن العراقيين كتمت هوياتهم عمداً وسكت أهلهم عن المطالبة بهم ولم يعرف بآمرهم
إلابعد زمن.
وكتم نبا مقتل الملك فيصل الثاني, ولم بذع إلا بعد مرور ثلاثة أيام وعن طريق الراديو وربسا كان <
الرحاب مزود:
والحق يقال لم يطلبوا منه رسميا. وبعد نجاحهم العظيم بذل مجهودات رسمية على الصعيد
الزعيم القومي العروبي غير المنازع. وبإعتباره ما حصل في العراق جزءٌ من النضال العروبي
بإحتجاز مقعد في قاعة الرابع عشر من وز . بل كان بطمج من المبدء الى إعتلاء المنصة.
ومن كل ما كتب عن "الثورة” أو "الإنقلاد ومن كل ما دون عن صفات وشيات
وعقائد وإتجاهات لأعضاء اللجنة العليا ومثتين أو ثلاثمائة ضابط من مجموعات وتكتلات
سربة للضباط
ملكا وأسرة مالكة من الحجاز. قبل ثمانية وثلاثين عاماً بالضبط.
كان ونستون تشرشل في ١6 تموز ١488 - بين الأحياء وقد ناهز الرابعة والثمانين. وهو
الذي انه ووقاه بحعمل عسكري جريء في 188 عندما بات تحت خظر وقوعة بيد النازية
عن طريق القوميين العروبيين.
البوم المشهود فأخفقت. إلا أن حكومة بلاده كانت أسرع من غيرها في الإعتراف بالرضع
الجديد
لم يلق الإنقلاب مقاومة جدية. فبظرف ساعتين فقط إنتهى كل شيء وإنشغلت الغوغاء
بسحل جثة عبدالإله والبحث عن نوري السعيد وأقطاب رجال العهد الباتد؛ وتحطيم قشالي
الملك فيصل الأول والجنرال مود . ومحاولة هدم بناء السفارة البريطانية على رؤوس شاغليها
وقد حبل دون ذلك في آخر لحظة""
(1) تم بإغضاء من السلطة الثورية الجديدة وبموافقة منها إحياء عادة أو تقليد جرى في بغداد وألقه أهلها
جثث مقتلة قصر الرحاب لرغبة الجماهير قسامهم جثة عبدالإله لسحلها ثم تعليقها مقطعة الأوصال مقَابلَ
بتلية وزارة النقاع. مثلسا تم بسبادرة وطلتية برها بيان الحكم العسكري, عه العمل بجشة توري
وبإستقراء ما كتبه وسجله امؤرخون العرب والإسلام بهذا الصدد [إبن الأثبر. الطبري. البعقوبي.
البقدافيي لم يشاهد أو يشتارك في عملبة واحد:
من توه بقظا ته وساديته لم يق ملله قي تاريخ البشرية عرقه المؤرخون العرب والمسامون باخزانة
الرؤوس" كانت تحفظ فيه الرؤوس للقلومة بعد تحتيلها وتنظيقها مع الأبدي والازجل للقلعة مصنقة
مرتبة مع تعريف كامل باصحابها على نحو ما يشاهدم اليوم نار المتاحف الأركيواوجية. [وللأستاذ
فضلاً عن أعضاء من قتل في بغداد. الرؤوس القطوعة الهاسة للأعماء والثائرين والقواد والوزراء الذين
كانت هناك محاولة من قائد الفرقة الأولى. وهر ضابط لامع تركماني الأصل من كركوك:
يدعى (عمر علي). أراد أن يؤكد إخلاصه للعرش بإستنخاء قطعاته للزحف على بغداد إلا أن
ضباطه إعتقلوه فوراً. وفي كركرك خنقت محاولة تظاهرة إحتجاج وإستنكار . وفي الموصل
إنقلبت المظاهرة الضعيفة التي أخرجها بعض الوجهاء بله إيتلعتها مظاهرة صاخبة هادرة
بتأييد الثورة نظمها القوميون بإختلاف إنتماءانهم والشيوعيون والوطنيون الديقراطيون
تأييداً للشورة. وكان لهم علم بقرب وقوع إنقلاب نتيجة الإتصالات السريعة بزعمانهم في
بغداد . وفي بغداد ومن خلال مثات الألوف المتظاهرة في الشرارع بتأييد الإنقلاب سمعت
هتافات في أحياء يسكنها مسيحيون ويهود بشعارات غوغانية معروفة 'لا مسيحيون ولا
لبثت أن إختفت في جو الإستبشار العام والترحيب غير المتحفظ بالحكام الجدد
الجماهير المحرومة في البلدان الناطقة بالعربية لانتردد في منح تأبيدها المطلق غير المتحفظ
في التحريض على مشاهدة الإعدامات التشهيرية العلنية بحق الضباط زملاء الأمس, حصيلة الصراع
الدموي على السلطة. ويكفيني هنا الإستشهاد ببيان الحلكم العسكري العام الصادر في ١١ من تموز
السعيد: [نشر في جميع الصحف البقدادية واذيع من الراديو مرارةً]
ن توري السعيد فقد تم دقتها ليلاًائلا تددس أيادي الجمهور الكريم, وبما أن العمل خير
ويطيب لي هنا أن أورد هذه الفقرة التي وردت في كتابي (العراق في عهد قاسم ج؟: المن 88 585)
قلت: إن سكوت حكومة الثورة في حين حقٌ الكلام عليها ورفضها إستخدام سلطتها في وآد هذه الظاهرة
الهسجية ببيان صغير حازم تعان فيه شجبها أو إستتكارما فسّرته الدهماء بالرضا. وما من شك في أن
اعة مراراً وتكراراً خلال الأيام
لأي تغيير سياسي فجاني في نظام الحكم. وقنح ولاءها بعين القدر للقائمين بالتغيير من دون
أن يكون لها سبق معرفة بهم وبهرباتهم؛ يحدوها في ذلك الأمل في حصول تغيير
الأوضاع الى الأفضل. وفي العراق كانت تلك الجماهير في ذلك اليوم المشهود على إستعداد
لإحتضان الإنقلاب العسكري وتسييجه لا بالتأييد وحده بل بالرعاية والحدب.
