ماهيه الحروب الصليبية
أن العمل المشترك والتنسيق. والحد الأدنى من الوحدة كانت شروطا لازمة
للتجاح وَالتصبر. على ين كان التشرلام والتازج والتظاضيم سببا رقيسنا تبك
أسباب الهزيمة-
وبينما نعترف للسابقين من الأساتذة والزملاء بفضلهم الكبير والرائد
تكون مساهمة هذا البحث الذي تقدمه للقارئ المربي مفيدة. وأن تكون
إضافة إلى صرح نرجو أن يستمر في النمو حتى يوازن الدراسات الأوروبية
لتاريخ الحروب الصليبية. وهذا الأمل يقوم على مشروعية علمية وقومية
هي أننا كنا الطرف الذي وقع عليه العدوان الصليبي: ودفع الثمن من
مماثلة, ولكن في مصطلحات صهيونية من جهة أخرى. والله الموفق
فكر الحروب الصليبية
منظور تاريخي
مدخلالمصطلح واختلاف مدلولاته.يتابيع
الفكرة الصليبية في ثقافة أوروبا في العصور
الوسطى:الأفكار الألفية ونهاية العالم.الحج
المسيحي وتطور فكرة الحج المسلح-الغفران الصليبي
سوابق الحروب الصليبية نضج الفكرة الصليبية-
الاستخدام السياسي للحملة الصليبية.
الصليبية». هذا الملصطلح المضلل المريك كان نتاج
في التاريخ الأوروبي وفي التاريخ العربي على حد
سولق
لقد بدات أحداث الحركة الصليبية الفعلية في
السابع والعشرين من شهر نوفمبر سنة 1095م
بالخطبة التي ألقاها البابا أربان الثاتي للمصاة:
في حقل فسيح في أوفريني بكليرمون في جنوب
فرنسا. وكانت هذه الخطبة الشهيرة خاتمة مجمع
ماهيه الحروب الصليبية
ديني عقده الباباء وجمع الأساقفة لمناقشة أحوال الكنيسة الكاثوليكية
ضد المسلمين في فلسطين بمثابة إذن الدخول إلى رحاب التاريخ. ومنذ
للبحث والدراسة: وإلهاما للفن والأدب. ويندر أن نجد في تاريخ الإنسانية
الأوروبي. إذ إن الحركة الصليبية ظلت تحكم الأفكار والمشاعر في الغرب
الأوروبي فيما بين ستنة 1095 م وسنة 1400 م بصورة شاملة, وبحيث لا ذكاد
للحروب الصليبية جانبيتها في أوروبا الغربية حتى القرن الثامن عشر.
هبالتسبة لخمسة مشر جيلا من أبناء الغرب الأوروبي كانت الحروب
الصليبية تشكل جزما حيا وحيويا من عالمهم ؛ إذ إن مئات الألوف منهم قد
شاركوا بأنفسهم في حملة أو أكثر من الحملات الصليبية؛ كما أن آلافا
عديدة من أبناء الغرب الأوروبي ساهموا بأموالهم في تمويل حملة أو أكثر
أما العالم العربي فقد كان الطرف الذي وجهت إليه أوروبا الكاثوليكية
وسنة 1291 م قامت عدة مستوطنات صليبية على التراب العربي في فلسطين
وأعالي بلاد الشام والجزيرة. وتمين على سكان هذه المنطقة العربية أن
رئيسا من أسباب تعطل قوى الإبداع والنمو في الحضارة العربية الإسلامية.
وبعد نهاية التضال ضد الصليبيين دخلت المنطقة العربية في متحنى التدهور
والأفول الذي أدى بدوره إلى سقوط العالم العربي تحت السيادة العثمانية.
