الإنسان وتفاهله البسيط
مع التروات المعدنية
تناول السلف من عرب ومن عجم,؛ في سائر
إلى المعرفة منا في زمانناء ولا هم بأقصر باعا في
التطور العلمي المنظم من رجال غصرنا هذا بل أن
النشأة الأولى للكون كانت مثار الجدل منذ وعي
تجريبية وأسطورية متقولة تداولتها شعوب البشرية
الأولى. وكانت جميعها تسلم بوجود خالق لهذا
الكون.. ومع تطور البشر. كان اليونان القدماء, اكثر
وعلى رغم أن الإغريق هم الذين قاموا بقسط
وافر؛ من الكشف عن المعالم الأولى للفضاء»
وأضافوا إلى علم الفلك أشياء مهمة. إلا أن الكهنة
في حضارات الأودية كاتوا قد منينقوهم في ذلك
بمدة كير خصوصا قيما كان يتعلق يرصد النجوم.
ولقد بلغ علم الفلك عند الإخريق. أعلى مراتبه في
مدرسة الإسكندرية؛ على يد امال «تيموخارس
و بعد اليونان جاء العرب. فقد بنى المأمون مرصدا عظيما في بغدادء
حيث باشر أبو معشر رصد السماء؛ واستطلاع أبراجها . وأعقبه ابن يونس»
ثم أبو الريحان محمد بن أحمد البيروتي (973- 1048) الفلكي المرموق
والعالم العربي الجليل صاحب «القانون المسعودي في الحياة والنجوم».
الأرض وغلافها الجوى:
عليها برجلين أو أربع أو أربعين؛ إلى ما طار في هواء بأجنحة إلى ما سبع
في ماء بذيل وزعنفة.. مخلوقات ومخلوقات. مائتا مليون من الأجناس
الإنسان رأس الخلائق جميما على ما نعرف؛ وهو منذ تحضر طارد أكثر
الهواء؛ أما البحار فيحمي أحياءها من تمدد الإنسان بمدنيته ماؤها. إلا أن
تسهل سكنى الماء؛ وتؤلف كآلفة البر
معاني الوحدة كبير. والنبات مجمع بين الماء بما فيه من أملاح ذائبة؛ هي
أصلا من تربة الأرض ومما دنهاء وغاز في ١ لهواء-.غلاف الأرض ١ لجوي-
هو اكسيد الكريون و يصتع منهما ما شاء من غذاء سكر وبروتينات ودهون
اشتراط تواجد شيثين هما : المادة الخراء وأشعة الشمس.
بالنظر لأن الكائنات الحية الأولى لم تترك آثارا . و يذهب ١ العلمي
قد مر على الأرض حين من الدهر طويل بين فجر الحياة وتكوين الحفريات
فقد صار نسيا منسيا.. ثم إن بدء تكوين الحفريات كان نقطة تحول في
تاريخ الحياة على الأرض.. فظهور الحفريات الأولى يسجل التاريخ الذي
واحدا
الإنسان وتفاعله البسيط مع الثروات المعدنية
تاريخ الأرض إلى أحقاب متميزة. وقدروا عمر كل حقب منها؛ وحددوا مداه
وفقا لحساب التظائر المشمة. وتتلخص الأحقاب التي تماقبت على الأرض
١ الحقبان الأركي والأول القديمان منذ 2000 مليون سنة إلى 500 مليون
سنة؛ وهي فترة طويلة جدا من
من الستين الأولى منها قبل أن تتميز الحياة على الأرض بصورة واضحة.
2- الحقب الباليوزي (الحياة القديمة) من 500 مليون سنة إلى 200
اكثر تعقيدا .
