يجلو ويهنا العيش فيها إلا لمؤمن + فقد ورد في الحديث الشريف ٠: .2
رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات ؛ لا يبقى منافق ولا منافقة . إلا خرج
إليه ...0 رواه أحمد والطبراني +
وكذلك ورد في الحديث عن سكان مكة أنها كالكير ينفي خبث
الحديد ؛ والتوعد بالعذاب الشديد الأليم قال تعالى : ومن يرد فيه بإلحاد
بظلم نذقه من عذاب أليم الحج : 38 .
النيل من قدسيتهما عبر التاريخ ولكن الله قد قيض لهما من يذب عنهما رفي
الوقت الحاضر ف إن الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين
- حفظه الله - تتشرف بخدمتهما وتحو تحول بشكل صارع شذيذ دون أن يصل إلى
هاتين المدينتين أي مكروه - بفضل منه ونعمة - فجزاها الله خير الجزاء -
ولقد شهدت مكة المكرمة والمدينة المنورة في عهد الحكومة
والوافدين إليهما من حجاج وعمار وزوار . ويجب أن نوه ونذكّر هنا بسعة
الحرم المكي الذي يتسع لإثنين مليون مصلى . وكذلك الحرم المدني الذي
يتسع لنصف مليون مصلى تقرياً .
إني أريد أن أختم كلامي بالتعريف بمحبة المسلمين لهذين الحرمين
وأهلهما من واقع تجربة حصلت لي ؛ فعندما سافرت إلى مدغشقر وعرف
الناس أني مكي المولد والمنشأ ؛ فلم يتركوني أرتاح في الفندق ؛ فالجميع
دعاني إلى بيته لتناول الافطار والغداء والعشاء كل يوم طيلة إقامتي في بلدهم
ولم يقبلوا لي عذراً » فلما سألتهم لماذا هذا الاهتمام بشخصي المتواضع الذي
نرى فيك مكة والمدينة : إننا نرى أهلهما من المهاجرين والأنصار في الأحلام
ألا تمتحنا الفرصة لنشم فيك رائحة ائحة مكة والمدينة ؟ ونروي الأرواح والأنفس
قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام : «( فاجعل أفندة من الداس تهوي
إليهم (أي تحن إليهم ؛ وتحن إلى زيارة البيت : قال ابن عباس : لو قال أفتدة
الناس ؛ لازدحمت عليه فارس والروم والترك والهند واليهود بالتتارق ارئ
والمجوس . لكن قال : من الناس # فهم المسلمون) ما بين القوسير
تفسير القرطبي رحمه الله تعالى +
وللمدينة بأن تهوي القلوب إليها كما دعا بتحبيبها بمثل حبة مكة أو أشد .
نظر نحو اليمن فقال : «اللهم أقبل بقلوبهم؛ ونظر إلى الشام فقال : «اللهم
أقبل بقلوبهم؛ ونظر نحو العراق فقال مثل ذلك ؛ ونظر نحو كل أفق فقال مثل
ذلك ٠ الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد رقم 487 وأحمد في
مسنده : 4711© وذكره صاحب مجمع الزوايد :4/1 ©
ودعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم في تحبيب المدينة معررف قد ذكر
البخاري ومسلم رقم (480 ) عن عائشة رضي الله عنها وفيه : (... اللهم
ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة» .
وقد استجاب الله تعالى دعاءه صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة
ومسلمة وكل مؤمن ومؤمنة يهوى قلبه مشاهدة المدينتين المباركتين 6
ويتحرق كبده شوقاً لرؤيتهما ولو مرة في حياته ؛ وهذا ما تجده في موسم
الحج والعمرة والإجازات فلا يخلوان في أي يوم من زائر : الحاضر والباد .
يضيئان من شمس الخلود بنور مبين لأهل التقوى الذين يعرفون مكانة هذين
الحرمين فهم أهل المحبة والوصل ؛ فالبعيد النائي عنهما بائح بحبه لهما +
والقريب المجاور فيهما كاتم لحبه كما قال الشاعر :
أهل الهوى قسمان : قسم منهموا كتموا وقسم بالمحبة باحوا
فالكاتمون لسرهم شربوا الهوى ممزوجة فكفتهم لأمداح
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم فإن التشبه بالكرام فلاح
وتأدبوا في مشاعرها ؛ فإن الكعبة بأحجارها تشفع للطائفين بها وتدخل الجنة
ورسول الله تل يحبه ؛ وكان ثمرة هذا الحب أن يدخل هذا الجبل الجنة
يغادر أفكاركم لأنه قبلتكم الأولى .