ما بين أواخر سنة 096ام
فكرة الحروب الصليبيه: منظور تاريخ
وإذ كان العثمانيون قد حافظوا على العالم العربي من السقوط ف
السيطرة الاستعمارية على مدى ثلاثة قرون على الأقل. «نقالهم لم يمتحظيفةا
يتجاهل علاقة ما جرى منذ عدة قرون بما يحكما ايوم علاقتنا بالغرب
الأوروبي والأمريكي, كما أن أحدا لا يستطيع أن يغفره النظر عن حقيقة أن
أو «التجرية» التي سبقت مرحلة
الأستعمار الحديث من ناحية ثانية ؛ فضلا عن أنها كانت إلهاما للتجربة
الصهيونية ذات الأهداف الاستيطانية من جهة ثالثة.
وهذا؛ في تصوري. ما يجعل «الحركة الصليبية» جديرة بالدراسة الت
أولى مشكلات البحث في تاريخ «الحركة الصليبية ؛ تتمثل في المصطلح
التاريخية. لقد ارتبط اسم هذه الحركة بالصليب بعد حوالي قرن ونصف
قرن من دوران عجلة أحدائها. والناظر في مجريات وقائمها يجد مزيجا
من القسوة والوحشية والتدين العاطفي الذي. 1
ذلك عله تاقتنامع الصايبج. رمز الفداء والتضحية بالنفس في سبيل
الأولى لم يستخدموا مصطلح «الحملة الصليبية» أو «الصليبيين». إذ لم
يحدث سوى في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي أن ظهرت الكلمة اللا:
كانوا يخيطون صلبان القماش على ستراتهم.'"' ولم يحدد حتى أوائل القرن
الثالث عشر الميلادي أن كانت هناك كلمة لاتينية تعني «الحركة الصليبية؛
وفي بداية الأمر كان من يشاركون في الحملة الصليبية يوصفون بأنهم
ات ومصطلحات أخرى
ماهيه الحروب الصليبية
الباكرة من تاريخ الحركة الصليبية. كذلك استخدمت كلمة (0قلهر:ة)
التي تعني «الحملة». وصبارة «الرحلة إلى الأرض المقدسة؛ (متئعط
دسدص7). واصطلاح «الحرب المقدسة؛ (لسسلامق) تتسمة سمه
ا00«دع) أو «حملة الصليب؛ (عاعست 0لاادمه)؛ أو «مشروع يسوع المسيح»
لأست «نسعال «0عه1). وفي وسعنا أن نسوق عشرات الأمظة المستقاة
أطوارها الأولى !"" بل إنه مما يافت النظر حقا أن عناوين مؤلفاتهم جميما
ومن المهم أن نشير إلى أن الكلمة الإنجليزية (00هه0) والكلمة الألمانية
(ع«<ت»4) قد ابتكرته في القرن الثامن عشر فقط. وبعد أن كان البحث
التازيخني افي السروب السبايبية اد تحنى نوا عبد بدا توفان قوادر
(0لا50 ««10) الإتجليزي في القرن السابع عشر أول دراسة باللغة
(صدالا راما! 6 2ه 1:0 والملاحظ أنه استخدم عبارة «الحرب
المثال الصليبي تحول بمرور الوقت تحت تأثير وسائل الإعلام التي عملت
في خدمة الأهداف الاستعمازية الأوز
إلى مثال براق يوحي بالشجاعة
والتضحية بالنفس في سبيل المثل الأعلى. واستقر في الوجدان الشمبي
الأوروبي (والأمريكي) أن «الحملة الصليبية+لهه» لا بد من أن تكون
بالضرورة حملة خيرة؛ نبيلة القصد والهدف؛ متزهة الغرض مثل: رعاية
يكون الموروث الشعبي المتداول حولها في «أغنيات الحروب الصليبية ذا
بعد ذلك تحكي قصة الحروب الصايبية شمرا وغناء للجماهير الأوروبية
فكرة الحروب الصليبيه: منظور تاريخ
أذهان عامة الناس في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية حين ترن في
آذانهم عبارة «الحروب الصليبية». فقد تخلت الأغنيات/الحكايات من
الحقيقة التاريخية لصالح التعويض النفسي والتفسير الشعبي لتلك الظاهرة
التي كانت تمثل في حينها حلما من أحلام ١ ب
ولعل هذا ما جعل مؤرخا مثل نورمان كانتور يقرر أن الحادث الوحيد
الذي يعرفه الخريج العادي من الجامعات الأمريكية في العصوز الوسطى
هو الحملة الصليبية الأولى التي بدات احداثها سنة 1695م والتي يرسم لها
مسب على القرد العادي:
الرأي والساسة الغربيين
يستخدمون مصطلح الحملة الصليبية؛ بهذا المفهوم النبيل والخطاً والعادل.
