تجارة المحيط الهندي فى عصر السيادة الإسلاميه
المتوسط. وقد اقتصر مجال البحث على تلك الدوائر المتداخلة ونشاطاتها
لقد كان ظاهر الأمر هو نقل المتاجر بين تلك الدوائر التي عاشت فيها
شعوب مختلفة ذات ثقافات متنوعة, ولكن مع ازدياد حركة التشاط التجاري
مع ظهور الإسلام: وظول الزمن الذي تستغرقه الرحلات التجارية أدى هذا
إلى انتقال بعض عناصر الثقافة وشيوعها على امتداد شواطئ المحيط
تشابه أسلوب صناعة السفن. كما تبدل كثير من الكلمات في لغات بلدان
الغالب للثقافة الإسلامية. وقبل كل هذا انتشار الدين الإسلامي على شواط
المحيط الهندي.
والقصص البحري بالف ليلة وليلة هو خيروعاء احتفظ لنا بصورة حية
وأنواء وثروات يمتلكها التجار. وهكذا فقد اتفرد هذا القصص بالمحيط
الهندي وتفرد هوبه.
وقد لعبت الرياح الموسمية دورا هاما في هذا الازدمار التجاري في
عصر لم تكن قد عرفت فيه الآلة بعد» وكان تغير اتجاء الرياح من الشمال
الشرقي إلى الجنوب الغربي في الفترة من نوفمير إلى مارسن, ثم بالاتجاء
من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي في الفثرة من أبريل إلى أكتوير قد
أثرفي تحديد مواعيد الإبحار في كل ميناء فضلا عن المساهمة في تشكيل
حركة الإيحار:
والصناعية فضلا عن الجواهر, أو بمعنى آخر تنوع النشاط الإنتاجي ببلدان
المحيط واختلافه من منطقة لأخرى, أثركبير في قيام حركة التبادل التجاري
بين دوائره بالإضافة إلى شدة الطلب على منتجاته من دائرة البحر المتوسط.
المحيط مثل هذا النشاط. وكم هناك من محيطات وبحار وتنوع إنتاجي.
ولكن العامل المختلف هنا هو الإنسان الذي سمى بكل ثقله وحواسه للإبحار
مقدمة
ي مياه المحيط. فطور من وسائل الملاحة, فها هو الشراع المثلث والدفة
المحورية والبوصلة بالإضافة إلى التنظيمات التي ابتدعها ليسهل بها عمله
والأفارقة. كل يشارك على قدر إمكاناته. واحتياجاته, لا يمترض شعب
طريق الآخرء وان كان الدور المبرز من تصيب العرب بفد الإسلام خاصة.
من هنا يلاحظ أن الذي قام بأغلب النشاط التجاري في تلك الفترةهم
الصين بإرسال بعض الرحلات التجارية بقيادة شنج هو وإذا كنا ستعرض
في البحث للسلع التجارية إلا أننا لن نستظيع أن نذكر أرقاما دقيقة لعدم
أمام التعرف على مناطق الإنتاج ومناطق الاستهلاك. وإعطاء دلالات تبين
مدى حجم النشاط التجاري من خلال التأثيرات التي تركها التجار-
لقد بلغت أهمية التجارة في تلك الفترة مبلفا عظيما لدرجة أن حيكت
الأساطير في أوروبا مصدر هذه السلع. فمن قائل إنها تأتي من الجنة.
وقول آخر يذكر أن منابتها في بلاد تحرسها الأفاعي. وصار الشفف بمعرفة
والسيطرة على مناطق إنتاج تلك السلع»
وهناك أمر ينبفي توضيحه وهو اختلاف أهل الخليج حول تسميتة؛
الشاطئ الشرقي الخليج الفارسي»
وبخصوص هذا الموقف هناك حقيقتان:
الأؤلى: أن جل المصادر الإسلامية أطلقت على هذا الخليج اسم بحر
فارس أو خليج فارس. (وقليل منها أطلق عليه بحر عمان أو غب عمان)
وقد أخذ الكتاب المسلمون التسمية الأولى وهي بحر فارس أو الخليج
الفارسي عن الإخريق الذين لم يكونوا من أبناء المنطقة, وإما أطلقوا اسم
تجارة المحيط الهندي فى عصر السيادة الإسلامية.
