لتربة الوطن اي شعور آخر. محاولة لبناء شعب جديد بصورة ما
تلك الساعات التي كنت فيها مستمتعاً برؤية الفصائل العسكربة تتعاقب بسير منتظم
وخطرات متوازنة مع قرعات الطبول لم اجد في ذهني اي فكرة عن خطر يحدق بي وأنا بين
صبيان مثلي استدرجهم الاستعراض كما استدرجني. وهم مثلي يحاولون فهم ما ترمز اليه
وتتوجه الهتافات المنطلقة من الحناجر بين آونة وأخرى. ضارباً عرض الحائط كل ما اسمعنيه
وفي ذلك اليوم القائظ ايضاً ما كان ابن العاشرة هذا يدري انه وربما في موضع من المدينة
قريب جداً ضابط بربطاني بوظيفة مفتش اداري يعيش ساعات فاصلة من حياته حاول خلالها
ايقاف المذابح بعد ان اعباه الحَلٌ السلمي. لم يكن يخطر ببال هذا الصبي انه وفي بوم من
أكثر من ثلاثين عاماً رغم ان المحذور من نشره بلغته الاصلية أو ترجمة له بقي قاتساً وماثلأً
امام كل متقدم اليه ليغدو عمله من الكتب النادرة والمراجع الخطيرة التي يبحث عنها الكتاب
في رفوف المكتبات الخاصة وخزائن الكتب العامة وكثيراً ما بخطئهم النجاح ١! وأغلبهم قوز
صبرٍ قصير على مشقة البحث العلمي واللحاى وراء الصادر والمراجع.
بقي هذا الكتاب واحداً من الشهادات غير المطعون في حيادها . شهادة على جريمة دولية
ارتكبتها حكومة باسم القرمية العربية بحق مواطني قومية أخرى واستخدم لها الجيش العراقي
الحديث التأليف بضباطه الذين نشأوا في بيشة تركية ودرسوا في المعاهد العسكرية التركية
وخدموا في الوحدات التركية الى جانب تلاميذ لهم من الطبقة العسكرية الجديدة خريجي
١( )قي العام 1944 أصدر [مركز الموسوعات العالية] بلنشن كتاباً للمؤلف العراقي [عبدالجيد القيسي] عنوانه
تقبلها مته قال حقظه الله:
يجري مجرى كتاب المسقر لونكريك كتاب آخر كتبه بريطاني كان قي قلب الاحداث فشاهدها شهادة
عبان و شارك قيها بتفسه هو مستر ستافورد الذي كان وفنذاك المقتش الاداري للواء الموصل اتاج له
موققه هنا الل والاطلاع الباشرين وقد متع دخول هذا الكتاي الى العراق منذ أول صدورة عام 1457
الفعل العراقية عنه تستطبع ان تتبين انه خرج عن الرأي الرسمي في نكران الحوادث أو في تبرة الجيش
منها على الاقل». تقول اننا لانوافق صاحب المقولة على هذا فللكئاب وجود في أغلب مكتبات العالم الغربي
المدرسة العسكربة العراقية الذين تلقوا ميراث الكره لهؤلاء الآشوريين منذ ايام الحرب العالمية
هؤلاء جانب الحلفاء
في تلك الآونة كان يقود هذه القطعات العراقية ضابط غير عربي ارومةٌ قدر له ان يبني
شهراً واسما بسب المذبحة التي بيتها لآثوربين عزّل في قربة سميل. وأن يخرج منها باوسمة
وترقيات خيالبة واستقبالات مهيبة.
سياسي مغامر وقومي زاتف يدعى (رشيد عالي) المنتتسب الى الاسرة الكيلانية سعياً وراء
رئاسة الحكومة ويدفعه الى إعلانه دكتاتورية عسكرية هي الأولى من نوعها في العالم الناطق
بالعربية سياسي مغامر آخر نقم على من حال دونه ودون ما يبتغيه؛ فضلاً عن بعض المتقفين
الاصلاحيين الذين ابى قصر نظرهم وقلة اصطبارهم ويأسهم من الاصلاح بالتدرج الديمقراطي
الى الاعتقاد بان ذلك غير ممكن الا بتدخل الجيش وانتدب لذلك القاتد بطل مذابح الشمال
والجنوب (بكر صدقي) لتحقيق اول انقلاب عسكري في الدول الناطقة بالعربية مالبث ان
أولدت سياسة استخدام الجيش في قمع الانتفاضات العشائرية - في نفوس الضباط
اعتزازاً وشعورهم باهميتهم وبصعوبة استغناء الساسة واللغامرين السياسيين عنهم
ر في نفوس الموصليين وس اليوم بصورة اعتيادية كأمسه لا في مدينة الموصل وحدها بل
انحاء العراق كاف ولم يشعر أحدٌ بتغيير طرء على حباة الفرد أو المجتمع خلال فترة حكمه
توالت الانقلابات العسكرية في الصراق وتداخلت واحدها بالآخر بسرعة تتامي وعيي
السياسي وشوقي الى استقراء الاحداث والتأمل فيها بمقدار صلتها بالماضي لاسيما خلال تلك
السنوات التي بدأ اهتمامي يتزايد في متابعة الاحداث التي قر بوطني والبلاد الجارة؛ ومع
الاهتسام هذا كان هناك استعداد تلقائي لعوامل متعددة يصعب هنا حصرها واولها وأعظمها
شأنا السنوات الاربع التي قضيتها في دراسة القانون واحتكاكي المتواصل بالصراعات
العقائدية والذكرية التي كانث تستولي على العقول وتستحوذ كل انتباه فقد انضويت الى
وهي لا ابالك فترة ثمينة جداً من تطلع نهمه الى دراسة التاريخ بمختلف الكتب التي تقع بيده
وانكبابي اليه بشكل يزيد على انصرافي لدراسة كتب القانون وصرفت وقتا ملياً بدراسة
ومتابعة مشاكل الوطن العربي وفي مقدمتها مشكلة غزو الشعب الفلسطيني والتآمر على
سلب معظم ارضه وبكل ما كتب حول اندحار الدول العربية عسكرياً في العام 1448 الذي
أدى الى اضافة علم جديد لدولة جديدة - الى اعلام الدول العضوة في الام المتحدة فقد
تستخدم ذريعة لقلب الحكومات بحجة التخاذل والخيانة ثم وفي أواخر الخمسينات عندما
انطلق نداء الوحدة العربية بين الجمهور الناطق بالعربية؛ بلغت المزايدات في سوق العروبة
حدّها الأعلى وغايتها القصوى وتوجت بالتآمر الدموي والوثوب الى الحكم من فوق ابراج
الدبابات والقاء الصواريخ والقنابل من الطائرات صرت اراجع حيث كنت سجيناً وحيث كنث
() التغبر الوحبد الذي علق بذمني من أثار الاتقلاب العسكري هو ان مدير متوسطتتا [الشرقية] قال في
اثناء اجتماع الخسيس (تحية العلم) ان الحكونة اباحت ارقداء ضا يحل للسرء ا رتتاؤ من غطاء للراس.
