خلال ملايين السنين من تجارب التطور وأخطائه؛ إخفاقاته ونجاحاته.
فانترافق. نحن وأسلاضا؛ في تلك الرحلة الصعبة والممقدة والخارقة
ربما كان الإنسان نفسه في ذلك الوقت أضعف وأضأل من أن يخرج
أرجلا ومخالب وأنيابا قوية تساعده على إدراك فريسته والانتصار عليهاء
ومع ذلك فقد بقي حيا وأصبح المسيطر الحقيقي على الطبيعة.
كتب هنري ديفيد ثورود (11.0.110:*0)!"' الكاتب والفيلسوف الأمريكي:
«إن الإنسان لم يخلق هكذا قويا بحيث لم يحتج إلى تضييق للعالم المحيط
وهو أمر مقبول تماما عندما يكون الطقس صافيا ودافثًا وفي أوقات النهار
ولكنه في موسم الأمطار أو في الشتاء: ولن نتحدث عن الشمس الاستوائية
آدم وحواء؛ طبقا للقصة؛ اقتنيا مسكنا من أوراق الشجر قبل الثيا؛
حتى في أعماق طبقات الحفريات الأثرية وجدت أدوات العمل إلى
جانب رفات الإنسان. في البداية كانت أدوات العمل بدائية جدا ومصنوعة
أكثر فأكثر.
وكثيرا ما يلاحظ أن أحدث الاكتشافات الأثرية بين أن بداية تحضير
الأدوات تتعمق أكثر وأكثر في عمق القرون . ففي عام 1960 وجد لويس
ليكي. زوج العالمة المذكورة ليكي؛ أشاء الحفريات في تنزانياء أدوات عمل
ليكي. عام ,١968 في كينيا على قواطع حصوية'" أقدم من تلك التي وجدها
دي العلماء
منذ فترة بسيطة؛ في الحفريات التي أجريت بالقرب من المدينة الإغريقية
أبوه ب 400 ألف سنة. ولكن ثمة أدوات عمل أقدم وقعت في أ:
القديمة بتوليمايس في مقدونيا تعود إلى آكثر من ثلاثة ملايين من الستين.
إن أولى الأدوات التي استخدمها الإنسان كانت بالطبع بدائية جداء
كانت عبارة عن قطع من الحجر الصوان, إحدى تهايقيها أحدّ من الأخرى
حتى بشكلها؛ وازداد تلاؤمها الوظيفي
لأغراض الإنسان أكثر فأكثر «تطبيقية». وقد استطاع الإنسان بمساعدة
تلك الأدوات أن يقوم بأعمال متنوعة جداء فقطع الأشجار ونظفها من
من الأرض؛ وجنى الثمار من الأشجار العالية. إن الإمكانات العلمية للأدواث
الحجرية ليست ظيلة. وقد جرب في القرن الماضي مقازتة الفؤوس بأيها
يكون العمل أفضل الفأس الحجري المصقول أم الفولاذي العادي. فاتضح
أن الفأس الفولاذي أكثر إنتاجية ولكن ليس بكثير. فقد قطعت شجرة
قطرها ١7 سم في مدة خمس دقائق بالفأس الفولاذي بينما استفرق قطعها
سبع دقائق بالفأس الحجري.
نحن لا نعلم وقد لا نعلم متى حصل ذلك الحدث. وقد يكون أكبر حدث
خلال ملايين السنين من تحول سلفنا القديم لإنسان عصري,. ألا وهو
امتلاك النار قصص شعوب العالم وأساطيرها على تجو مدهمش:
يعمر قلبه الحب للناس والعطف عليهم؛ في أن يسرق لهم النار ويجعلهم
مساوين للآلهة. في تراجيديا إسخيلوس"" العظيم المسماة بروميثيوس
مقيدا يشرح
إني تحت نير المصيبة أعاني
ونقلت إليهم خاسة شرارة النار بعيدان النرتيوك
فأصبحت لكل الفنون معلما
لقد جلب بروميثيوس الإغريقي النار للناس بعيدان الرت؛
ثبات ذو احتراق داخلي بطيء دون لهيب-
ولكن بمثل هذه الطريقة الداهية أيضا كلف الإله أولافايت مالك اللهب.
وهو بطل آساطير شعب جزر كراليني. طائره المخلص مفي بتقل النار إلى
الناس. وفي الأناشيد الهندية القديمة يحكى أن إله النار أكيني ولد في
الغابة كالبذار. وانتشر فنالك بين النباتات. قد يكون القدماء اعتقدوا أن
امتلاك النار جمل الإنسان أقوى بما لا يقاس. وقد عبدت التاركما
يحصل على النار فأشعلها من نار غيرهاء عندما تحدث الحرائق في الغابات
أو تثور البراكين. وقد اكتشف علماء الآثار عندما أجريت حفريات في كهف
شوجو كو ديان بالقرب من بكين آثار شعلة نار ظلت متقدة باستمرار في
المكان نفسه 500 ألف سنة.
