التاريخ الأول
هنا عقدة جبال متشابكة تعرف عموماً باسم "جبال حكاري" وتقع داخل الأراضي التركية
في ما بلي الشمال الشرقي من حدود العراق الحالية وهي أشبه بجبال سويسرا لكنها أعظم
وأروع وأوسع رقعة وأضيق ودياناً. وفي الواقع ان كشيراً من هذه الوديان هي اغوار عميقة
ذات سفوح عمودية تقريباً تهبط آلافاً من الأقدام من ذرى الجبال الشم التي تعلوها وهفي
الأنهار في قيعان الوديان. وقد يبلغ ارتفاع الجبال اثني عشر ألف قدم بل يسمو الى أربعة
عشر ألفا. وبغطي ثاج الشتاء أعلى الجبال وأخفض الوهاد بطبقة سمكية؛ ولا يذوب على
مدار السنة في الذرى العلبا. والمناظر في غابة من الجمال. والطبيعة خلابة فحمة لاسيما
وسفرح الجبال تغطيها غابات عظيمة من اشجار البلوط والعرعر وبعض الصنوير والاسيندار
وفي الوديان تزدحم شجيرات الدغلى والنبطة والزعرور الجبلي وما اليها؛ الى جانب الدغل
والشوك. وبمجيء الربيع غب ذوبان الثلج ترى الأرض كلها وقد ارتدت حلة يطرزها كل نوع
ذتاب ودببة ووعول وثعالب وضباع وسنسار (سمور) . وعالم الطيور واسع رحب: فمن القبرات
وصغار العصافير الى النسور والصقور التي تلوذ بشقوق الصخور العالية. والقطا والسماني
هذه البلاد القاسية التي لا يقوى على العيش فيها غير صناديد الرجال واشدهم عودا قلما
)١( نسبة الى جبال الالب في أوروبا الوسطى لاسيما سويسرا (م
مصارعة الطبيعة لتحصل على ما يسد الرمق ويستر الخلة بشق الانفس فكانت تزرع بقعا
صغيرة با حبوب على مدرجات الوديان؛ وترعى اغنامها ومعزها الجلد الصبور في فوح
الجبال. والطرق لا أثر لها ولا وجود خلا المفاوز والشعاب الوعرة التي توصل بين الرادي
والوادي وبصعب السير فيها حتى على البغال أشهراً عدة من السنة.
بلاد كهذه رزقها شحيح الى هذا الحدء كان معظمها موطن الآشوريين الذين سنروي قصتهم
تخومهم الشمالية باتجاه مدينة (وانا؛ والأرمن شعب ان كان له بعض التقدم على الآشوريين
في مضمار الحضارة فهو قربب منهم في الطبيعة القتالية. والى شرق حكاري تقد الحدود
التركية الإيرانية بهيئة سلسلة من الذرى السامقة الجرداء لتنتهي بجبل (أرارات) الذي يبعد
بمسافة سبعين ميلاً الى الشمال, وتعيش كذلك القبائل الكردية في ارض جبلية متشابهة لاتقل
وعورة عن جبال حكاري. في الواقع ان المجتمعات الكردية والآشورية متشابكة متمازجة حتى
غرب بحيرة أورميه؛ وهؤلاء ايضاً عانوا ويلات الحرب مشل اخوانهم الجبليين. الا ان حالهم
مختلفة عن حال اولئك كما ستبسطه في موضعه. وهناك مجموعة آشوربة أخرى تعيش في
من كوارث الحرب الا الأقل. الا ان مصيرهم اليوم مرتبط بمصير اخوائهم الجبليين ارتباطاً
وعلى جبليي حكاري يقوم العمود الفقري للمجتمع الآشوري الذي ضم يوما ما شعباً كبيراً»
واعتنق مذهباً من المذاهب المسيحية الزاهرة. وقوام هذا المجتمع اربع قبائل رئيسة هي: (تياري
وجيلر وتخوما وباز )؛ وتتميز بالخصاصة وقلة النشب بسكناها في هذه الأراضي المجدبة
(؟) في موضوع العرق والدين هنك مجتمعات كردية مسبحية تابى أن تنسب الى العراق الاشوري [براجع
كتاب هتري فيلد [جنوب كردستان: دراسة انتروبولوجية. وقد تقلناء الى العربية. وطبع في دار اراس
حتى المطارنة منهم فقد كائوا أميين او اشباه اميين. وظهر للهيثة ان رجال الدين هؤلاء هم اخبر
بالقليلة اثناء زيارته المطران (سركيس) في صيف العام ١837 عندما شاهد بندقية معلقة
على حائط غرفته وصندوق عتاد لها تحث سريره. ولا حصر للشعبذات والطقوس السحخيفة
التى يمارسونها . ولحظت البعثة ايضا ان الحياة الروحية بينهم قد بلغث اسفل السافلين. الا ان
التمسك بالابمان كان شديدا وواضحا حتى عند "الرعية" أي طبقة الفلاحين الاقنان اذ لم تجد
آشورياً جحد دينه او استبدله بدين آخر الا في النادر
وفي العام 1883 امر رئيس اسافقة كانتريري بتشكيل بعثة تبشيرية الى الجبالء وكان
مدينة أورميه؛ وهما مدينتان على حظ من التقدم الاجتساعي. اوضح رئيس الأساقفة الغاية
من بعشته في رسالة موجهة الى مار شمعون, قال فيها: "... نقوية الكنيسة العتيقة