3- الحقب الميزوزوي (الحياة المتوسطة) من 200 مليون نسمة إلى 70
مليون سنة؛ ومعه مزيد من تطور الحيا؛
4 الحقب السينوزوي (الحياة الحديثة) من 70 مليون سنة إلى الآن؛ وقد
الجزء الأخير مته ظهر الإنسان»
الأرض استفرقت نحو ثلاثة أرباغ
ات. وفي
كربون 4
احدث المقاييس العلمية التي تقاس بها عصور ما قبل التاريخ مقياس
الكربون 14؛ شصف ذرات هذا الكربون تتحلل في بقايا الأجسام الحية
خلال 5568 سنة يعمل فيها حساب فرق التقدير بنحو 30 سنة إلى الزيادة أو
إلى النقصان. فإذا جمعت بقايا العظام أو الفحم الحجري فمن الممكن
تقدير ما فيها من كربون 14: وتقدير الزمن الذي انقضت فيه حياة الكائن
الحي الذي تخلفت عنه تلك البقايا على حساب المقدار المتحلل من ذلك
الكربون. فإذا كان هذا المقدار نصفا. فقد مات ذلك الكائن الحي قبل 5548
يزيد عد القرون كلما نقصنت تسبة البقية الباقية من ذلك الكريون 14
بالمقابلة بينه وبين الكربون ١2 (التسمية بمقدار الوزن الذري) مع ذلك
إذا أخننا ذلك في الاعتبار بجانب أن غالبية الأديان الكبرى لم توجب
عمرا محددا لخلق الكون أو لخلق الإنسان نجد تاريخ الإنسان على الأرض
يعود ألوف القرون إلى الوراء: وكشفت التقديرات العلمية عن أن أقدم
بقايا لجسوم بشرية هي ما وجدت في أقاليم الجنوب الأفريقية, وقريب
منها بقايا الإنسان التي وجدت في القارة الآسيوية بين الصين و بلاد
تطور ال]خط
قراءة التاريخ المكتوب تتظلب أن تعود به إلى اقدم الوثائق بداية. ومن
ثم؛ تتتبع تسلسل الحوادث في سير الزمان. أنا إذا أردنا أن تحل رموز
الوثائق الجيولوجية فان علينا أن تعكس منهجنا؛ وان تبدأ من المعلوم ثم
لتفسير ما وقع من الأحداث في العصر الذي سبقه مباشر
مخ خاشرتاء ستممضي وحشمل العام الحديث في ينا تتتق الضديع.
فالأقدم؛ ثم الأكثر عمقا في المجهول ولقد وجد أن ما يتسق مع ذلك
التسلسل البحثي هو دراسة الأسانيد التي ادخرت في ١! 0
الكهوف ثم المدرجات النهرية؛ ثم الرواسب الجيولوجية الأقدم والأكثر عمق
ابعد من التاريخ, أو تاريخا لأحداث وقمت قبل أن يكون في الدنيا يد حاذقة
قادرة على التسجيل بآلاف السنين.
القبور والكهوف:
والتنقيب في القبور القديمة, وجمع ما فيها من أدوات. كالأسلحة والحلي
الحضارة الآنية والعلم الحديث من تقسيم قبور ما قبل التاريخ إلى ثلاثة
قبور بها أسلحة وحلى من البرونز وأدوات من الحديد
(شكل - 0
وهذا التقسيم دل على تعاقب ثلاثة عصور, فالمقابر ذات الأدوات
البرونزية أقدم من ذات الأدوات الحديدية. والتي تحتوي على أسلحة من
الحجر أقدم من التي تضم أدوات من البرونز !.. أذن هناك عصر حجري
وعصر برونزي: وعصر حديدي. وكانت تلك بداية أسلوب جديد في كتابة
التاريخ, تحول إلى علم مقن ألقى بأشعته على كثافة المجهول.
هذه الكهوف من الأحجار الجيرية كانت ملاذا وسكنا استعملها الإنسان
القديم, في حيانه اليومية, أو لدفن موتاه؛ خلال أحقاب طويلة من الأزمنة
القديمة. ولم يكن سكان الكهوف هؤلاء ممن يمنون بالنظافة؛ فتراكمت في
وساعد على دفنها بسرعة ما كان يهب عند فوهات الكهوف من أتربة. أو
يتساقط من أسقفها من قطع صخرية أو رذاذ ماء محمل بالأملاح الجيرية.