لقد كان الاكتشاف الجديد العظيم؛ وهو تعلم الناس الحصول على
النار, الخطوة الأولى لامتلاك قوى الطبيعة.
وضع باحث من شبه جزيرة كمشاتكاس. ب. كراشينينكوف؛ في أعوام
7 - 1941 أول وصف مفصل عن حياة السكان الأصليين لشبه الجزيرة
يقول كراشينينكوف في بحثه المفصل «وصف أرض كمشاتكا» عن طريقة
الخشب الجاف ثقبت في نهايتها ثقوب مدورة., وبتدوير أعواد من الخشب
الجاف في تلك الثقوب حصل الكمشماتكيون على النار. وعوض عن
الصوفانا"" استخدموا عشبا مهروسا (تونشيتش) نفخوا من أعلاء الهباب
ويحملها معه. والآن ينقل الناس قدّاحاتهم المفضلة على قدّاحاتناء وذلك
لأنهم لا يستظيمون الحصول على النار منها بسرعة كما من قدّاحاتهم.
الأعياد الوثنية التي بقيت في أوروبا حتى القرن التاسع عشر تقريباء كانت
الشملات الطقوسية توقد حتما من النار الناتجة عن الاحتكا!
من الواضح أن النار قد استعملت في البداية من أجل التدهئة والإضاءة
فقط: ثم استخدمت من أجل طهو الطعام. ولكن الثابت للعلماء أن إنسان
حتى المنظر الخارجي والطاقة الجسمية للإنسان. إذ جعله أقوى الحيوانات
ألف كيلو كالوري لكل كيلوغرام من وزنه؛ أما الإنسان العصري فيصرف
ستة أضماف ذلك الرقم أي 750 ألف كيلو كالوري تقريبا ء
عبثا أن جميع الشعوب مرت, في إحدى مراحل تطورها. بمرحلة عبادة
النارء وإله النار في كل ديانة تقريبا هو أحد أكثر الآلهة جبروتا
للطبيمة بل تذ لهاء وذلك بإخضاعه لواحدة من أرهب قوى الطبيمة»
ولكن إمكانات توليد الطاقة عند الإنسان ظلت. كما في السابق, محصورة
بقوة عضلاته ومتانة عظامه. وخلال الملايين الثلاثة من السنين من تاريخ
الواقع لم يكن عنده متابع أخرى للطاقة. ويبدو بحسابات بسيطة, أن الرجل
يملك وسطيا؛ خلال تطوره الفيزيائي؛ «استطاعة. قدرها 0.1 حصان
وهي استطاعة تكفي الإنسان لكي يحصل على رزقه الضئيل ويحصن نفسه
كانت المتابع الأساسية للبقاء هي الصيد والالتقاط. ولم يغير الناس
مكانهم إلا عندما تضمحل متابع الرزق في المكان القديم أو تحصل كارثة
طبيعية تجبرهم على البحث عن مأوى جديد. لقد كان الناس في ذلك
الزمن سريعي النهوض؛ بضع أدوات صواتية. قليل من الجلد لبناء خص»
نعم والتار الغالية الثمن. هذا هو كل متاعهم. إن المقر القديم الذي هو ممر
في الغابة أو فضحة في حرج. والأقسام المحترقة من الغابة؛ سرعان ما
البدائية ببطء ورتابة. وخلال رحلات الإنسان
وتشاطاته البطيئة استوطن الأرض تدريجيا؛ واستصلح مساحات جنيدة.
وغرف الماله
بيد أن تسلق الشجرة عبر ملايين السنين من التطور لم يمر بلا أثر
ت الأدوات وتطورت؛ وتطورت اليد التي استعملتها . تطور الدماغ
الذي وجه تلك اليد . واستمرت ببطء وصعوبة عملية «تطور الإنسان» عبر
الزمن المقدر بآلاف السنين). ذلك الإنسان الذي وجد عالم الآثار الفرنسي
لارته رفاته تحت طبقة سميكة من الترسبات عبر قرون عديدة؛ في مفا:
كرومانون. وقد أعاد علماء السلالات البشرية وعلماء التاريخ والنحاتون
تكوين الرفات على هيثة الجمجمة لأولئك الذين تنتمي إليهم أول خمسة
هياكل عظمية حصل عليها .
