دعوى وأطرحها للمناقشة وأقبل بكل سرور من يدلي بوجهة
فمن واقع إسلامي وتخصصيٍ رأيت أن أقول كلمة عسى
الله أن ينفع بهاء - ويعلم الله أني لولم أشعر أن قولها
واجب ضروري لما سطرتها - ولكن الموضوع أكبر من أن
يسكت عليه أو يجامل فيه.
ولي على كلام الشيخين ملاحظات:-
)١( أما الصابوني فلا يؤسفني أن أقول إن ما كتبه
لكل باحث في العقيدة كما أن أسلوبه بعيد كثيرا عن المنهج
العلمي الموثق وعن الأسلوب المتعقل الرصين.
وقد استبشرت بالبيان الأخير خياً وحسبته بيان
رجوع وبراءة فإذا هو بيان إصرار وتوكيد.
اكتساح الأمة. ونظرا لتعرضه لقضايا بالغة الخطورة تحتاج
إلى بحث مستفيض لا تسعه المقالات الصحفية فسوف
أرجىء الكلام عنه إلى حين يتيسر لي بإذن الله إخراج الرد
وليكن معلوما أن هذا الرد الموعود ليس مقصودا به
الصابوني ولا غيره من الأشخاص فلمسألة أكبر من ذلك
وأخطرء إنها مسألة مذهب بدعي له وجوده الواقعي
الضخم في الفكر الإسلامي حيث تمتلىء به كثير من كتب
التفسير وشروح الحديث وكتب اللغة والبلاغة والأصول
فضلاً عن كتب العقائد والفكر, كما أن له جامعاته الكبرى
ومعاهده المنتشرة في أكثر بلاد الإسلام من الفلبين إلى
وقد ظهرت في الأونة الأخيرة محاولات ضخمة
متواصلة لترميمه وتحديثه تشرف عليها هيئات رسمية كبرى
ولهذا وجب على كل قادر أن يبين لأمته الحق وينصح
لاثم
أما فضيلة الشيخ الفوزان فقد أحسن إلى (المجتمع)
حقائق أصولية مركزة في أسلوب علمي رصين.
الأشعري نفسه. لأن الموضوع أكبر من أن تحيط به مقالة
إلى شيخ الإسلام - مكرراً إياه - من قوله «الأشعرية أنصار
أصول الدين والعلماء أنصار فروع الدين».
ولعل الشيخ وثق في نقل الصابوني مع أن الصابوي
على ما أرجح - أول من يعلم بطلان نسبة هذا الكلام
لشيخ الإسلام ابن تيمية. ولغة العبارة نفسها ليست من
أسلوب شيخ الإسلام؛ والغريب حقاً أنه أعاد هذا العزو
في بيانه الأخير بالعدد 647 مؤكدا إصراره على التمويه
والتدليس .
؛ ص ١١ من مجموع الفتاوي ليجد بنفسه قبل تلك
العبارة نفسها كلمة «قال» فالكلام محكي منقول وقائله هو
المذكور في أول الكلام - آخر سطر من ص ١١ - حيث
يقول شيخ الإسلام:
«وكذلك رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد هو والد
إمام الحرمين أبو المعالي الجويني (وهو أشعري) رجع آخر
«قال: وأما لعن العلماء الأئمة الأشعرية فمن لعنيم
عزر وعادت اللعنة عليه . . والعلماء أنصار فروع الدين
والأشعرية أنصار أصول الدين.
وفي آخر هذه الفتوى نفسها يقول شيخ الإسلام
(ص 154-198 وانظر أيضا 166).
الكلام أبي محمد وأمثاله كيف تدعون طريقة السلف وغاية
ما عند السلف أن يكونوا متابعين لرسول الله كلة؟».
إلى أن يقول «وأبو محمد وأمثاله قد سلكوا مسلك الملاحدة
الذين يقولون إن الرسول لم يبين الحق في باب التوحيد»».
(أ) أن العبارة المذكورة ليست من قول شيخ
الإسلام بل قائلها أشعري يمدح مذهبه».
(ب) أن شيخ الإسلام نسب هذا القائل ومذهيه
إلى الجهمية الكلابية وأتباع طريقة الملاحدة وانكر عليهم
ادعاء طريقة السلف وهذا ينفي ما حاول الصابوني تدليسه
وبالمناسبة أذكر بعض ما يحضرني من الكتب التي
ألفها شيخ الإسلام في الرد على الأشاعرة نا غير التي رد
1١58 انظر أيضا ص 156 من الجزء نفسه وهذا الكلام المنقول من ص )١(
لابد أن الصابوني قرأه لأنه استشهد بكلام بعده في ص 187 من الفتوى.
