وتعطره روضة من رياض الجنة؛ وبجانبها حجرة الصديقة
أم المؤمنين سمت على الفردوس في عليين لما اختارها
لله لخاتم المرسلين. وجاوره بها من الخلفاء الراشدين
أبو بكر الصديق نعم الوزير ونعم الرفيق» لم يفارقه ليل
الزائر الكريم في حاجة لمن يصحبّك مدة إقامتك يرشدك
وتحظى بطيب الجوار وفضل المقام.
وقد رافقناك في أداء مناسك الحج نقتفي آثار
المصطفى جَيةِ في حجة الوداع سائا
مبرورة ومساعي حميدة مشكورة.
وسترافقك برفق ونصحبك بلطف ونوجهك بنصح؛
معنا على بركة الله.

منزلة هذه الزيارة
أولا: للتحدث معك عن منزلة هذا العمل وثمرة هذه
الرحلة المباركة لتكون على بن منها وتوطن نفسك
على ساكنها أفضل الصلاة والسلام لفضل الصلاة في
مسجده كَل وشرف السلام على سيد الخلق صلوات
الله وسلامه عليه وعلى صاحبيه الصديق والفاروق
رضوان الله تعالى عليهما ورحمته وبركاته» وعلى آل بيته
وصحابته الطيبين الطاهرين؛ لهي من أعظم القرب إلى
الله تعالى باتفاق المسلمين. سواء كانت مع رحلة
الرحال» وينفق فيها اليسير والكثير من المال» كما
قال كَية: «لا تشدُ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:

مسجدي هذاء والمسجد الأقصى » والمسجد الحرام»
المسجد الحرام» والفضل الذي لا يسامى» والشرف
ثم إنك بمقدمك هذا تجدد عهدك بسلف الأمة
تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم
إحياء لما اندرس عندك من سنّة نبيك و[ وتجعل ما

وتعود إلى أهلك ما استطعت المسلم الأمثل.
ولنا معك جولة في رحابهاء ومواقف على معالمهاء
مما ثبت أنه كَلةِ قد أتاهاء وسنتحدث معك عن كل
موطن عند الوصول إليه إن شاء الله
ثانياً: اعلم أن لهذه الزيارة آداباً بها تتحقق أهدافك
نقدم لك أهمها فيما يأتي بعون الله .

عند مقدمك إلى المدينة
قبل أن تطأً قدماك أرض المدينة تتراءى لك
ولاشك أن أول مشاهدتك لتلك المعالم تثير شعورك
بجناحي الشوق والاشتياق.
العاطفة فلا تلام ولا تعاتب على ذلك» فلربما كان كَل
إذا دنا من المدينة أسرع المسير إليهاء ولكن يجب أن
لا تترك للعاطفة العنان كما يفعل بعضٌ العوام فيصفق
بل تُكبر وتسبح» وتحمد الله وتصلي وتسلّم على رسول
الله كي .

وبعد دخولك المدينة
هل تعمد إلى المسجد النبوي للسلام على رسول
بعد طول سفر؟
لقد حدث هذا وذاك من وفد عبد القيس إلى المدينة
سنة تسع عام الوفود فيما تحكيه كتب السيرة:
عمر فتوجه نحؤهم» + فتلقى ثلاثة عشر راكباء فقال: من
تريدون؛ فرمى القومٌ بأنفسهم عن ركابهم» فمنهم من
وتخلف الاج في الركاب حتى أناشّهاء وجح
متائع القوم» ثم أخرج عيبته وأخذ ثوبين
فلبسهماء ثم جاء يمشي حتى أ بيد رسول الله كي
فقّلها. فقال له رسول الله كية: «إن فيك خلتين

أفسح له مكاناً بجانبه وأدناه منه ثم قال له ذلك .
فهذا الوفد حملّه الشوق على أن ألقوا بأنفسهم عن
وأسرعوا إلى رسول الله كي ما بين مهرول وماش» ومن
أفهمهم بلطف في ملاطفته لصاحبهم وامتداحه على
الحلم والأناة.
يجمله ويذهب عنه وعثاء السفر وتفثه. ليقدم على
رسول الله فل بكل حفاوة وإجلال» فاستخرج خير ثيابه
المتأني حتى أتى مجلس رسول الله قَقةِ وهر على
أحسن ما يستطيع لذلك» فكان منه فيه أن أشار بعمله

الأفضل في ذلك.
وهكذا أنت أيها الزائر الفاضل أولى لك أن تبدأ
وتأتي إلى المسجد النبوي الشريف» وأنت على أحسن
ما يتيسر لك من حسن الهيئة وحسن السمت.
عند دخول المسجد
رجلك اليمنى» وتقول: بسم الله والسلام على رسول
الله» اللهم اغفر لي ذنبي وافتح لي أبواب رحمتك.
وإذا خرج قال: بسم الله والسلام على رسول الله اللهم
اغفر لي ذنبي وافتح لي أبواب فضلك. ولمسلم
والنسائي ما يبين أنها سنة الدخول لكل مسجدء لما
إني أسألك من فضلك» والأفضل أن يجمعٌ بين التسمية
والصلاة والسلام على رسول الله.
وجاء أيضاً أنه كم كان إذا دخل المسجد قال:
«أعوذ بالله العظيم ووجهه الكريم وسلطانه القديم من

محفظ مني سائر اليوم».
مجمل الدعاء عند دخول المسجد: هو: بسم الله
والصلاة والسلام على رسول اللهء اللهم اغفر لي
ذنوبي» وافتح لي أبواب رحمتك. أعوذ بالله العظيم
ووجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم»
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
بعد الدخول إلى المسجد تأتي
بتحية المسجد
عملا بقوله كيةٍ: «إذا أتى أحدكم المسجد فلا
فإذا صادف دخوله وجود صلاة فريضة فصلّى الفريضة
والداخل إلى المسجد النبوي للسلام على رسول
للسلام حتى يُصلِيَ التحية؛ لحديث أبي قنادة
الأنصاري رضي الله عنه» أنه دخل المسجدّ فوجِدَ