الثانية: أننا إذا نظرنا الآن أو قبل ذلك تجاه هذا الخليج وجدنا التأثير
العربي واضحا على شاطئيه. فبصرف النظر عن الشّاطئٌ الغربي للخليج
الفارسي ذوو أصول عربية. أي أن الخليج بشاطئيه يكتسب الصيغة العربية
وحلا لهذا الخلاف في التسمية بين أشقاء الدين أرى أن يكتسب الخليج
أما بخصوص تحديد تلك الفترة (1258- 1498 م)؛ (904-456 ه) فعلى
الرغم من أنه يبدو تحديدا صارما إلا أن حركة التبادل التجاري في المحيط
نشاطا باستيلاء المفول على بغداد عام 1258 م؛ وتحول التجارة البرية من
الهند والصين عبر آسيا إلى المحيط مارة بمصر»
هذا عن بداية , أما تاريخ النهاية (1498 م)؛ (904 ه) فكان هو
التاريخ الذي توج جهود المستعمر الأوروبي باكتشافه طريق رأس الرجاء
مما أدى بعد ذلك إلى سيطرته على النشاط التجاري بالمحيط وإنشاء
عن مواكبة التقدم الحضاري:
ولم يكن بإمكاني متابعة حركة التبادل التجاري وفق تسلسل زمني.
حيث لم تحظ التجارة بفصل مستقل في المؤلفات القديمة. أو تبيان حجم
الصادر والوارد في فترات معينة. حيث كان الكلام يأتي عنها عرضا ضمن
الموضوع بتظرة شاملة مراعيا وحدة الموضوع دون التقيد بالتسلسل الزمنيء
ودون التركيز على شاطئٌ معين. بل ناظرا إلى حركة السفن في مياه المحيط
وعلى موائئه.
كذلك كان لا بد من اشتمال البحث على بلاد الشرق الأقصى أو بحر
الصين لكي يكون البحث مكتملا. حيث إن العملية التجارية لم تنقسم أو
تتجزآ ؛ بل إن هذا المسطح الهائل من المياه تشابه في مؤثرا ته وظروفه. كما
أن ملحمة التجارة بل القصص البحري شملته كوحدة واحدة.
مقدمة
ومن ثم فقدت قسمت البحث إلى فصول ستة محاولا تحليل المعلومات
وصولا إلى محاولة استرداد صورة الحركة التجارية في المحيط الهندي من
ذمة الزمان. 0
وقد راعيت أن يكون كل فصل حلقة تكمل ما قبلها وتمهد لما بعدهاء
البحث سلسلة متصلة متواصلة. ولست أظنني بحاجة إلى
تكرار ما ورد بالفهرس من محتويات كل فصل من الفصول الستة. وقد
أنهيت الدراسة بخاتمة ضمنتها كل ما توصلت إليه. أو تكشف لي من خلال
الدزاسة. والحقت بالبحث بعض الوثائق والنصوص الأدبية والتاريخية
بالإضافة للمصطلحات الملاحية؛ وتحقيق لأسماء بعض الأماكن وأعتقد أن
هذه الملاحق ملاحق مهمة قراءة البحث. فضلا عن الصور
وقد وفقني الله في الحصول على مصادر من شتى بلدان المحيط مما
سهل من معرفة مختلف المرويات عن حركة التجارة في المحيط. فكان
هناك المصادر العربية والفار. والهتدية بل بعض الوثائق
بالعبرية, إلى جانب المراجع الأوروبية والعربية. كل هذا ساعد على إتمام
البحث بالصورة التي هو عليها »
دراسة لأهم
مصادر البحث
المأثورات الشصبية
كتب العجائب (بزرك) : كتب الما
(ابن بطوطة-ماركو بولو)؛ المعارف البهرية
والملاحية (ابن ماجد- المشرى).
ردت في دراسة المصادر هذه أن أعبر مضيقا
درج على عبوره الكثيرون وهو الحديث عن مدى ما
قدمته المصادر من فائدة للبحث. وأعتقد أن هذا
غلبية المصادر لم تكن تتحدث عن تخصص بعيتة
أو أخبار بعينها بترتيب ممين. بل كانت عبارة عن
أخبار وحكايات.
تقديم عرض لهذه
المصادر من حيث المحتوى والأسلوب والمنهج ومن
خلال هذا العرض يتبين مدى فائدتها للكتاب.
