آل جَيِيما ول تَرَورا »© وأمرهم باتباع نهجه وعدم الخروج عنه قال تعالى:
لذا فالواجب على المسلم التمسك بهذا الدين والرجوع إليه في كل أمر
وبالأخص أمور العقيدة التي لا مجال فيها للرأي أو الاجتهاد.
تعتمد على العقل ثم النقل كالأشاعرة.
أهمية الموضوع:
المعتقدات المنحرفة الدخيلة عليها ولكن على قواعد كلامية عقلية الأمر
الذي كان له أثر في القرب أو البعد عن المنهج الإسلامي الذي يعتمد على
النقل الذي لا يعارض العقل .
7 إن هذه الفرقة أوجدت أقوالاً في الاعتقاد نتيجة لاعتمادها على المنهج
العقلي الكلامي لم يسبقها في هذه الأقوال أحدء فكان جدير أن تنسب
إليهم هذه الأقوال مثل القول بالكلام النفسي؛ فكان هذا البحث محاولة
لمعرفة مسائل الاعتقاد عندهم والأمور التي أحدثوها .
(7) سورة النساء؛ الآية 64,
٠ نتج عن ظهور هذه المدرسة أن تأثر بها من أتى بعدها كالأشعرية فكان لا بد
من معرفة آثارها الاعتقادية في المذهب الأشعري.
؛؟ معرفة موقف السلف من الأمور التي خالف فيها الكلابية .
منهج البحث:
هو اتباع المنهج الاستقرائي التحليلي وجمع المادة العلمية من الكتب
الخاصة بذلك» مع الالتزام بالموضوعية.
وقد اشتملت خطة البحث بعد المقدمة على تمهيد. وقد كان بعنوان:
المدخل إلى علم الكلام واشتمل على تعريفه وبيان أسماء هذا العلم وأهم
موضوعاته وكذلك ظهور الفرق ونشأة وتطور علم الكلام منذ عصر الرسول َيه
وعصر الخلفاء الراشدين ثم في العصر الأموي والعصر العباسي. موضحة
عوامل نشأة علم الكلام مع سرد أقوال من استحسن الخوض في علم الكلام
وأما الفصل الأول : فهو عبارة عن عرض تاريخي وترجمة للأعلام مبتدأة
بأهم أعلام الكلابية. حيث كان:
المبحث الأول: لعبد الله بن كلاب.
- المبحث الثاني : للحارث المحاسبي.
- المبحث الثالث: لأبي العباس القلانسي.
المبحث الرابع : لأبي علي الثقفي +
المبحث الخامس: لأبي بكر الصبغي.
والهدف من هذه التراجم هو معرفة الشخصية عن قرب ومعرفة الحالة
التاريخية التي كانت تعيشها لمعرفة الدافع لظهور هذه الشخصيات وتميزها عن
غيرها وقد صادفت في هذه المباحث صعوبة قلة المراجع عنهم فهي عبارة عن
شذرات تقريباً مكررة . البعض خاصة القلانسي الذي لم أجد ترجمة له تفي
بمعرفة القليل عن شخصيته وإن كانت آراؤه منتشرة في كتاب أصول الدين
للبغدادي» أو متفرقة في فتاوى ابن تيمية وغيره.
الفصل أهم الفصول وأضخمها وذلك لأن معظم أقوال الكلابية تدور حول
الصفات بين نفي وإثبات ورد على المخالفين» فجاء هذا الفصل مفصلاً لقولهم
مع ملاحظة صعوبة الرجوع إلى مصادر الكلابية الأساسية حيث لم يكن لها كتب
مستقلة في الوقت الحاضر فكان اعتمادي بعد الله على كتاب الحارث المحاسبي
إما في كتب الأشاعرة ككتاب الأشعري مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين
وأصول الدين للبغدادي ونهاية الأقدام في علم الكلام للشهرستاني وغيرهاء
وإما في كتب ابن تيمية الذي نقل أقوالهم مفصلة .
وقد اشتمل هذا الفصل على أربعة مباحث هي :
المبحث الأول: في بيان معنى الصفة لغة واصطلاحاً مع بيان الأسماء الحسنى
والصفات العلا والفرق بينهما موضحة كذلك العلاقة بين الصفات والذات.
الفعلية الاختيارية؛ وفي الصفات الخبرية عند الكلابية .
المبحث الثالث: أثر الآراء الكلابية في الصفات عند الأشاعرة.
المبحث الرابع: وهو موقف السلف من آراء الكلابية في مسألة الصفات
وبلاحظ في هذا المبحث كثرة الرجوع إلى أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية مع
إيراد أقوال العلماء السابقين واللاحقين ولكن سبب كثرة رجوعي إليه أنه
استفاض في عرض أقوالهم وكذلك في الرد عليهم أكثر ممن قبله» كذلك
اعتمد عليه في الرد معظم من أتى بعده.