ومنذ زمن طويل؛ قد يعود الى مفتتح النصف الثاني من القرن العشرين كان معارضر
الدولة؛ فبرفنت على قلة حيلتها وعجزها بالترجه نحو الجيش وضباطه؛ وعقدت الآمال
عليهما في إحداث التغيير المنشود؛ ولم يكتموا ذلك بل كانوا يصرحون به في كل مناسبة
ومناسبة. وإتخذت الأحزاب السياسية خطة التغلغل بين ضباط الجيش عقائدياً. فوجد بينهم
ضباط بعشيون وناصربون وقوميون وشيوعيون وكل منهم كان يهدف أو بخطط لثورة عسكرية
أو إنقلاب وفق مبادته الخاصة. وكانت هناك تنظيمات سرية منهم شيوعية وبعشية وقومية
ديقراطية إجتمعت بالأخير تحث خيمة ما دعي ب(اللجنة العليا للضباط الأخرار) ورفست هذه
اللجنة بضربة أقدام ضابطين مغمورين نصبا نفسيهما على رأس الحكم الجديد بمعزل عن
الآخرين, ثم بدأ بعضهم يذبح بعضاً إثر سلسلة من التآمر وإرهاصات الصراع على السلطة!")
وكذلك من عقابيل التدخل الخارجي العروبي الطمّاع
بما لله صبيحة الرابع عشر من تموز. فقد أيقظتتي لأسمع البيان الأول وصراع عبدالسلام محد
عارف, وتردد إسم الجيش البطل في القضاء على أوكار الخيانة والطقيان. فلحظت الشقيقة وجومي
واقن أتي إستعجات في المدول عن هذا الرآي لآن سساعي بأسماء أعضاء الوزازة الجديدة ولاج لي
بصيس مل في أن الجيش ولأول مرة في تاريخ العراق لن يلبث أن يعود الى تكناته ليترك الأمر للمدنيين.
قلم آتردد في الموافقة على إصدار جريدتي "الرائ” في ذلك البوم عينة مرحبة بم حصل: [والثمي بالشي»
كنت خينة اله قد وضعت جردتي هذه في خدمة جبهة الإتحاد الوطتي: شربي الاج احمد المحامي
لإستقلال وعبدالغني الملاح ممثلاً للحزب الوطتي الديمقراطي؛ وتسائل طاقة ممثلاً للبعت
لمجي بلا حاط القطر]:
تصرح قله اليوم بحت
في السنوات الخمس التي سبقت هذا الحدث التاريخي. كانت شخصية نوري السعيد تهيمن
على حياة البلاد السياسية بشكل غير مسبوق. أكان هو في دست الحكم أو خارجه؛ مبقياً
بذلك تلك اللعنة المرروثة التي كانت تُعجز من يخلفه في الحكم عن إتباع سياسة خاصة؛
وليس لي ولا لغيري أن يحكم في هذا اليوم ومنظار هذا البوم على القدر السليم والصحيع
الذي إحتوته سياسة هذا العجوز في الميدان الخارجي - وقد بان بعد ثلاثين عاماً مرت على
باردة مستعرة بين الشرق والغرب. وكان على دوله وحكوماته أن "تنحاز" الى هنا الجانب أو
"دول عدم الإنحياز” أو العالم الثالث. فقد وجب عليها بحكم الظروف أن "تنحاز” ايضاً. إلا
أن تجسيم نوري الخطر الشيوعي ١"! وإتخاذه أقسى الإجراءات والتحوطات ضد هذا "الغول”
الموهوم الذي بات يطارده حتى في نومه. أدى به الى إعتبار كل معارضة دستورية في الداخل
يعبث بالقائرن ما شاء له العبث. وبنتهك الحريات الدمقراطية التي ضمنها الدستور شر
إنتهاك ويزدري بحقوق المواطنين في التعبير وإختبار مندوبيهم؛ بشكل غير مسبوق في تلك
(ه) عنما إجتمع توري السعيد بعبد الناصر في القاهرة بتاريخ 16 أيلول 196 ذلك الإجتماع الطريف
ولذلك حاول إقناع عبد الناصر بالخطر المبا:
مدرك بان طببعة الحروب قد تغيرت كما لم
ات الثلاثين, بل هي مس
السنوات. لم يكن نوري السعيد يعباً بالتقدم الذكري والإجتماعي. وهر يخطر الى أمام رغم
أنفه وظل بعقليته العثمانية يرى أن شبع البطون كاف للجم اللسان وإستئصال النقمة على
مصادرته الغاشمة للحريات العامة. لذلك وفي نطاق السياسة المحلية أولى إهتمامه الى هذه
الجهة وقيزت تلك السنوات برفاه إقتصادي بفضل تدفق عوائد النفط بشكل غير مسبوق
لتفتح آفاقاً واسعة في مشاريع إعمار صناعية وزراعية وعمرانية كادت تقضي على البطالة
قضاءٌ تاماً. وإرتفعت أجرر العمال إرتفاعا لا نظير له وطبق قانون العمل والعمال العصري
يبدو أن من شأن هذه الثورة الإقتصادية التي رفعت مستوى الطبقة العاملة ماديا - زادت في
نقاباتها. ولم يدر أن هذه النقابات رغم الملاحقة البوليسية ستظال حتماً ميدان كر وفرٌ تتسابق
وزاد الإحساس بفقدان الحربات العامة تبعاً لذلك. فكانث هناك نقمة عامة تحدّت حالة
الرفاه الإقتصادي.
