وسيأتي يوم يميز فيه أصدقائه من أعدائه. وأريد أن أوضح أيضاً ,
أنني أعتبر نفسي غير أهل لهذا العمل, فمن الضروري أن أحاول
رفع حجر عن هذا الدرب, وأمهد الطريق للمؤرخين والكتاب الذين
سيأون من بعدي ليكملوا المشوار كما مهد لي الطريق أيضاً مؤرخون
أكراد أفذاذ أمثال: محمد أمين زكي بك, والمردوخي, ف خان
البدليسي, وآخرون غيرهم, وهم جميعاً موضع حب وتقدير وشكر
من الشعب الكردي.
فوائد دراسة التاريخ
يقول ابن الأثير الجزيري:
1- تتسع مدارك الأشخاص مع الأحداث والقصص القديمة.
بين الجيد والمرديء والإطلاع على عيوب ونواقض
3- بالإطلاع على الثقافات القديمة تتسع مدارك الفرد السياسية فهو
أشبه بالمرآة تكشف كل شيء.
4- يستطيع الفرد أن يغشى المجالس ويؤثر على سامعيه فيكسب
أما شرف خان البدليسي فيقول :
1- إن دراسة التاريخ سهل وبسيط.
2- فيها الكثير من المتعة والتشوق.
3- التميبز بين الحقيقة والخيال.
الفرد مع الحوادث والقصص القَديٍ
5- المؤرخ يستطيع أن يثقف نفسه بنفسه.
6- المؤرخ شجاع لايخاف الأحداث المفجعة.
7- يلين التاريخ قلب الإنسان المتعلم ويبعده عن الخوف والوساوس .
8- في دراسة التاريخ يرتقي الإنسان الى المعارف والشهرة .
التاريخ هو وعاء ذكريات الشعوب, يقوي إيمائها, وعقثدها,
ومبادئها, ويوسعها, وسع التاريخ نفسه, وعن طريقه يتعرف الإنسان
الجزيري والبدليسي . ولكن يجب أن نعلم أن التاريخ ليس كل شيء
وليس كل شيء هوالتاريخ, مع أن التاريخ ينير العقول ويشع نوره الى
شامخ, تبدد ما
لام دامس فتهدي الضالين طريقهم . نقول هذا ولا نغفل
بأن هناك أنواع من العلوم أكثر فائدة من التاريخ وأفضل بالنسبة
للإنسان. وخلاصة القول.إن التاريخ وغيره من العلوم, تدخل في باب
الميادين التي يجب أن يقبل عليها الشعب الكردي بنهم ومذ
فلعلم هو النور والأمل للإنسائية جمعاء.
كردستان كلمة كردية (آرية) مؤلفة من مقطعين (كرد) وتعني البطل
أو الشجاع, وهي تسمية لشعب آري كان قبل الإسلام فرعاً من أربعة
فروع تشكل في مجموعها الشعوب الإيرائية وهم الكرد؛ والفرس؛
والديلم؛ والجيل . وقد ظهر الأكراد منذ القدم في سفوح جبال
وبلوجستان وهكذا فالكلمة كردستان, هي التسمية الجغرافية لموطن
الكرد أو المناطق التي ينتشرون فيها منذ عصور موغلة في القدم .