والتعليق, والمسلة هو ان بكر صدقي كان يقد اتلتورك في تركيا الذي ارغم الاتراك على ترك الطريوش
الأحمر
إن المذبحة التي أقدم عليها الجيش العراقي في (سميل) واجبل بيخير) كما سيرى القاري»
كانت بشابة تجاوب للشعور القرمي الذي ساد جر العراق وشجعته بلا حدود تلك الوزارة التي
وبركة تلك الوزارة. إن جو الرعب والفزع الذي ران على نفوس مسيحيي البلاد والضجّة
العالمية التي خلفتها المذبحة كانت قد ارتكبت مع الأسف الشديد باسم القومية العربية وقد
لم يكن مشار دهشة والحالة هذه أن تسمو الرتب وتصعد الشهرة بمنفذها ومهندسها الى خَّدٌ
واقدم على اقامة اول دكتاتوربة عسكربة في العراق. وهي كذلك اول دكتاتورية عسكرية في
الدول الناطقة بالعربية؛ كان ذلك بعد مرور أربع سنوات فقط على قيام مذبحة (سميا
بيخير) وليت الأمر وقف عند هذا الحدٌ فتعاقب الاحداث وتسلسلها اللامنطقي أَديا الى
انقلابات عسكرية متوالية وصلث بالبلاد بعد سبع سنوات الى شفير هاوية بقيام رئيس
الحكومة وزمرته من ضباط الجيش بدفع العراق الى المشاركة التي لم تند لحسن الحظ زمناً -
في الحرب العالية الثانية. كان رشيد عالي الكيلاني رئيساً للحكرمة التي عرفت بالحكرمة
القومية في العام 1411 وهر يتقاسم مسؤولية امذبحة مع قائد المنطقة العسكرية بكر صدقي.
هذا وغيره حفزني من جهةٍ على التفكير الجدي بكتابة تاربخ لنشوء ذكرة القومية متتبعاً
مراحلها ومقتفياً آثار صعودها وخفضها. تاريخ عار قاماً عن مستحضرات التجميل الحديثة
صدد الاعدا
مثات من طلبة الصف الثالث المترسط يحمل بندقيةٌ ويتلقى تدريباً ويجري استعراضاً مماثلاً
مع رفاق له. فقد حكم مهروس ما حققته النازية من التربية العسكرية للاحداث الذين وصلوا
الفاشيست وبذوي القمصان الرمادية للشباب النازي.
اعتاد الموصليون قدياً الاشارة الى تاريخ الحوادث الشهيرة التي قر بها بلدتهم بالأوصاف لا
بالسنين: لم قر بضع سنوات حتى نسي العام "88 فصار شار الى ما حدث بعبارة «دقة
الآثوريين» والقاف عادة تلفظ بالكاف المعجمة. فكانت هناك مثلاً دكة (دقة) النسوان عندما
ثارت المدينة بسبب صدور قانون تسجيل النفوس في أواخر القرن التاسع عشر ابطلت تسجيل
التي ابت ادراج اسماء اناثها في قيود النفرس!
المسلمين. كان ذلك في العقد السابع من القرن التاسع عشر ووقع عدد من القتلى والجرحى
وكان ثم مجالس عسكربة عرفية ومحاكمات.
قلت أنجزت ترجمة كتاب (ستافورد) في 19738 مع ما تيسر لي من تعليقات عليه
(5) راجع الحديث عنها في الكتاب والملحق (نص التظام) حكم على الطلاب جميعاً اناثاً وذكوراً لبس الخاكي
الاسبوع بالبنشقية وتحت تدريب وإشراف ضباط صف وضباط عسكريين فضلاً عن مناهجهم الدراسية.
