تحليل لأهم المصادر والمراجع في الرسالة:
تنوعت مصادر هذه الدراسة وهي تنطلق من محورين هما :الأول : كتاب (المعجم الأوسط)
للإمام الطبراني ؛ وهو الكتاب محل الدراسة . أما القسم الثاني فجاء متنوعا حسب مقتضيات
الدراسة. ففي ترجمة المؤلف اعتمدت على كثير من الكتب أهمها : ترجمة الإمام الطبراني لابن
منده + وسير أعلام النبلاء للذهبي ٠ وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي © وفي باقي فصول
الرسالة تنوعت المصادر التي اعتمدت عليها وكانت كالأتي ؛
*_ العلل الكبير للإمام الترمذي بترتيب أبي القاضي رتبه على أبواب الفقه والتزم في ذلك
ترتيب الإمام الترمذي لكتابه الجامع . إذ أن معظم الأحاديث الموجودة في هذا الكتاب
موجودة في كتاب الجامع . وأكثر مادة هذا الكتاب آراء للإمام البخاري . حيث كان
يصدر كثيرا من الأحاديث بقوله ؛ ' سألت محمدا عن هذا الحديث ".
« علل الحديث لعبد الرحمن بن أبي حاتم : وهو كتاب مرتب على أبواب الفقه + واستقى
: « وابو زرعه " فيغلب على
ابن أبي حاتم
* كتب الرجال ؛: تهذيب الكمال للمزي تهذيب_التهذيب وتفريب التهذيب لابن حجر
العسقلاني + وهي تراجم رواة كتب مخصوصة ؛ فهي شاملة لرجال الكتب الستة +
رجال القسمين السابقين وليسوا منهم / فيذكرون ويكتب عند ترجمتهم ' تمييز " . وقد
رتبت على الحرف الهجائية ٠
* الضعفاء والمتركون للنسائي ؛ الضعفاء الكبير للعقيلي ؛ الكامل في ضعفاء الرجال لابن
عدي ١ وميزان الإعتدال للذهبي ؛ ولسان الميزان لابن حجر + وهي كتب صنفت
للضعفاء خاصة : ومن كان ثقة ؛ كما في الميزان واللسان وذكر فيه نوع جرح ؛ وقد
رتبت على الأحرف الهجائية وتكمن أهمية هذه المصتفات في معرفة الباحث أحوال
الرواة جرحاً او تضعيفاً مما يسهل الحكم على سند الحديث +
© التمهيد ء لابن عبد البر جمع في كتابه كل ما تضمنه كتاب الموطأ للإمام مالك مسنده
الفصل الأول
التعريف بالإمام الطبراني ومعجمه
المبحث الأول : التعريف بالإمام الطبرائي ويشتمل على مطلبين :
المطلب الأول : عصر الطبراني
المطلب الثاني : نسبة الكتاب +
المبحث الأول : التعريف بالإمام !
الأول + الطبران
ولد الطبراني - رحمه الله - ونشأ في عصر سادت فيه الفرقة السياسية والفتن؛ وكثرت
فيه المكائد ؛ إذ يلاحظ من خلال مولده ووفاته "150-7715“*ه" 7 825 - 1270م" أنه عاش في
كنف الدولة العباسية ولكن بعد أن أصبحت ضعيفة؛ حيث أن الخليفة العباسي لم يعد السلطان
المطلق؛ بل أصبح الوالي على أي إقليم له جيش مستفل ؛ وميزانية مستقلة ؛ وخضوعه للخليفة
خضوعا اسميا ؛ يتمثل في الدعاء له في الخطبة -
وقد بين ابن الأثير كيف قسمت الدولة بين الملوك والأمراء فقال': " لم يبق للخليفة غير
بغداد وأعمالها ؛ والحكم في جميعها بيد ابن رائق + ليس للخليفة حكم؛ وأما باقي الأطراف
فكانت البصرة في يد ابن ب د ا ا عماد الدولة ابن
بويه..." ' ووصل حال إلا بجحت" وسمل أعينهم ؛ ومصادرة
قصورهم وممستلكاتها ؛ فكان ذلك مدعاة لدخول الأعداء من الرأوم وغيرهم ؛ وانتشار الفرق
والمذاهب ؛ فاقتتل النامرا ء وكثرت الحروب الدأخلية ",
ببلاد الإسلام كلها ؛ حتى أجلي أكثر أهل البلدان منها إلى غيرها ؛ ولم يبق بمكة أحد من
كما كان لظهور الكوارث الطبيعية ١ من قحط وزلازل واوبئة أثره الشديد على
الناس ... فغار ماء النيل ء وقلت العيون ء وقحط الناس في كل بقعة ؛ حتى استسقى الناس
ببغداد وغيرها من البلاد ... وانتشرت الأوبئة ؛ حتى لم يبق أحد يقدر على دفن الموتى +
فتركوا في الطرقات لا يوارون ؛ وأكل الضعفاء الميتة "؛ وقد تكرر ذلك في عدة سنوات "-
كان لظهور القرامطة وإفسادهم أثر في تعطيل فريضة الحج ؛ حيث لم يأمن الحجيج
طريقهم ١ بل ولا أداء مناسكهم ١ فقد " خرج القرمطي عليهم في جماعته يوم التروية » فانتهب
أموالهم ؛ واستباح قتالهم ؛ فقتل في رحاب مكة وشعابها ؛ وفي المسجد الحرام + وفي جوف
الكعبة من الحجاج خلقا كثيرا... فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة ؛ فلا يجدي ذلك
عنهم شيئا ١ بل يقتلون وهم كذلك 7 "لوط 1