وتنويرها...” وكانت الخطة التي طبقتها البعشة تشمل فتح مدارس للكهنة والشمامسة وطبع
الكتب الدينية المتعلقة بكنيستهم وقد اثمرت جهودها ثمراً طيباً جدا. وبدأ العلم والثقافة
قبيل اندلاع الحرب جلس على الكرسي البطريركي مار شمعون جديد يدعى بنيامين كان مع
شعبه بالكثير . كان سلفه الذى امتدت رتاسته فترة طويلة من الزمن يتسم بالضعف والتردد
وقد اتخذ قدشانس (ترجانس) مسكناً دانما؛ وهي قربة من قرى الوادي. واضحى ألعوبة في
اقل من القليل. مع هذا فهو زعيم الآشوريين الأوحد . لا ينازعه السلطان على القوم منازع
ناهز عد الآشوريين الجبليين الاربعين ألفآ قبل الحرب. وتراوح عده سكان السهل ما بين
خمسة عشر ألفا ومعشرين. وقد استقروا غرب بحيرة أورميه في إيران. واليهم ارسلت الكنيسة
تحويل عدد كبير من سكان أورميه الى الكتلكة!"''. في ذلك الوقت كان النفوذ الروسي
1١( ) رهبتة ابتدعها القديس الاسباني (-/117 194 ) وتدعى برهبتة الأخوة الواعظين أسست أصلاً لمحاربة
الحرب اعاقت المحاولة قبل ان تحقق نجاحاً كبيرا
الى الكثلكة اصلا. لكن وقي مطلع العام ٠ 1116 توجه رهبان فهم الى الموصل واستعاتوا بمعارفهم الطبية
؟؟؟ من الجزء الثالث لكتاب الأب البيرابونا الموسوم [تاريخ الكتيسة السرياتبة الشرقبة من العهد
الغولي الى مطلع القرن التاسع عشر طبع دار المشرق: بيروت 1997
الحرب الكونية
لما اندلعت نيران الحرب العظمى انتاب الآشوريين قلق شديد على مستقبلهم وحاروا بأمرهم
بين الطرضين المصطرعين. فقبل ان تنضبٌ تركيا الى دول حلف الوسط في تشرين الثاني من
العام 1416, استدعى والي ولاية (وان) التركي مار شمعون الى مقره؛ ووعده بان يلقى
الأشوريون معاملة افضل من السابق. من الجلي طبعاً ان الآشوريين في جبالهم حكاري يحتلون
قطاعا ستراتيجياً مسيطرا. ففي هضاب القفقاس كانت امبراطورية آل عثمان تلاصق
هذه المنطقة من الناحية العسكرية. اضف الى هذا ان المعاهدة الاذكلر - روسية كانت تشير
اشارة لا غموض فيها الى ان إيران ستكون منطقة نفوذ جنوبية للبربطانيين ومنطقة نفوذ
منطق الترك في بذل الوعود لمار شمعون. منوه بتزويد قومه بالسلاح. وفتح المدارس؛ وصرف
الرواتب للزعماء القبليين والرؤساء الروحانيين وجددوا تلك الوعورد عند دخولهم الحرب بحكم
معاملة. الرواية التركية تزعم ان السلطة حاولت في مبدء الامر اقناع الأرمن بالبقاء على
القضية الأرمنية. وللتاريخ ان يتحدث الآن عن درجة نجاحهم في هذا
لم يكن الآشوريون بدرجة كبيرة من الخطورة على الترك. فعددهم أقل بكثير من عدد
الأرمن. وصلتهم السياسية بإنكلترا أو بروسيا ضعيفة جدا. انهم في الواقع لا أكثر من مجرد
ريشة في قبعة الحكرمة التركية اذا خطر ببالهم مناصبتها العداء. وما كان يجري اذ ذاك في
أرمينيا لم يعكس أثرآ ما على "الملة" المسبحية الاخرى التي قنعت بحالها . وتردد الآشوريون
السلاح في وجه الترك. في حين سيكون عقابهم صارماً مؤكداً ان فازت دول الوسط ولكن
انتصار الحلفاء في الأخير لم يبدل من حظوظ الآشوريين.
الأرمنية على صغرها بالمقارنة مع المذابح التالية. بمشابة ناقوس خطر ونذير ولم يكن ثم أي
احتمال بأن يستثنى الآشوريون من قرار اعلان الجهاد . في حبن رأوا الكرد يزدادون عتراً
وسطوة ولم تكن الأمور تدل على ان قبائل الجنوب ستتعفف عن النهب والسلب. لما رسخت
هذه الفكرة في اذهانهم وتبلورت كان الكرد قد سبقوا فهاجموا قرى منطقة (ألباق) شمال
كبير من الآشوريين والأرمن. وبدء الروس عند ذاك يبذلون الوعود للأشوريين.
جرى اول قتال في هذا الجزء من العالم حول مدينة أورميه. وكان فيها قصل روسي مزود
اسمياً بحرس شخصي - بلغ من العدة والعدد ما اعتبر حامية عسكرية قوبة جداً؛ ولم يكن
هذا بالمستغرب لآن اللدينة هي ضمن منطقة النفرذ الروسي. ولكن وجه الغرابة والحق يقال هو
موقف إيران. فهي على الصعيد الرسمي دولة مستقلة غير أنها بواقع الحال مجزأة الى
إيران من الناحية النظرية دولة محايدة طوال سني الحرب. لكن أراضيها صارت ساحة قتال
متواصل بين الترك والروس طوال اربع سنين. ثم اخلى الروس الميدان للبريطانيين.