وفرض الحرمان من سنة دراسبة على المتخلفين وفي الصفوف وضعت صورة سامي شوكت مدير المعارق
صحتا»: «اخشوشتوا ان الترف يزيل النعم» والزم التظام المتكور المعلمين والمطمات بارتداء الخاكي
بشرائط رئيس ضباط الليفي الأنموري كلاهما مثبت على الكتفين لاامري اذا كان هنا محش مصادقة لق
تعمد . فقي 1978 كان الليفي الآتوري كثير الرؤية في الموصل, وأذكر اني رأيت صنق مترس الجغراقية
في مدرستنا (يعقوب الاخضر) يمر بثيابه العسكرية ونطاقه وبشرائط ذهبية أربعة على عاتقيا ِ
آخر غيرهم. ا و
(1) في العام 1877 وبانقلاب شباط أوققتٌ وأصدر المجلس العسكري العرفي الثالث في الوصل بحقيٌ حكماً
بالموت وفق المواد ١ 89و11 من قانون العقوبات البغدادي والمادة الحادية عشرة من مرسوم <
بتصور طباعته؟
أولى وحالت مهام الشورة الكردية التي انيطت بي وبعدي عن المضان والمراجع التقدم كثيراً
فيه. وفي العام 197/8 عندما استقر بنا المقام في ايران تبين لي بدافع العجلة الشديدة اني
فقدت أو ريما خلفت ورائي كتاب (ستافورد) بأصله الادكليزي الى جانب دفتر واحد من أصل
دفترين وهي الترجمة الكاملة له وتوهمت بأني أعطيتهما اشخاصاً أثق بهم للقراءة كعادتي
وجود السيد أيوب البارزاني في اورويا فعمل لي نسخة مصورة جديدة من كتاب (ستافورد)
وقمت دون تأخير بترجمة الجزء المفقود ثانيةً. ثم وببداية العام 1988 سنحت لي الفرصة
باقتناء عدد من المراجع الأجنبيَّة والعربيّة التي كنت في امسٌ الحاجة اليها لاصلاح ما كتبته
والشيء يجرٌ الشيء؛ ولم بعد هناك اي شك يساورني في ما سأبلغ به من مسيرة القومية
< الادارة العرفية بعد مرور ثلاثة أشهر أو تحوما أصدرت محكمة استينافية علبا لتقيق احكام المجالس
رئيس الجمهورية لاستصدار المرسوم الخاص. الآ ان رئيس جمهورية ذلك الحين [عبدالسلام محمد عارف]
حارف] أن يلق ممراحي كلاد ريسا لعين الأسباب بل اجات حكومكة الى حل وسيل اناب حكم الموه الي
الحبس المؤيد. وبعد مرور عامين أو تحوهما أقرج عتي بصدور مرسوم العقو العام الذي اصدرته حكومة
انقلاب ١7 تموز 1414 لكني واصلت باحساس رجل القانون تعقيب قرار البراءة لآن كلمة (العقو) تبن
بشكل ما تبريراً للحكم والقاتونية وهذا ما لايقبله البريء اللعتز بتفسه
يشغل البال وبقتل الوقت وبدا لي بقربي من أمهات المكتبات الأورييَّة في اكمال ما بدأت به
من تحليل وسرد وقائع - أمراً جديراً بالعجلة والدأب. فقطعت شوطأً كبيراً في وضع معظم
الفصول بقالبها شبه النهاني ودفعها الى الناشر الطيب الذكر الرفيع الخصال داود ابراهيم
صاحب دار نشر الشعاع في سودرتاليا من أعمال السويد. وقد سبق له فأصدر لي كتاب
(مباحث آشورية: تاريخ ما أهمله التاريخ) وكتاب (فاتحة انتشار للسيحية) باجزاته الاربعة
وعندما صارحته بضخامة الكتاب وعجز دار نشره بموارده الخاصة المحدودة عن القيام بطبعه
والمعاهد الثقافية فيها ما أن يعلمرا ان الكتاب كان يدور (بالأصل) على محور كتاب المقدم
ستافورد [مأساة الآشوربين] وانه سيتضمن ترجمة كاملة مع وثائق هامة حول المأساة لم يتح
لها رؤية ضوء النهار . وسيكون الاقبال عليه شديداً.
وكعادتي في ايداع ما أكتب الى أكبر عدد متيسر من المتقفين الأصدقاء لقراءته قبل الطباعة
وتزويدى بآرانهم وارشادهم. أودعت الفصول الأولى منه صديقي وناشري الثاني صاحب (دار
الشمس للنشر والطباعة) السيد فرهاد عبدالقادر من بين آخرين وهر مثقف. وكانت النتيجة
انه ازينٌ لي سحب الكتاب من الناشر الأول وتسليمه له وكان شديد التحمس ليكون له فيه
نصيب الى حدٌ مشاركة الدارين. مؤكدا لما لم أكن أحتاج فيه الى تأكيد بان دارا ضيقة الموارد
صغيرة كدار (الشعاع) لاتستطيع ان تنهض بالعبء المالي ولا بجزء منه وأنْ الاعتماد على
وعود دون تعهد خطي من تلك الجمعيات والمعاهد لا قبمة له
كنت في ذلك الحين قد انقطعت عن تنقيح وإرسال الفصول الخمسة عشر وعده كبير من
الرثائق الى الناشر السيد داود لانشغالي بتأليف كتابي «مغامرة الكربت: الوجه والخلفية»
بجزتيه وكتاب (حول جرانم الحرب ومرتكبيها في العراق والكريت» وقد أخرجتهما دار نشر
رضى حكومة الكويت التي ابتاعت من الناشر مثات كشيرة من النسخ فاحتجزتها في وزارة
المملكة العربية السعودية فاستطاع جبروتها المالي ان يجعل من الكتابين من النوادر التي
لابسهل الحصول عليهما. إلآ ان دار نشر في مدينة السليمانية بكردستان عمدت الى اصدار
ماذا ستخسر ونحن فقراء! كان المرحوم
طبعة ثانية من الكتاب الأول دون حذف أو زيادة وانا بالنيابة عن مقتني الكتاب لايسعني
الا ازجاء الشكر لذلك الناشر المجهول الهربة رغم حتقي الشديد على مخالفته ابسط قواعد
النشر الخلقية بأخذ اجازة من الكاتب أو الناشر على الأقل.
