« سيب كيف «منباج السنة النبوية» لشيخ الإسلام ابن تيمية؛ ومناقضة
التقى السبكى هذا الكتاب» ووقيعته في مؤلفه؛ وهى السبب لنظم
هاتين القصيدتين.
أشكر الله سبحانه وتعال أولًا؛ إذ وفقنى على إتمام هذه المجموعة
تقدماً وتعليقاً. ثم أشكر الإخوة الذين ساعدونى في النسخ والتصحيح»
وخاصة الأخ الفاضل محمد عزير الذى راجع القصيدتين فأجاد وأفاد.
ولا يفوتتى بهذه المناسبة أن أذكر دور فضيلة الأستاذ الشيخ
عبدالحميد بن عبدالجبار الرحمانى (الرئيس العام لمركز «أبوالكلام ازاد» للتوعية
الإسلامية بنيودلمى) في تنشيط «مجمع البحوث العلمية الإسلامية» بموافقته
بعد التعاون والتنسيق فيما بينهاء بإصدار انتاجات الملفين القدامى منهم
والمحدثين» حتى تظهر نشراتها حلقات متكاملة من كتب التراث المهمة؛
والرسائل العلمية؛ والبحوث الحادفة التى تدم الدعوة على منباج ١
صلاح الدين مقبول أحمد
يسم الله الرحمن الرحيم
إن للحتى والعدل» والعزة والشرف؛ بالمجد والكرامة تأرياً؛ ا للجور
تريخ حافل بالأمجاد والبطولات والمآثر والمفاخر.
مثقل بالأحقاد والنكسات» والمساوىء والخازىء.
ولكلى من التأريين عمالقة وأقام.
عمالقة التأريخ الناصع من أصحاب القرون المشهودها بالخير ومن
تبعهم في العقيدة والدين» والعلم والثقافة» والمنهج والسلوك ... معروفون في
كل زمان ومكان.
الصرلع بين الحق والباطل قديم يدم وجود الإنسان على وجه هذه
المعمورة» وزاد هذا الصراع شراسةٌ وشراناً بعد مجىء الإسلام كآخر الرسالات
وكانت الغلبة واتمكين» بفضل الله العلى القدير» في نباية المطاف
حصل من هذه الغلبة اتمكينُ في القلب المؤمن» ولكن بقى كين
فى القلب المنافق لكونه كالكوز محا محل استفهام وتسال. فنشاً من
رواسبه أمثال عبدالله بن سب الودى الماكر» وابن العلقمى وزير المستعصم
آخر خلفاء بنى العباس» والنصير الطوسى الباطنى وزير هلاكو» وتلميذه ابن
المطهر الحلى الرافضى وغيرهم من المنافقين الذين خانوا البلاد والعباد» فباءوا
بغضب من الله إلى أبد الآياد.
منيت الأمة الإسلامية على مدار تأريخها الطويل بمحن وقلاقل»
وحروب ومعارك؛ ونكبات ونكسات لايحصيا إلا عالم الغيب والشهادة -
ولكن وطأة زوال بغداد (سنة 57+ هم كانت أشتوأنكى على الأمةه
هل كان الاحتلال العسكرى لدار الخلافة» واستلاب الدولة العباسيّة
معلوم أن «هلاكو» كان من العبقريات الشرية في العالم؛ إذن نزعته
إنما الغريب فى هذه الكارثة الفظيعة المؤّلة الوجيعة؛ ماحل بالمسلمين
الحرمات واستباحة الأعراض والأموال. وسفك الدماء وقتل الأرياء» ماتقشعر
وزد إلى ذلك أن الخليفة استسلم بنفسه قبل دخول (هلاكو» في
بغداد من غير أى مقاومة سرّية أو مواجهة عسكية.
بة عن هذه التساؤلات سهل ميسور على المممّين بالتخاصر
الشريرة في طيّات التاريخ الإسلامى» التى تعمل في الظلام عملًا ديوباً لنقض
عرى الإسلام وإضعاف أهله وإبادتهم دونماملل وكلل وحياء وخجل.
حدث أن وى محمد بن العلقمى وزارة المستعصم الله (آخر خلفاء
تفاقم شه وتسرب إلى مواقع حساسة في الدولة وما أحكم قبضته عليها لم
يتأخر عن تمهيد السبيل لتدمير الخلافة حسب خطته في مراحل» ومن أهمها:
+ تقليل قوام الجيش: تبم الدول من قديم الزمان بتكوين الجيوش التى تكون
على مستوى رفيع من التنظيم والإدارة والحمة والإزادة» والشجاعة والمغامة لأ
الجيش يعتبر عموداً فقا للدولق وشركتها تظهر أمام العام بخيشها القن
»)0 صدق في ابن العلقمى ما هجابه سهل بن بركة أيا نوج النصرانى الكاتب:
من صدّ عن دين النبئّ محمد أله بأمر المسلمين قيام
إلا تكن أسيافهم مشهوة فيا شلك سولهم أقلام
لاء والله بل جمع ابن العلقمى بين السيف والقلم لإبادة المسلمين فكان أدهى بكثير
وأنكى منالكاتب التصرانى المذكور.