بيد أن المؤرخين الماركسيين في الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية
لا يشاطرون أبناء الغرب الأوروبي هذا الموقف من «الحروب الصليبية»
البيزنطية وأملاكها ضحية الحملة الصليبية الرابعة في مطلع القرن الثالث
عشر الميلادي. وظلت هذه المناطق تثن تحت وطأة الصليبيين أكثر من
نصف قرن من الزمان. ومن ناحية أخرى. كان ماركس وأنجلز ولينلين
العالية في أيرلندة ضد العمال «حملة صليبية» ضد العمال وحقوقهم. وقد
درج الماركسيون على تضمين مصطلح الصليبية » معنى مجازيا سلبيا في كل
كتاباتهم ©
وفي الأدبيات العربية التي تناولت تاريخ الحركة الصليبية نجد مفارقة
ماهيه الحروب الصليبية
أبداً مصطلحات مثل «الصليبيين». أو «الحملة الصليبية». أو«الحرب
وصفوهم على الدوام بكلمة « الفرنج» على الرغم من أن كثيرين من أولئك
أوربا الغربية.
لم يدركوا أبعاد الحركة الصليبية؛ لأنهم لم يروا غير إفرازاتها العسكرية
والسياسية الباكرة على أرض الشرق العربي. ولكن الجيل التالي من المؤرخين
المسلمين تحدثوا عن هذه الحركة بطريقة تدل على فهم أوضح وأشمل
ولعل هذا هو ما جعلهم لا يريطون بين «حركة الفرنج» والمسيحية والصليب
على أي نحو. وريما يكون مؤرخو القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين
(الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين) هم آخز من تناول «حركة الفرنج؛
بشكل أو بآخر, لا سيما وأن الكيان الصليبي كان قد انتهى في العقد
الأخير من القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي).
وقد توقف البحث التاريخي في العالم العربي فترة طويلة بفعل التخلف
والركود الثقافي اللذين أحاطا بكافة جوانب الحياة العربية حتى القرن
التاسع عشر على أقل تقدير. وعندما بدأ من جديد محاولات التهوض
الثقافي والفكري كان لا بد للرواد من أن يتأثروا برقي الفكر والثقافة
والعلم في أوروبا . ولم تنج الدراسة التاريخية من تأثير الاتبهار الذي جغل
الكثير من تسدوا لكتابة التاريخ اتباما هذه المدرسة الأوروبية أ تلك.
وفي خضم هذا الانبهار أيضا تمت ترجمة بعض المصطلحات؛ واستمير؛
العرب لقصة الحروب الصليبية. إذ وقع أولئك الكتاب في شباك الترجمة
عن الأوروبيين ؛ وبدءوا يستخدمون مصطلح «صليبي»» «وحملة صليبية»»
و«حروب صليبية» في تناولهم للظاهرة التي درج أسلافهم على معالجتها
المصطلح عندما يستخدم في اللفة العربية أنه يوحي بأن الحركة كانت
حركة دينية ترتبط بالصليب رمز المسيحية؛ ولا تضعها في إطارها الصحيح
فكرة الحروب الصليبيه: منظور تاريخ
باعتبارها مغامرة استيطانية متعصبة. ومن تاحية أخرى. فإن استخدام
هذا الملصطلح يظلم المسيحيين الشرقيين الذين عانى قسم كبير منهم من
وحشية الفرنج وعدواتهم.
