المعهد على ما قدموه من مساعدة أثناء إعداد هذا الكتاب. والله الموضق
د سود عياش
اكتوبر 1900 +الكويت
لم يعد موضوع الطاقة أمرا يقتصر الاهتمام
الأطر ليصبح موضع اهتمام الجميع بفض النظر
أن يتوسع الاهتمام بموضوع الطاقة بهذا الشكل
الطاقة في مناطق تواجدنا بشكل خاص وفي العالم
بشكل عام. فلم تعد الطاقة تؤثر في مستوى رفاهنا
وقد برز الاهتمام بموضوع الطاقة في العقود
أواخر عام 1973 م. وقد تأكد للجميع عقب
التطورات أن المسألة ليست مرتبطة بتفير أسمار
النفط والغاز بل إنها أكثر أهمية من ذلك وتتعلق
بقدرة المخزون الاحتياطي من هذه المصادر: وغيرها
من المصادر القابلة للنفاذ. على تلبية الطلب المتزايد
على الطاقة من جانب دول العالم المختلفة. لقد
بدأ الأمر آنذاك وكأن العالم قد صحا من حلم
جميل ليواجه حقائق لا مهرب منها
وكانت النتيجة المنطقية لتلك الصحوة أن أخذ
العالم يبحث عن حلول بديلة على أمل أن انتقالية يستطيع
أثناءها الانتقال من الاعتماد على المصادر الأحفورية للطاقة إلى الاعتماد
على مصادر اكثر ديمومة واقل تلويثا للبيكة. ولم يكن في جعبة الإنسان
الخيرة وتسخيرها لخدمة استمرار تطوره الحضازيء
وقد يتساءل بعض الناس عن جدوى اهتمام هذه المنطقة بموضوع مصادر
النقاش البراغماتي المتعلقة بالفرائد الاقتصادية ومصلحة الأجيال القادمة
وغيرها من الأسباب المقنمة الأخرى لنصل إلى التأكيد على حقيقة أهم من
فلم يحصل في التاريخ البشري أن استطاعت مجموعة بشرية العيش طويلا
وتذكر على سبيل المثال لا الحصر آنه حصل أن تبنينا في المقدين
الماضيين.تحديداانماطا من الممازة والبناء لا تتناغم وابسط المعظيات
ختلفة؛ منها اختفاء ذلك التراث المعماري العظيم الذي خلقه لنا
ممكنة في بيوت وبنايات عيبها الأساسي انها غريبة ومغترية من بيئتها .
من هذا المنطلق ترى ضرورة وأهمية التطرق إلى مصادر الطاقة البديلة
كجزء من اهتمام أعم وأشمل بالبيئة ومعطياتها . وبهذا تسقط الكثير من
الحواجز بين الفرد المادي والفرد المختص, ذلكم أن الأمور تطرح هنا
ضمن بعدها الاجتماعي والبشري لا الأكاديمي المجرد فقط. وقد حاولنا
جهدنا أن تطرح المواضيع الواردة في هذا الكتاب ضمن هذا التصور دون
الإجحاف بحقوق الحقائق العلمية مع عدم الفرق في الترف الأكاديمي.
يقع هذا الكتاب في تسعة فصول تغطي معظم مصادز الطاقة البديلة
والمسائل المرتبطة بها . ففي الفصل الأول نتطرق إلى وضع الطاقة على
في نهايته بضرورة البحث عن المصادر البديلة وتطويرها كمهمة ملحة
وعاجلة. وفي الفصول الستة اللاحقة نتظرق إلى المصادر المختلفة للطاقة
فطاقة المد والجزر ثم الطاقة الحرارية ني باطن الأرض. ومن ثم نتطرق
إلى المخلفات الحيوية ومحاصيل الطاقة والى الهيدروجين باعتباره وة
مستقبليا .وآما في الفصل السابع فسنتطرق إلى موضوع الطاقة الشمسية
بشكل مفصل. وقد عملنا على التوسع في موضوع الطاقة الشمسية لأهميته
الكبرى وعلاقته بظروف المنطقة البيئية. وحاولنا أن تقدم موضوعا يصلح
في تقديرتا من يود الاطلاع العام وذن يرغب في ممرفة تفاصيل اكثر حول
ويتناول الفصل الثامن موضوع حفظ الطاقة وصيانتها . وقد أفردنا
ائم في العالم يتطلب أقصى درجات العقلانية في التعامل
مع مصادر الناقة ويتتالب شرورة التعامل مها من متظلق أن اهالت
الطاقة وسيلة لخدمة أغراض الإنسان وليس هدفا في حد ذاته. أما الفصل
التاسع والأخير فيتناول بعض الخصائص المامة لمصادر الطاقة البديلة
إضافة إلى التطرق إلى إمكانات ومجالات تطويرها المستقبلي.