والفائدة هنا أعم وأشمل. ولعلي أكون قد وفقت
من المسلم به أن التاريخ لم يعد علما قائما بداته
بممزل عن العلوم الأ.
وتقدم الدراسات نجد أن تلك العلوم تقدم يد العون
بل إنه بمرور الوقت
لباحث التاريخ ليحلل ويفسر حركة التاريخ. وريما
تجارة المحيط الهندي فى عصر السيادة الإسلامية.
يسد بعض الثفرات في مسلسل التاريخ. وأصبحت الآن علوم كالجفرافية
والاقتصاد والاجتماع وغيرها علوما لازمة ومساعدة للبحث التاريخي. كما
أن التاريخ أصبح لازما لثلك العلوم. ومعتى ذلك أنه على الرغم من التخصص
العلمي الدقيق الذي واكب القرن العشرين فإن هذا لم يمنع من تداخل
وتلاحم العلوم الإنسانية.
دخلت مجال الدراسات المساعدة للتاريخ مؤخرا الفلكلور.
.م المأثور في صورة فنية يتقبا
الأولى تماما مثل المصادر المكتوبة. حيث يمكن أن تقبل مثلها بعد أن نقوم
بإخضاعها للبحث النقدي التاريخي. (
وباحث التاريخ يدرك أن احتمال التزييف أمر وارد في جميع اتواغ
المصادر التاريخية من مؤلفات ووثائق وآثار.
التاريخ. لأنها تحمل نبض الشعب وآماله بعيدا عن مؤثرات السلطان أو
السلطة بالتعبير الحديث. ولكن مما يقل من جديتها اختلاطها بخيال الراوي
أو الحاكي, واختلاطها بمناصر غيبية أو فوق قدرة البشر. ولكن تلك المادة
مع إخضاعها للبحث والنقد التاريخي ووضمها في سياق بيئتها التاريخية
التاريخي العام
وفي بحث كهذا نجد أن مجموعة القصص البحرية في ألف ليلة وليلة
خصوصا رحلات السندباد؛ وهي مجموعة من قصص البحار؛ لم يعرف
مؤلفها . وكان مسرح حوادثها هو المحيط الهندي. واختلط فيها خيال كاتبها
أو كتابها بحقائق تاريخية ومعارف بحرية ومعلومات جفرافية كانت شائعة
في العصور الإسلامية.
ويؤكد على ذلك حسين فوزي في حديث الستدباد القديم بأن مصادر
دراسه لأهم مصادر البحث
كتب الجغرافية وكتب العجائب ومصادر قصة الستدباد واحدة هي مجموعة
المعارف المتداولة عن البحر الشرقي الكبير فيما بين القرن التاسع والقرن
الرابع عشر الميلادي.
وقد أمدتنا هذه المجموعة من القصص البحري بمعارف شتى عن حياة
المحيط وجزره وبعض المنتجات الزراعية والمعدنية وطريقة استخراجها.
أن يكون صاحب المركب ريانا أو تاجراء بل إنه يمكن لأي فرد شراء مركب.
هذا أمدتنا ببعض المعلومات الملاحية. وأكثر فائدة من هذه المعلومات الصورة
الحية التي أعطتها لنا تلك الرحلات لحياة المحيط الهتدي الذي هو مسرح
ويعقب حسين فوزي على قصص الستتباد قائلا : «وأيا كان مؤلف
السندباد فقد استظاع أن ينشئئ قصته الخلابة من أشتات المعارف
قدره كفنان بارع . فالقصة تخرج على لسان بطلها مفعمة بالحياة. تتدافع
الستدباد وعرف مره أكثر من حلوه ». 4
تدور حوادثها خارج حدود الزمان والمكان. إذ استبان من أبحاث ريتوكودي
فيه قصص التاجر سليمان؛ وفي مواضعها نفسها أيضاء أي سيراف والبصرة
وبغداد . أما مسرح حوادثها فهو الهند وأرخبيل الملايو. وقد أمكن تحديد
أماكن بعض حوادثها بالكثير من الدقة؛.
وفي الواقع أن السندباد أوكاتب القصص استفاد من المعارف الجغرافية
في كتب المسالك والمؤرخين. حيث يبدو من أسفار الستدباد أنه اطلع عليها
ووعاها جيداء حيث أجسع اختيار مكاقن الحدك حسب ابمدابة اللاميااد
المجائب ومزج بين هذين النوعين من الكتابة ؛ الواقع والخيال مزجا رائما
تجارة المحيط الهندي فى عصر السيادة الإسلامية.