() قائلها هو أبو محمد الجويني والد أبي المعالي (توفي 448) وقد رجع آخر
عمره إلى عقيدة السلف وشهد له بذلك شيخ الإسلام في مواضع» وكتب
هي صدور مراسيم سلطانية ا أصحاب البدع - ومنهم الاشاعرة -
على المنابر» انظر المتظم لابن الجوزي حوادث سنة 137 وما بعدها
-١ درء تعارض العقل والنقل وهو كله رد عليهم
بالأصالة كما نص في مقدمته. حيث استفتحه بذكر قانونهم
الكلي الآتي في ص ١١
"- بيان تلبيس الجهمية المسمى نقض التأسيس»؛ رد
فيه على إمامهم الثاني «الفخر الرازي» صاحب تأسيس
التقديس أو أساس التقديس.
*- التسعينية وهي التي كتبها في الأشهر الأخيرة من
حياته رحمه الله - جوابا عن محاكمة الأشاعرة له(
4- شرح العقيدة الأصفهانية وهي شرح
الشمس الأصفهاني التي جرى فيها علي أصول الأشاعرة.
+ الرسالة المدنية: وهي في الجزء (3) من مجموع .
الفتاوى .
لا النبوات: وهو نقض لكلام الباقلاني خاصة
)١( وهي أول رسالة في المجلد الخامس من الفتاوي الكبرى (الطبعة الطويلة)
وهي تشمل الجزء الخامس كله من الطبعة التي قدم لها خلوف؛ وسمعت
أنها تحقق بجامعة الإمام وهي جديرة بالعناية
ه الإييان: وهو نقد للأشاعرة في الإييان وذكر بقية
المرجئة تبعا.
4- القاعدة المراكشية: وهي كالبيان لمذهب الإمام
مالك وأئمة المالكية في العقيدة ضد المتأخرين من مالكية
المغاربة الماثلين إلى مذهب الأشعري» وهي في الجزء الخامس
من مجموع الفتاوي وطبعت محققه.
٠ المناظرة في العقيدة الواسطية: ألفها في محاكمة
الأشاعرة له بسبب الواسطية وهي في الجزء الثالث من
مجموع الفتاوي. ٍ
١١ الاستقامة: كتبه نقضاً لكتاب القشيري الصوفي
الأشعري وبين فيه أن عقيدة أئمة السلوك المعتبرين هي
مذهب السلف وأن بداية الانحراف في العقيدة عند
لتتسبين للتصوف في الجملة إنيا جاءت متأخرة في أوائل
القرن الخامس حين انتشر مذهب الأشعري.
ولتلميذه ابن القيم رحمه الله - في الرد على الأشاعرة كتب
)١( مختصر الصواعق المرسلة فيه أصوطم ومنها
موقفهم من النصوص.
(3) شفاء العليل: معظمه عنهم .
(©) العقيدة النونية: معظمها علهم .
(4) اجتباع الجيوش الإسلامية: كله رد على
الإسلام مدح مطلق للأشاعرة أبداً ٠ وإنما غاية مدحه لهم
(كما في ج ١١ من الفتاوى» أن يصفهم بأنهم أقرب من
غيرهم وان مذهبهم مركب من الوحي والفلسفة أو يماح
المشتغلين منهم بالحديث لا لكونهم أشاعرة ولكن لاشتغاهم
بالسنة مع سؤال المغفرة لحم فيا وافقوا فيه متكلمي
مذهبهم. لكن هذا اقل بكثير من المواضع التي صرح فيها
بتبديعهم وتضليلهم وفساد منهجهم فهي أكثر من أن
الأشعري من أهل السنة فقال:
«أما من قال بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري
في آخر عمره ول يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من
أهل السئة» لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة لاسيا
بذلك أبواب شر«»... أي أن من كان على عقيدة
السلف منهم لا ينبغي له الانتساب للأشعري لأنه بدعة
(ا) مجميع الفتادى: 4/6م.
ثانيا: أحسن الشيخ في مطالبة الصابوني بأي دليل
صحيح على مسألة تكفير الأشاعرة. ويضاف إلى كلام
إن الحاصل فعلا هر العكس فالأشاعرة هم الذين
كفّروا وما يزالون يُكرون أتباع السلف بل كفروا كل من
قال أن الله تعالى موصوف بالعلو كما - سيأتي هنا - وحسبك
تكفيرهم واضطهادهم لشيخ الإسلام وهو مالم يفعله أهل
السنة بعالم أشعري قط. وقد سطر - رحمه الله - بعض
أجورهم عليه في أول التسعينية وصرح به كل من كتب
ولولا الإطالة لأوردت بعض ما تصرح به كتب عقيدتهم
من اتهامه بالزندقة والكفر والضلال. ومن الأمثلة المعاصرة
كتب الكوثري ومقالاته وكتاب «براءة الأشعريين» نقل لنا
عن بعض أهل العلم أن صاحبه هو عبدالفتاح أبو غدة
وكتاب «ابن تيمية ليس سلفيا» وبعض ما ورد في كتاب
«أركان الإييان»0».
() وانظر عن القدامى : الرد الوافر على من زعم أن ابن نيمية شيخ الإسلام
كافر» وكتاب الحصني: دفع شبهة من شبه ومرد. وللعلم فبعض هذه
الكتب المعاصرة باسم مستعار, ومن اعترف بموقفهم من شيخ الإسلام
الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ابن نيمية ص 88 ومن ذلك قول صاحب م