وإعتمد نوري السعيد في إجراءاته القمعية وعملية مصادرة الحريات المبرمجة على دعم
الجيش وخبرة رجال الأمن. وخُدع بالولاء الشديد الذي يتظاهر له به ضباط الجيش كلما إجتمع
السكنية والإمتيازات التي حرم منها المرظفون المدنيون. لقد أكدت له أعوام 1465 و868١
و8١ و803٠ أن روح الثورة قد خمدت في ضباطه. وشاءت المقادير أن تبتليه بالصمم
الزحف العشواتي القومي والهجمة العروبية الكاسحة المتمثلة في الناصربة من جهة وفي
البعث السوري من جهة. وبدلاً من أن يلين هذا النجاح عريكته ويلطف من طبعه المتحكم
فيسمج بالمزيد من الحرية؛ وبرخي قبضته على المعارضة كما هر متوقع من أي سياسي في
نظام دستوري ديمقراطي الصيغة؛ وجدناه في حالات كهذه يزداد تصلباً وضغطاً على الأوداج
إنقلابية سرية بين الضباط. وقد بدوا أطوع له وأشد هدوٌ من المتوقع عندما إجتاحت البلاد
مرجة السخط الشديد أيام العدوان الثلاثي. ولم ينتبه الى تحول إهتمام المعارضة بهم لتبدأ
أحزابها في التقرب منهم أو ضمهم الى صفوفها كما سبق بيانه. بقيث نسبة هؤلاء الضباط
كانوا واثقين من سهولة القضاء على النظام بسبب تجارب سابقة. وعندما إستعادوا تلك
الثقة راحرا بتطلعون بأعين حاسدة الى أمثالهم من الضباط في سورية ومصر عندما أصعدتهم
الإنقلابات الى مراكز القيادة السياسية والى التحكم في مصائر الزعماء المدنيين الكبار . وفي
مصر خصوصاً كيف تسنّى لضابط برتبة مقدم أصعده عمله الجريء الى أعظم منصب. وعملث
ثورته من زملاثه ذوي الرتب الصغيرة وزراء ودبلوماسيين بُخطب وذهم وبُحسب لأقوالهم ألف
حساب وتهتف لهم الجساهير ويتسابق السفراء وموفدو الدول الكبرى الى التقرب منهم
بالدعوات الرسمية والزيارات بكل ما يتخلل ذلك من مظاهر الأبهة والتغطية الصاخبة في
وساتل الإعلام
كان ضباط العراق الشوربون قد قرأوا الكثير عن أسلافهم الذين حققرا للجيش العراقي
إنتهت بحركة مابس القومية "المجيدة" 164١ وبروح الشهادة التي يبثها فيهم مصير قادتها
المستعمر البربطاني محبطا محاولاته الشريرة ضد رسالة القومية الخالدة.
وبقي (السعيد) والسلطة عموما يكذبان الأنباء المتواترة عن وجود حركة قرد واسعة ونسي
هذا السياسي العجوز أنه كان قادراً قبل عشرين عام على إحداث إنقلاب في الحكم بسبعة
ضباط فقط؛ أو أقل
وأسلوب الترقية في الجيش العراقي لم يكن يعتمد على حاجة الملاك وسدّ النقص كما جرت
(1) بللقارنة: كان عدد الضباط الذين تحقق بهم إتقلاب يوليو في محصر لايزيد عن تسعين. وبال
القاعدة في معظم الجيوش الحديشة زمن السلم (وكما كان الأمر مثلاً في سورية ومصر) !!!بل
كاد يكون روتينياً تقريباً يتم بقضاء الضابط مدة محدودة من الزمن. وبخلو إضبارته
الشخصية من أي عقرد
من زملاء له حسني النية يكرهون أن بكونوا سبباً في "قطع رزقه". وكان من نتيجة ذلك ومع
مرور الزمن أن أنخم الجيش العراقي بذوي الرتب الكبيرة (مقدم فما فوق) وبشكل كان
يلجيء السلطة الى تقيء دفعات منهم بإحالتهم الى التقاعد في سن مبكرة. وكثيراً ما كنت
أكثر من ضابط في الملحقبات الدبلوماسية تخلصاً من الفائض فيهم لديها. وتهافت الضباط
وتنافسوا على الفوز بمقعد من المقاعد المحدودة في كلية الأركان لآن النجاح فيها يضمن لهم
ثلاثة إستيازات. قدمية في الجيش وسهولة للترفيع قدرها سنتان. شارة حمراء تحت الرتبة
إحالة مبكرة الى التقاعد
وراقب الضباط الصغار (الأعران) ذلك بعين بقظة وبخوف غامض من المستقبل مثلما كانوا
يراقبون وبتابعون سلسلة الإنقلابات العسكربة في الشقيقة سورية - كيف يغدو الضابط برتبة
نرير سي» مع تجاح في إمتحان ترقية صوري تقرياً تجربه لجنة
مناصب في الوحدات العسكرية لا ضر,
والى عامل الشهادة والتضحية الذي نهنا به, علينا أن لانغفل عامل الشعور القرمي عند
الضباط القوميين. والوطني عند غير القرميين منهم بصرف النظر عن مأناه ومبعثه؛ سيما
وللقدميَّة في في المؤسسة العسكرية أهمية تعادل الرتبة عند التساوي فيها. فيكفي
(1) مكلا بقي ايزتهاور رئيس الولابات اللتحدة برتبة عقيد منذ 1414 حتى العام 1438 . وعننما وقع عليه
الإختبار لبكون القاك العام لجبوش الحلقاء متع أربع ترقبات. وقبيل ععلية الإنزال في تورماتدي (1948)
أضطرت الحكومة الأمريكية الى تعديل قانون الرتب العسكرية قأضاقت رتبة الجترال الأعلى ذات التجوم
الخمسة. لمساواة رتبة (آيزنهاور) برتبة نائبه القيل مارشال مونتكومري. وبختام الحرب الأهليا
وجدت الحكومة ضبلطاً كثيرين برتبة (جترال) بزينون عن الحاجة فخيرتهم بين التسريع وبين ١!
الخدمة برتب أمنى. ومضر تفسها في العهد الملكي تبعة التظام الإتكليزي العصارم في الترقيات لم تكن
الضابط أن يكون إسمه مقدماً على ضابط آخر في قائمة ترقية أو نجاح أو بفاصل زمني مهما
قل ليكون آمراً للأخير . ولذلك حرص (قاسم) بعد ساعتين فقط من وصوله الى وزارة الدفاع
وقبل إذاعة بيان تأليف الحكومة - على نشر القرار الذي أعده مسبقاً بعناية شديدة - ليجمل
من نفسه أقدم ضابط في الجيش؛ فأحال الى التقاعد كل من فاقه رتبة وقدمية؛ واستثنى
لن يدوم لها" ولم يعمد الى أسلوب الترقية العشواتي الذي جرى في سوربة ولشخص واحد
الضباط الأحرار وإنضموا الى الخلايا السربة.