قلت: اعاقتني هذه الكتب وأخرى غيرها عن الاستمرار في تصحيح وتنقيح الفصول الباقية
وارسالها لللتدوين زهاء سنتين أو ثلاث ثم عدت البها متفرغاً ولقيث التشجيع الكامل من
الناشر والالماح المتواصل في عين الوقت من الناشر الثائي السيد فرهاد عبدالقادر لدخوله
على أن يقسم الكتاب الى أربعة أقسام تصدر في مجلدين أو ثلاثة أولها وهر الجزء الأعظم
من الكتاب وبتضمن مما بتضمن متابعة تاريخية سياسية لذكرة القرمية العربية عبر تاريخها
الحديث وارهاصاتها وآثار زعمانها المنادين بها كنهاية للوحدة العربية الشاملة «من الخليج
الوقوف بوفاة أكبر دعاتها «جمال عبدالناصر» ويفتح صفحة ذكربة جديدة لها . وجثت الى
تفصيل الآثار السلبيّة والايجابيّة التي خلفتها دعوى القومية في البلاد الناطقة بالعربية وشدَة
وطئثتها في التعامل مع مسيرات القوميات الأخرى الساكنة تلك البلاد كأقليات عنصرب
دينية. وشرحث بكثير من التبسيط مؤثرات الفكر الأوروبي وسيا
خلال بحثي في اركيقات عصبة الامم في جنيف» وفي دار الوثانق الرسمية البربطانية بلندن
وفي جزته الرابع والأخير حاولت جمع ما وسعني من وثائق عربية وغير عر
والمكتبة الوطنية في باريس وغيرها . الى جانب طانغة يضيق بي المجال عن حصرها من المراجع
والمخطوطات. معظمها لم ينشر هذا الى جادب وثانق خاصة أخرى تدور حول المسألة الآشوربة
عموماً. الأمر الذي جعله يبدو وكأن جانبا كبيراً من الكتاب أوقف على هذا الحدث التاريخي
الذي ينا اثره في مسيرة التاريخ العراقي والعروبي العامين وهر مظهر من الكتاب المتعدد
الجوانب ليس إلا وقد بين الاسباب التي حملتني على دمج المجهودين في سف واحد فلا
داعي ثم للتكرار
بكلمة رثاء أو اعتذار لاتناسبها كما اعتاد بعض المزرخين التلطيف من وقع الحدث أوصفة
فاعله على سبيل المحاباة أو بطريق المجاملة أو بغية التستر على الناقصة والعيب ورفضث
الانتقاص وبذلت الثناء للذي يستحق الثناء والاشادة. وقدمت للقاريء الاثقلابات العسكرية
في البلاد الناطقة بالعربية. ومؤامراتها الداخلبة في الوثوب الى كراسي الحكم والتآمر المتبادل
القانمون بها ودكل ما حفلت به من عنصر الفكاهة والتندر ولم أقتصد في وصف النهايات
المزسفة التي جرت اليها البلاد وما أحدثت في البنية التحتية من الخراب ومن الدمار في
مسير التطور الطبيعي نحو الدييقراطية والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأوضحت بصورة خاصة الموقف القومي العروبي من الكارثة الفلسطينية الى اي مدى بلغ
الانحطاط الحلقي. والى اي مسافة امتد الغباء السياسي بها ؛ ولا أقول الجشع والتهافت على
الذهب اليهودي لقاء التنازل عن الأرض؛ وكشفت حقيقة ما دعي بحروب التحرير والوعد
بقذف اليهود واسرائيلهم في البحر عن ضعف تلك الحكومات والدول عسكرياً وايديولوجياً
أجمع بالتفوق الروحي والعسكري للمنتصر في تلك الحروب.
سأبعد نفسي والقاريء عن ذكريات صبيٌ الحادية عشرة حول المسيرة واستعراض الجيش
أول المقدمة.
قلت: بمواصلة تسجيل الفصول تبين لنا أن الكتاب سيكون بالغ الضخامة وأن (دار النشر)
موطن العجب - كان يصر على ان هناك جهات معينة تعهدت بتمويل ذلك ولم أساله عن نوع
التعهد وبقي يصر اصراراً عجيباً على الانفراد به رغم عروض صاحب الدار الأخرى السيد
إل أذما وقع بعد ذلك أنساني الانشغال بفكرة قربل الطباعة فقد بدأت ألحظ في مسودات
ة التي كانت تردني للتصحيح أخطاءً عجيبة كثيرة جداً خلافاً للعمل المرتب
الدقيق الذي عودني عليه وانحدر الخلط في التقديم والتأخير من السيء الى الأسرء حتى لم
يعد امكان اثبات التصحيحات وكان يقتضي ان يعاد تنضيد معظم الصفحات مجدداً سألته
جانبي الى متاعب عائلية مزمنة محزنة (سأتحدث عنها مرغماً فيما بعد بسبب العلاقة
المباشرة بمصائر الكتاب)
في تأكيدات صاحب دار النشر هذه بصدق الوعود التي قطعت له - كما يدعي - من تلك
الجهات التي تعهدت بدعم المشروع مالياً. ولم يشأ تعريفي بالتفاصيل إلا أنه ذكر لي انها هي
التي قامت بتمويل كاتبي «مباحث آشورية» و«فاتحة انتشار المسيحية» ذي الأجزاء الأربعة
وقد نو بذكرها في مقدمة الكتابيّن. إلا أن الشك في تأكيده لم يبارحني بسبب ضخامة هذا
الكتاب والصعوبات التي تنجم عن طباعته في السويد ومشاكل توزيعه وهي أكبر عقبة بوجه
الكتاب العربي الذي يفتقر الى شركات توزيع شأن الكتب الأوروبية.
لم أكترث شخصياً بمردود مادي من ثسار قلمي ولم أحاول الكتابة بقصد التكسب م
رحمه الله يقول عليها؛ وقكنت بمسعى صديقنا (يونان) من ضرب موعد لشخصية آشورية
كان يشغل سابقا مقعداً في مجلس شيوخ إحدى الولايات الأمريكية. بعد أن أعلم هذا الرجل
الكريم بوجودي وبعد أن ضرب لي موعد لقاء. جعلني أنتظر ساعات لتلقي نداء تلفونياً
يعلمني فيه بالزمن والمكان. إلا أنه ذكل وكان في أغلب ظني يتحاشى اللقاء
الأغنياء الكبار, لم يقطعوا صلتهم بوطنهم لكن بطريقة عسجيبة هو تكريس يوم واحد من
الأسبوع بلتقون فيه في مجلس شرب وبتحدثون عن أضمن وسيلة للتغيير السياسي في
بعض هذه المؤسسات كانت قلا الدنيا صراخاً وزعيقاً وتقيم مراسم وتلظم الصدر كلما جاء
ذكرى مذبحة ٠677 وتقيم الحفلات في المناسبات القومية والوطنية حيث تلقى الخطب الناربّة
وتسمع الهتافات الخماسية تشق عنان القاعة الكبيرة.