وضع الطاقة اله
وضع الطاقة على الصعيد
العالي
تقول الأسطورة اليونانية إن بروميثوس أعطى:
أو تعلم الإنسان فيها سر النار وهو يسعى في طلب
المزيد والمزيد مهنا كأنه لا حدود لاحتياجاته
ومتطلباته من النار. والنار التي نقل بروميشوسن
إدراك الإنسان الأول لسر الطاقة وأهميتها في
لمصلحته. وتزيد في ذات الوقت من قدرته على
السيطرة على الطبيمة وعلى الكاثنات الحية فيها
ليتحول تدريجيا إلى سيد للطبيمة وأقوى كائن حي
ولو جاز لنا أن نقرأ التاريخ البشري من وجهة
نظر الطاقة لوجدنا أن الحضارة الأقوى في التاريخ
هي تلك التي كانت تجيد استعمال الطاقة بشكل
أكثر فاعلية وإنتاجا من الحضارات الأخرى. فالذين
اكتشفوا النار في البداية كان باستطاعتهم حرق
مناطق أعدائهم والتغلب عليهم. وكان باستطاعتهم أيضا أن يصهروا الممادن
لصناعة الأسلخة والأدوات للسيطرة على شعوب أخرى ودرء أخطار الكائنات
الحية الأخرى بل وصيدها وزيادة مخزونهم من الطعام, والذين اكتشفوا
قدرة الرياح على تحريك السفن الشراعية كان باستطاعتهم الانتقال والتاجرة
واكتشاف مناطق جديدة والسيطرة عليها وضمها إلى ممتلكاتهم ومناطق
وتتضح لنا أهمية الطاقة في تشكيل التاريخ البشري إذ
تاريخ العالم في القرون الثلاثة الماضية. ففي تلك الفترة كان الإنسان يدخل
عصر استعمال الفحم الحجري كمصدر للطاقة بديلا عن الأ.
تم للأمم التي تمتلك احتياطيا كبيرا من الفحم الحجري أن تتطور بسرعة
اب؛ وقد
أكبر من غيرهاء وتم لإحدى هذه الأمم (بريطانيا) أن تبني إمبراطورية
شاسعة وأن تصبح أقوى دول العالم. إلا أن اكتشاف التفط واستعماله
كمصدر للطاقة إضافة إلى ما يتمتع به من ميزات على الفحم قد جعل منه
سيد مصادر الطاقة وأعطى المتعاملين به إمكانات أوسع للتفوق على الآخرين.
وهكذا ترافق صعود الولايات المتحدة كقوة عظمى في العالم مع اكتشافها
للنفط واستخدامه. وفي العقود القليلة الماضية دخل الإنسان عصر الذرة
الذي ظهر فيه عملاق آخر في العالم إلى جاتب الولايات المتحدة ونقصد
بذلك الاتحاد السوطيتي.
وبالطبع, لم يكن توفر الطاقة ومصادرها هو العامل الحاسم في التاريخ
البشري إذ أن كل المصادر المعروفة للطاقة كانت موجودة في الطبيمة منذ
قدوم الإنسان . بل إن العامل الحاسم والمهم كان وسيبقى قدرة الإنسان على
استفلال هذه المصادر وتطويمها لخدمة أغراضه آيا كانت؛ صدوانية أو
والتعامل معها وبالتأكيد فإن كيفية الاستخدام والتطويع والتعامل هي التي
قلنا أن اكتشاف الإنسان للطاقة واستخدامها كان يزيد من معارفه
الوقت يزيد من قدرات الإنسان على اكتشاف المزيد من مصادر الطاقة
وضع الطاقه على الصعيد العالمى.
يرفع من مستوى استخدامه للمصادر القديمة والحديثة. وهكذا
فقد دخل موضوع الطاقة في سلسلة من الارتقاء كانت كل حلقة فيها تفتح
الآفاق أمام الوصول إلى حلقات أخرى. فمثلا دخل الإنسان عصر الفحم
الحجري في الفترة التي كانت فيها غابات أوروبا تضمحل وتتحسر زقعتها
الحجري إلى استمرار الثورة الصنتاعية في توسفها وتطورها. ومع أواخر
القرن التاسع عشر حين كانت هناك بعض الأصوات التي تحذرمن استتزاف
الاحتياطي المؤكد من الفحم الحجري كان العالم يدخل حمر النفط ولم
تمض فترة قرن واحد من الزمان حتى كان الكثير من الأجراس تقرع منبهة
إلى آن عصر النفط يقترب من تهايته ولابد من البحث عن مصادر بديلة.