أقدام أو تجوها من مختلف الطبقات؛ تمثل كل منها سجلا تاريخيا طال
وهكذا عادت الكهوف بتاريخ الإنسان إلى أبعد مما وقفت عنده أقدم
القبور واستفرق عصر الكهوف مرحلة طويلة من مراحل الزمان, وكان لا بد
الحديثة 005ه»! سمي عصرها؛ بالعصر الحجري الحديث. وأما الأدوات
القديمة «افاه:ثلة! وسمي عصرها بالعصر الحجري القديم.
اقصة الا نسان بين القبور والشهوف: -
كانت في الكهوف طبقات؛ وكان من الميسور التمييز بين طبقة وأخرى
من طبقات أرض الكهف. بما تحتوي عليه من أتواع الأحجار القديمة:
تلاه بالنمط الذي صنعت به أدواته الحجرية. مع تتابع الأنماط بشكل عام.
تستفرق زمنا طويلا. فهي أذن لعصر بعينه؛ أو لفترة بذاتها . وتسمت تلك
الفترات بحسب أماكن اكتشافاتهاء ومع المضاهاة والترتيب؛ ونسبة تلك
الفترات بعضها إلى البعض الآخر كانت قصة الإنسان مسجلة في الترية
القترة الأشيا
العضر الحجري الحديث (من 8000 إلى 2000 سنة ق. م) وبمدها عصر
نحو 40 آلف سنة ق. م) يعد أقدم العصور الكهفية ١ ويزيد من
أهميته. أنه يحتوي على عظام وثقافة جنس من البشر يختلف كل الاختلاف
وعرفوه باسم (إنسان النيندر) 1488 (1880008:13 تميز ذلك المخلوق بجمجمة
مشيتهم. وقد انقرض هؤلاء القوم عند نهاية العصر المستيري.
بواسطة المخلفات الكيفية تمكن الإنسان في العصر الحديث من تتبع
التاريخ إلى الوراء؛ خلال أمد ا قرابة أربمين ألف عام أو اكثر, حتى
بلغ زمنا كانت تعيش فيه أناس تختلف عنا تمام الاختلاف. كما سبق الوصف.
ولكن جسم هذا النوع؛ وسعة حافظة المخ فيه؛ وطرائق معيشته. جميعها
العلم الحديث إذا أراد أن يبلغ مطلع الإنسانية بأكثر من ذلك؛ أن يلجأ إلى
نوع آخر من التاريخ, ذلك هو النوع الذي سطرته الأنهار ومجاري المياه.
فالنهر.آي نهر لا يستقيم في سيره قظ. وإنما يتخذ أكثر من مجرى على
ثم؛ لا يكون قاع النهر بما تكدس فيه؛ وما حمل إليه من بقاع شتى؛ شريطا
طويلا ضيقا وسط الوادي. وإنما يكون طبقة متسعة تحت حقول الوادي
من حول المجرى. وبهذا يخط كل مجرى من مجاري الأنهار شيئًا من التاريخ
على قيعان الوديان: أو كما يقول البعض: كآن الطبيعة كانت تعجب بأعمال
الإنسان في الماضي: فابتكرت مجاري الأنهار لتحتفظ لها بسجل ما قام به
من أعمال على أرصفتها ومدرجاتها. على طول جوانب الوديان العميقة.
بدأ بالقبور القديمة. ثم بالكهوف ثم هو حاول حل رموز تاريغ الإنسان.