الولايات المتحدة وبان من كان يؤّمل معاونتهم لايرجى منهم خير ثم لانبئه بوجود عرضين
زيارة أو اتصال معه محظور قطعاً.
وهكذا لم يعد لي من سبيل غير الاستتجاد بالسيد [لينوس سوربشو] وهو شقيق زوجته
وابن عمه؛ لكنه مقطوع الصلة به لايكلمه ولايغشى بيته بسبب مأساة عائلية قديمة العهد
نكبت بها الاسرة وهي في العراق وأدت الى قطيعة تامة. سر دفين وقفت عليه مصادفة وأنا
بأسباب تافهة وتعاليل سطحية فجاريتهما في المحاولة.
حاولت عن طريق (نينرس) ان اتوصل الى تعليقات وهوامشٌ على كتاب (ستافورد) فاتني
كنت أتصور اني سألقى من (نينرس) هذا كل تعاون على تزوبدي بالهرامش واستعادة
الأمانة. لكنه وكما يبدو ما أن علم باني سأرحل الى كردستان واترك السويد نهائياً وبائي
أعمل على طبع الكتاب في محل اقامتي الجديد - حتى انقلب وصار يضع شتى العراقيل
في سبيل مقابلة شقيقته لاستعادة الأمائة والتعليقات. وأصبح فجأة هر المتحكم الفعلي بتركة
المريض ابن عمه الراقد في المستشفى يلفظ انفاسه الأخيرة. كان السيد (نينرس) في مبدأ
الأمر شبوعياً يحمل بطاقة الحزب الشيوعي العراقي - لا أعرف تفاصيل نجاحه في ترك
البلاد العراقية واللجرء الى الاتحاد السوقياتي, حيث بقي طوال ممارسة الحزب الشيوعي
السوفيتي حكم البلاد والى أن بدأ التصدع ظاهراً فانتقل الى السوبد وقبل لاجثا وانقلب فجأة
في مطابع وبدور نشر غير آشورية اهانة لا تعدلها اهانة وان الكتاب مادام يتحدث باسهاب
على الآشوربين فيجب أن يطبع في مطبعة للآشوريين بمالهم. قلت له موافق جداً فابحث لي
عنه المطبعة والممزل. وسألته لماذا لاتساعدني فلم بأت بإجابة سليمة. قال معقباً أن سيقاوم
استعادتي الهرامش والتعليقات ويحبس عن الامانة (المخطوطات) التي أودعتها المرحوم
كنت أعتقد بأن للسيد (نينروس سوريشر) من بُعد النظر والرأفة والشعور بمصلحة ورثة
المتوفى ليسهل أمر طبع الكتاب بتزويدنا بالتسجيل (الديسك) الذي سجل عليه أكشر من
نصف الكتاب الأمر الذي كان سيوفر عناء اعادة التسجيل ويكون بوسعنا في هذه الحالة
تعريض ورثة المتوفى عن جهده أمّا مالياً أو بسهم من النسخ إلا انه وهذا موطن العجب. بدأ
يترهم أو صورت له مخيلته أن العقبات التي كان يخترعها بمرور الزمن ستحول دون طبعه
وأننا عاجلاً أم آجلاً سترضخ له وتسبب هذا في ضياع مجهود (داود) قاماً!
الآمر الذي كان يحيرني ان هذا الرجل الذي كان يفاخر اقرانه بانه يملك أفضل مكتبة عربية
في بلاد الغربة وانه لايأتي من سفرة الى بلد عربي إلا ومععه حمل من آخر ما انتجته قرائج
فيها عدد كبير من الوسطاء بعث مع شقيق له يس
(ريبوار) عضو مجلس الاعلام المركزي للحزب الديمقراطي الكردستاني. فقد أخذ على عاتقه
الأمر واتصل بشقيق له في كركوك وجاء به الي حاملاً تلك الشروط التعجيزبة المحبرة الحمقاء
بعينها ليبدو فيها السيد نينوس وكأنه مؤؤلف الكتاب وصاحب الكلمة الأخيرة فيه؛ ووارث
دار نشر (زهريرا). وكأني أنا الممول وأنا صاحب دار النشر التي ستقوم بطبع الكتاب وأنا
المتحكم في الشروط.
وطفح الكيل. فقررت قطع كلّصلة به واعادة تسجيل الكتاب بالحاسوب دون تعليقات مع
تنبيه القراء الى النقصان وسببه والى حكايتي مع هذا الرجل الغريب الأطوار . ثم جاء الفرج)
تبين ان كتاب ستافورد مرجودٌ ومسجل بالانترنت (رمما كان صاجبنا نينرس لايدري بهذا
التطور الجوهري). اسرع الأخ (ريبوار ) الذي تبنى القضية بعمل نسخة لي تحمل تعليقات
المؤلف وهرامشه ف أعدت ترجمتها واستعنت بذاكرتي ودفاتر ملحوظاتي على استذكار
تعليقاتي الخاصة واقمت في ثلاثة ايام النقصان الذي بشكر منه الكتاب - بعد أن اقتضاني
ثلاث سنرات في مفاوضات عقيمة لا طائل تحتها معه الا فليتحفظ بالمخطرطات الثلاثة
(وهي امانة في عن ورثة الميث) لتدرج في تابوته بعد طول العمر فلعله يجد من يطبعها له
أرجو من قارتى العزيز ان لايشبع هذا المخلوق بلعنة وشتيمة أو عبارة جارحة لتسببه في
تأخير العمل في الكتاب طوال ثلات سنين. بل وبدعو له بالعقل السليم والسداد في الرأي.