بعدتذ في كانون الثاني من العام 1918 في معركة (سراكميش) وعاد الروس الى أورميه
لرحمة الأعداء وقد نزح مع الروس حوالي عشرة آلاف منهم. معظمهم يعيش الآن في روسيا
اما الباقون فقد راحوا ضحايا المذابح رغم الجهود المخلصة التي بذلتها الارسالية الامريكية
لحمايتهم وقتل كثير من الرجال اشنع قتلة. ونهبت فتيات ونسوة كثيرات.
الضنينة التي تقوم زراعتها الوحيدة على مدرجات اصطناعية من سفوح الجبال لتدر عليهم
النزر البسير من الغلة. على انهم قوم مجدون كادحون يفوقون الكرد في هذا المضمار الا انهم
وثرواتهم الأساس هي في قطعان الضأن فحسب. لأنهم رعاة مثلما كانوا فلاحين. فتراهم
يجوبون ارجاء الجبال صعداً ونزلا انتجاعاً للمرعى والكدح على مدار فصول السنة. وغالباً ما
تجدهم على ارتفاع ثمانية آلاف قدم في ايام الصيف. أما في الشتاء فقطعائهم تشاطرهم
السكن لان البرد يشتد في الوديان الى الحد الذي لا يجرء معه انسان أو حيوان على الخروج
وقراهم صغيرة؛ وهم عادة بشيدونها على آكام في الوديان الضيقة ومواد بنانها الحجر
والجص. ومنازلهم مستوبة الاسطح, ومتع الحياة عندهم محدودة للغابة لفقرهم وفرص الغنى
عندهم نادرة جداً رغم تقتيرهم على انفسهم ويتحدر افراد منهم الى الموصل للعمل فترة من
تكون منقطعة عن العالم الخارجي حتى قدوم بعشة رئيس أساقفة كانتريري اليهم في العام
والآشوريون رجال حرب وقتال. سربعو الانفعال ان لم نقل مطبوعون عليه. هكذا كانرا قبل
الحرب مستقلين بحكم طبعهم ولم تتغير نزعتهم الاستقلالية الا بعد معاناتهم الطريلة لحياة
المهاجرين الذليلة كما سترى. وهم سربعو الالتقاط للافكار الجديدة رغم فقرهم الثقافي المتأتي
من عزلتهم التامة في هذه المجاهل. ولقد كان اعز امنية لهم ان يعيشوا في نجرة من تدخل
جيرانهم الكرد عبشة قريبة الشبه بعيشة الجبليين الاسكتلنديين قبل العام 1888 وهم يدينون
بالولاء لمار شمعون الزعيم القبلي الاعلى. ورأس كنيستهم. وتحكم امورهم مجالس عشائرية؛
وراثية عند بعض القباتل, انتخابية عند بعضها الآخر . وفي كلا الحالتين يجب ان تستحصل
مصادقة مار شمعون. شكليا على الاقل
ولغة التخاطب هي السربائية المنحدرة رأساً من الآرامية. كانت لغة التخاطب الشائعة في
ايام المسيح وبها كان يتحدث, وهم ما زالوا يستخدمونها في صلواتهم الكنسية. وكنانسهم
كالمنازل صغيرة مبنية بالحجر؛ تتألف مما هر اشبه (بقدس الاقداس) وهي حجرة صغيرة
ويندر ان يلقي كاهنهم موعظة.؛ وقلما يعمد الى شرح تفسير الاسرار المقدسة لجماعة المصلين.
قبل الحرب كان الآشوريون يرتدون ازياء في غابة الجمال وهي تكاد لا تحتلف عن ازياء
الكرد: سروال فضفاض وسترة قصيرة من نسيج محلي زاهية الألوان, خلا انهم يعتمرون
في كثير من قرى الجبال. الا ان معظم من سكن المدن منهم؛ اتخذ اللباس الأوروبي زياً
أن بشرة الآشوربين وقسمات وجههم تشبه تلك التي تسود سكان القسم الجنوبي من
بصورة عامة طوال القامة فهم متناسقر الأعضاء مفتولر العضل لأن الضعفاء منهم يمرتون في
مرحلة الطفولة وكثيراً ما يشاهد الشعر الاشقر والأعين الزرق بينهم. ونساؤهم على الاغلب
ومقدرة على الشفاء من المرض عجيبة. والحياة التي عشنها قبل الحرب والمشاق التي مارسنها
منذ ذلك الحين لم تبق عندهن أي أثر للنعومة والانوثة. وهن يمارسن سلطاناً كبيراً في
شخصية آشورية واعظمها نفوذا زمن كتابة هذه الاسطر . ومتانة الخلق والعفة عند كانت
دائمة مضرب المشل.
باختصار""". أما الناحية السياسية في واقعهم فقد شابتها تقلبات سربعة متطرفة. وأساليب
عيشتهم من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية لم بطرء عليها تغير يذكر خلال القرون الخمسة
الماضية. وهم يصرون على انهم احفاد الآشوربين القدماء وورثة امبراطوريتهم الشرعيين
لعاصمتها نينرى التي ازدهرت في الألف الثاني قبل الميل
بين النهرين بعد سقوط (اور) !"أ في حدود 7٠٠١ .م وهم مؤسسر اول امبراطورية عسكرية
في التاريخ. امتدت فتوحاتهم فشملت الشرقين الادنى والأوسط بل انداحت الى ابعد من هذا
الا ان سهل دجلة الممتد بين مدينتي نينوى وآشور - بلدة الشرقاط الحالية - بقي قلب بلادهم
بانقراض الشعب الآشرري معها . لقد تم القضاء طبعاً على الحكام والآء راء والزعماء قتلاأً أو
سبياً وربما وضع السيف في رقاب لمحاربين كافة. الا ان الاطفال والنسوة لم يهذكرا جميعاً.