الطاقة النووية وازداد الحديث ليس فقط عن مصادر الطاقة بالانشطار
النووي بل ون تطوير تكنولوجيا الاندماج التي إن تجحت فستمنح الإنسان
أدى التطور الأرتقائي لمصادر الطاقة إلى تكوين قناعة عامة بأن العلم
لتقديم حل للأزمات التي قد يواجهها الإنسان؛ وقد تبدو هذه الفكرة وسادة
مريحة تضع عليها رؤوسنا وتريحها من عناء التفكير بمشكلة العصر التي
هي محدودية مصادر الطاقة الحالية. وتحديدا مصادر الطاقة الاحفورية
من. فحم وغاز ونفط. غير أنه لم يعد بوسعنا أن نفمض أعيننا عن محدودية
مصادر الطاقة الحالية ولا أن نضع كل البيض في سلة العلم والتكنولوجيا -
وحيا قة الاندماج النووي كحل لأزمة الطاقة
يقصد في الواقع خلق شموس الحجم جدا على الأرض تصل
درجة حرارة بعضها إلى مائة مليون درجة؛ وبعبارة أخرى فانه يقصد خلق
يتحدث أحد العلماء عن طاز
المتمثلة بمفاعل الاندماج النووي
وستقوم في هذا الفصل بالتطرق إلى وضع الطاقة على الصعيد العالمي
وتحديد ملامح الصورة كما يراها ذوو الاختصاص. وستتظر إلى
مصادر الطاقة الحالية الشائعة الاستعمال والزمن الذي يمكنها أن تصحبنا
أو آن نصحبها فيه. وفي خلال هذه الفترة سيتعين على الإنسان اختيار
الطريق الذي سيسلكه لتأمين حاجته من الطاقة في المستقبل. وستتطرق
إلى وضع الطاقة على الصعيد العالمي بمعالجة الجوانب التالية:
* المصادر الحالية للطاقة.
* الاستهلاك الحالي والمستقبلي للطاقة.
* المصادر المستقبلة والبديلة
المصادر الحالية للطاقة'''
الملقصود بالمصادر الحالية للطاقة تلك المصادر التي تزود البشر بالجزء
الأساسي والأكبر من احتياجاتهم من الطاقة. فللآن مازال بعض الناس
يعتمدون على أخشاب الأشجار في تلبية جزه من متطلباتهم من الطاقة.
كما أن بعضهم الآخر مازال يعتمد على الحيوانات في التنقل وحمل الحاجيات
والحراثة. ونجد بعضهم يستخدم مصادر الطاقة امتجددة كالطاقة الشمسية
جمباد الشرخ.
يمكننا تقسيم مصادر الطاقة الحا
في العالم إلى ثلاثة أقسام أساسية:
-١ مصادر الطاقة الاحفورية وهي التي تشكل غصب مصادر الطاا
ب النقط
مدت تمذ 93 .6ع :1976.8 لمسلينتا مهما حبك لمه يفلتلا عامل
وضع الطاقه على الصعيد العالمى
2 المصادر الماثية والمقصود بذلك مصادر الطاقة الكهربات,
الأنهار
3- الطاقة النووية ويقصد بها محطات توليد الطاقة الكهربائية باستعمال
الحرارة الناتجة عن عمليات الانشطار التووي في المفاعلات النووية.
-١ المصادر الأحفورية
ائعة في تفسير تكون مصادر الطاقة الأحفورية إنها
تكونت جميما من تحلل كائنات حية في بيئة معدومة الهواء. وقد نتج عن
هذا التحلل تكون مواد عديمة بعمليات التحلل اللاحقة. بمعنى أن
عمليات التحلل اللاحقة لم تؤثر في مخزون الطاقة في هذه المواد وان
كانت قد أحدثت بعض التغيير في تراكيبها العضوية. وتشترك مصادر
الطاقة الأحضورية في أنها تتكون جميما من مواد هيدروكربونية (مركبات
الكربون والهيدروجين) إضافة إلى نسب مختلفة من شوائب أخرى كالماء
والكبريت والأوكسجين والنيتروجين وأكسيد الكربون. وتختلف نسبة الكريون
والهيدروجين في المصادر الأحفورية من مصدر إلى آخر, فالفحم مثلا
يتكون من الكربون بشكل أساسي. وبشكل عام كلما ارتفعت نسبة الكربون
أو الهيدروكربونات في المادة ارتفمت كمية الطاقة المخزونة فيها؛ وتتكون
مصادر الطاقة الأحفورية من المواد التالية
أهمية الفحم الحجري كمصدر للوقود في عصر الثورة الصناعية
نتشر استعماله إلى بقاع أخرى من الأرض حيث
يتوفر مخزون منه. ويندرج تحت مفهوم الفحم الحجري عدة أنواع من
الوقود تختلف في تركيبها العضوي وكمية الطاقة المتورة في وحدة الوزن
منها. وأهم أنواع الفحم هي
يعتبر الخث الحلقة الأولى في مسلسل تكون الفحم بمعنى أنه لم يتحول
إلى فحم بصورة نهائية بل يتميز بوجود بقايا النباتات فيه. والخث مادة
طرية بالمقارنة مع أنواع الفحم الأخرى ويحتوي على نسبة كبيرة من الماء
تصل إلى 790 ويحتوي على نسبة قليلة من الكريون وبعض المواد المتطايرة.