المدخل
من المدن المزدهرة في حقية حكم الأمير مظفرالدين كلوكبري في اتها
الوقت نفسه كانت مأوى للآدياء والعلماء الذين كانوا يزورونها لأجل إكتساب العلوم والأخذ
من شيوخها وعلمائها وأدبائها. أو لغرض نشر علومهم وكتبهم. وقد شاد ها الامير في ربوع
في القزن الواحد والعشرين مشدودون بحبال متينة بهذا التراث الحضاري» حيث إنه النبع
هذا الكتاب الذي يتضمن الفصل الأول منه حركة الشعر وموضوعاته في اربيل المقتبس
الدواوين الثمينة. ورفعنا الضيم عن شعراء آربيل المغمورين الذين لم يأخذوا حقوقهم من
الدراسة والافتمام.
وجاء الفصل الثاني للحديث عن ثلاثة ادباء
لهم دواوين محققة في رسائل جامعية.
غزيراً. وهذا الفصل ترجمة لسيرة حياتهم بصورة موج
عينكاوه من خلال بحث علمي عن شاعرين من شعراء السريان؛ اللذين ساهما في رفد الحركة
ي أزبيل بنتاج وفير في ميدان الادب والشعر باللغة السريانية. وقد كان لشعراء
السريان دور مهم بسبب الجو الآمن والحرية الطلقة للتعبيرعن المشاعر والافكار, وكان
لتصارى أربيل نشاط ثقافي وديني بارزء وهذا دليل على أنّ الكرد شعب أصيل محب الحرية
والفكر الخلآق, يتحلى بالتسامح الديني؛ ولا يتعصب على الآخرين.
ونظراً لتعدد موضوعات الشعر فقد عالج الفصل الرابع موضوعات الشعر الاجتماعيه
الذي يكشف عن عدد من المسائل الاجتماعية التي طرأت على المجتمع الأربيلي. فالشعر في
فالشاعر الأربيلي احتلّ مكانة متميزة في توضيح ظواهر إجتماعية فيها قبل ثمانية قرون
ولكون الشعراء قد وققوا مواقف متباينة من مدينتهم؛ لذا جاء الفصل الخامس لبيان هذه
يجمال 1رمئل ودهائمها» ومتهم مقا مدحها برواقع ا الفسمر ومتوم َي
هجاها بتقذع الالفاظ لأسباب إجتماعية أو النزعة الشعوبية أو الصراع الاقليمي أو التعصب
وفي الفصل السادس تمت دراسة الصورة الشعرية عند الشعراء فبحثنا عن متابع الصورة
وخصائصها وأنماطهاء وقد تبيّن أن منابع الصورة في شعر الاربيليين ترجع الى جذور
كشفنا عن التراث الأدبي العريق المكتوب باللغة العربية لشعراء كرد. وقد أثبت هؤلاء الشعراء
ان العقل الكردي ساهم في النهضة الحضارية القديمة. وقد كتبوا الروائع الفريدة بغير اللغة
الأم, وقد سجل التأريخ هذه المساهمة, وهذا الذي بين أيدي القراء لهو الشاهد على ذلك.
ولايزال الى يومنا هذا يساهم العقل الكردي في البناء الفكري والحضاري باللغتين العربية
ومن الله التوفيق
المقدمة
فأن الأدب يعد مرآة لواقع الأمة الثقافي والعلمي والاجتماعي والسياسي, وهو-بلا ريب -
عامل من عوامل رقيها وازدهارها. وعنصر لايستهان به من عناصر تقدمها الأنساني
والحضاري» وسجل يخلد تأريخها الذي يحكي للأجيال مآثر الأجداد. ويتجسد فيه الوجه
مضمار الوجدان والفكر.
يحاول هذا البحث تسليط الضوء على النتاج الشعري العربي في أربل ويقلب بعضا من
صفحات تأريخها الأدبي في الحقبة الحصورة بين سنتي (071ه و + 17ه)؛ ويكشف عن
جانب مشرق من جوانب الحياة الأدبية فيها »
أسماعيل و "أربيل في العهد الاتابكي "الدكتور محسن محمد حسين و "تراث أربيل
ابعة إن هذه الدراسات, بأستثناء دراسة الدكتور ناظم
ونم تيش للوسودة "الشعر في أريل في ظل الأسرة البكتكينية. المنشور: في المجلة آداب
واقفا عند دقائقه وتفاصيله. ومن هنا تأتي جدة البحث وأهميه.