ويعتقد بعد الباحثين أن الأكراد من اقدم الشعوب على وجه الأرض إن
الذين يعود تاريخهم الى أربعة آلاف عام قبل الميلاد. هذا في حين
يرسم شرف خان البدليسي حدود الكرد ويحدد أراضيه بد «ءأمن
سواحل الخليج العربي أو خليج هرمز وحتى سواحل البحر المتوسط,
أراضي فارس والقوقاز وتركية وإيران والعراق, وهو يقصد بذلك أن
أراضيهم قد قسمت بين هذه الدول, ويلاحظ أنه لم يذكر سورية
وحدها. أما مؤرخو صدر الإسلام فيعتبرون أرض الأكراد تلك التي
تمتد من همدان وحتى البحر المتوسط أو موطن (تكفور) و(ابن
ذكر لوطن يعرف بكردستان, بل اقتصرت التسمية على
أجزاء من الأرض وبعض المدن تعرف بسكانها الأكراد ولها تسميات
وفي هذا الوقت دخل المسلمون الى كردستان ووقعت حروب
ينيا والجزيرة والموصل والجبال() وخوزستان أ
الفترة الإسلامية. وفي خلال المئة الخامسة للهجرة تم اقتطاع جزء من
جبال كرمنشاه؛ سننداج؛ شهرزور, على يد الشاه ( سليمان
المقاطعة من بلاد الأكراد غنية جداً ومتقدمة حضارياً, بل كانت
ميزائية كردستان هذه تبلغ في عهد هذا الشاه مليونان من النقود
وكانت بداية ولاية الشاه سليمان السلجوقي هي سنة (511)
هجر
أما الأتراك العثمانيون فقد سموا ديرسم والمناطق المجاورة لهاب /
كردستان/ ومنها انتشرت التسمية الى باقي مناطق الكرد . وفي عام
التسعمائة للهجري تغنى الشاعر الكردي الملا الجزيري بكردستان
آنا شعلة في ليالي كرستان آنا من شعب نزيل جنة إرم,
بوطان
وقد أكمل شرفخان كتابه التاريخي في عام 1005هجري وأورد فيه
الملا الجزيري ونظمه -أنا شعلة في ليالي كربستان - ويستدل من
أشعار هذا الملا العبقري أن بلاد الكرد كانت تئن اك- تحت وطأة
أقدام الغزاة وأن سماءها كانت مجللة بغيوم حالكة السواد حتى في
(ثورودانجن) . مرتين موطن (الكاردوكا) الذي ارتبط اسمه ببلاد
بقي اسم (سو) يطلق على احدى قلاع المنطقة جنوبي بحيرة وان
من المحتمل أنها كانت أسماء لبعض أجزاء من كردستان
القرون السابع والثامن والتاسع للهجرة, كانت تضم عدة إمارات
محمد أمين زكي بك : إن كردستان هي المنطقة الأولى التي استقرت
عامرة وأهلة بالسكان منذ تلك العصور السحيقة في القدم, وفي مقدمة
والميديون في الأصل هم من الشعوب أو و الأقوام ال ية وقد تمكنوا من
دخول كردستان سلمياً على شكل مجموحات متتابعة من القبال
والعشائر الكردية التي امتهنت حياة البداوة والترحال , ثم سكنت
عليها اسم ( ميديا) وتقع الى الشرق من موطن الآشوريين وفي
بعد وأصبحوا رعايا الإمبراطورية الآشورية فكانوا يتكلمون لغة
هندية-أوربية(آرية) وهذه اللغة هي أساس اللغة الكردية اليوم وقد
انصهر الميديون ضمن المجتمع الكردي والفارسي وسكنوا لبعض
الوقت في مناطق الجزيرة و/عامودا/تحديداً يقول كارلتون كون .في
كلها كانت في يديها وهي من أعز القبائل وأعلاها مكانة في
الميدية المتدينة والتي كانت تسكن في الموطن الميدي ثم توسعت في
ويقول سبايزر : من الممكن والمقبول أن تطلق هذه الأسماء المتنوعة
على شعب واحد لأن كل شعب يطلق حسب لغته اسماء معينة على
الأوطان والبلدان.
أصل الأكراد :
يقول سدني سميث : كان الأكراد في موطنهم يتمتعون بالحرية
والإستقلالية الكاملة وذلك في القرن السابع الميلادي.
وتشكل هذه البلاد مع شعوبها الأصل والأساس لأكراد اليوم وموطنهم
الشعب الكردي.
الشعوب المجاورة انيين ولكن الكثير من الإيرانيين كانت لهم
مع شعوب أخرى وتمكن البعض من هذه الشعوب من القفز الى سدة
الحكم والتحكم بمقدرات البلاد الكردية.