مما عالجته في كتابي هذا هر جلب الانتباه بصورة خاصة للدور الحاسم الذي بمارسه الفرد»
برحي من خياله وطموحه وتصوراته للمستقبل الأفضل وكلمته النهانية في صنع التاريخ
والعقائدية حول التزاع الطبقي ونظرية فائض القيمة وكل ما له علاقة مما أطلق عليه عنوان
«التفسير المادي للتاريخ» ففي معظم الأحداث والوقائع التاريخية التي احتوتها دفتا هذا
الكتاب الكبير لاتجد غير أمثلة لنزغات الرجال وكيف تحرف (ولا تسير وفق قاعدة) مسار
التاريخ الى نهاية أو طريق غير متوقع بالمرّة. انني مشلاً أفكر وانا أدوّن هذا . ذلك التعهد
الذي قدمته بربطانيا وفرنسا وروسيا للحكومة العثمانية عشية اندلاع الحرب العظمى الأولى
- بالابقاء على الامبراطورية العثمانية دون مساس بها في حالة بقانها على الحياد . وكيف ان
ثلاثة أشخاص أو أربعة فقط؛ بل شخص واحد هو (أنور باشا) كان مسؤولاً عن زج بلاده
فيها وكيف أن العراق وسورية ومصر وغيرها من البلاد العربية التي استقلت كانت بفضل
اصرار هذا العسكري على دخرل الحرب وكيف ان هذا الشخص قتل برصاصة واحدة طائشة في
بلد نام ولابعرف له فيه قبر!
فأي تفسير للتاريخ يمكنك تعليل كل هذه الاحداث التاريخية بنحو منطقي أو على قاعدة
موضوعة مجدداً؟
اليك مثلاً آخر قد يكون مثلاً مزدوجاً للفارق الزمني بين حالتيه جاء في كتاب (الفخري
« أمر الخليفة المتوكل (44 ام) أهل الذمّة (اليهرد والتصارى وغيرهم) ان يلبسوا
أبراب دورهم صور شباطين من خشب مسمورة تفريقاً بين منازلهم ومنازل المسلمين
ونهى أن يستعان بهم في الدواوين وأعمال السلطان التي تجري احكامهم فيها
على المسلمين ونهى أن يتعلم أولادهم في كتاتيب المسلمين وأمر بهدم معابدهم
وكتب بذلك الى العمال في البلاد»
ليس هذا من الاسلام وامسلمين في شيء. وانما هوى خالط شخصاً ذا سلطان مطلق عرف
الذي كان فيه قتله
قارن بين أمر المتوكل هذا وما جرى مثله في سورية ولبنان بعد ألف سنة؛ يقول الكاتب
مبخائيل مشاقة في «مشهد العبان بحرادث سورية ولبنان'*'
وكان المسلم اذا مر بمسيحي يقول له: « أشمل» يريد بذلك أن يسير الى بساره فيفعل
صاغراً وكان كثيراً ما بسخره أصحاب الدكاكين لقضاء حواتجهم أو يستعملون اهانته لإذهاب
جراً. وكان قانون الحكومة اذذاك ان بكره السيحي على حمل كيس على كتفه يسمونه كيس
المسلمين ما يسخره هؤلاء بحمله من بقول وخضار وغيرها . وفي الشام كان محرماً عليهم لبن
العمامة البيضاء وانتعال الحذاء الأحمر او ركرب الخيل'"'. فاي قاسم مشترك أعظم يجمع يا
ترى ما بين أوامر المتركل وما جرت عليه عادة الاكثرية المسلمة لا في سوربة ولبتان وحدها بل
من صنع الشرائع السماوبة أو الدينية. وقد قادني هذا الى دراسة عميقة للفقه الاسلامي بكل
مذاهبه وقبل أن أغدو تلميذا في كلية القانون ما وجدت شيئاً يأمر أو يرشد أو يوصي مرا أو
الدينية الصرفة وبالقومية العرنية من جهة أخرى.
أعود الى مسألة تعاملي مع المراجع العربية. لاسيَّما كتب المذكرات الشخصية والسير
الذاتية. تعاملت معها بتحفظ كبير بسب التناقض بينها وانانية كتابها وحرصهم في إلقاء
الذنب على غيرهم أي كان واظهار أنفسهم بشياب وأجنحة الملائكة الأطهار . وفي معرض
الحكاية السياسية والتاريخية رفضت قبول الرواية المنفردة إل اذا دعمتها وجهة نظر أخرى
نَ العديدُ من الوقائع عرض
واحدة أو أكشر. ففي التاريخ العربي مع الأسف الشديد عره
(9) للمفكر القومي المعروف الدكتور ساطع الحصري رآي وتعليل خاص لهذه الظاهرة (واجع, محاضرات في
يستمند جتورة من: الفقة الانبلامي الذي يعتبر المسلم أزقع درجة في السلح الاجتسامي من النم ان
الحكومة العثمانبة كانت تعامل رعاياها المسلمين معاملة خاصة تختلف عن معاملة غير السلمين. فهي
تعتبر الأولين كامل دولة وتعتبر غيرهم كانهم غرباء عنها.
مرسحياً مؤنقاً بالتعابير البلبغة الطنانة التي لاتفتقر اليها هذه اللغة النفيسة لتنزل منزلة
المسلمات وليقرأ الجيل الحديث في المدارس والمجالس وفي غرف المطالعة ما بملأوه منها حماسة
وفخراً كاذباً ويهجد في خلالها أشخاصاً لا مجال لذكرهم في التاريخ بغير الازدراء والإدانة
م نفسها ولم أحاول التهوين من أعمالهم وتصرفاتهم
الدنيئة التي تفوح منها رائحة الأنانية والأثرة.