وقد نحا البحث منحى الخريدة للعماد الأصفهاني الذي مفاده أن العراقي هو كل من ولد
اما المصادر التي منها التصوص الشعرية. فقد كانت من أهمها: دواوين الشعراء
الكبار الذين برزوا في هذه الحقبة؛ وهم حسام الدين الحاجري. ومجد الدين النشا 7
الظهير الأربلي, وكتب عديدة من أبرزها: "وفيات الأعيان" لابن خلكان, و "قلائد الجمان" لابن
الشعار. و تاريخ أربل" لابن المستوفي. وغيرها
الدكتور مزهر السوداني "الشعر العراقي في القرن السادس الهجري" و "الشعر العربي في
العراق وبلاد العجم”" للدكتو علي الجواد الطاهر, و "الشعر العربي في العراق من سقوط
التي تناوات الحياة الأدبية في العصر الأيوبي لاسيما دراسة الدكتور عمر موسى باشا
الدول المتتابعة", و كذلك "الأدب في العصر الأيوبي" الدكتور محمد زغلول سلام؛ و "دراسات
في الشعر في عصر الأيوبيين " للدكتور محمد كامل حسين وغيرها
ويواجه مشاكلات, على نحو من الانحاء, وقد تمثل جانب منها في هذا الكم الهائل من
الشعراء المقلين والوافدين على أريل الذين تعسر الاحاطة بهم؛ ودراسة أشعارهم؛ ومتابعة
آخبارهم؛ فضلا عن رداءة بعض أوراق مخطوطة قلائد الجمان التي تعد مصدراً رئيسا من
مصادر شعر الاره
البحث الي تمهيد وفصلين.
فالتمهيد الذي هو دراسة تأريخية للحقبة المحددة للبحث أشتمل على أربعة مباحث.
أماالفصل ألاول فقد خصصته لدراسة أشهر الأغراض الشعرية التي نظم فيها الشعراء
منها: الغزل والمديح والهجاء والوصف ...الخ
الغزل المغنّى ودرست الآراء المتبايئة حول ظاهرة الغزل بالمذكر وعوامل شيوعها
وفي شعر المديح وقفت عند أشهر شعراء أربلء وآشرت الى الاتجاه العالم لكل منهم»
وذكرت أبرز سماته الفنية, وأهم عيوبه.
بعضهم الجمع بين الهجاء وأغراض أخرى.
وفي الوصف أشرت الى أهم جوانيه؛ ووقفت على وصف الطبيعة ووصف المعالم
أما في الخمريات فقد عنيت ببحث عوامل قلتها , والدور التقليد والأبداع فيهاء
وفي دراسة شعر التصوف والزهد توهت بعوامل رواجه. وأبرز سماته. ودعوة الشعراء الى
التزهد والتحلي بالحكمة في الحياة.
وحين درست شعر الرثاء-وهو فن قصر فيه الشعراء - تناوا
بعض سماته.
أما شعر الشكوى فقد وقفت على ندرته, وذكرت أبرز الوائه.
وفي حديثي عن شعر الأخوانيات. أشرت الى أسباب كثرته وأهم ضرويه؛ وختمته بالكلام
على الألقاز والأحاجي. وعرضت لأسباب أنتشارهاء
أما الفصل الثاني والأخيرة فقد حوى الدراسة الفنية القصائد الشعرية ودراسة عن الفنون
الشعرية المستحدثة كالموشح والدوبيت والموالياء
وأخيراً فهذا البحث ثمرة جهود متواصلة؛ يرجو الباحث من ورائه الأسهام في تقديم خدمة
يستاهلون أن توظف الطاقات لكشف ماخلفوا لنا من تراث أدبي؛ وأنا راج أن يكون هذا
أن كان الأمر كذاك فهوما
البحث قد أستوفى الموضوع؛ ومنحه حقه من العناء
» والأفحسبي أجتهاد المجتهد. وبالله التوفيق.
وآخر دعوانا إ,
من المعلوم إن دراسة الأدب بعيدة عن الحياة المحيطة به تعد دراسة غير ناضجة لاتعبر عن
أحداثهاء لأن الأب صورة تتجسد فيها مظاهر ١
دراسة الأدب وعلى وجه التحديد دراسة الشعر تتطلب الأحاطة بمظاهر الحياة المتعددة في
أمارة أربلء وا كان لكثير من هذه المظاهر جذور في القدم فأن العودة إلي المصادر القديمة
فاتصّب جل أهتمامنا في كتاب ات المؤرخين الذين عايشوا أحداث تلك الحقبة وكانوا من
المسهمين في توطيد بنيان الحالة الثقافية والأجتماعية فيها. وفي كلّ الأحوال فأن الدولة
وأشتهرت مدن أحتضن بلاط بعض ملوكها العلماء والأدباء والشعراء على نحو لم يشهده بلاط
لفت كتب ضخمة في أكناف أولئك الملوك الذين كان لهم دور عظيم في دفع مسيرة
ألتي كانت قلعة حصينة وقفت بوجه الغزاة المغول وغيرهم؛ ويعود الفضل في هذا الازدهار
إلي أسرة بكتكين ألتي حكمت.
أربل من سنة 71 ده إلى سنة ١17ف.