المستخرج من السجلات التي دونتها الأنهار... و ينجح في المحاولة ويصبع
هذا الفن علما من العلوم الحديثة. للبحث عن بدايات طريق البربرية أو
البشرية في هذه ١
وليس معتى أن تدخل في حلقة جديدة من حلقات التاريخ. أن هتاك
حدا فاضلا بين هذه وتلك» من الحلقات التاريخية.؛ بممنى انتهاء عهد
الكهوف بحضاراتة؛ ليبتدئئّ عصر السجلات النهرية بحضارات أخرئى
أحدث طبقات المدرجات الدثيا للسجلات الثهرية, أو أقربها إلى السطح»
نفس السجلات التي وجدتاها في الكهوف: أي نفس تتابع الأدوات عينها
الصوانية. وآنواع الحيوانات المنقرضة بذاتها. وأشكال العظام الإتساتية
عينها . ولذلك نستطيع أن تفض الطرف عن أحدث مخلفات المدرجات
على الإشارة إلى ما تدل عليه من اضطرابات أحدثها الجليد وهي لذلك
تقع جميعها ماعدا الجزء الأقدم من الفترة المستيرية إبان العصر الجليدي
الأمد؛ لا يكاد يمرف عنها شيء وسميت باسم ما قبل الفترة الأشيلية.
وترجع بنا مخلفات ما قبل الفترة الأشيلية تلك إلى العهد الذي يطلق عليه
علماء طبقات الأرض: اسم العهد الأحدث 014:00000# ولهذا العهد أهمية
كبرى لدى العلماء الذين يدرسون تطور الإنسان. قفي فجره؛ اكتسبت
من فصول تاريخ المعالم؛ سميت باسم (الحقب الرابع) 7ان00:0ت0, يفصل
زماننا-اليوم عنها قرابة 200 ألف سنة في عرف البعض, و يصل إلى مليون
سنة في رأي الآخرين. وتلك هي المراحل التي بلفها ضوء العلم الحديث
ولقد كان من محاسن الصدف أن الإنسان قد بكر غاية التبكير في
أمكن تصور بعض الصفات. فهو لإنسان ضخم قوي؛ لا يوجد له بتلك
الصفات شبيه بين الأجناس البشرية المعروا ٍ
فترات العهد الجيولوجي الحديث. على بقايا حفرية لتوعية أخرى من
الأناسى سموه إنسان بلتدون هف 111:00 نسبة إلى مكان عثروا عليه فيه.
في إنجلترا وأعيد تصوير الجمجمة. وصولا إلى التعرف على حجم المخ؛
الذي قاد صاحبه ذاك, في تيه الحياة. عبر طريق للبربرية طويل. ووجد أن
مخ ذلك الإنسان البلتدونى. من حيث الحجم؛ اكبر من متوسط مغ الأجناس
البشرية الدنيا التي تعيش الآن. ولكنه من حيث صفاته اكثر سذاجة و
في صفات جمجمته من الإنسان الحديث. حتى ليمكن القول بأنه اقرب
واستمرارا في العودة إلى الوراء في غياهب الماضي. نترك العهد الأحدث
:ه0180 الذي وضع على رأس سلسلة الحقب الرباعي؛ لنمضي إلى
العهد الحديث المتأخر *«0:م0اظ الذي سبق البليستوسين.
وعلينا الآن أن نمضي للبحث في مستقرات أخرى, فقد تقدم دليلا أو
بخاصة إبان فيضانه. يحمل نماذج كاملة أو مهشمة من جميع الكاثنات
التي كانت تعيش وتنمو بين المرتفعات المحيطة بضفتيه, ليلقي بها عند
مصبه؛ أو ما جاوره من شواطئٌ فتفوص في القاغ. ؛ وتتكون منها سجلات
جيولوجية. من ذلك يتضح أنه عند الشروع في البحث عن مخلفات إنسان
العهد الحديث المتآخر كانت المجاري النهرية منطقة عمل هامة. وهي كذلك
لم تزل عند البحث عن إنسان العهد الأحدث. ذلك أن الأنهار كلها تكتب