كان تدبيراً محكماً في الظاهر ومن السلطة لفاتحي بغداد من جهة وبضمن ولاء أكثرية
الضباط الكائرة في الجيش العراقي بالقضاء على عامل التحاسد والحقد
"الأجر على قدر المشقة" كما جاء في المثل السائر. فهؤلاء - ومعظمهم بين رائد ونقيب وملارزم
كان بتوقع تحقيق شيء من الأهداف التي راودت أحلامه عندما ألقى بحظوظه في لجة هذه
(4) بخلاف القريق الركن رئيس أركان الجيش ضمت قائمة الإحالة الى التقاعد إثني عشر برقبة
(ميجر جنرال) وخمسة وثلاثين برتبة عميد (زعيم - بربكادير جنرال)وشملت ايضاً إحالة أربعة وستين
ضابطاً برتبة عقيد فسا دون وكان بين اواك المحالين الى التقاعد اصتقاء له فلسئد اليهم مناصب مدنية
أن يكين متلاه ما يدحئ باسجاس ق
وأوامر النقل والتنسيب وكأن شيئاً لم يحصل.
بتطلعون بأنظارهم الخائبة الى ما حصل في سوربة ومصر؛ كيف قفزت الى المناصب الرفيعة
تجلت آثار الخيبة المرة في تلك القسوة التي مارسها جلادو العهد الجديد بالمتهمين والمدانين
وفي أعقاب كل إنقلاب أو محاولة إنقلاب وبنصب الحقد بصورة خاصة على الضباط من
مالة ورفقة سلاح. وبكل ما يتخلل تلك القتول
والإعدام من مظاهر التحقير والشماتة والتشقي ١١7!
عبدالحكيم عامر فليدمار شال (مهيب). والنقيب عقيف البرزي وعدثان المالكي (كذلك) أعيري
التفرين بمناصب وزارية. ولم يرتفع خلق قاسم وعارف عن الخصومات والتزاعات الشخصبة التي كانت
تحصل بين أفراد الهيئة أثناء إجتماعاتها السرية. فمثلاً أسند للعقيد (رجب عبدالحميد) الذي كان في
خلاف تقنديذ مع قاسم وعارف منصب تحقيري واضخ ليرقماء على الإمتزال. وأبو التتثييمات السرية
)١١( تم إعدام الوجبة الكبرى مَن اللدانين في محاولة إنقلاب الموضل وكلهم تقريباً من الضباط الأحراز
والإشمئزاز في ساحة الرمي القريبة من بغداد والمعروفة بموقع "أم الطبول" ودعي البقداديون للحضور في
هذا المهرجان الشعبي" قلبّوا. كما كان أسلاقهم بلبون دعوة خلقاء بني العباس والسلاطين الى عمليات
التشهير بالحكوسين قبل إعدامهم والمشاركة في سحل الجثث وتعليقها. وقال لي من أثق بقوله أن (قاسماً)
الى الدسجن المزكزي تقضي بمعاملة 7خاصنة جد" لهم عن تقلهم بعد الحكم قل تقبلوا من جوقة سجتاه
الظافر بإلغاء تكبيل السجتاء بالسلاسل إطلافا
يب لي أن أتقل هنا حكار السيد خليل كُنِ نقلاً عن نوري السعيد وهو واحد من وزرائه المقربين
[راجع المذكرات, ط بيروت 1479 الى ]©١3 31١ قال: كثرت الشائعات والتقارير حول تورط المقدم
(رقعت) في تنظيم خلايا سرية ترمي الى تغيير نظام الحكم فإستدعاه. وفي منزل خاله (جميل المنفعي)
ومحضر حته سال عن صحةما شي إليه عن تشاطة وكان توري السعيد فضلاً عن علاقته بجميل
وقال
إصغ إليّ وخذها نصيحة منّي. لو كتب لمؤامرتكم النجاح فسينشا بينكم نزاع دموي لاينتهي إلا بشنق
تأخذ رحمل أو مرا
ونجح الى حد كبير في إبعاد معظم أعضاء الهيئة العليا من الضباط الأحرار عن مراكز
صنع القرار قدر ما نجح في كسب سخطهم وعداتهم . وكل واحد منهم ولا أستتني, كان يدعي
صدقاً أو كذباً بدور في إنجاح الحركة. هذا يزعم لنفسه فضل توفير العتاد للقطعات الزاحفة
حركة اللوانين الى الأردن قبل صدور الأمر بها وغيره أحبط محاولة عسكرية مضادة و.. وى
وكل من هؤلاء كان يترقع مكافأة. و"الأجر على قدر المشقة" جميعهم خاطروا بمستقبلهم
وبحبائهم وللمخاطرة ثمنها
بدا قاسم مخططاأً بارعا وداهية في اللعب بالعواطف. إلا أنه كان جاهلاً بالطبيعة البشربة
وهرى النفس يغلب عليه طبعه الازدواجي في أحيان كثيرة.
بإعدام هؤلاء أراد أن يلّن درساً لضباط الجيش وأن بشيع في النفوس الخرف من مصير
مماثل لرفاق لهم ووضع حد لمزبد من التآمر. من غير أن يدري بأن عامل الشأر والإنتقام كثيراً
ما تغلب على عامل الخرف والتردد . ودليلنا على جهله وغفلته هذه هو تسليم نفسه لجلاديه
رجعت نادماً الى حكمي الأول على طبيعة ما حصل في الرابع عشر من قوز بعد وقث
قصير . فمن الدستور المؤقث الذي نشر في ا من تموز ومن المراسيم والقوانين الجزائية التي
أقرها النظام الجديد أو إشترعها لم يكن عسيراً أن يستخلص الفكر الناقد بأن هذا النظام
يهتم بإقامة سياج أمنيّ ح
ففي الساعة الرابعة والنقيقة الثلاثين من يوم ١8 قوز صدر البيان المرقم (1) بتوقيع القائد
العام للقرات المسلحة, معلناً سريان الأحكام العرفية في جميع أنحاء العراق "إستناداً الى
مرسوم الإدارة العرفية المرقم ١8 للسنة 1478" , ونسب فيه الزعيم أحمد صالح العبدي حاكماً
ساعات مشمولة بحكم عسكري صرف قاماً مثلما كان يحصل في الزمن القديم ١"!
