©“ في كتاب (مناهل العرفان) في علوم القرآن
الجانبية؛ وإبراز الأغراض المقصودة من كل وحدة علئ حدتها
الجوانب النظرية وغيرها من سبل التأليف التي تبسّط المطالعة
والتحصيل علئ طالب العلم إذ لا تبلغ همته الخوض في بحار
أمهات الكتب والوقوف على ما تعج به من ذخائر الحكمة
وعجائب العلوم» ثم بينما أنا في زيارة لرئيس الجامعة
0178 بالقاهرة» والذي كان يعاني من نفس المعضلة التي
واجهتها في إندونيسياء حيث يتطلب برنامج جامعته المؤسسة
في أمريكا طريقًا ومنهجًا جديدًا في إخراج الكتاب العلمي
جامعات العالم» وخاصة العالم الغربي الذي يتزايد فيه الإقبال
العلم الشرعي من الجاليات العربية والمسلمة هنالك؛ أو من
أولئك الذين دخلوا الإسلام أفواجًاء ثمّ قرّروا المواصلة في
دراسة العلم الشرعي؛ فانفقنا علئ أن نقوم بتقريب التراث
السلفي علئ منهج وخطوط رئيسية ليس هاهنا مجال سردهاء
)١( هوالدكتور صلاح الصاوي أستاذ الفقه في الأزهر وجامعة أم القرئ سابقاء
ورئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة حاليًاء وتربطه بالمؤلف صداقة قديمة
يسرت تبادل الأفكار واتفاق الرؤئى.
(٠ مناهل العرفان) في علوم القران.
وبدأت في جمع محاضراتي السابقة في علوم القرآن لإنجاز
كتابي (إرواء الظمآن في علوم القرآن) مختارًا واحدًا من أشهر
كتب علوم القرآن» وأكثرها تداولاً بين طلبة العلم والباحثين ألا
وهو كتاب(مناهل العرفان في علوم القرآن) للشيخ محمد
عبدالعظيم الزرقاني رحمه الله تعالئ -؛ ومع عكوفي على
القراءة المتأنية الدقيقة للكتاب وقفت علئ مافيه من الفوائد
الجمة والخير العظيم والجهد المبارك مما هو جدير بالاحتفاء
والثناء والتقدير» غير أي وجدث كذلك من الملاحظات»
سواء علئ طريقة الشيخ في الإسهاب أحيانًا فيما لا فائدة من
التي شابها الغموض والقصور نظرًا لعدم تخصصه العلمي
التجريبي؛ أو من جهة تبنيه لبعض المذاهب في علوم القرآن
والقراءات والرسم العثماني مخالفة لرأي جمهور العلماء مع
السيوطي في علوم القرآن بالدرجة الأولئ» مع إضافات كثيرة
نافعة وقيّمة؛ وللكن الأمر الخطر الذي لفت انتباهي بقوة هو
دخوله منافتنا ومجادلاً عن حقيدة المتأخرين من بعضى العلماء
في تأويل الأسماء والصفات» وتبنيه بصورة جازمة للعقيدة
يا نقض عقائد الأشاعرة في كتاب (مناهل العرفان) في علوم القرآن
الأشعرية والماتريدية والاستشهاد بها كالحقائق المسلمة التي لا
تقبل النقض أو المناقشة في كثير من مواطن الكتاب؛ ثم
التصريح بذلك في الفصول التي سمحت به والمجالدة والدفاع
دفاعه عن مذهبه عقيدة السلف الصالح في الأسماء والصفات
وقف الأوّلون وانّهمهم بالإسفاف وبالتهافت حينًا وبالتناقض
وما لا يعقل حيثّا؛ ونظرًا لأنَّ كتابه بالدرجة الأولئ في علوم
القرآن» أي أنه ليس من كتب العقائد المعتمدة والمعنية بهاء
ذكرناء فضلاً عن ضرورة النهوض للمنافحة عن عقيدة السلف
الصالح وجمهور أهل الحديث والفقه والأصول» ومن قبلهم
عامّة الصحابة عليهم رضوان الله تعالئ» والتزامًا بمنهجي في
تأليف كتابي المذكور من لزوم مراجعة الخطأ وترجيح الراجح
في كل مسألة من مسائل كتاب (مناهل العرفان) بما يناسبهاء
في الأسماء والصفات؛ وما هالني من الهجوم المتتابع عليها في
جوانب الكتاب؛ فقد شرعت على الفور في استحضار أدلة أهل
السنة والجماعة في مسألة الصفات معتمدًا علئ الله تعالئ ثم
علئ الأثبات من علماء الأمة الذين أبلوا في ذلك أحسن البلاء»
أمثال ابن تيمية وابن القيم؛ وشارح الطحاوية؛ ومن لف لفهم
لناكه
من المُحدثين أمثال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالئ - وغيره»
ونصبت المناظرة بالأثر والنظر مفندًا بما يسمح به المقام
ومنّهمًا بعدم الفهم من لزم منهج الصحابة في عدم التعرض
لآيات الصفات بالتأويل أو التمثيل» وقمت بالرد القاطع على ما
يلزم من ذلك واضعًا في اعتباري أنَّ الكتاب هو في علوم
هذه المساجلة والمواجهة بالأدلة المتوافرة نقلاً وعقادّ التقليل
من جهد الشيخ الزرقاني - رحمه الله تعالئ - أو من القيمة
العالية لكتابة القيّم في مجال علوم القرآن فإنَّ هئذا لم يخطر
ببالي» بل أردتُ تكملة هنذا العمل الجليل والوقوف علئ الحق
مع غاية التقدير والثناء لعلمائنا طيب الله تعالئ ثراهم؛ ومعلوم
أنه لا يتتقص من قدر عالم أن يقع في الخطأ أو يعتوره الزلل»
وأين المعصوم من الناس إلا الذي عصمه الله تعالئ محمّداً
كَية؟ مع ما هو مقرر عند الكافة من أن تدارك الخطأ الشرعي
والعقائدي واجب على أهل العلم؛ وفرض علئ طلاب الحق لا
بذلك بعض أهل العلم نصحني بالتعجيل بطباعة هنذا الجزء من
وجبر الخطأ القائم توكيدًا للمنفعة وتتمة للفائدة»؛ فاستحسنت
ذلك ومع تشتت الذهن وكثرة المشاغل وقصور الهمة؛
اب (مناهل العرفان) في علوم ال
رسا له
الأسماء والصفات خاصة لما طال حولها من النزاع والجدال
بين أنصار عقيدة السلف من جانب» وبين المتأولة وأصحاب
البدع والأهواء من جانب آخرء ومنه عمدت إلئ إعادة صياغة
الفصل المذكور علئ هيئة مختصرة مبسطة تسمح بقراءته قراءة
وئيدة نافعة وميسرة لمن أراد إلئ نور الحق سبيلاً.