ويقول محمد أمين زكي بك:أن الأكراد القدماء هم من الشعوب
من مصاص الدماء المدعو(أزدهاك)الى رؤوس الجبال ثم تناسلوا
المتمردين على حكم الطاغية ازدهاك ولكن أجزم بأن هذا غير
ويستطرد حاكم بدليس قائلا:يذهب البعض الى أن الأكراد نظراً
لشجاعتهم الفائقة لقبوا بالكرد(البطل)أو الشجاع وفي الحقيقة فقد ظهر
من بين هذا الشعب أبطال ذائعوا الصيت أمثال (رستم) و (فرهاد)
و(كوركين) وفي موضع آخر يقول البدليسي أن الأكراد كلهم من نسل
البجن والبخت(1) ويتدخل هنا أبو الفداء ليقول بأن الكرد والديلم
والجيل هم ثلاثة أخوة في الدم وكل واحد من هؤلاء أصبح أباً لشعب
الإيرائية ويقال للأباء الثلاثة وأنسالهم(الفرس).هذا وقد انتشر الأكراد
في سفوح جبال زاغروس وحكموا إيران مرات عديدة أما المؤرخون
العرب فيقولون.أن الأكراد هم عرب جاوروا الأعاجم فنسوا لغتهم
ولكل منهم رأيه في وضع الأكراد على خانة العرب ولكن من الجائز
أن يكون أحد عظماء ومشاهير العرب قد أطلق على نفسه اسماً كردياً
حتى اختلط على هؤلاء الأمر ولذلك فمن المفروض أن يكون الأكراد
المؤخرون الترك فيذهبون الى أن كلمة كرد جاءت من (قورد-
غور)التركية وأنهم أتراك جبال وقد أضاعوا لغتهم بعد اختلاطهم مع
شعوب أخرى.
كما يدلي المؤرخون الفرس بدولهم ويقولون :بأن الأكراد هم جزء من
الشعب الفارسي وأحد أقسامه واللغة الكردية هي لهجة من اللهجات
الفارسية ولكن فقط الألفاظ غير متطابقة مع اللغة الفارسية كما يز
الآشوريون والكلدان والأرمن بأن الأكراد منهم ؛ لكن الملاحظ أن أحداً
ولطالبت بالأخوة العربية-الكردية والفارسية والتركية ويرفع الظلم
والحيف عنهم مثلما ينتصر العرب لإرتيريا ودول الخليج وكما يدعم
الأشراك بني جلدتهم القبارصةالأتراك وكما يطالب الفرس بجزر
الخليج العربي فأين هؤلاء من حقوق اخوائهم الكرد كما
يزعمون.والآن جاء دوري لأقول :إن الشعوب كلها من اصل واحد
وقد افترقت شيعاً وأحزاباً حسب تباين لغاتها والأسماء التي أطلقتها
على نفسها وكان للإنعزال وطبيعة الأرض دور في تباين
ببعضها فلم يبق هناك مجال للإدعاء بالنقاء العرقي أو اتخاذ الدم أو
اللون أساساً لتصنيف الشعوب كما لايمكن للدين أن يكون الأساس
للتصنيف ولكن اعتماداً على الكردية يمكن اعتبار الأكراد ابناء
بالتالي أقرب الى الشعوب الأوربيا ولذلك فإننا نصادف الكثير
القدم عن أبناء عمومتهم هؤلاء فنشأت لغة خاصة بهم كما أقاموا دولاً
وإمارات عديدة فوق أواضييهم والستطاجزا أن يعوا العالم بشعب
وأرض اسمهما الكرد وكردستان وعلينا أن ذ نشير الى أن الأسماء
السبب الثاني هو أن القدماء الذين أطلقوا هذه الأسماء على الأكراد
كانوا عديمي الاطلاع على أحوال الكرد ويجهلون لغتهم وثقافتهم وقد
اقتبسوها من ألفاظ أطلقها أعداء كردستان أنفسهم ولكن الأكراد
يشكلون اليوم شعباً له ثقافة متميزة ورقعة أرض واقتصاد ومسيرة
تاريخية ولهم تطلعات نحو الإستقلال والحرية وإنشاء دولتهم على
أساس من السلام والود والتفاهم مع الشعوب المجاورة الشقيقة. والحؤل
دون إراقة الدماء وخلق المشاكل.ويدنهم المحبة والسلام للجميع.