ولبلاحظ هنا أن المادة "3 من الدستور المؤقث ضمنت للمؤسسة العسكرية حق البقاء
والإشراف والعمل بصريح العبارة.
وفي ١6 آب وجهت لطمة أخرى الى المباديء الديمقراطية بسنٌ قانون "معاقبة المتآمرين على
سلامة الوطن ومفسدي نظام الحكم"'"' أ وبموجبه شكلت "المحكمة العسكرية العليا الخاصة”
)١7( تنص الفقرة (؟) من المادة 37 من القانون الأساسي الملغى على حق الحكومة في 'إصدار مراسيم بكون
لها قوة القانون لإتخاذ التدابير اللازمة اذا ظهرت أثناء عطلة المجلس الثيابي ضرورة لإتخاذ تدابير
مستعجلة لحقظ النظام والأمن. 0
دعا الى النيمقراطية. سالت في حبته أحد الشبوعيين البارزين من رجال القانون عن رأيه قيما فعله قاسم
فتجاب: امهم هو اليد التي تحمل السلاح, قلت لكن بقاء لايستقيم والمباديء الديمقراطية التي إدعاهاً
ثوار تموز. قتولى عني مقضباً.
(1) تضمن هذا القانون فصلين, حدد في أولهما الجرائم القي تدخل دائزة إخختصاص». وشمل ثانيهما
إستخدم نفوذه أو شارك في توجبه سباسة البلاد لغير المصلحة العراقية.. أو تعريضها الى خطر حرب أو
رجه قي حرب بإستخدام القوات المسلحة ضد الدول العربية الشقيقة أو هدد بإستخدامها لهذا الغرض
ليقع الدول الخارجبة الى ما يهدد السلامة الوطنبة” و"على كل من بتدخل في شؤون تك البلاد الداخلية
وينؤى المتشرين عليها. وكل متآمر لقلب نظام الحكم في تك البلاد, وكل من يشوّء سمعة رؤساء تلك النول
في المحافل الدولية أو يشهّر بهم أو يوجه الإمانة إليهم بإحدى طرق النشر. مؤلاء يعتبرون متتمرين على
سلامة الوطن". كما أوجب القاتون العقاب على كل من صادر أو قب الحريات الأساسية المقررة في
القانون الأساسي اللغى! عن طريق إصدار قواتين ومراسيم وأوامر وتعليمات وببانات مخالقة للمواد
الأساسية التي قررها ذلك القانون. وكل من يستخدم القانون لصلحة أشخاص أو مجموعة من الأشخاص
على حساب المصلحة العامة أو يتدخل في شؤون القضاء والسلطة التتفبذية وفي الإنتخابات العامة. أو من
يقوم بالتآثير على معنويات الشعب ليبضعف من قدرته على النهوض بمسؤولباته في ممارسة حقوقه أو
بحول دون تطبيق القوانين الهادقة الى تحقيق العدالة الإجتماعبة والمساواة بين المواطنين, وكل من يبدد
أموال النولة بإهماله جباية الواردات وكل من يقبل أموالاً خلافاً لقتضيات المصلحة العلسة. هؤلاء يعتبرون
بموجب القانون, مفسدين لنظام الحكم, ومن تبت إدانته يعتبر متقراً على سلامة الوطن وبعاقب <
التي عرفت عموماً بمحكمة المهداوي "نسبة” الى رئيسها العقيد (فاضل عباس المهداوي) وهر
إين خالة (قاسم) ثم شرُها الشيوعيون العراقيون وصحف العالم الإشتراكي بلقب محكمة
بالأشغال الشلقة المؤيدة.
وأطلق القانون للمحكمة الحرية للنظر في الجرائم للنصوص عليها في قوانين العقوبات الأخرى [وهوما
أي محكمة أخرى وإبداعها الى هده المحكمة. وإحتفظ لتفسه مرة أخرى بوصفه وكيل وزير الدقاع بالحق
في تخفيض الحكم الذي تصدره أو إلغائه أو الأمر بتتقيثه!
والمفاهيم التي سادت القرون الم
الشعب. وهو لا أبا لك. اللقب الذي حملته بجدارة المحاكم الستالينية في الإتحاد السوفياتي
لمحاكمة أعدانه وخصومه بتهم التخريب في الإقتصاد الوطني والتآمر مع دول أجنبية وما الى
ذلك. فضلاً عن كونه نسخة لقانون مماثل أصدره إنقلابير (بولير) وطبقوه فترة قصيرة وبشكل
محدود ثم أهملوه
وكانت الثورة قد إعتقلت حوالى مانة من رؤساء الوزارات والوزراء وكبار الموظفين والقادة
العسكربين قدم معظمهم للمحاكمة أمام ضباط خمسة لا خبرة قانونية ولا ممارسة قضائية
أكد أرسطر قبل ثلاثة وعشرين قرئاً في كتابه "السياسة" مغبة دعوة أعوان الطاغية المستبد
لكن صاحبت هذا القانون جراحات تجميل بهرت بصورة خاصة عيون الحزب الشيوعي؛
فأفقدت صانعي سياسته كل حصافة وإتزان في بناء أسطورة الزعيم الأوحد. أخليت السجون
والعتقلات من السجناء والتهمين بقضايا سياسية؛ وأعيد الإعتبار للمحكومين "ضحايا
خلال تلك الفترة الى وظائفهم وإمتدت الجراحة التجميلية الى القشور فقد كان من مقتضى
العهد الجمهرري أن تزال مظاهر العهد الملكي وتهاويله الظاهرة للعين؛ إنتداءً بتحطيم تمثالي
بينهم قومي أو بعثي. كما كان تم قلة من القوميين الكرد. وقد أكد لي مصدر ثقة من الشبوعيين أن عدد
السجناء المفرج عنهم بقدر ما يتعلق الأمر بهم هو ١18 أو أقل قليلاً. على أن فيهم عدداً كبيراً من
القباديين أعضاء لجان مركزية سابقة. وأحدث بهجة عند القوميين الكرد إطلاق سراح المحكومين جراء
الكرمية التي قادها ملا مصطفى البارزاني مقترنة بالسماح بعودة هذا اليم الكردي ورفاقه
شهر أيلول 1934 حتى الثالث عشر من تموز 144 . والى جانب من ذكرناهم في المقئه أعيد الإعتبار الى
كلاسن حكم عليه في أعقاب حركة سايس [الفي حكم الإعدام والمصادرة عَن رشية غالي بمقتضاء كسا
أبطل عن حكمت سليمان. وأعيد الضباط المحالون الى التقاعد في أعقاب الحركتين بمتحهم رتبقين
الملك فيصل والجنرال مود بالفؤوس والأقدام؛ وإنتهاءً بالشعار والعلم '"'' وألغي لحن السلام
الملكي (ولم يكن للعهد الملكي نشيد وطني) وحلّ محله لحن أغنية مصربة دينية - سياسية
غنتها مطربة معروفة أثناء العدوان الثلاثي وعرفت بنشيد "الله أكبر". راح راديو بغداد يفتتح
بها برامجه وبختمها ؛ ثم غابت وعفي عنها إثر محاولة الشراف الإنقلابية.