ولم تدم التصفية بالاستزاج العنصري الذي كان يعقب الفتح عادة ولابد ان القومية الآأشورية
بقيت محافظة على خصائصها العنصرية بشكل مكن سواد القوم من البقاء فتحاً بعد فتح.
الواقع انهم تعودوا الغزوات والفتوح المتعاقبة لأن موطنهم هذا كان ميداناً من اعظم ميادين
الصراع في التاريخ. فقد اندفع الاريق نحو الشرق بقيادة الاسكندر. وهزموا الفرس
والميديين. ثم عندما ارتخت قبضة الاغريق بعد مرت الاسكندر» اندفع الفرثيون نحو الغرب.
مدى كبير ومن يدري فريما سرت فيهم دماء قوبة بامتزاج لم يكن منه بد؛ فاشتد عودهم بدل
(5) اناه في الشوراة (لو الكلتائيها) كلات ليام السومريين سبيئة زامزة وخاصمة الملكة واسعة الأرجناء
و١157 وقبه عثر وولي 0017/اعلى أثمن ما يعتز به التاريخ القديم ومما يعتبر فجر التاريخ. سيما المدينة
القريبة من الزقورة الشهيرة. والمقبرة الملكبة.
(همدان الحالبة). أحتلها كورش في 73 8فق.م, ثم الاسكندر للقدوتي في ٠ ؟"ق.م. ويعتقد كثير من الكتاب
ان الماديين هم أصل الشعب الكردي.
)١( وهي كذلك موطن الدبانة الزردشية وفبها عاش زرادشت (م) 16000000 (358 131 عسكري بوناني
ومؤلف أثبني وأحد المعجبين بالقبلسوف سقراط التحق بالصلة البونانبة الساندة لكورش الأصقر (201
انا باسبس: رجعة العشرة الاف) وقضى بقبة حياته متقاعدآ. له كتابات أخرى في التاريخ والفلسقة.
[وجدت له على ترجمة عريبة عراقية بقلم يعقوب أقرام منصور, مكتبة بسام في 1946 الموصل. بعنوان
حملة العشرة الاف»
وبتعاظم سلطان الرومان السياسي في القرن السابق لميلاد المسيح نشبت حروب طاحنة
متوالية بين الشرى والغرب. وكان خط الحدود بين العالمين الشرقي والغربي يتقدم وبتأخر بتقدم
وتأخر حظوظ الفاتحين. ان نتائج حروبهم؛ انهكت الجانبين بالأخير» فسقطا معاً فريسة للفاتحين
المسلمين الجدد . والصدام الذي وقع بين الرومان وبين عالم الشرق كانت آثاره أعمق من آثار
عابراً لا يعتد به. وهر في الواقع صدام ذكري وحضاري علاوة على كرنه عسكريا. الا أن
اهرالاً من الاضطهاد والاستغلال لكن الأمر لم برق الى درجة استئصالهم أو تغيير خصاتصهم
القومية اذ كثيراً ما لجأ الفاتحرن الى الاستعانة باعداتهم المغلوبين واسناد مناصب هامة اليهم
في دولاتهم وان لم تكن تلك المناصب ذات سلطة. وعلينا الا نفل القول بأن بلاد ما بين
النهرين كانت حتى ذلك العهد من أغنى بلاد العالم . بل هي روضة غناء غير منقطعة تبدء
الارض لهو مثل اقرب الى المبالغة منه الى الصحة. الا ان الشابت والاكيد هو نشوء نظام ري
آثاره في سهول العراق القاحلة الخالية من الشجر.