ووضعت الهياكل أمامنا بشكلها الجميل والقوي والشبيه تماما بنا. إن
هؤلاء الناس لم يعرفوا بعد الزراعة وتربية المواشي ولم يعرفوا شيئا عن
المعادن. ولكنهم كانوا جاهزين لخوض قتال فردي ضار مع قوى الطبيعة.
تطورث أدوات العمل بسرعة؛ وأصبحت أكثر تنوعا . فإذا استعمل إنسان
مقاشط لسلخ الجلود)؛ فقد وجد مع رفات إنسان كرومانون سكي عشرون
من الأدوات الحجرية والعظمية: إبر. مسلات. أسنة للرماح. ووجد علماء
الآثار أول مقويات للعضلات: القوس والرمح؛ التي سهلت عملية الصيد
المعاونون الأوائل
كان الكلب أول الحيوانات المدجنة. هذا أمر ثابت على نحو أكيد . وقد
وجدت عظام كلاب أثناء الحفريات في موطن إنسان العصر الحجري
القديم. وهي الأجداد الأوائل لتلك الأعداد الكثيرة الحالية من أجناس
مساعدا للطقام يكل بعباظةء ٠
ة أخرى قيمة عند ذلك الحيوان:
إذ تبين أن الكلب قادر على أن يحذر مسبقا من اقتراب وحش أو سارق»
ويساعد على اقتفاء أثر فريسة مطلوبة. ويمكن أن يستخدم حتى في الجر
عندما أدرك الإنسان البدائي أن الحيوانات البرية يمكن أن تصبح مساعدا
والطيور. وقد نجح التدجين أحياناء وأحيانا لم ينجح. فمربي المواشي مثلا
لم يفلح في تدجين وحيد القرن - آلة حية مقاتلة - أوفرس النهر - مستودع
من اللحم ذاتي الحركة - ولكن الفيل من ناحية أخرى لا يزال صديقا
من تسعة إلى عشرة آلاف سنة وصلت الإنساتية إلى حدود جديدة.
ازداد تطور الأدوات الحجرية. ابتدع أول الحيوانات البيتية «ثورة العصر
الحجري الحديث» كما يسميها بعض المؤلفين. فقد تم الانتقال من الصيد
والالتقاط إلى الزراعة وتربية المواشي.
حياة الإنسان. إن القطيع ليس فقط احتياطيا من اللحم والجلد . إنه أيضا
شواغل إضافية كبيزة. فيجب إطعام الحيوانات حتى في الشتاء عندما
يكون العلف في كل مكان نادرا أو غير موجود . في ذلك الوقت كان العلف
الشتوي الأساسي؛ كما وضح الباحثون. أغصانا غضة من شجر الزيزفون
بإمكان مالك الحيوانات ترك فأسه الحجري من يديه. بالمعنى الحرفي
وقد احتاج الإنسان إلى أدوات أخرى. لا إلى الفؤوس الحجرية فقظ»”
البطيئة والقادرة على جر المحراث أو عربة المحصول.
بيد أنهم أخذوا بالحسبان خواص نوا
جديدة. ولا لم يكن هناك مكان يستطيع المزارع فيه أن يحصل على الجلد
للمليس, فقد نشاً الغزل والنسيج. واحتاج الإنسان أكثر فاكثر إلى الأوانية
فتطورت حرفة الفخار . وكان التعدين قد تظور بسرعة في العصر الحجري
الحديث. ووجد كثير من مناطق الاستخراج القديم للصوان. في السويد
استخرج الصؤان وقتثذ من سطح الأرض. مع أنه في أحدث المناجم يستخرج
من آبار عمودية عديدة تتفرع منها سراديب أفقية . وفي مكان استخراج
مئات الكيلومترات. وأصبح حتميا ظهور تقسيم جلي للعمل: فواحد من
القبيلة استخرج الصوان. وآخر صنع أدوات عمل منه. وآخر اهتم بالتسويق.
فنشآت تركيبة اجتماعية معقدة. وفي بتاء تلك الكتلة الصخرية للنظام
القبلي ظهرت أولى الصدوع.
البداية على النحاس وخلائطه - البرونز. وقد تطلب علم الفلزات من
الصانع الماهر القديم خبرات جديدة وتعمقا في التخصص.