الحقيقة أعطت لنا مجموعة القصص البحري ف
وفي
عن المعارف التي ساقتها صورة حية رائعة
المحتمل أن نفقد الإحساس بها من خلال كتب المؤرخين والجفرافيين. أو
بمعتى آخر قام القصص البحري بدور الكاميرا في العصر الحديث
البحر ومخاطر
فسطر واحد في أغنية يمكن أن يفني عن صفحات. ففي إحدى أغنيات
شرق آفريقيا تذكر الأغنية.
الجتوبية الغربية السضن. أو يعترض التجار المرب آي من عوامل سو
وندرك من هذه الأغنية أن المونسون وهي الرياح الموسمية الجنوبية
الغربية كانت تعوق حركة التجارة. كما أن القائمين على أمر التجارة بالساحل
الشرقي لأفريقيا كانوا من العرب.
ويصور المقطمان الآثيان من أغاتي البحر حالة التجارة والإبحار في
لنا صورة حية واقعية عن
لا يستظيع الذاهب إلى شرق آفريقيا أن يعود في موعد محدد؛ ويعود
التاجر من الهند بخبرة عظيمة. (
وهكذا تؤدي الأغاني الشعبية وكذلك باقي المادة التراثية دورا مهما في
انتقاء المغارف التاريخية. وقد اقادتا المأثوز الشعبي عند الحديث من
القوى البحرية الأفريقية وإحساس أهل أفريقيا تجاه الإبحار في المحيطء
وفتن منصبادز البحث أ ف
نوع من الكتب عرف بكتب العجائب, حيث
شاع في تاريخ الكتابة العربية نوع من المؤلفات يمرف بالعجائب أو الغرائب
وقد تعدد كتاب هذا النوع من الكتابة. فهناك على سبيل المثال نجد الدمشقي
في نخبة الدهرفي عجائب البر والبحر؛ وابن الوردي في جريدة العجايبه
والقزويني في عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.. إلخ.
وهذا النوع من الكتب عبارة عن كتب وصفية للبلدان التي تتناولها. ولكن
تختلف عن باقي الكتب التي لا تحمل هذا الاسم في أنها
أولا: حفات بكثير من الغرائب والعجائب التي يحار العقل في تفسيرهاء
دراسه لأهم مصادر البحث
وتبدو لمن ينظر إليها أنها معجزة. على أن بعضا منها (وبعد تقدم العلوم
خاصة) أصبح تفسيره معروفا على أنه مجرد ظواهر طبيعية. ولكن لعجز
العقل الإنساني حينذاك عن إيجاد تفسير أو تبريز لما يحدث فقد أرجمها
إلى خارج المألوف وسماها غرائب أو عجائب.
ثانيا: إن هذه الكتب كثبت فيما يبدو لعامة القراء أو للتسلية في المجالس
ظاهرة حية أو +
بما يتوقع أن يثيره فيهم من عجب, مما يباعد بينه وبين توخي الواقع أو
توقي المفالاة» أي أن هنالك تدرجا وتفاوتا كبيرا بين كتب المجائب يجمل
والنظرة الأقرب إلى الموضوعية؛ ومن البعض الآخر ما يقربها من أراجيف
أن الأولى خلو من التخريف. 9
وكتاب «عجائب الهند بره وبحره وجزايره» ليزرك بن شهريار الناخداه
الرام هرمزي أفضل كتب العجائب التي تحدثت عن المحيط الهندي. حيث
أكثر من مكان فلم تربطها وحدة المكان التي ربطت كتاب بزرك»
وهناك خلاف حول تاريخ تأليف الكتاب حيث يرى البعض أنه كتب في
بين سنة 288 ه / 900 م وسنة 339ه / 950 م. كما أن هناك
اخلافا في قراءة تاريخ المخطوط ذات
والبعض الآخر سنة 0704 / 1304 م وأخيرا قرأه هوتسا 904ه / 1498 م.!
على كل فهذا الخلاف لا يقلل من قدر الكتاب وهو كتاب صفير من
القطع المتوسظ؛ ويقع في مائة وأربع وأريعين صفحة؛ وطبع على النسخة
ولغة الكتاب أقرب إلى اللهجة العامية منها إلى الفصحى فهي ركيكة
فقراء بعضهم سنة 404ه / 1013م