المحاربون الذين فتحوا البلاد على التعاقب ترك فلاحيها لشأنهم والاكتفاء بجباية
الضرا واستحصال الاقوات والارزاق منهم
وبقي الامر كذلك بُعَيدِ ظهور الاسلام. اذ اتبع العرب خطة اسلافهم الفاتحين فلم يحاولوا
القضاء على شعب البلاد بل ضمنوا لمن يدخل حظير
الاعظم بعد قرون من الزمن ببسط ستار خرابه الماحق على سهل الموصل الذى غدا مرسحاً
لمذبحة من أفظع المنابح في سجل تاريخه الدموي الحافل. ونموته في العام :16م انحسر
المد المغولي عن البلاد
في خضم هذه الكرارث هجر الاحياء الناجون من الآشوريين السهول واحتمرا بجبال حكاري
وجاء الاتراك العثمانيون الفاتحرن الجدد فوجدوا الاحياء العاتشين في سهل الموصل خليطاً
عجيباً من مختلف الاقرام يجل عن الوصف ولا مثيل له في أية بقعة من بقاع الدنيا في هذا
الخلبط عرب احاح وكرد اصلاء ويهود ويزيدية وفرس وفرثيون ومغول فضلاً عن اجناس قت
آثاره الى يومنا هذا . وزاد في الطين بلة تعدد الطوائف اللسيحية المعقد. ففي المرصل وجد
النساطرة والبعاقبة والكلدان والكاثوليك وقلة من البروتستانت. والى هذه المجموعة ينبغي ان
نضيف المسلمين. وهم الاغلبية الساحقة مع طائفتي الصابئة واليزيدية عبدة الشيطان الذين
ملامح آشوربي اليوم شبهاً واضحاً. ويزودنا الدكتور ويكرام في كتابه: "الآشوريون وجيرائهم”
السامي وكثير من اليهود او العرب الساميين ايضا بل حتى اليزيدية وهم آربون لو صففوا
على ان الاكثر ثباتا هو ان ما تخلف فيهم من سمات طامسة لم يتغير كثيراً خلال تعاقب
القرون الخمسة الماضية. ففي اثنائها لم يجر تزاوج بين الآشوريين وجيرانهم الا في النادر
هذا بصدد زعم الآشوري انه السليل الحقيقي لشعب امبراطورية نينوى وتلك مسألة
(4) ليس هناك أساس تاريخي للروابة التقليدبة الانشورية بانه وبعد سقوط تينوى استطاع عدد كبير من
الامراء وَالرعَمَاء الأدنوزيين البرب الى الجبال وان الشدعب ا لوزي في يؤمنا هذا ينحير من اصولهم
اثنوغرافية في غاية الطرافة؛ على انها تغدو ثانوبة امام زعمه الثاني بانه البقية الباقية من
الكنيسة الشرقية القدية. وهذا الرجه من التاريخ الآشوري ذو اهمية كبيرة لأن الدين والقومية
في الشرق الاوسط مرادفان لمدلول واحدء ومظهران متلازمان يستخدم اتحادهما للوصول الى
غايات معينة ولتحقيق نوايا خاصة'*'. وعندما تقض سلطان روما السياسي امام هجمات
البرابرة القادمين من اواسط أوروياء واخذت الديانة الجديدة النصرائبة تعمل لاحتلال مكانها
كعامل من اعظم العوامل في تقدم الحضارة الأوروبية, بدأت الكنيسة في العالم الشرقي
قارس ذلك السلطان السباسي الذى ظلت آثاره وردود فعله باقية الى يومنا هذا
كان انتشار النصرانية في الشرق اسرع من انتشارها في الغرب بكثير!"'' وليس هذا
بالستغرب لآن النصرانية دين شرقي واول من بش بها شرقيون: وقد مارسث منذ البدء
وبسبب اشتباكها في حروب مع بلاد فارس فقد بدا من الحذق السياسي والحصافة ان يتسامع
ملوك الفرس مع رعاياهم المسيحيين. وقد حالت الحروب بين الشرق والغرب دون قيام صلة
وثيقة بين كنيسة المشرق القدية وبين كنيسة الغرب التي كانت تجدٌ في طريق التكامل. مع ان
كرسي انطاكية البطريركي كان في مدينة انطاكية اسمياً. الا انه كاد يكون من الناحية الفعلية
مستقلاً منذ ايامه الأولى لذلك لم يمس كنيسة المشرق رشاش من النزاع الحاد حول الهرطقة
الآريوسية !"'' مطلقاً. ثم ان كنيسة المشرق اعتنقت مذهب نسطورس'"'' وبعملها هذا شقت
اول برزخ بينها وبين كنيسة الغرب.
على ان الوضع تغيير تماماً في القرن الرابع الميلادي باعتناق الامسراطور الروماني قسطنطين
(9) في حدود أواخر المائة الرابعة بعد الميلاد (م).
)٠١( يراجع الأجزاء الاريعة لكتاب إفائحة انتشار المسيحية.
مثلما اضرت بهم عدة تدخلات حسنة النية لأجلهم في ازمات لاحقة وفي الوقت نفسه رسمت
حداً لآن آباء الكنيسة واحبارها مهدوا للنهابة المحتومة ألا وهي انفصال كنيسة المشرق عن
كنيسة الغرب. وحصول الانقسام الاول.
ولم تكن كنيسة المشرق المتعاظمة؛ على سلطان القسطنطينية بأقل اهمية من تلك
الصراعات العقاندية. ان هذه الشورة تعد أقدم شكل للنزاع بين صوفية الشرق الذي هر مهبط
كل الأديان وبين عقلية الغرب التي تعتمد على التعليم والتشقيف (ممثل عقلية الأغريق)
وبعبارة أخرى انه النزاع بين العقلية السامية والفلسفة البونانية. وعندما اندفعت جحافل
نفع عظيم للفاتحين العرب. وقد وجد اولاء في سادتهم الجدد انسانية تفوق ما وجدوه في
الفاتحين المغول الذين اعقبرهم
ويلوذ التاريخ بالصمت المطبق عن الآشوريين خلال الفترة النحصرة بين سنوات 165٠
في عداد الرعية (الرعية هم المواطنون الذين وضعتهم الدولة تحت حمايتها؛ ودخلوا ضمن دولة
الفاتحين الجده) لكن لما كان حب الخصام وهراية التنابز والانقسام من خصائص المسيحيين في
الاب الى الابن. لان البطاركة لا بتزوجون. والآشوريون يقرون بان هذا الاختيار لا يأتلف
الكرسي ويشرع في انتخاب بطريرك جديد . وفي ١
والامتناع عن الخضوع التام لكرسي بطرس في روما وفي العام .148 رسم البايا (الوسنت
الحادي عشر) بطربركه الآشوري الثالث المدعو مار يوسف الذي اتخذ له مدينة دباربكر مقراً
وبعد مانة سنة اخرى خضع لروما بطريرك السهل مار ايليا خصم مار شمعون بطريرك الجبال.