هذا ؛ وقرأت الكتاب فوجدته نعم الكتاب إذ هو حقا يحرض قارئه على
الاستفادة بفضائل الحرمين وعلى إتمام الحج والعمرة لله , لذا فإني أرغُب في
اقتناء هذا الكتاب - لساكني الحرمين الشريفين والزائرين من الحجاج
|والمعتمرين خاصة ولغيرهم من الناس عامة - وقراءته للانتفاع به . فإنه نافع
بإذن الله ؛ لما حواه من سنن وآثار كمصابيح دجا تضيئ للمزمن طريقه إلي
الله تنال به الدرجات العلا ؛ وتلك غاية أرباب النهئ ؛ وفق الله لي وله ولهم
ذلك إنه قدير وبالإجابة جدير + ِ
وصل اللهم وسلم على سيد الثقلين وإمام الحرمين وعلى آله وصحبه
وكل من نطق بالشهادتين . وأدم اللهم نعمة الأمن والإيماذ على هاتين
البلدتين واحفظهما من كل سوء يارب المشرقين والمغربين عدد ما مر
د/رشاقم محمد علي مهدي
مدير عام المنظمات الدولية
برابطة العالم الإسلامي
مكة المكرمة
الحمد لله رب المالمين . والملاة والسلام ملة سيد المرسلين
وآله وده أيممية ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين
أما بعد : فإن السيرة النبوية وسيْر الصحابة من أقوى مصادر القرة
الإيمان وتشعل بها مجامر القلوب التي يسرع انطفاؤها وخمودها في العواصف
وتأثيرها » وأصبحت جثة هامدة تحملها الحياة على أكتافها + وقد ضاقت
عليها الأرض بما رحبت ؛ فلا طمأنينة لها ؛ ولا انشراح لصدرها ؛ بل يصبح
وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين وإن تنعم ظاهره ؛ ولبس ما شاء وأكل
فهو في قلق وحيرة وشك ؛ فلا يزال في ريبة يتردد : ألا والقلب قرية إذا خربت
والتاريخ شاهد بأن دعوة الإسلام لما جاءت إلى أهالي الحرمين
السابقين من الأنصار والمهاجرين - رضي الله عنهم - فآمنوا بها حق الإيمان +
للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا # آل عمران : 187 ١
ونطمع أن يُدخلنا ّنا مع القوم الصالحين المائدة 0
ووضعوا أيديهم في يد النبي تخ وكانت يد الله فوق أيدهم 4 آنذاك
بذلك الأعداء ( والفضل ما شهدت به الأعداء) وتحملرا الشدائد في سبيل
أعداء الدين الكافرين ؛ وشهد بذلك رب العالمين : محمد رسول الله
والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم» الفتح : 74 وآثروا الآخرة
على الدنيا وزخارفها ؛ ونسوا في نشر الإسلام لذاتهم وهجروا راحاتهم
إعلم يا ساكن الحرم وزائره : أن للحرمين فضائل ومزايا ؛ وفي الحقيقة
وينبغي أن تعلم أن من سنة الله سبحانه أنه يذكّر عباده النعم التي أنعم
الله بها عليهم من نعم الدنيا والآخرة ؛ وذلك تشجيعا لهم ؛ وترغيبا في
الأعمال الصالحة ليكون هؤلاء من الفائزين يوم لا ينفع مال ولا بدون ٠
البشائر والمزايا والنعم ما لا تتوفر لغيرهم من المسلمين في بلادهم . كما
إنهم اختيروا ليكونوا مجاورين لخير البرية ته ولبيت الله الحرام +
لا يقوم به . وكذلك فإنهم أحرى ألا يجاوروا فيهما .