الحرام ؛ بغير كفن ولا 4
وكان من ابرزا سمات عَصزه انتقاز “الزفضل ت وتتب صحا
ال ثر_زمنع + ودفن الياقون في المسجد
أبة رسول الله #8 ؛ قال ابن
الأشير عن سنة 17“
والفاطميين.. فكثر السب والتكفير منهم للصحابة " . وكتب العامة على أبواب المساجد لعنة
هذه الفترة الزمنية بقوله ': " أما بعد ء فإن الزمان قد تبين للعاقل تغيره ؛ ولاح للبيب تبدله »
حيث يبس ضرعه بعد الغزارة ؛ وذبل فرعه بعد النضارة ؛ وتحل عوده بعد الرطوبة + وبشع
مذاقسه بعد العذوبة ؛ فنبغ فيه أقوام يدعون التمكن من العقل باستعمال ضد ما يوجب العقل من
يعقدون عليه عند المعضلات : النفاق والمداهنة ؛ وفروعه عند ورود النائبات » حسن اللباس
والفصاحة؛ وزعموا أن من أحكم هذه الأشياء الأربع فهو العاقل ء الذي يجب الاقتداء به *
وهذه الحالة البالغة في سوئها ؛ شهدت وجود مجموعة من أعلام العلماء ؛ الذين كان لهم
فضلهم الكبير في إثراء الحياة العلمية ء والارثقاء بها ؛ أمثال : أبي زرعة الرازي ؛ ومحمد بن
إسحاق بن خزيمة وأبي بكر بن أبي داود السجستاني ويعقوب بن إسحاق الاسفرائيتي وابن حبان
المطلب الثاني : سيرة الإمام الطبراني ؛
أولاً : حياته الشخصية :
هو الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن ايوب بن مُطير ' اللخمي الطبرائي الشامي +
فمن جهة القبيلة نسبه " لخمي " " بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة بعدها ميم. وهي قبيلة من
العرب ؛ قدموا من اليمن إلى بيت المقدس ٠ ونزلوا في المكان الذي ولد فيه عيسى - عليه
السلام - . 'والعامة تسميه بيت لحم ” بالحاء المهملة ؛ وصوابه "بيت لخم" بالخاء المعجمة +
اللطم".أما من جهة الموطن فينسب بالطبراني "بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة والراء وبعد
الألسف نون " وهذه النسبة إلى طبرية ” سميت بذلك لأن طبارى ملك الروم بناها " وهي مدينة
بالشام مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية ؛ وقد اشتهر بهذه النسبة
بعد البحث والتنقيب الواسع في المصادر التي ترجمت لحياة الطبراني تيسر لي الوقوف
على من ترجم لبعض أفراد عائلة الطبراني ومن هؤلاء ابن منده الذي قال :' "وله ابن يسمى
محمدا ويكنى أبا ذر - وهي كنية والده أحمد - وله بنت تسمى فاطمة ؛ أمها أسماء بنت أحمد
ابن محمد بن شدرة الخطيب؛ وذكر أنها كانت تصوم يوما وتفطر يوماء وكانت لا تنام من الليل
إلا ليلا - رحمها الله - ولها عقب ؛ وأما محمد ابنه فيروي عن أبي الوراق وأبي عمرو ابن
حكيم ؛ وعبد الله بن جعفر بانتخاب والده -رحمه الله-... وروى عنه جماعة من كبار المحدثين
كابي علي الرستاقي؛ وأبي طاهر بن عروة ..."؛ " وأحمد بن الحسن بن محمد البزار أبو حاتم
المعروف بابن خاموش * ".
قلت: ولعل الناظر فيما يترجم للطبراني لا يعثر على مادة وفيرة تتناول بالدرس
شخصيته وحياته غير العلمية؛ ولا أحسب هذا يعود لكون الطبراني شخصية عارضة في تاريخ
المحدثين؛ بل لعله كان شديد الإنشغال بحفظه وعلمه فقلت معرفة الناس له بغير ذلك الميدان +
اشتهر به .
وقد اثرى ترحال الطبراني معارقة وأغناها ؛ فدرس
العديد من المشايخ ؛ كان منهم
وقد كان له عند مشايخه منزلة عظيمة ؛ يدل عليها قول ابو نعيم الحافظ ': ' سمعتٌ
أحمد بن بندار يقول : دخلت العسكر سنة ثمان وثمائين ومائتين؛ فحضرت مجلس عبدان؛
وخرج ليملي ؛ فجعل المستملي يقول له : إن رايت أن تملي ؟ فيقول : حتى يحضر الطبراني
قال: فاقبل أبو القاسم الطبراني ؛ بعد ساعة متزرا بإزار ؛ مرتديا بآخر ومعه أجزاء؛ وقد تبعه
نحو من عشرين نفساً من الغرباء من بلدان شتى حتى يفيدهم الحديث ٠
وهذه ترجمة موجزة لبعض شيوخه - رحمهم الله - الذين أسهموا في بناء شخصيته
-١ أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار” أبو عبد الرحمن النسائي ؛ صاحب
"السنن ” ثقة حافظ ١ توفي سنة ثلاث وثلاثمائة ؛ وله ثمان وثمانون سنة. أخرج له الطبراني في
'- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز سا ل ال
زرعة الدمشقي ؛ الحافظ
٠ روى عنه في الأوسط