وتسمى الذين تبعوه ب(الكلدان المتحدين) واعترف بهم الاتراك (ملة) في العام 1868 في
الوقت نفسه انقلب بطريرك الجبال مار شمعون الى زعيم قبلي فضلاً عن احتفاظه بالسلطة
رن السادس عشر استنجد احد المرضحين
السلطات التركية كلما دعت الحاجة وهم في الحالات الاعتيادية على خير صلة بجيرانهم
يقيمون حرمة لمقتناه اكثر مما يقيم الكرد؛ وليس ثم ما يبرز لنا القول بان معايير الكرد الخلقية
ستراتفورد كاننك) سفير بربطانيا في القسطنطينية الى تقديم احتجاج شديد اللهجة ١"
وبعد تولي السلطان عبدالحميد الثاني الحكم في السنة 8008 . ساءت احوال الأشوريين»
فقد كان من سياسته استخدام الكرد لدعم عرشه لانه ظل ابداً في خشية من انتقاض
الاشداء. ولم يكن بالامر الخفي ان ازمة استفحلت هناك قبل اندلاع الحرب الكونية بفترة من
الزمن. وفي الوقت عبنه نشأت صلات بين الآشوربين وكنيسة إذكلترا . وفي الجزيرة البربطانية
لم يكن قبل هذا يعرف شيء عن وجود هذه البقية الباقية من المسيحيين هناك. الا بعد ان
كتب عنهم اعضاء بعثة اس تكشاف حوض الفرات في العام يعي ١١ وفي العام 1867
كتب مار شمعون رسالة الى رئيس أساقفة كانتريري يطلب فيها المساعدة. وفي العام 1841
في زمن مذبحة بدرخان قكن البشر الدكتور بادجر وهو من اتباع الكنيسة الانكلكانية من
انقاذ حياة مار شمعون من موت محقق. لكن لم يتخذ رئيس الأساقفة خطوات ابجابية الا
عندما ارسل هيئة لجمع المعلومات في العام 1879. فقامت بدراسة الاوضاع دراسة دقيقة
مستفيضة ووجدت من الرؤساء الروحيين الى جانب مار شمعون. رئيس أساقفة واحداًء
(1) الامير بدرخان البوتاتي: المتبحه الكبرى. (سبقتها وقعة أولى في 1448 ) تختلف المصادر في مقدار
أقرب الى الحقيقة وهو تقريباً عشر نقوس الاشوريين قي ذلك الزمن (م).
)١5( هي حملة مسح مجرى الفرات المعرفة برحلة استكشاف العقيد جيزني. راجع تف
اخرى لاقناع الآشوريين بالانضمام اليهم ووعدوهم بالسلاح والعتاد وما أشبه من المساعدات
المالية. الى أن قبل مار شمعون وهو متردد. نزولاً عند ضقط زعماء القبائل الآشوريين الذين
أهاجتهم مذابح اخرانهم في ( ألباق) وقلكتهم رغبة جامحة لمنازلة الترك واغتيل نفر من
في العاشر من أيار العام 1418 وكان هذا التاريخ مبدء
اقارب مار شمعون لأنهم كانوا
اعلن الآشوريون الحرب على
الآشوريين وحرق قراهم في الوديان. ثم انهم حاولوا ممارسة ضغط شخصي على مار شمعون
وهددوه بقتل اخيه (هرمز) الذي كان يتلقى العلم في استنبول اولى ايام الحرب. وقد بلغ مدينة
المرصل اذ ذاك فأمسكه واليها وبعث برسالة لمار شمعون مهددا إيّاه فيها بقتل اخيه الأسير
اذا رفع الآشوريون علم الثورة. فأجابه البطريرك ان واجبه يحتم عليه رعاية مصالح قومه التي
هي فوق مصلحته ومصلحة أخيه. فشنق هذا الباتس علناً في الموصل وسجل الترك لهذه
المدينة جريمة قتل وحشية فاقت بنذالتها كثيراً من جرانم الترك الدموية.
تبين للآشوريين أل أمل يرجى من وصول مساعدة الروس لأن قواتهم في تلك الفترة كانت
في الطريق وذبحوهم عن بكرة ابيهم ولما وجد الآشوريون أنفسهم أمام قوات تركية متفوقة
لاذوا بشعّب الجبال المنيعة حيث تصعب المطاردة. الا ان الحياة على ارتفاع عشرة آلاف قدم في
الشتاء كانت شبه مستحيلة لذلك آثر الترك الانتظار على التعقيب والاشتباك. مدركين ان
ثلوج تشرين الأول سترغم الآشوريين على ترك مواضعهم المنيعة والنزول الى موارد حتوفهم
وهنا برز مار شمعون ليقود المسيرة البطولية بنفسه نحو أورميه مع رفيقين له فقط واقدم على
متعذرة ونصحوه بالبقاء في أورميه ليسلم بحياته فرفض نصحهم بنبل عظيم وعاد الى قومه
في الجبال. كان موقفاً عصيباً تكاد النجاة منه تكون مستحيلة لكنهم لم يبأسوا ولم يتطرق
والروس حلفاءهم. استخدموا مسالك وممرات لا تخطر بال وتحاشوا المناوشات (في الواقع لم
يطاردهم الترك مطاردة جدية شديدة) وبعد صنوف من المصاعب وصلوا أورميه جميعاً بسلام
)١( 008800 اللحمة اليونائية الشهيرة التي تنسب الى موميروس, تقصٌ شعر
اوديسيوس والمخاطر العظليمة التي لقيها وهو في طريق عودته الى اهله (م).