وعلى الرغم من هذا كله فإننا لا تستطيع بسهولة التفاضي عن
جماعية لتحديد ماهية «الحركة الصليبية؛ من وجهة النظر العربية. ولا
يزال المصطلح غامضا بالنسبة لعامة المثقفين في العالم العربي؛ بحيث
يستدعي إلى الذهن بعض الأحداث أو الشخصيات البطولية التي ارتبطت
وسوف تحاول. في هذا الفصل. تحديد الخطوط العامة لماهية «الحركة
تطورها التاريخي لا العقلية والوجدان الأوروبيين بسماته الثقافية المعروة
في العصور الوسطى.
لقد كانت الأفكار التي تدور حول نهاية العالم بعد الألف الأولى من
مماناة المسيح على الصليب, والأفكار التي تعلق بالعالم الآخره أحد يتابيع
الفكرة الصليبية. فقد شاعت في أوروبا الغربية قرب نهاية القرن العاشر
الميلادي وفي بداية القرن الحادي عشر الميلادي أفكار, وحكايات, وقصص»»
آساطير تتحدث عن قرب نهاية العالم مع اكتمال الألف الأولى بعد المسيح
(حوالي سنة 1033 ميلادية). وقد ظهر في عدة أماكن في أوروبا الغربية
بعض ظواهر فلكية وطبيمية اعثبرها الناس دليلا على اقتراب تهاية العالم»
فقد حدثنا «رالف جلابير» الراهب الفرنسي عن ثورة بركان فيزوف في
إيطاليا لاعتبارها «نذيرا باقتراب القيامة؛ وبأن زمن إهلاك وشيك يتهند
أرواح البشره. كما تحدث عن مجاعة رهيبة «... استمرت خمس سنوات
الناس في غرب أوروبا كثيرا من القصص والحكايات المشابهة وفسروها
التفسير نفسه. لقد كان مفهوم الأوروبيين آنذاك مثقلا بالمناصر الغيبية.
ماهيه الحروب الصليبية
إذ كانت ١١ الكاثوليكية عشية الحروب الصليبية لأ تزال بعيدة عن
تحديد إطارها بشكل متكامل. ولم يكن الأساقفة والقساوسة. غالبا. يصلحون
كما أن الغرب الأوروبي ظل حتى ذلك الحين ريفي الطابع؛ وكان الدين
بالنسبة لسكانه (وهم أغلبية سكان أوروبا آنذاك) مزيجا من الخرافة؛
وطقوس عبادة الطبيعة. وبعض تعاليم المسيحية.!*'"
وفي ظل هذا الجو النفسي والفكري الذي ساد أوروبا الكاثوليكية في
قوى غيبية من نا. ربطها باقتراب نهاية العالم والأفكار الأ
والأخروية من جهة أخرى. فقد كثر الحديث عن السماء التي تمطر نجوما
في السماء. كما شاعت أخبار الأطفال الذين يولدون بأربع آيد أو مثلها من
الأرجل, وقصص عن أطفال تكلموا عقب ولادتهم . وتناقل القرويون. وغيرهم»
حكايات عن مدينة القدس وهي تتجلى في السماء متلألئة أمام عيون
وه علامة على قرب نهاية العالم.
لقد كان الناس الذين سيطرت على وجداتهم آنذاك المشاعر الألفية
والأخروية تواقين لضمان الخلاص . وقد تحولت مشاعرهم هذه إلى التأكيد
على ضرورة الرحلة إلى بيت المقدس («تهتسناه:ه:©1ل! 16) وقد أتعكس
ذلك في زيادة عدد الرحلات التي قام بها الحجاج من غرب أوروبا صوب
القدس في السنوات القليلة التي سبقت وتلت الألف الأولى بعد ميلاد
تلك النغمة الألفية والأخروية التي كانت بمثابة الإيقاع الدال في الفكر
والمشاعر السائدة آتذاك.
ومما يلفت النظر حقا أن هذه الرؤى والأحلام المقدسة والأخبار
الإعجازية قد تضاءلت أخبارها بعد أن دارت عجلة الحروب الصليبية