بالارسال المقيد في مثل قوله :
ينسخه الله .
فعلى التقديرين قاد نسخ الله ما ألقاه الشيطان وأحكم الله آياته والله علم حكم +
ولهذا كان كل ما يقوله فهو حق .
وقد روى أن عبد الله بن عمرو كان يكتب ما سمع من النبي عن » فقال
له بعض الناس :
إن رسول الله عق يتكلم في الغضب فلا تكتب كل ما تسمع ! فسأل النبي يم
عن أبي هر رضي الله عنه ؛ أنه قال :
لم يكن أحد من أصحاب رسول الله ل أحفظ مي إلا عبد لين عرو »
آل عبد الله بن عمرو بن العاص نسخة كتبها عن الني عل ٠
شفتيه الكريمتين
وبهذا طعن بعض الناس في حديث عمرو بن شعيب ؛ عن أبيه شعيب ؛ عن
جده ؛ وقالوا : هي نسخة . - وشعيب هو : شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو
ابن العاص - وقالوا عن جده الأدنى محمد : فهو مرسل » فإنه لم يدرك الني به +
وأما أئمة الاسلام وجمهور العلماء ؛ فيحنجون بحديث عمرو بن شعيب!؟
ونحوهما ؛ ومثل الشافعي!* ؛ وأحمد بن حنيل!" ؛ وإسحاق بن راهويه وغيرهم +
الخد هو عبد الله » فإنه يجيء مسمى ومحمد أدركه » قالوا : وإذا كانت نسخة
مكتوبة من عهد الني جك كان هذا أوكد لها وأدل على صحتها » وها كان في
نسخة عمرو بن شعيب من الأحاديث الفقهية الي فيها مقدرات ما احتاج اليه
عامة علماء الاسلام والمسلمين .
والمقصود : أن حديث الرسول ثم + إذا أطلق دخل فيه ذكر ماقاله بعد
+ ١١8 وهو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن الماص» توتي ودفن بالطائف سنة )١(
(©) هو الا عام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحادث» ينتهي نسبه إلى يعرب إن
يشجب بن قحطان الأصبحي .. ولد سئة 43« وتوفي سنة 174 م محدا
(4) هو محمد بن ادريس بن العباس بن عنمن بن شافع بن السائب بن عبيد بن يزيد بن هاشم بن عبد مناف.
ولد سنة 160 « وتوئي مئة 04م له تصانيف كثيرة في علوم الفقه والحديث +
بينة أبو محمد املالي .
(ه) هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل النعلي الشيباني المروزي ثم البغدادي أحد الأعلام ببغداد .
لداسنة 154 م وتوقي اس 841 هم
(8) سورة الأحزاب » الآيا
أنه مباح + وكان إذا قيل له : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال :
« إثي أخشاكم الله وأعلمكم بحدودة » .
وما يدخل في مسمى حديثه : ما كان يقرهم عليه ؛ مثل :
+ ومثل لعب الحبشة بالحراب في
ب على مالدته ؛ وإن كان قد صح
وإقراره في الأعياد على مثل غناء الحا
المسجد ونحو ذلك ؛ وإقراره لهم على أكل
يطلب ما يستدل به على الدين » وذلك إنما يكون : بقوله ؛ أو فعله » أو إقراره .
من كرائم الأخلاق ومحاسن الأفعال » كقول خديحة له :
الضيف ؛ وتكسب المعدوم ؛ وتعين على نوائب الحق .
ومثل المعرفة فإنه كان أمياً لا يكتب ولا يقرأ » وإنه لم يجمع متعلم مثله وإن
كان معروفاً بالصدق والأمانة : وأمثال ذلك مما يستدل به على أحواله البي تنفع في
المعرفة بنبوته وصدقه » فهذه الأمور ينتفع بها في دلائل النبوة كثيراً .
بما يعلم أحواله وهذا أيضاً قد يدخل في مسمى الحديث .
والكتب الي فيها أخباره منها كتب التفسير + ومنها كتب السيرة والمغازي +
: في ترك ما شرع له من العبادات الشرعية الني أمر الله بها رسوله » واقتدى
وقد أقام بمكة بعد بوة بضع عشرة سنة ؛ وأناها بعد الهجرة في عمرة القضية +
وئي غزوة الفتح ؛ وني عمرة الحعرانة » ولم يقصد غار حراء .
الجمعة والجماعة في الأماكن المنقطعة » ولا عمل أحد منهم خلوة أربعينية كا يفعله
بعض المتأخرين + بل كانوا يعبدون الله بالعبادات الشرعية الي شرعها هم النبي بكم
الذي فرض الله عليهم الإعان به واتباعه ؛ مثل الصلوات الحمس وغيرها من
الصلوات + ومثل الصيام والاعتكاف في المساجداء ومثل أنواع الأذكار والأدعية
والقراءة ومثل الحهاد في سبيل الله تعالى .
لنبوة ؛ وأقر عليه ولم ينسخ فهو تشريع » لكن التشريع يتضمن الإيجاب والتحريم
والإباحة .
ويدخل في ذلك ما دل عليه من المتافع في الطب : فإنه يتضمن إباحة ذلك الدواء
والانتفاع به » فهو شرع لإباحته ؛ وقد يكون شرعاً لاستحبابه » فإن الناس قد
تنازعوا في التداوي هل هو مباح أو مستحب أو واجب ؟
والتحقيق أن منه ما هو محرم ؛ ومنه ما هو مكروة © ومنه ما هو مباح +
ومنه ما هو مستحبا .
(1) تحنث : أنف الإثم وترك الحنث ( تعبد) اعتزل الأصتام ترك عبادها ( قاموس ) .