استقروا في المدينة مطمتنين باديء ذي بدء الا أن وجودهم كان اشبه بشوكة في خاصرة
محاسن الصدف انها كانت أخرف من أن تتخذ أي تدبير ضدهم. وا
بهم لم يسبقها أي استفزاز منهم راح ضحيتها مانة آشوري. ويشهد الدكتور المبشر (ماكداول)
يتوقع منهم . صحيح انهم قامرا بأعمال سلب لكن ما ارتكبوه منها لا يرقى قط الى فظاعة
ان أوقعت مذبحة وحشية
في أورميه استخدمهم الروس بمثابة جنود غير نظاميين وشكلوا من رجالهم فوجين بقيادة
ضباط روس. وفوجاً ثالثاً بقيادة مار شمعون شخصياً وفي سلسلة من هجمات مضادة على
مدينة (تفليس) فاستقبله الدوق الأكبر (نبقولا) وقلده وساما . وخلع علبه قادة آخرون اوسمة
كذلك. وبوسعنا القول ان حياة الآشوريين كانت بالاجمال هادتة في الفترة المنحصرة بين كانون
الثاني 1513 وربيع العام 1411 وباستخدامنا أخف التعابير نقول ان الموقف كان آنذاك
مطلقة؛ ولم يكن للحكومة الإيرانية وجود لا قولاً ولا عملا
في مستهل العام ١87 انهارت الجبهة الروسية على أثر الثورة فوجد الآشوربون أنفسهم
وحيدين في الميدان. الا أن وضعهم كان أفضل بكثير من السابق, فطعامهم وافر وبندقياتهم
وعتادهم يزبدان عن الحاجة بفضل ما تركه الروس لهم اثنا
أورميه كان النصر فيه حليف الآشوريين. لكن ما لبث أن نزلث بهم ضربة قاصمة. ان تاريخ
الشرق المديد يحفل بما لا بحصى من الحكابات والقصص التي تدور حول دعوة الى وا
تنتهي بمأساة أو عمل من اعمال الدر . فقد دعا سمكو حليفه مار شمعون ولفيفاً من
الى مقابلة لبحث الوضع الراهن والمستقبل. وتوالت التحذيرات على مار شمعون من كل جهة
منذرة بالخطر فلم بعرها أذنآً وقبل الدعوة فهوجم هو وحاشيته على حين غرة وقضى عليه كرد
سمكو هر واتباعه الى آخر رجل تقريباً. من سخرية القدر ان سمكو نفسه مدبر هذه المجزرة
وقع في كمين ماثل بكل تفاصيله؛ نصبه له الإيرانيون وفتكوا به في العام ٠ 187 بعد حيا
حفلت بالقتال واعمال العنف.
على ان الآشوريين لم يتلقوا مصرع زعيمهم بصمت فحملوا على قلعة سمكو في (جاره)
المساكين
في الوقت نفسه عزز الترك قوائهم بتجدات. فاحتلوا أرضروم وغنموا مخازن السلاح فيها
فغدا جيشهم جيد التسليح بشكل غير مألرف في الجيوش التركية الأمر الذي شجعهم على
الزحف نحو أورميه بفرقتين لقتال الأرمن والآشوربين. وكان القائد التركي (علي احسان باشا)
لشجاعته الفائقة وكانت خسارة الآشوربين بمار شمعون لا تعرض فأخره وخليفته سقيم معتل
الصحة (توفي بعد سنتين بداء الصدر في معسكر اللاجئين ببعقوبة) وهم ايضا منقسمرن على
انفسهم كالأرسن وكان أفضل قادتهم المحاربين (آغا بطرس) من قبيلة الباز رجلاً ةا ماض
معارضة شديدة. على ان الحلف الأرمني - الآشوري تمكن من الصمود امام الترك ودحرهم في
عدة معارك. الا ان عتادهم أخذ يتناقص بمرور الأشهر وبات موقفهم ينذر بالخطر مرة اخرى.
(دونستر فيل) ان بحمي ميسرته بأفضل ما امكن ووجد الوسيلة المرضية والواضحة لتحقيق
البربطانيين في بغداد أنباء انتصاراتهم على الترك. أسرع الآشوريون بالموافقة على التعاون
مشترطين أن يرسل اليهم ضباط بربطانيون لقيادتهم بدلاً من ضباطهم الروس الحاليين الذين
لم يكونوا موضع ثقة. فتقرر ارسال خمسة وسبعين ضابطاً وضابط صف بريطائيين الى
أورميه. وعين العقيد (ماكارثي) رئيساً لهذه البعثة العسكرية.
في ذلك الوقث ولسوء الحظ لم يكن مثل هذا العدد من الضباط متيسرا لأسباب مختلفة.
الا انه ارسلث مبدنيا وحدة صغيرة من كتيبة الفرسان (الهوسار) الرابعة ععشرة المعسكرة في
العام 14168 تكن النقيب الطيار (بنتكنون) من مرتبات القوة الجربة الملكية؛ من الهبوط في
أورميه بطيران جريء فوق ذرى الجبال. وتعرض اثناء هبوطه لرصاص الآشوريين الذين جهلوا
هربته؛ وعندما ادكشف أمره لهم قابلوه بحرارة وحماسة ولا شك في أن وصوله أحيا فيهم
وعلى أبة حال أتمٌ هذا الضابط بوقت وجيز وضع خطة حربية.