وقال الشاعر الفارسي مامعناه : إذا رفع الإيمان من الكعبة المشرفة -
أى من قلوب أهلها - فأين يذهب المسلم لحصوله ويختبىء نفسه من شر شر
البرية ؟ وقال آخر :
فشيمة أهل الدار كلهم الرقسص
© وينبغي أن تعلم يا ساكن الحرم وزائره ! أنه من شعار الصالحين أنهم
إذا وجدوا نعمة من نعم الله تعالى عندهم ؛ يطلبون الإعانة من ربهم على
شكرها ؛ وكذلك يطلبون منه التوفيق للأعمال الصالحة ؛ ويشتاقون إلى عمل
يحبه الله ويرضاه كما قال سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام لربه جلت
عظمته : «(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن
أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين » العمل :18
فالمدينة النبوية - قل قانبها اللاة والشلاز ومثلها مكة المكرمة مأرز
للإيمان ؛ ومكان عبادة وتجارة مع الله . قبل أن يكونا مكان تجارة مع الناس +
قال بعض السلف : كم من رجل بخراسان ؛ وهو أقرب إلى هذا البيت
ممن يطوف به . كما في إحياء علوم الدين وشرحه (4 / 180 ) اه
وذكر القرطبي في تفسيره :41-608 حيث قال : إن القرب قرب
الأديان لا قرب الأبدان وفي مثله تنشد الصوفية :
يقولون لي دار الأحبة قد دنت .| وأنت كيب إن ذا لعجيب
فقلت : وما تغني دياز قريبة . إذا لم يكن بين القلوب قريب
فكم من بيد الدار نال ماده وآخر جار الجدب مات كنيب
من الحجاج والمعتمرين هذا المؤلف : (كيف تستفيد من الحرمين الشريفين ؟)
وذلك تشجيعاً لهم أكثر فأكثر ؛ رجاء أن ينفعني الله به وإخراني المسلمين
لتكون أحب الناس إلى الله كما أن هاتين البقعتين أحب بقاع الأرض إلى الله ٠
اعلم أن الكتاب يحتوى على بابين : السباب الأول «في البشائر
والباب الثاني ؛ باب هام جدا للحجاج والزائرين فمن قرأه قبل أداء
إن شاء ا لله .
الاستفادة ؛ وتكون حجتهم وعمرتهم مثل ما أمرهم الله تعالى قائلا : وأتموا
الحج والعمرة لله 4 البقرة :185 ١
اللهم ارحمنا إذا عرق الجبين ؛ وكثر الأنين ؛ وبكى علينا الحبيب ©
ويئس منا الطبيب ,؛ اللهم ارحمنا إذا وارانا التراب . وودّعنا الأحباب ؛ وفارقنا
النعيم ؛ وانقطع النسيم ؛ اللهم ارحمنا إذ نسي اسمنا ؛ وبلي جسمنا 6
واندرس قبرنا ؛ وانطوى ذكرنا ؛ اللهم ارحمنا يوم تبلى السرائر » وتبدئ
الضمائر ,.وتنشر الدواوين ؛ وتوضع الموازين ؛ آمين يا رب العالمين ٠
وأقول في الأخير :
اباب الأول
ومكانة الحرمين عند المسلمين
وفيه ثلاثة فصول وهي:
الفصل الأول : البشثائر لأهل الحرمين ومقتضاما
الفصل الثاني : فضل الحرمين على سائر البلاد والمفاضلة بينهما
الفصل الثالث : بعض البشائر والخصائص للمديدتين الكريمتين
* إعلم يا أخي المكي وأخي المدني ! أن للحرمين الشريفين فضائل ومزايا
وينبغي أن تعلم أن من سنة الله سبحانه أنه يذكّر عباده النعم التي أنعم
الله بها عليهم من نعم الدنيا والآخرة , وذلك تشجيعا لهم وترغيبا في الأعمال
الصالحة ليكون هؤلاء من الفائزين يوم لا ينفع مال ولا بدون ٠
البشائر والمزايا والنعم ما لا تتوفر لغيرهم من المسلمين في بلادهم ؛ كما
حيث إنهم اختيروا ليكونوا مجاورين لخير البرية ته ولبيت الله الحرام +
وقال الشاعر الفارسي مامعناه : إذا رفع الإيمان من الكعبة ١
أى من قلوب أهلها - فأين يذهب المسلم لحصوله ويختبىء نفسه من شر شر
البرية ؟ وقال آخر
| كان رب البيبت بالدف ضاربا
أقل السدار كلهم الرقص
« وينبغي أن تعلم يا ساكن الحرم ! أنه من شعار الصالحين أنهم إذا
وجدوا نعمة من نعم الله تعالى عندهم ؛ يطلبون الإعانة من ربهم على شكرها +
وكذلك يطلبون منه التوفيق للأعمال الصالحة ؛ ويشتاقون إلى عمل يحبه الله