[الأنفال: 60] شعوراً بواجبه التفت ابن العلقمى إلى تقليل الجيش وإهائته
وإذلاله لكسر شوكة الخلافة.؛ قال ابن كثير زحمه الله :
«وكان الوزير ابن العلقمى قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش
وإسقاط اسمهم من الديوان» فكانت العساكر في آخر أيام المستتصر
+ معاداة أهل السمّة: زادت تحركات العناصر الشريرة في الدولة تحت وصاية
الوزير ابن العلقمي ضد علماء السنة وأكابر البلد. وإذا انضمّت إلى ذلك
غضب الجماهير على الرافضة» وحصل ذلك بالفعل. قال ابن كثير:
«وفيها [أي سنة 155 هع كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة
وأهل السنّة؛ فنهيت الكرخ ودور الرافضة حتى دور قابات الوزير ابن
العلقمى» وكان ذلك من أقوى الأسباب في ممالأته للتار .»©
البداية والنهاية (19 /33) وال أيضا هو يصف ذُلهم وهوانهم عند الوزير
«وقد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد.
وذلك كله عن آناء الوزير ابن العلقمى الرافضى...» (المصدر نفسه: 01/13
(9) البداية والنهاية 1٠( /5) وقال أيضاء
«فكان هذا مما أهاجه على أن دير على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذى لم
أن يزيل السنّة بالكلية؛ وأن يظهر بدعة الرافضة»؛ وأن يقي خليفة من
الفاطميين» وأن يبيد العلماء والمفتين...906)
بين يديه لتقع المصالحة؛ فخرج مع سبعمائة راكب من أعيان الدولة وأكابر
البلد ف عن بكر أبيهم.
وأشار ابن العلقمى والنصير الطوسى ولملاً من الرافضة وغيرهم من
ويقال: بل أغرق» فالله أعلم فباءوا بإتمه وإثم من كان معه من سادات
العلماء والقضاة والأكابر والرئيساء والأمراء وأولى الحل والعقد ببلاده ...06©)
تمّ احتلال بغداد» بعد قتل الخليفة وأكابر الدولة وأعيان البلد بدون
مقاومة فلماذا وضعوا السيف في رقاب الأبياء من السلمين؟
(5) المصدر نفسه (©1 /8)
(ه) المصدر المذكور (13 /7)
. قال ابن كثير رحمه الله :
ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان
والمشايخ والكهول والشبان.
ودخل كثير من الناس في الآبار» وأماكن الحشوش» وقنى الوسخ»
وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب
إلى أعال الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجرى الميازيب من الدماء
وإلى دار الوزير ابن العلقمى الرافضى...
وأسر من دار الخلافة من الأبكار ما يقارب ألف بكر فيما قيلء والله
وقتل أستاذ دار الخلافة ب وكان عدوٌ الوزير ب وقتل شيخ الشيوخ
مؤدب الخليفة؛ وقتل الخطباء والأئمة وحملة القران. وتعطلت المساجد
وكان الرجل يستدعى به من دارالخلافة من بنى العباس» فيخرج بأولاده
المصدر المذكور (19 /7 - 97
كان دخو إلى بغداد في أواخر المحرم بمائتى ألف مقاتل ممن لايؤمنون
الله ولا باليوم الآخر» وجيوش بغداد في غاية القلّة ونهاية الذلة لاليلغون عشرةٍ
آلاف فارس. ومازال السيف يقتل أهل بغداد أربعين يوماً.
وقد اختلف الناس في كميّة من قتل ببغداد من المسلمين في هذه
على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس [بعد ماكانت انس المدن]»
والقتلى في الطرقات كأنها التلول» وقد سقط عليهم المطر فتغيّت صورهم»
وأنتن من جيفهم البلد وتغيّر الهواء؛ فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدّى
وسرى في الحواء إلى بلاد الشام؛ فمات خلق كثير من تفيّر الجو وفساد الريخ»
فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون فإنالله وإنا إليه
() المصدر المذكور (13 »20/ 17). ويقال: «إن هلاكو أمر بعد ذلك بإحصاء ضحايا
يحصوه أضعاف ذلك» (حياة شيخ الإسلام بن تيمية للعلامة محمد بيجة البيطار (رصض
*7 المكتب الإسلامى الطبعة الثالثة 1407 ه)