كا يجب أكل الميئة عند الضرورة » فإنه واجب عند الأمة الأربعة وجمهور العلماء +
وقد قال مسروق :
من اضطر إلى أكل الميتة فلم يأكل حتى مات دخل النار .
فقد يحصل أدياناً للانسان إذا استحر المرض ماإن لم يتعالجمعدمات »والعلاج
المعتاد تحصل معه الحياة كالتغذية للضعيف » وكاستخراج الدم أحياناً .
وقال : 3 أنم أعلم بأمور دنياكم فما كان من أمر ديتكم فإلي » وهو لم ينههم
عن التلقيح لكن هم غلطوا في ظنهم أنه نهاهم » كما غلط من غلط في ظنه أن :
الفيط الأبيض ؛ والخيط الأسود ؛ هو الحبل الأبيض والأسود»
الحديث الواحد
وأما الحديث الواحد فيراد به ما رواه الصاحب من الكلام المتصل بعضه ببعض
ولو كان جملا" كثبرة ؛ مثل حديث توبة كعب بن مالك ؛ وحديث بد" الوحي
وما رواه الصاحب أيضاً من جملة واحدة أو جملتين أو أكثر من ذلك متصلا”
«لا صلاة إلا بأم القرآن » .
« الخار أحق يسقيه 6 .
وقوله : د إنما الأعمال بالنيات ؛ وإنما لكل امرئ ما نوى » ... إلى آخرة .
عباد الله إخوانا » .
وقوله في البحر : « هو الطهور ماؤه © الحل ميئته 4 .
وقد أكمل من أجناس مختلفة ؛ لكن في الأمر العام تكون مشتركة في منى
عام كقوله :
قدر ما .
فإن هذا يتضمن النهي عن مزاحمة المسلم في البيع والتكاح » وفي البيع لا يستام
وإذا نهاه عن السوم فنهيه المشتري على شرائه عليه حرام بطريق الأول .
ونهاه أن بخطب على خطبته » وهذا نبي عن إخراج امرأته من ملكه بطريق
الأولى .
وى المرأة أن تسأل طلاق أختها لتنفرد هي بالزوج ٠
وكذلك قوله : « ثلاثة لا يكلمهم الله » ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم َ
وهم عذاب ألم : شيخ زان 6 وملك كذاب ؛ وعائل مستكبر 6 .
فهؤلاء الثلاثة اشتركوا في هذا الوعيد » واشتركوا في فعل هذه الذنوب جِ
مع ضعف الداعي دل على أن في نفوسهم من الشر الذي يستحقون به من الوعيد
وقل أن يشتمل الحديث الواحد على جمل إلا لتناسب بينها وإن كان قد فى
بمنزلة ما يتصل بالكلام في الانسان والاقرارات والشهادات كا يتصل بعقد النكاح
والبيع والاقرار والوقف
ثم بعد طول الفصل أنشأ كلاماً آخر بغير حكم الأول كان كلاماً ثانياً .
فالحديث الواحد ليس كالحملة الواحدة ؛ إذ قد يكون جملا ؛ ولا كالسورة
الواحدة » فإن السورة قد يكون بعضها نزل قبل بعض ؛ أو بعد بعض ويكون
أجنبياً منه ؛ بل يشبه الآية الواحدة أو الآبات المتصل بعضها ببعض » كا أنزل في
أول البقرة أربع آيات في صفة المؤمنين .
وآيتين في صفة الكافرين .
وبضع عشرة آية في
وكا في قوله تعالى ١: إنًا
فإن هذا يتصل بعضه ببعض وهو نزل بسبب قصة بني أبيرق إلى تمام الكلام .
وقد يسمى الحديث واحداً وإن اشتمل على قصص متعددة ؛ إذا حدث به
الصحاني سلا بعضه ببعض » فيكون واحداً باعتبار اتصاله في كلام الصحاني +
مثل حديث جابر الطويل الذي يقول فيه :
وقد يكون الحديث طويلا” وأخذ يفرقه بعض الرواة فجعله أحاديث كا فعل
البخاري في كتاب أني بكر في الصدقة ؛ وهذا يجوز إذا لم يكن في ذلك تغيير
المعى .
() سورة الساتء الآية :166
اذا صح الحديث هل يكون صدقا
ما تواتر لفظه كقوله :
« من كذب علي متعمداً فليتبواً مقعده من النار » .
ومنه ما تواتر معناه : كأحاديث الشفاعة + وأحاديث الرؤبة © وأحاديث
الحوض ؛ وأحاديث نبع الماء من بين أصابعه : وغير ذلك . فهذا يفيد العلم ويجزم
بأنه صدق ؛ لأنه متواتر إما لفظاً وإما معى .
ومن الحديث الصحيح ما تلقاه المسلمون بالقبول فعملوا به + كا عملوا بحديث
الغرة في الخنين ؛ وكا عملوا بأحاديث الشفعة © وأحاديث سجود الهو ؛ ونحو
قد اتفقت على تصديق الكذب والعمل به ؛ وهذا لا يجوز عليها ٠
ومن الصحيح ما تلقاه بالقبول والتصديق أهل العلم بالحديث كجمهور أحاديث
البخاري ومسلم فإن جميع أهل العلم بالحديث يجزمون بصحة جمهور أحاديث
الكتابين ؛ وسائر الناس تبع لهم في معرفة الحديث .
فإجماع أهل العلم بالحديث على أن هذا الخبر صدق كإجماع الفقهاء على أن
هذا الفعل حلال أو حرام أو واجب + وإذا أجمع أهل العلم على شيء فسائر الأمة
تبع لهم ؛ فإجماعهم معصوم لا يجوز أن يجمعوا على خطأ . حيث قوله ع :