وأخذت المقايضة ووسائل النقل تتطور, قتوسمت حلقة اختلاط الناس»
مما أدى إلى تبادل شديد للأفكار والمعارف والمهارات. تمت متطلبات
إن كل مرحلة جديدة للتطور التاريخي وتفقد في النشاط الاقتصادي
» أن يكتسب خبرات ومعارف
من منابع العلم
في نهاية الألف الخامس وبداية الألف الرابع قبل الميلاد تشكلت أولى
قادوا الشكل الحضري للحياة في ذلك الزمن. وبمقدار ما كانت الحاجة
إلى المياه لري الحقول نشأت الدول غالبا بالقرب من الأنهار الضخمة.
تميز هذا العصر باختراعات عظيمة أهمها الدولاب.
ظهرت عند السومريين منذ عام 3500 قبل الميلاد. عربات ذات عجلات
ما لبثت أن انتشرت بسرعة عند الأقوام الأخرى. وقد سمحت العربات
شتبيا بنقل الغامات والمعادن والمنتومات الشنكمة بسهوالة. وازدفزت
مكانا في الحيا وجميع انواع العمل محترمة. وكل إنسان يعمل ما تراج
وهنا انفجرت أول أزمة للطاقة في تاريخ البشريةفقد اكتشف نقص
كارثي للطاقة. ولن ننسى هنا أن الكلام يجري عن عصر الطاقة الحية.
حين كانت المنابع الوحيدة للطاقة, هي القوة الشخصية للإنسان وقوا
الحيوانات. وفي غضون ذلك تظلبت الزراعة المروية بناء منشآت السقايا
يقد امنتشراح الخلنات أنثر اكت يمتدار ماتدت المكامن التوضنة
الأمر أكثر فأكثر إلى إنتاج السلع للتبادل. ولذلك لم تمد قنوى المضلات
الخاصة تكفي تماما . وللخروج من هذا الوضع كان يجب أن يعمل أحدهم»
للآخر. أن يصبح عبدا له. هكذا يمكن أن تكون. من وجهة نظر توليد
الطاقة. محاولة شرح ظهور الرق ومجتمعات الرق. ومن الطبيمي أن وجهة
إن استعمال القوة العضلية للعبيد استعمالا واسما زاد إمكانات توليد
الطاقة في المجتمع. وسمح بالسير خطوة للأمام. وقد تطلبت جهودا هائلة
أعمال الري والسقاية لأراضي الشرق القديم كله: مصر وبلاد مابين
النهرين وآشور-
وبمساعدة العبيد فقط كان ممكنا شق القنوات من أجل الري أو تحويل
المياء من الأماكن المفمورة بها . أوروكفينا الذي استولى على السلطة في
لاغاشة. إحدى المدن القديمة لآشور. في بداية الألف الثالث قبل الميلاد.
أقام في عاصمته خزان ماء احتياطيا سمته أكثر من ماثتين وعشرين ألف
لترء وقد استعمل في سقاية الحقول في أوقات الجفاف. إن الحفريات قد
ساعدث على إيجاد شبكة مجار مائية معقدة ومتفرعة؛ مقامة على قناطر
مرطعة. تعمل منذ قديم الأزل في آشور. تبوخذ تصر أحد القياصرة
المشهورين الأخيزين في بابل يسمى نفسه بزهو:«مفرق الحقول». هيرودؤت
الامبطناعي جريان النيل وأجيره على السير قي مجرى جديد؛ وفي كان
لق شيدت الجيوش الجرازة من العبيد متشات شنطبة, ارام مسر
حالم القيب, إن مي العمل المبثولة في بناء الأهرام ده اكن, قهرم .خوفظور
ثلاث عشرة ستة. لقد توضع مليونان وثلاثمائة ألف
من الكتل الحجرية الضخمة بدقة بحيث لا يمكن حتى الآن إدخال إبرة
ازداد عد العبيد. وزاد الطلب على قوة عملهم. وقد اسنتتخدم كثير من
العبيد في التسيج. عرف النسج في كل مكان في العالم متذ آريمة آلأفة
سنة قبل الميلاد؛ ولكن الاكتشافات الأثرية العديدة للأنوال البدائية في
المقابر القديمة تدل على أن النسج أقدم من ذلك بكثير. ولكن إذا كان
النسج قديما مهنة بيتية واشتفل به كل فلاح عندما لم يكن عنده أعماله
حقلية؛ فقد أنشتت في مصر القديمة ورشات للنسج, مما سمح بإنتاج
إحدى أوراق البردي القديمة؛ لعمل الحائك: «الحاكك اخل البيت» وهو
آسوأ حالا من المرأة رجلاه على بطنه. لا يتنفس الهواء. واذا لم يعمل في
كانت أعمال التعدين الصمبة ترتكز على عمل العبيد وحدهم أيضا
ومن أجل بناء المعابد والأهرام والقصور كانت هناك حاجة إلى كثير من