كل هذا وغيره - لاسيما قرار مجلس الوزراء بالإنسحاب من الإتحاد العربي الهاشمي- كان
إشارة واضحة لعبدالناصر بأن الضباط الشوريين في العراق إن لم يكونوا سائرين في سبيل
الوحدة فعلى أقل تقدير يتبنون خطة واضحة في سياسة عدم الإنحياز . وما من شك في أن
فؤاده كان يزخر بالآمال الكبار عندما وصله وهو في دمشق وفد حكومي بعد خمسة أيام من
فتح بقناد.
الجومرد - وأوعز بإستقباله بتظاهرة شعبية لا نظير لهاء خطب فيها كل من عبدالسلام
وعبدالناصر. وختمت الزيارة بتوقيع إتفاق تعاون بين الدولتين في السياستين الخارجية
والداخلية. في الواقع لانخرج عن مثيلانها من الإتفاقات العربية التي تعقدها الحماسة الآنية
اسة الرجل الثاني وعضوية محمد حديد ومحمد صديق شنشل وعبدالجبار
بالسطرة والقلم. وقد حثلي والحق يقال تثيل القوميتين العربية والكردية في كليهما بإهتمام خاص.
فوضع في شعاره سيفاً عريباً بسقابل ختجر كردي غير مرا ع القرق بين طول السيق وقصر الخنجر إِذ
عرف بآن الأصقر هو اللون "الوطني" الكردي. [رقع العلم الجديد لأول مرة في النكرى الأولى للثورة]
رغم ذلك كله
والمجاملة وحب الإرضاء ولاتعني شيشاً في الواقع العملى إلا أنها هامة وضرورية للدعاية
والكسب الشعبي. كان الجر يعبق بعر الوحدة وأمرها يشار يومياً في الخطب الهستير
الإعلام العالي متوقعاً إدتماجاً بين بوم وآخر
كان مسيحيّر العراق يتطيّرون من كل دعوة عروبية. وها هي ذي قضية الوحدة والقومية
تشار بشكل صارخ مرتبطة كالعادة بالدين الإسلامي وقد علمتهم التجارب الأليمة الماضية؛
ولاسيما ذكريات العام 1471 دروساً قاسية, كما كانوا يرقبون ويتابعون ما يجري في مص
المعسكر الثاني الذي عرف بالمعسكر الديقراطي التقدمي. وأن يفارقهم تخوفهم من المشاركة
الفعلية في الحياة السياسية العامة التي أطلقتها ثورة تموز من عقالها. وقد بدا هذا بماشي
الخط الحكرمي لاسيما بعد أن أوضح قاسم هربته. وكذلك بطرده (عارفاً) زعيم القومية
والوحدة والإسلام. وبدا هذا الإنقسام ظاهراً في المرصل حيث ينتشر القسم الأكبر من الأقلية
المسيحية في المناطق الإدارية وفيها
يصو الطبقجلي في دفاعه أمام محكمة المهداوي هذه الظاهرة ببعض مبالغة لا تخلو من
"إمتد الصراع بين القومية والشيوعية الى إثارة النعرات الدينية والطائفية في
رت الدعايات وبثت الأضاليل للق جو التفرقة .. وإجتاحت
الموصل موجة عارمة من الخوف والرهبة والرعب بين اللسيحيين والمسلمين”
في هذه المرة كان للأقلية المسيحية حلفاء فورا ءهم الزعيم وحكومته والحزب الشبوعي
والبسار في عين المسار. وهناك الكرد ايضاً وهم اليوم أصحاب قضية
السكاني ربعه تقريباً؛ وفي وحدة عروبية كهذه لن تزيد نسبتهم عن (8) بالمانة! أقلية تافهة
ضائعة لا حول لها ولا طول. فالدفاع عن كيان العراق الحالي هو عندهم مسألة حياة وموت.
بالتكنية ذات دلالات يفهمها الأعداء والأصدقاء من دون حاجة الى الإفصاح التام. وربما عاد
الواضحة المفصحة عن أفكاره وما يجول في خلده دون تغطية أو تكنية.
في 77 من تشرين الثاني ألقى قاسم خطاباً تضمن تأكيداً وإصراراً حول التصميم على
إبقاء العراق بعيداً عن أي شكل من أشكال الوحدة؛ كياناً سياسياً مستقلاً غير مرتبط بأي
جهة وسمع العراقيون وغيرهم صوته المعدني الرنان بتلك الوقفات الإيقاعية عند كل عبارة.
“إن دستورنا المؤقت؛ ثقت صياغته بعد تفكير عميق, وبدقة تامة. المادة الأولى
تنص بأن العراق جمهورية مستقلة ذات سيادة كاملة .. إن تعاوننا مع إخرتنا
(كذا) الدول العربية يقوم على أساس المصالح المشتركة الخاصة بتلك الدولء نحن
نسير مع كل الدول.."