اني نظرت بعيني المرتاب المتعقل المتأني الى المراجع الكبرى المعتبرة؛ لاسيما تلك التي
والتفضيل للقاري». على اني لاأنفي قط وجود مراجع عربيّة يمكن الاطمئنان اليها الى خَدٌ
كبير وهي المراجع غير التجاربة أو التي لاتخدم فريقاً من الناس أو حزباً أو عقيدة أو حكومة
أو رجال دولة وسياسة؛ وسيرى القاريء أن هذا الصنف من المراجع العربيَّة قليل الانتشار وقد
اقتضاني البحث عن بعضها المتاعب والنصب وعرق الجبين. ومقابل ذلك أهملت الافادة أو
حتى الاستثناس بآراء الكثير من الكتاب المشاهير لعين الاسباب التي نرهت بها قبل قليل
وإن تأيدت الرواية الواحدة من اثنين منهم على الأقل. وعلى سبيل المثال لا الحصر أورد هذه
القاريء عذري في تحفظاتي وارتيابي في كتب المزرخين المحدثين العرب أو مذكراتهم
أكثر من طبعتين. وطبعت ترجمته العربيّة المتقنة
حتى الساعة وماانفكث رواياته للوقائع موضع شهادات وببات ثابتةا
الى جانب (يقظة العرب) وبعين المستوى تقريباً هناك المرجع الشهير للمؤرخ (امين سعيد)
عنوانه (القورة العربية الكبرى) كلاهما يشبتان عين الرواية حول موقف الأمير (ثم الملك)
فيصل ابن الحسين عندما قرأ اسماء الأشخاص الذين شنقهم (احمد جمال
الأرض وداسها بعنف وصاح: طاب المرت يا عرب»
غريبة أخرى. يقول
«وأسرع فيصل الى دمشق وقابل جمال باشاء فحدثه هذا بالاسباب التي حملته
على الأمر بشنق المتهمين وبين له وجه الحبانة باتصالهم بدولة أجنبية دولتهم في
حرب معها : يقول جمال باشا (في مذكراته) تحمس الأمير فيصل ونهض ورفع بده
قائلاً: قسماً بحرمة الأجداد لو علمت ان جريمة الجناة بهذه البشاعةلما أحجمت
الله عليهم»!
لكن للعلامة الكير محمد كرد علي في كتابه المذكرات (ط. دمشق ٠ 188) رواية أخرى
حول موقف فيصل من الحكم على شهداء عالية ودمشق وتنفيذ الحكم فيهم (ج1) وهي طويلة
تتضمن قيام كرد علي شخصياً بالتشفع لهم عند احمد جمال ياشا وكيف انتهره؛ ثم عزوجه
على موقف فيصل الذي كان كما يؤكد موجودا في دمشق عند القاء القبض عليهم «وكان كل
همه أن يخرج من المدينة ويتجه الى مكة متستراً تحث جنح الليل لثلا يطاله الاعتقال ويحال
الى المجلس العرفي العسكري كالآخرين»
أمثال هذه المفارقات التي لا سبيل الى اهمالها أو اغفال قحيصها والتأمل فيها للحكم
على الشخصية الواحدة في مجرى التاريخ - جعلتني شديد الحذر في ايراد الوقائع. وان
اضطرني السياق الى ذلك فلن اتردد في اثبات رأبي مع ايراد المتناقض حين أجد ضرورة
لمساعدة القاريء علي تبني الرّأي الأقرب الى العقل والمنطق بعد استقراء الظروف كافة. لذلك
لن اعجب قط ان خرج القاريء بعد قراءة كتابي بكثير من الآراء والنتائج المخالفة لتلك التي
ان بدت بتدوين الفصول الأولى منن الكتاب. ّ
في كثير من الاحيان قد يكون من الظلم الصارخ اساءة اصدار حكم على الروايات والوقائع
المسرودة ونعتها بالتضليل العمدي من جانب رواتها؛ أو تشوبه الحقائق فيها عن طريق نفي
المسؤولية بنقل الذنب الى الآخرين. هناك كثير من الوقائع والاحداث المنقولة شفاهياً والمدونة
أو ثلاثة أو أكثر من شهرد عيانها ولاتستطيع أن تعزو الى أحد منهم تزويراً أو تضتيماً في
الرواية. احدهم ينظر اليها من زاوبة وآخر من زاوية مختلفة فتتفاوت الرواية تبعاً للذوق أو
درجة الانتباه الى تفاصيل الواقعة. إن كانت محاضر الاجتماعات السياسية المدونة لاثبات
النتيجة النهائية (وقد وقع بيدي جانب منها) فلا خلاف إل اني اعتمدت على الاقوال وصدق
الرواية أ ضعفها أو قوتها بالأحرى لأجد نفسي أحياناً اشبه بأولتك المحدثين العظام وهم في
رحلاتهم المنهكة الشاقة وراء الحديث النبوي الصحيح واستخلاصه من الاحاديث الضعيفة
واما عن المراجع الاجنبية واللاعربية وهي بأكثر من لغة أوروييّة؛ وفيها الفارسيّة التي الم
واسماء مؤلفيها حيثما شعرت بان ذكرها لازم واقتصرت على جانب يسير منها. كانت هناك
ايضاً اللغة الآرامية المتمثلة في اللهجات الدارجة منها - الكلدانية والسريانية والآثوربة التي
يطلق عليها العامة اسم (السورث) وهي اللغة التي لاأعرف منها غير معاني بضع كلمات
وجمل قصيرة ولا أعرف قراءتها فاستعنت باصدقاء لي في نقل بعض النصوص التي لم أجد
لها ترجمة بالانكليزية.
ويفترق سبيلي وسبيل كتاب التاريخ المحدثين في مناقشة الرواية بعمق ومن دون اعتبارات
معينة: فكتاب التاريخ العربي في عصرنا هذا مازال معظمهم يتهيبون الجهر بمواقفهم وآراتهم
وانا اقصد الحياديين منهم أو مدعي الحياد لا فرق. اني أراهم مع الأسف يكادون ينهجون عين
من نقد أو تقويم للاحداث والوقائع ولرجالها اصحاب الادوار فيها . انهم ينقلون عن هذا المرجع
اليه يداً يأخذونه بها ا
. ولذلك
وجدنا المصلحة المتبادلة تقضي بالعناية الخاصة بالجيش ورصد معظم ميزانية الدولة لترقيته
عندما سقط قائد الانقلاب الأول مضرجاً بدمانه بانقلاب عسكري ثان وعلى بعد مانتي متر
تقريباً من المنصة التي وقف عليها في العام ٠67 عن بين الأمير غازي مع رئيس الوزراء
رشيد عالي يتلقى تحية الاستعراض من قطعات الجيش الظافر, كانت قد مرت سنوات اربع
على المذبحة. ولا اذكر الي وقد بلغت سن الادراك ان مصرع هذا العسكري أحدث اي هزّة أو
(") نقص صفنا الى النتصف في أوائل العام 1934 بقبول النصف الثاتي في الكلية العسكرية ببغداد.