السلف الصالح؛ صدر هنذه الأمة؛ وخير قرونها؛ وعز إسلامها
وأقرب الأرواح من روح نيها َي وأن يجعلنا ممن اختارهم
كتبه: الراجي عفو ربه
أ.د. توفيق علوان
نقض عقائد الأشاعرة في كتاب (مناهل العرفان) في علوم القرآن
مقدمة
في محكم القرآن ومتشابهه
أولاً: تعريف (محكم متشابه):
-١ المعنئ اللغوي للفظ المحكم:
مادة الإحكام (بكسر الهمزة) لها معانٍ متعددة ترجع إلى
شيء واحد هو المنع» أحكم الأمر: أتقنه ومنعه من الفساد
أحكم الفرس: جعل له حَكَمَةَ وهي ما أحاط بحنكي
الفرس من لجامه.
المعنئ اللغوي للفظ المتشابه:
مادة التشابه: المشاكلة والمماثلة المؤدية للالتباس.
أمور مشتبهة ومشئهة: مشكلة الشبهة: الالتباس.
يطلق علئ القرآن لفظ محكم ومتشابه علئ التفصيل التالي:
© يمكن أن يطلق علئ القرآن ا ان محتقي القيكه
خلل فيه.
© يمكن أن يطلق علئ القرآن أنه كله متشابه لقوله
ل نقض عقائد الأشاعرة في كتاب (مناهل العرفان) في علوم القرآن.
يمكن المفاضلة بين كلماته وآياته.
© القرآن يمكن أن يكون بعضه مك وبعضه_مشابه
المحكم عند الشرعيين:
١ الحكم الشرعي الذي لم يتطرّق إليه نسخ.
7 ما ورد من الكتاب والسنة» دالاً علئ معناه دون
آراء العلماء في معنى المحكم والمتشابه:
اختلف العلماء في ذلك علئ أقوال منها:
-١ المحكم هو الواضح الدلالة الذي لا يحتمل السخء
والمتشابه هو الخفي الذي لا يدرك معناه عقا ولا نقلاّ
وهو ما استأثر الله بعلمه «هئذا رأي الحنفية».
7- المحكم هو ما عرف المراد منه إِمَّا بالظهور أو التأويل .
والمتشابه هو ما استأثر الله تعالئ بعلمه (ينسب إلى أهل
- المحكم هو ما لا يحتمل ! لا وجهًا واحدًا من التأويل .
والمتشابه هو ما احتمل أوجهًا (عليه أكثر الأصوليين).
والمتشابه مالم يستقل بنفسه ويحتاج إلئ بيان (يحكئ عن
أحمد بن حنبل).
٠ - المحكم هو السديد النظم والترتيب.
والمتشابه هو الذي لا يحيط العلم بمعناه المطلوب لغة إل
بقرينة (نسب إلى إمام الحرمين).
والمتشابه نقيضه» حكئ السيوطي عن القتيبي: (المراد
بالمحكم ما اتضح معناء والمتشابه بخلافهء لأنَّ اللفظ
والأول: إما أن تكون دلالته على ذلك الغير أرجح أو لا
الأول ظاهر والثاني إِمَّا أن يكون مساويه أو لاء الأوّل هو
المجمل والثاني هو المؤول.
فالمشترك بين النص والظاهر هو المحكم» والمشترك بين
المجمل والمؤول هو المتشابه؛ ويؤيد هنذا التقسيم أنه
تعالئ أوقع المحكم مقابلا للمتشابه؛ فالواجب أن يفسر
المحكم بما يقابله؛ ويعضد ذلك أسلوب الآية وهو
نقض عقائد الأشاعرة في كتاب (مناهل العرفان) في علوم القرآن
أمَّا المتشابه فما كانت دلالته غير راجحة وهو المجمل
المجمل والمؤول والمشكل» لاشتراكهما في أنَّ دلالة كل
الترجيح بين أقوال العلماء في المحكم والمتشابه:
يلاحظ أنَّ الآراء السابقة في جملتها لا تناقض بينهاء
لأنه كما قال : جامع مانع لا يدخل في المحكم ما كان
خفيًاء ولا يدخل في المتشابه ما كان جليًا بناء علئ تقسيمه
الأمر إلى راجح ومرجوح» وقد تعقَّب بقية الآراء بالنقد.
المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله أي ما استأثر الله تعالئ يعلمه»