وأخفى عبدالتاصر خيبته وإستياء» في أن يكرن شخص (عبدالسلام عارف) مروجاً له
وصفه عبدالناصر 'بالطفل"!"' أ, وبدا عبدالسلام أشبه بالحصان الجامح. مطلقاً العنان لنفسه
في جولات سربعة متتالية للمدن العراقية يقطع يها البلاد طولاً وعرضاً بمصاحبة طاقم من
الإذاعيين والفنيين لإلتقاط أفلام له وتسجيل خطب هستيرية رقيعة كثيراً ما تحفل بألفاظ
؛ ليسمعها العراقيون من خلال الراديو والتلفزيون مع صور إجتماعات جماهيرية
وبدفع الشيوعيون بأنصارهم وأعضاتهم للتشويش والمقاطعة بهتافات مضادة وفقاً لخطة
وتعليمات صادرة من مركز الحزب. بقصد إستفزاز الخطيب ودفعه الى مزيد من الشتائم وبذي»
القول؛ لينثني مستشهداً بآبات قرآنية غير دقبقة وفي غير محلها المناسب غالباً؛ وهر يتقلب
من الحض على التمسك بشعائر الدين والتقوى الى الإشادة بالأخ جمال عبدالناصر» والوحدة
للجمهور إلا وهو ذلك الإنسان الرؤوف البعيد النظر المتزن
الشوريين معهم؛ لا يقي مجالاً للشك في طبيعة الثورة وأهدائها وقد عرف عن
الطابع الغالب على اللجنة العليا هر القرمية العروبية. وفوق هذا هم كذلك سنيّون خلا إثنين
من الشبعة؛ وليس بينهم كردي أو مسبحي واحد . وهو إجراء لايخلو من حكمة؛ قدر ما ليه
لكن فات عبدالناصر شيء واحد وهو أن رأس الإنقلاب ومنعّذ خطته لم يكن مستعداً في
أي وقت لمقاسمة أحد ثمار نصره. وكان عليه أن يدرك ذلك. من تجريته الخاصة مع اللواء
محمد نجيب الذي حاول متازعته المقام الأول في حركة !9 يوليو. فضلاً عن أن العراقيين
لايريدون الوحدة.
التاريخ. وبثمانٍ وعشرين إطلاقة أرسلتها أصبع واحدة بمجرد ضغط على زناد آلةصمّاء بضع
ثوان. ذلك النظام الذي كلف بناة الإمبراطورية البربطانية الكثير من المال والرجال والقلق
مبعت هذا التلخير الشعور بالعار والخجل أو الخوف من حصول زد قعل سيء في الرأي العام. أوكما
الوقت الذي
كانت هناد قطعات عسكربة عراقية في بلاده وعننما لم يكن الموقف الدولي واضحاً. كانت كتب التاريع
الموضوعة بيد طائب المدارس المراقييل: وكلها من تاليف قوم يينه توك بصورة خاصة على أن الحكام
العرب ولاسيما الخلفاء العباسيين كانوا يقتلون أو تسمل أعينهم بقيدي الأتراك اللتسلطين على الحكم
الأولى دون الإشارة بإستهجان أو تقبيع لما حصل في شوارع بغداد ثم
خروج الصحف بعدها تصف الأحدات عموماً بآنها أعمال وطنية وليدة الضغط الذي إنفجر فجآة لسنوات
ثن معلقة مقطوعة الرؤوس والأيدي والأرجل أمام بوابة وزارة النقاع. كل ذلك كان كقيلاً بإطلاق العنان
لأحاً الغرائز البشرية ومقدمة لما حصل في الموصل والنبواتية والبصرة وكركوك وبغداد فيما بعد.
سلطة الثائرين مطاعة والجمهور على إستعداد للإمتثال بقوامر حكومته الجديدة.. إلا أن سكوتها عما جرى
في ذلك البوم أكد للدهماء ولنوي الأحقاد والثارات الخاصة ٍ
وشائئيها.. فمن هو المسؤول الحقبقي عن هذه الأعمال الوحشية؟
ألة خلاف
ن عبدالناصر بدرك أن القضية لبست مسكة راوتوز
زعيسين عرييين كل منهما يرى العروبة والقومية من
وبيتهم حدوه؛ واذا إقكربوا ما خلوة واحنج قسعتى فلك حري جاقية أكبر ما خملا
موقع يريد» وعثر عليه أخيراً فصاح ها هي راوتنوز, ما هي راونتوز, ثم دعا عبدالناصر أن ينزل مع
على الخريطة, وإستجاب عبدالناصر وكان منظر الرئيسين وهما يحبوان على الخريطة وينققان موقع
ناسبة يثبت
الزبيدي [المرجع السالف ص ؟١١] بعد بحث وإستقصاء كما يزعم عدد الضباط المتتظمين في الخلايا
السرية بالأسماء والرتب بزقع ٠3 ؟ معتنداً على تقتيرات بعضى أعضاء اللجئة العليا لامسيسا مسكرقيرها
العقيد رجب عبدلامجيد. ولو نحن أضفنا الى ها العدد مثله من أولئك الضباط غير المنتظمين المستعدين
ذمنياً الترحيب باي إنقلاب والإنضسام اليه شريطة أن تم الباداة بالآخرين: لجاز انا التقدير بان
مجموعهم قد لتتجاوز نسبته 4 بلملثة من ملاك ضباط الجيش العامل
يادة توزة يضم إعشداء اللجنة الجليا حيث لايكون فيه لقاب أكثر من
صوت واحد؛ أو بقضل الأحوال أن يعد الأول بين الاقران بحسب الإصطلاح القانوني 80001080166
(9) أعضاء اللجنة العليا بحسب الرتبة والقدمية حين تشكيلها: من رتبة عميد (زعيم) عبدالكريم قاسم رئيسها.