الحياة السياسية:
جلت أهمية إربل حين أصبحت مقر الآلهة "عشتار", فكانت أربل هي "أربائيلو نفسها أو
يلو" الواردة في النقوش البابلية والآشورية المكتوبة بالخط المسماري؛ وتعني مدينة
وقد سميت "هوليرء هه ولير" ويذكر أنها ب
المقدسةا"). وظّل أسمها محفوظاً على مرّ العصور ؛ وثبتت طوال أكثر من ثلاثة آلاف سنةء
ومما ساعد على بروز أسم أريل فو وقوع المعركة الحاسخه بين الأسكتدرالكبير ودارا ملك
الفرس عام (١7؟ق . م) بالقرب منهاء والتي عرفت ب "معركة كوكمبل (9).
اما في التاريخ الأسلامي فنجد أسمها يترد في أواخر القرن الثالث للهجر:
أربل
تبرز وتتجلى أهميتها حين غدت مركزاً للأمارة المهذبانية الكردية التي استمر حكمها الى ما
نفل" )؛ حول سنة فتع هذه الدب من قبل عمادالدين زنكي؛ فقد ذهب أحد
المؤرخين المعاصرين الى إنه فتحها قبل سنة (071ه). إذ اقطعها بدوره الى الأمير زين الدين
علي كجك سنة (77ده)" ا والجديد بالذكر أن رسالتنا هذه تتناول شعراء المدة الواقعة بين
(077ه) وسنة ( 711ه) وهي زمن زوال هذه الامارة.
برزت أربل مدينة مهمة كونها في المنطقة الواقعة بين الزاب الكبير والزاب الصغير. ويقوم
أقليمها على هضبة خصبة شبه مستوية, في حين تقوم المدينة على تل مرتفع واسعل*). أما
سكانها فأظيهم من الكرد, وقد ظهر فيهم رجال عظام وفي مقدمتهم البطل صلاح الدين
وأضحت أريل ذات شان كبير بعد أن غادر الأمير زين الدين علي كجك الموصل الى مركز
أمارته في أربل حيث أدركته المنية سنة 077ف. ودفن فيها(١٠).
ديثار (11).
ورث ألامارة أبنه مظفر الدين كوكبري(”') وعمره أربع عشرة سنة؛ وبعد بضعة أعوام حدث
أستنجد صلاح الدين بملوك المسلمين على حرب الأفرنج سنة (03ه) فكان زين الدين
يوسف أول القادمين لنجدته, وأنزله صلاح الدين في خيمته, وشاء القدر أن يصاب بمرض
أدى الى وفاتها"'). فأنعم صلاح الدين على مظفرالدين باربل وأعمالها؛ وأصدر منشوراً
شدّ الأمير الجديد مظفرالدين رحاله الي أربل وإ. الناس متوسمين فيه الخير, وقد
أخذت أربل آليت على نفسي أن أقسم مغلها ثلاثة أقسام: قسم أنفقه في
وتفيد الأخبار الناقلة لمجريات الأحداث أنه صدق في قوله. إذ غدت أربل في عهده منيعة
وتروى المصادر أنه كان فارساً شجاعاً قد أكتسب خبرة واسعة في محاربة الأفرنج.
فيما بعد العراز
وكان مخلصاً في عمله؛ وقد قضى نحبه في يوم الأربعاء الثاني عشر من رمضان سنة 370
ويظهر إن الأمارة في عهد مظفرالدين كانت تتوافر فيها الخطط والدواوين التي تتطلبها
دولة مستقلةا' "), وكانت هذه الخطط والوظائف أمثلة لما كان عليه تنظيم الدولة في عهد
واحدة منها تخطب وما وترغب في أن تميل إليها لتعديل الكقةا"").
لقد حول مظفر الدين كوكبري مدينة أربل الي مدينة عامرة زاخرة بالعمران. والزراعة.
مظفرالدين. أستوات عليها عساكر الخليفة المستنصر بالل ثم أجتاحها التترء وعملوا على
تخريبها وقتل آكشر أهلهاأ""). وبذلك أنطوت تلك الصفحة المشرقة من حياة هذه الأمارة
الحياة الأجتماعية:
قال ياقوت الحموي: "أربل قلعة حصينة. ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع بسيطا»
وأضاف "وفي ربض هذه القلعة في عصرنا هذا مدينة كبيرة, عريضة طويلة. قام بعماراتها
ويناء سورها وعمارة أسواقها وقيساراتها الأميز مظفرالدين كوكبري"(77).
والحديث عن الحياة الأجتماعية في تلك المدة يسوقنا الى الكلام عن فضائل هذا الأمير
ومناقبه فقد كانت حياة الناس ترفل بالسعادة والطمأنينة والأمان في عهده؛ وقد أشتهر بكونه
يكن في الدنيا شيء أَحَبٍ اليه من الصدقة (*"). وقيل أيضاً إنه كان "كثير الصدقات. غزير
أنه "كان له كُل يوم قناالطير مقنطرة من الخبز يفرّقها على المحاويج في عدّة
مواضع من البلدء يجتمع في كل موضع خلق كثير يفرّق عليهم في أول النهار"('").
أعمال البرّ عند هذا الأمير يعسر عدّها وأحصاؤهاا"”)؛ ويفرد محمد