من مقتضى الخطة أن يقري الدفاع عن الجبهة الشمالية في حين يقوم (آغا بطرس) بشن هجوم
على الكرد في صاوبلاغ (مهاباد حالياً) الى الجنوب الغربي ثم يحقق اتصاله بالوحدة
على ما يرام في مبدء الأمر واوقع آغغا يطرس بالترك هزيمة في صابلاغ وفقا للخطة المرسومة.
ودفع بهم القهقرى حتى رواندوز. ثم نشأ ما لا بد من نشوته من الفوضى والخصام في اية قوة
غير نظامية. فالقائد آنما بطرس لا سلطان له على الأزمن ولا على الآشوريين. وكثير منهم
كان ضعيف الثقة به. ثم حصل انقسام خطير في صفوف الزعماء. ولم يقم آغا بطرس بإعداد
قراته الى (سين قهلا) فوصلها متأخرا اياما سبعة عن مرعد اللقاء المتفق عليه ليجد الوحدة
العسكرية البربطانية قد انسحبت. وفي الجبهة الشمالية اخذ الوه
اد حتى خربت في حدود 3٠١ ق.م؛
أن آشوربي تلك الامبراطورية هم من الشعوب السامية؛ نزحت مرجتهم من جنوب بلاد ما
(؟) لوصف كامل لحياة الشوريين قبل الحرب يراجع كتاب اللاهوتي الكاهن وبكرام: الأضوريون وجيرائهم
[ملاحظة ستقورد]
(1) 6000081000 2092© 1824-1786 من أشهر شعراء الاتكليز سحره الشرق فتظم فيه القصاك
وانحاز الى حركة استقلال اليونان عن تركبا وتوفي في الحمى في ميسولونجي.
ة الاسلام منهم شخصية قانونية مصونة
وان كانت اقل درجة من المسلمين العرب. ومن الجلي ان شعرب شمال العراق لم يطرء على
احوالها تغير محسوس منذ سقوط نينوى قبل الميلاد بستة قرون حتى اندشاع جحافل المغول
والتتار بعد ثمانية عشر قرناً. ولا بد ان علماء تكرين الاجناس البشرية سيدركون مدى القوة
الهائلة التي كانت من جهة "سبباً" ومن جهة '. اعلا للتناسل الطويل من الاجيال الذى
كان لابشوبه شاتب الامتزاج. ان العناصر الاساسية المكونة للهربة القومية القديية ظلت بدون
شك حية فعالة مع ان عدد السكان في العام ٠٠18م لم يكن يزيد عن عشر سكان البلاد قبله
بأربعة قرون. وقولنا هذا ينطبق بصورة خاصة على القسم الجنربي من البلاد. ذلك القسم الذي
بغداد ونهبها ووضع السيف في رقاب سكانها في العام ١888 . وقام تيمورلنك الخرب
بديع بصورة تدريجية يمكن الآن مشاهدة
لط سْتوكهوام دار زَ
)١١( 0005 (حوالي 727 771) مؤسس البرطقة الا
المعارضين في الاسكندرية. وأحدث ١ن
ا: للحا حححاء (م)
وسبة وك في ليبيا وأصبع كامتاً وواحدآ من أبرز
آ متليماً قي العالم السيحي. حرم المجمع النيقياوي إنسبةً الى
اا (حوالي .34 45 )واد في قبصرية احدى المدن السورية واضبح راهباً ثم اختير بطريركا
ان تسمى مريم العذراء بام الله. بل بام المسيح, وكقره مجمع افدس المتعقد باقتراج بطريرك الاسكندرية
في ١3؟ واقيل من متصبه ونفي في صحراء مصر ومات هتاك. واتباعه اي اتباع كنيسة الشرق وهم
الاسم تفريقاً لأنفسهم بعد فصل تابعيتهم لبطريركية انطلكية وتأسيس كنبستهم الخاصة قي ايران
لأسباب سياسية وهذا هو الاتقسام الثاني في العالم اللسيحي (م).
اصيلها في الباب الثالث
(سيرة آل رسام) من هذا الكتاب (م).
ومطارنة ثسانية في !.
ء انسحابهم , الا انهم آضوا في عزلة
تامة. وفشلت محاولة لاقامة جبهة قتد من بغداد حتى القفقاس بعقد ثلاثي من الأرمن
(الشكاك) الكردية الذي كان الأمل معقوداً عليه. رجل مغامر أناني مراوغ سريع الغدر لا
يمكن الوثرق به الا بقدر ما يتعلق الأمر بمصلحته. وإيران كانت تبدي عداءً صامتا لا يخشى
أن يرقى الى مرتبة القتال والاحتكام الى السلاح. وكانت انباء الحلفاء في الجبهة الغربية تنذر
بأن الرضع يزداد سوء على سوء في نهاية 19١ وتذكر سمكر آغا للحلف تجدوة رغبتة
الوحيدة في أن يكون مع الفريق المنتصر . وفي شباط العام ٠918 لمت إيران أطراف شجاعتها
ن يتسرب الى نفوس
المدافعين توهماً منهم بأن آغا بطرس قد غدر بهم؛ وفي اثناء تهافت معنوباتهم هذاء هاجمهم
جنوبا ولم يلبث التقهقر ان انقلب الى رتل شار استبد به الرعب والفزع خرجوا ومعهم ذووهم
ومقتناهم وماشيتهم وكان حر الصيف اللاهب نقمة أخرى انصبت عليهم . ما كاد هذا الرتل