الفصل الثالث: وهو بعنوان أهم آراء الكلابية في القضاء والقدر وهذا
حول الصفات وأحكامها كما ذكرت؛ وقد اشتمل هذا الفصل على خمسة
المبحث الأول: وهو عن نشأة القول في القدر في الإسلام مع بيان مراتب
القدر عند أهل السئة.
- المبحث الثاني : قول الكلابية في القضاء والقدر.
المبحث الثالث: وهو حول مسائل تتعلق بالقدر بشكل عام وتوضيح هذه
المسائل علماً أنه ليس شرطا أن يكون للكلابية قولٌ في كل مسألة إنما هو
لتوضيح هذه المسائل وأقوال الفرق فيها فجاء بشكل عرض تاريخي لهذه
المسائل مع بيان موقف السلف منها في المبحث الخامس.
- المبحث الرابع : كان حول أثر الآراء الكلابية عند الأشاعرة.
المبحث الخامس: هو بيان موقف السلف من الآراء الكلابية في مسائل
القضاء والقدر.
أما الفصل الرابع : فهو بعنوان آراء الكلابية في مسائل الإيمان وفيه أربعة
- المبحث الأول: كان عن بداية ظهور الخلاف في مسمى الإيمان وأسبابه.
المبحث الثاني : ويشتمل على خمسة مسائل هي:
- تعريف الإيمان وحقيقته.
دخول الأعمال في مسمى الإيمان.
- الاستثناء في الإيمان.
-حكم إيمان المقلد.
-حكم مرتكب الكبيرة.
- المبحث الثالث :, أثر هذه الآراء عند الأشاعرة.
المبحث الرابع: قف السلف من آراء الكلابية في مسائل الإيمان.
ثم المراجع والفهارس ٠
ولا يسعني في ختام هذا البحث إلا أن أشكر الله عزٌ وجل على ما يشر لي
كما أتقدم بالشكر الجزيل لجامعة الملك سعود التي أتاحت لي هذه
الفرصة وأخص قسم الثقافة الإسلامية ممثلاً بأعضائه الكرام .
ثم أتقدم بالشكر لحضرة أ.د. شوقي إبراهيم علي عبد الله المشرف على
هذه الرسالة والذي لم يدخر جهداً في المساعدة والعون والتشجيع .
كما أتقدم بالشكر الذي ليس له حدود لأعز إنسان في الوجود والتي لم
كما أشكر كل من ساعدني بالدعم الفكري أو الإرشادي أو الدعاء من
كما أشكر أعضاء لجئة المناقشة والذين تفضلوا مشكورين بالموافقة على
مناقشة هذا البحث وبيان الملاحظات الواردة فيه.
فشكز الله للجميع سعيهم وأجزل لهم الأجر والمثوبة؛ والحمد لله رب
التمهيد
المدخل إلى علم الكلام
عند دراسة
ماهية هذا العلم؛ ومعرفة أسمائه وموضوعاته؛ ثم دراسة هذه
تعريف علم الكلام:
لعلم الكلام تعاريف متعددة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
١-تعريف الغارابي!: «أنه ملكة يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال
7 تعريف الغزالي!: «علم الكلام مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها
)١( الفارابي هو محمد ب طرخان ولد سنة 1077 هاء وتوفي سنة 774 هء من
الفلاسفة صاحب نظرية النبوة المبتدعة» وكتاب المدينة الفاضلة» في ترجمته. انظر
وفيات الأعيان لابن خلكان؛ ج ١7 ص 2٠٠٠
() إحصاء العلوم للفارابي» ص 34 - 70» تحقيق د. عثمان أمينء ط © 1878 م
مكتبة الأنجلو.
(©) الغزالي هو أبو حامد محمد بن محمد الطوسي الشافعي الغزالي ولد بمدينة طوس
سنة 408 هء تولى التدريس في نظامية بغداد؛ نال شهرة عالية توفي سئة 905 ه. <
عن تشويش أهل البدعة» فقد ألقى الله تعالى إلى عباده على لسان رسوله
عقيدة هي الحق على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم كما نطق بمعرفته القرآن
والأخبار» ثم ألقى الشيطان في وساوس المبتدعة أموراً مخالفة؛ فلهجوا
وحرك دواعيهم لنصرة السنة؛ بكلام مرتب يكشف تلبيسات أهل البدعة
المحدثة؛ على خلاف السنة المأثورة» فمنه نشأ علم الكلام وأهله»!.
7 تعريف البيضاوي”"": «علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية؛ بإيراد
الحجج عليهاودفع الشبه عنهاء".