وسيأتي يوم يعيش فيه العالم كله بسلام وتفاهم على كوكب واحد هو
الأرض وستصبح الكرة الأر
الخير والنوايا الطيبة عليها وسيحارب الناس كلهم معاً ويناضلون ضد
الجوع والأمية والظلم والمرض وإزالة آثارها على كوكبنا والى الأبد
وبدون شك أن للأكراد علاقات ومداخلات مع شعوب الشرق الأوسط
وتعيش بين ظهرائيهم الكثير من الشعوب التي لها امتدادات تار
أن نكون يداً واحدة ونشكل معاً وحدة أخوية شريفة حرة وطوعية
نكون فيها سواسية ونخدم جميعاً وطننا لنعيش أعزاء مكرمين نسير
بخطواء نحو العزة والمجد والحضارة اخوة سعداء تجمعهم
المحبة والسلام.
هذا ويظهر من مقتطفات أوردها مؤرخوا الشرق الأوسط على أن
الأكراد قد سكنوا أراضيهم الحالية قبل الإسلام ببضع مئات من السنين
والكثيرون منهم استقروا في الأرض الواقعة بين إيران والعراق وفي
مناطق (هزو)وحصن الأكراد ومرعش ويمتدون غرباً حتى البحر
المتوسط وقد وجد البعض منهم أيضاً في الشام ومصر والحجاز
وثقافتهم الى اليوم ولكي أطمئن المثقفين الأكراد فسأورد بعض الآراء
حول ما ذكر.
كردي وأسماء أخواتها هي أسماء كردية وعندما توفي بهرام جوبين
تزوج كسرى ملك الفرس هذه المرأة ولكن إذا ادعى البعض أن هؤلاء
هذا الكلام يدل على أنه كان هناك شعب كردي عريق أعطى أسماءه
لباقي الشعوب متلما تظهر في بلادنا حتى اليوم اسماء مثل فارس
ويستطرد ابن الأثير فيقول عندما فتح (أردشير بابك)بلاد المدائن
(نايسفون) ووضع التاج على رأسه وطالب بالملكية والحكم عندئذ
أرسل له شاه ايران رسالة يقول فيها:أيها الكردي ابن
سمح لك بوضع التاج على رأسك وتمادي ا
فأئت تحفر قبرك بنفسك وتستعجل موتك
ويقول القاضي بيضاوي :إن الذي أوحى بفكرة احراق النبي ابراهيم
هو من أكراد فارس وقال عبدالله بن العباس إن هذا الشخص كان
واحداً من عرب بلاد الفرس فسأله أحدهم هل كان في بلاد فارس
عرب آنذاك فأجاب عبدالله أكراد بلاد فارس هم عرب بلاد الفرس
ويقول المسعودي في سئة 332هجري أن شاه جان هي عشيرة كردية
تسكن همدان (دينور) كما سكنت عشيرة ماجردان في كنجاور
ونجان ولابازفي الري وعقاتر
مادنجان؛باريسانخالي؛الجلالي, جباركي؛جاواني؛والمسطكان كلها
الكرديتان اللتان تنصرتا واعتنقنا الديانة المسيحية هما اليعاقبة
والجوزقان فقد سكنتا جبل جودي.
كما يذكر المسعودي في كتابه التنبيه والإشراف أن عشيرة بازنجان
هي كردية أيضاً ويقول الإصطخري في سنة 340هجري في معرض
ذكره للعشائر الكردية فيعدد منها ماشوبراء؛ بوزكانءكيكا التي تسكن