ير لواء
وعبدالوهاب أمين ومحسن حسين الحبيب والتقاعد ظاهر
وإسماعيل العارف. ومن رتبة مقدم المتقاعد رفعت الحاج سرّي وعبد الكريم فرحان وعبدالوهاب الشوّاف
ووصفي طاهر . ومن رتبة راك صبيح علي غالب: والمتقاعد الطيار محمد سبع: وفي عين الوقت: كان متك
الهاشمي وعبد الستار عبد لليف وجاسم العزاوي وصبحي عبدالحميد وحسن مصطفى النقيب وإبراهيم
جاسم التكريتي وله الدوري وعيسى الشاوي. وكل مؤلاء قومبون عروبيون
بى وعبدالسلام عارف وعبدالرحمن عارف
وله وبناء
ذكر قاسم عند إعلان الدستور المؤقت أنه سيُعمل به الى أن يتم تشريع الدستور الدائم
بإستفتاء يعرب فيه الشعب بحرية تامة عن رأيه في أسلوب الحكم الديقراطي الذي يختار
لكن. فلنتذكر بأن الحكام المستبدين. لايرون عاد
دفعة واحدة. وقد يسلم أفضلهم بطريقة منحها بالتقسيط. لكن بالقدر الذي يضمن له يده
العليا ممسكة بالصمام؛ كقاسم
وبدا الإضطراب والتناقض من خلال ما دعي بمحاولة القضاء على آثار العهد القديم. أزيل
أن الشعب أهل لممارسة جميع حقوقه
ظلمة وعصور الإستبداد؛ من ذلك إعتباره جرائم ما أرتكب في زمن لم يكن
الفقهاء والقانونيون المشترعون منذ قرنين من الزمن, وبنتيجة الآثار المدمرة والتدوب العميقة التي خلّفها
"غيد الإرهاب خلال الستوات الأولى الثورة الفرتسية في المير العللي: حت تله المراسبيم الثنائة
المقبدة لحرية المعتقد التي إستنّها نوري السعيد في العام 1956 بله التعديل الذي أجري على قانون
العقوبات بخصوس معاقبة حملة الأفكار الشيوعية فقد روعي فيها أنها لالنسحب على الماضبي.
وفي القانون ايضاً ظاهرة طريقة لايمكن إغفالها. هي الإمتمام الذي خصٌ به القومية العربية. فهو يريط
بشكل صريح سائر الأعمال الموجهة ضد "البلاد العريبة الشقبقة" [أي حكامها] بجريمة التآمر على سلامة.
الولن. ويستخلص من التهم ووقائع المحاكمات التي جرت بان القصود بالعبارة هو "الجمهورية العريبة
قي سن المراسيم المقيدة للحريات العامة المناقضة للمبادي النيمقراطبةولاسبيل لي هنا إلا الى المقارتة.
توفيق السويدي وهو رئيس الحكومة التي أطلقت الحياة الحزبية من عقالها في العام 1847 بإجازتها
أحزاب بسارية المنحى من أصل خمسة. لم يكن أكثر "إجراما وأدعى للمؤاخدة من جميل المنفعي
الهدامة'. وقي الوقت الذي حلي هذا السباسي بزيارة مجاملة خاصة من (قاسم) الذي وجدناه بآمر
(لحمد مختار بابان) آخر رئيس حكومة, أدين وحكم عليه بالأشغال النساقة المؤيدة. تلك القاضي الضليع
العف اليد الذي لم ينزل قط الى مستوى رشيد عالي الكيلاني وحكمت سليمان وعلي جودت الأبوبي
ومصطفى العمري من رؤساء الحكومات السابقين النين لم بتعففوا عن إنتهاب الأراضي الأميرية
المجالس العرفية ولا الحكام العسكريين الذين إستخدموا تلك القوانين وحكموا بموجبها. وعنصر المفارقة
هنا وهو الذي ذَكرنا بمقولة الفيلسوف اليوناني أن من بين أعضاء الحكومة الجديدة التي ألفها قاسم
الدستور المؤقت, [لاحثلنا في حبنه ونحن نتابع أحكام محكمة الثورة التي أقامها ثوار يوليو في مصر أن
معظم من حوكم أمامها كان متهماً بجرائم بعاقب عليها قانون العقوبات المصمري. ولم يصدر عنها حكم
بالوت على أي شخصية سياسية من رجال العهد املكي].
بقي التاج الملكي على كتافتي (قاسم) وغيره من ضباط الجبش طوال ثمائبة أشهر أو تزيد.
وهي مسقة كانت شغله الشاغل. ثم جاء الفرج من زي ولهذا حكلبة يرى كلب هذه السطور أن
عرف ببراعة فدة في كتابة الخلوط العرببة وفنونها وعمل رُخارف منها على شكل طغراء ولوحات جمالية
ولطالما إستعنت به في خط عناوين كتب أصدرتها. كان لهذا القنان الرقيع الخلق إبن ضابط برتبة ملازم
أعتقل إثر فشل إتقلاب الشوّاف كغيره من ضباط اللواء الخامس وأرسل معهم الى بغداد. بعد شهرين أو
علي تفاصيل الصفقة التي عقدها مع قاسم. قال أنه كان على معرفة أو ربما صلة قربى بضابط موصلي
عالي الرتبة مقرب من قاسم [وأظظنه العميد خليل سعبد] وكان في الظاهر يعلم بحيرة زعيمه في إختراع
رمز جديد بنبلاً للتاج, فقنمه له وشرح قاسم فكرته العامة وهي أن تكون الرتبة شببهة بالتاج وفيها
المن إخلاء سبيل الإبن. هذه الشارة بديء بإستبد الها بالتاج لضباط الجيش والشرطة. من رتبة رائد قم
آية نية في التقرب من (ج.ع.م) عن سبيل إستعارة النسر الذي جعل بديلاً للتاج اللصري في الجيش.
المستعد لكل تضحية في سبيل
(11) ذكر العقيد الركن (عبد الوهاب أمين) في شهادته بمناسبة محاكمة عارف ما سمعه عن فائق السلمرائي
في دمشق (19 تموز) فإتنفع عارف ليقول بحدة وهو رمي الشوكة والسكين بقوة: أتريد أن أقضي علبه؟
إطلاقة واحدة بعشرين فلساًء لا أكثر" ولم ينكر القوميون صحة الرواية لكنهم أؤلوا القصود هنا موكل
من يحول دون قيام الوحدة بين العراق واج:ع.م).