؛ تعريف الإيجي!: «علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج
ودفع الشبه؛ والمراد بالعقائد ما يقصد فيه نفس الاعتقاد دون العمل+
والدينية المنسوبة إلى دين محمد عليه السلام»!* .
- انظر في ترجمته وفيات الأعيان لابن خلكان ج 4؛ ص 716. وسير أعلام النبلاء
نانبل بدون رقم طبعة أو تاريخ» المكتبة الثقافية ١٠4 المنقذ من الضلال: الغزالي » ص )١(
( البيضاوي هو عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي الشيرازي عاش أغلب عمره بين
از وتبريز ولي قضاء شيراز توفي سنة 180 ه» على الراجح. انظر في ترجمته
(©) الطوالع للبيضاوي» ص 4 نقلاً عن كتاب دراسات في العقيدة الإسلامية للدكتور
(؟) الإيجي هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار الإيجي الشيرازي الشافعي الملقب
بعضد الدين توفي سنة 197 ه» من أبرز تلاميذه سعد الدين التفتازاني . انظر طبقات
(5) المواقف في علم الكلام لعضد الدين الإيجي» ص لا بدون رقم طبعة أو تاريخ
© - تعريف التفتازاني”'": «إنه العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المككسب من
+ تعريف ابن خلدون”": «علم يتضمن الحجج عن العقائد الإيمانية بالأدلة
العقلية؛ والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقاد عن مذهب السلف؛
وأهل السنة9).
١ تعريف طاش كبرى زادة: اهو علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية؛
بإيراد الحجج عليها؛ ودفع الشبه عنهاء موضوعاته ذات الله سبحانه وتعالى
وصفاته عند المتقدمين. . . . وعند المتأخرين موضوع علم الكلام
المعلوم من حيث ما يتعلق به من إثبات العقائد الدينية المنسوبة إلى
دين محمد صلوات الله عليه وسلامه» وذلك بأن يسلَّم المدعى منه ثم
يقام عليه البرهان العقلي وهذا التسليم هو معنى التدين اللاثق بحال
)١( التفتازانفي هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني الملقب بسعد الدين ولد سئة
١ : ه عالم في النحو والمنطق والفقه وغير ذلك توفي سنة 74١ ه. انظر الأعلام
() شرح المقاصد للتفتازاني؛ ج١٠ ص 118 تحقيق د. عبد الرحمن عميره» ط +١
4 م عالم الكتب بيروت.
(©) ابن خلدون هو عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الأشبيلي المعروف بابن خلدون
عالم مؤرخ توفي سنة 808 ه. انظر الأعلام للزركلي»؛ جائ ص 21١6
(4) المقدمة لابن خلدون»؛ ص 1498» يدون رقم الطبعة أو التاريخ» دار الكتاب اللبناني
ومكتبة المدرسة» لبنان.
(ه) مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم» طاش كبرى زادة؛ ص
٠ تحقيق كامل بكري» وعبد الوهاب أبو النورء بدون رقم الطبعة أو التاريخ»
دار الكتب الحديثة.
8 تعريف التهانوي: «علم الكلام علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية؛
على الغير بإيراد الحجج» ودفع الشبه؛ وفي اختيار إثبات العقائد على
تحصيلها إشعار بأن ثمرة الكلام إثباتها على الغير؛ وبأن العقائد يجب أن
مصدر العقائد الأول هو الوحي.
- تعريف محمد عبده: «علم يبحث فيه عن وجود الله وما يجب أن يثبت له من
من التعاريف السابقة نلاحظ بعض الأمور:
-١ أن علم الكلام ظهر مدافعاً ومحافظاً على عقيدة أهل السنة في مواجهة أهل
البدعة وهذا يظهر في تعريف الغزالي .
7 - أن هذا العلم يدور بحثه في المحيط الاعتقادي دون العملي .
7 أن لهذا العلم و
أ إثبات العقائد الدينية بالأدلة العقلية
برد الشبه الواردة على هذه العقائد بالأدلة العقلية .
؟ أن هذا العلم يعتمد على الأدلة العقلية؛. وهذا يظهر من تعريف ابن
)١( كشاف اصطلاحات الفنون» محمد علي الفاروقي التهانوي؛ ج +١ ص ١٠١ مادة
علم الكلام؛ تحقيق د. لطفي عبد البديع ود. عبد المنعم حسنين» تاريخ الطبع
)١( رسالة التوحيد الشيخ محمد عبده؛ نقلاً عن كتاب دراسات في العقيدة الإسلامية؛
أ. د. شوقي إبراهيم علي عبد الله؛ ص 18 ط 1888 م؛ دار الهدى .