د والبحث وكتابة الملاحظات أشعر طوال الوقت بالرابطة بين مشروعي هذا وبين
اعدادي كتاب (ستافورد ) للنشر بكل التعليقات والملاحق والذيول التي كادت تكون سفراً
ضخماً بحدٌ ذاتها. لم تكن تبارح ذهني الرابطة العضوية والصلة الوثيقة بين العملين فقد
كانت الصدفة وحدها التي قررت الجمع بين الأثرين واخراجهما بكتاب واحد على ان يكون
كتاب «مأساة الآشوريين» والتعليقات والوثائق جزءً أو ملحقاً بالكتاب الأصلي الذي تصادف
البدء فيه في العام 1931 وهو عام انتهائي من ترجمة كتاب ستافورد . وعام نزول اعظم
هزيمة بالقوى القومية التي تزعمها جمال عبدالناصر: وأقصد بها حرب الايام الستة وفيها
حققت دولة صغيرة بجيش صغير النصر الكامل على سبعة جيوش أو ثمانية لدول عربيَّة
. وقي اوائل 197١ سنحت القرصة
«استناداً الى احكام الفقرة 4 من المادة 58 من الدستور المؤقت قرر مجلس قيادة الثورة في جلساته
المتعقدة بتاريغ .1/8/. 197 ما بلي )١( يلغى الحكم الصادر من المجلس العرقي العسكري الثالث قي
الموصل في القضبة المرقمة ؟؟7 73 بحق الحامي جرجيس فتع الله وفق المواد 3١ .4 18؟ من قَانون
العقوبات البغدادي والمادة ١ من مرسوم الادارة العرفية الملغى. على وزين العدل تنفد القوار.
1 مجلين قيادة الثوزة
رئاسة ديوان رئيس الجمهور؛
صورة قرار مجلس قبادة الثورة المرقم 44 والمؤرخ في ؟؟ 8 +149 المبلغ الينا بكتاب نيوان رئاسة
اللتخذ بجلسته المتعقدة بتاريغ ؟ 4 .199 ما يلي: رفع الحجز عن الأموال المنقولة وغير اللنقولة للمدعو
يحيى ياسين رئيس ديوان رئيس الجمهورية
سات الغرب في امات
الذكر القومي العروبي وردود فعلها على الأحداث والانقلابات السياسية المحلية وانكره
حافلاً بالاستطرادات المشوقة قاصداً تجريد السرد عن الطبيعة الرتيبة التي تشيع الملالة عند
مطالعة الكتب التاريخية. وابتعدت جلما قدرت عليه عن التكرار ولم اتحرج قط عن ابداء
جدوى زواية هذا الحدث أو الحكابة دون تعليق بين تحبيذ أو انتقاد
ألحقت بهذا السفر كما ذكرت الترجمة الكاملة لكتاب المقدم ستافورد الذي يعتبر اهم وثيقة
كتبت حول فترة العام ١478 من تاريخ العراق وفي جزء ثالث منه كتبت نبذاً مسهبة صريحة
من سير حياة الساسة والعسكريين والشخصيات التي ساهمت في أحداث تلك الحقبة من
عراقيين وعرب في بلاد عرببة وكرد وآشوريين وأجانب محاولاً ازاحة الستار عن حقائق خفية
من تاريخ بلادهم والمنطقة والتاريخ العام
طلقا
جداً يتكرم علي بمكافأة رمزية في حال رواج استثناتي للكتاب المطبوع دون أن أطلبها أنا
الفرصة للتأكد من ذلك بتلبيتي دعوة الصديق الشهم والأديب الكاتب (بونان هرمز) ازبارة
الولايات التتحدة واتصلت بالناشر ولم أدر أن الداء كان قد استفحل فيه وبأنه لايملك
كن (كركوك) شروط تزويدنا بالهرامش
(دون ذكر للامانة والمخطوطات) منها عدم ذكر عبارة (طبع في اربيل) بل يكتب (طبع في
العتب والنقد لي في السويد لأنني كما زعم أكرس جل مجهوداني القلمية واجند ذكري في
ترحاق
» (حوالي 1897-1865 )
«كان المسيحي عرضة للاهانة والذل اينما مر وحل. وكان المسلم يسيء معاملته لدرجة
مفرطة حتى ألف الذل كما الف مذلة اذلاله فكان النصراني حيثما مَرّ وتوجه ينعت بالكافر
وبشتم صليبه ويحتقر وتقلب عمامته ويصفع وبرفس الى غير ذلك من الاهانة. وكان اذا مرّ
في حي المسلمين لحقه الصبيان في الأزقة قاتلين له
نصراني كلب عواني رقو له بالصرامي
انال تاه ضيه ضربة تقلع عينه
والدول الاسلامية)
باشا) الملقب
بالسفاح (لاأدري هل كانا يستقيان من عين المصدر أم كان أحدهما كلا على الآخر) قالا
نت مرات وبدا قبلة الباحثين وكتاب التاريخ
)٠١( الطبعة السادسة من الترجمة 184٠ بيروت. دار العلم للملابين. الص 48 580 يقول الكاتب جورج
اتطونيوس انه اعتمد على اقوال املك فيصل (ص 117 الحاشية) «يرجع الفضل في حصولي على قسم
كبير من حقائق هذا الفصل الى المغقور له الملك فيصل وأنا أسجل هنا فضله..».
لى الطريق الواضح القادر على البلوغ به الى استنتاج معين ومع هذا
إل اني واؤكد هذا بكل اخلاص وتجرد - لا أقصد قط المفاضلة والمباراة واثبات التفوق على
من سبقني في المراضيع التي تطرقت اليها . ولأستعجل فأقول عن عملي هذا أن فيه ثغرات