هو : محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة الفارسي؛ ولد ببخارى سنة ١154 ه ؛
وارتحل في طلب الحديث ؛ ولبث في تصنيفه ست عشرة سنة بالبصرة وغيرها حتى
أتمه ببخارى ؛ ومات بخرتنك قرب سمرقند سنة 751 ه ؛ فكان عمره أكثر من
ستين سنة . وكان مغيرة مجوسيا ثم أسلم .
عن مقدمة فتح الباري لابن حجر : (( إن أبا علي الغساني روى عنه أنه قال :
صحيحا ؛ وما تركت من الصحيح أكثر . . . وعنه : كنا عند إسحاق بن راهويه -
وهو أستاذه - فال : لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة الله ؛ فوقع ذلك في قلبي
فأخذت في جمع الجامع الصحيح ؛ وخرجت الصحيح من ٠٠١ ألف حديث . فهو
وكتاب البخاري أشهر الصحاح حتى قيل في حقه : إنه أصح كتاب بعد كتاب الله )).
اذا ما كانت السطور اعلاه قد احتفت بعمل البخاري هذا الاحتفاء حتى وصل الى حد
من جملة من انتقده :الدار قطني ؛ وابو مسعود الدمشقي ؛ والغساني ؛ والذهبي +
وغيرهم من القدماء ؛ فضلا عن المعاصرين.(١)
ولنناقش ما جاء في مقدمة فتح الباري وقولها : (أول من ميز الصحيح من غير
كيف هذا؟
تقول المقدمة : ان ذلك تم من خلال : (نظره واجتهاده)؛ الا اننا لا نعرف هذا النظر
وهذا الاجتهاد سوى ما وصلنا من ان البخاري دوّن ماسمع ضمن ضوابط هو
فماذا نقول عن رجاله وقد اخرجت الكتب الخاصة برجال الصحيح العشرات من غير
الموثوقين ؛ وغير الموجودين في الحياة؛ وكذلك ما وجه الى طريقته في التدوين من
نقد؛ كتقطيع الحديث ؛ ووجود الابواب الفارغة من أي حديث(وافته المنية قبل ان
يتمه ١) اذمن معلوم هذه الطريقة ان الكاتب يضع عنوان الباب ثم بيبحث عن
احاديث تملاه ؛ والا ظل الباب فارغا ؛ مثل : باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
؛و باب من اختار الغزو بعد البناء .
معرفتهم ؛(7)
وكذلك اعتمد في اسناده على رجال اختلف في توثيقهم ؛ مثل : ابو هريرة 9)؛
وعكرمة مولى عبد الله بن عباس الذي اورد له اكثر من مئتي حديث عن ابن عباس
يقول عنه سليمان بن خلف الباجي في التعديل والتجريح - ج | ص ١١55 وما
بعدها :
(( عكرمة مولى عبد الله بن عباس أبو عبد الله المدني أخرج البخاري في العلم وغير
موضع عن عمرو بن دينار والشعبي وقتادة وعاصم الأحول ويحيى بن أبي أنس
وأبي بشر وأبي إسحاق الشيباني وعمارة بن أبي حفصة وأبي الأسود وأيوب وخالد
الحذاء وهشام بن حسان وحصين بن عبد الرحمن عنه عن بن عباس وأبي سعيد
وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وعائشة وابن عمر قال عبد الرحمن بن أبي حاتم
سألت أبي عن عكرمة مولى بن عباس فقال ثقة يحتج بحديثه قلت فأيهما أعلم
بالتفسير هو أو سعيد بن جبير قال أصحاب بن عباس عيال على عكرمة قال البخاري
ومات عكرمة سنة سبع ومائة قال عمرو بن علي سنة خمس ومائة قال أبو بكر
سمعت يحيى بن معين يقول إنما لم يذكر مالك بن أنس عكرمة لان عكرمة كان
ينتحل أى الصف يَة قال أبو بكر سمعت مصعب بن عبد الله يقول كان عكرمة يرى
رأى الخوارج وادعى على بن عباس أنه كان يراه قال أبو بكر حدثنا هارون بن
معروف حدثنا ضمرة عن أيوب عن بن سيرين قال قال بن عمر لنافع لا تكذب على
كما كذب عكرمة على بن عباس قال أبو بكر حدثثا موسى بن إسماعيل حدثا أبو
هلال الراسبي حدثنا الحكم بن أبي إسحاق كتبت عند سعيد بن المسيب وثم مولى له
فقال له انظر لا تكذب علي كما كذّبٍ عكرمة على بن عباس قال أبو بكر حدثا عبيد
الله بن عمر حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن إبراهيم بن ميسرة قال قال لي طاوس
المطايا قال أبو بكر حدثني أبي حدثثا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال قيل
حدثني من سمع حماد بن زيد يقول سمعت أبوب وسئل عن عكرمة كيف قال أيوب
لو لم يكن عندي ثقة لم أكتب عنه قال أبو بكر حدثثي أبي حدثنا جرير عن مغيرة قال
قيل لسعيد بن جبير تعلم أحدا أعلم منك قال نعم عكرمة) .
ضعفه النسائي في (كتاب الضعفاء والمتروكين مع داز الاق اإضتقاء
العقيلي - ج ١ - ص 87)؛ ويقول عنه الرازي في ( الجرح والتعديل - الرازي - ج
7 -ص ١8١ ) : ضعيف العقل ومحله الصدق وكان مغفلا .
وجاء في (التعديل والتجريح - ج ١ - ص 448 ) :
(( قال ابن الجنيد قال بن معين إسماعيل بن أبي أويس مخلط يكذب ليس بشئ )).
وجاء في (ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ١ - ص ؟77):
(( إسماعيل بن أبي أويس [ خ + م ] عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس بن مالك ابن
أبي عامر الأصبحي [ خ ؛ م] ؛ أبو عبد الله المدني . محدث مكثر فيه لين . روى
عن خاله مالك ؛ وأخيه عبد الحميد ؛ وأبيه . وأقدم من لقى عبد العزيز الماجشون +
وملمة بن وردان . وعنه صاحبا الصحيح ؛ وإسماعيل القاضي والكبار . قال أحمد :
لا بأس به. وقال ابن أبي خيثمة ؛ عن يحيى : صدوق ؛ ضعيف العقل ؛ ليس بناك .
وقال أبو حاتم : محله الصدق مغفل ؛ وقال النسائي : ضعيف . وقال الدارقطني : لا
أختاره في الصحيح . توفى سنة ست وعشرين ومائتين , وقال ابن عدي : ِ
بن أبي يحيى : سمعت ابن معبن يقول : هو وأبوه يسرقان الحديث . وقال الدولابي
في الضعاء : سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول : كذاب ؛ كان يحدث عن مالك
مسائل ابن وهب . وقال العقيلي : حدثي أ ل ت يحيى بن
معين يقول : إسماعيل ابن أبي أويس لا يساوى فلسين . فلت : وساق له ابن عدي
ثلاثة لثة أحاديث ؛ ثم قال : وروى عن خله مالك غرائب لا يتابعه عليها أحد ؛ وعن
سليمان بن بلال . وروى عنه البخاري الكبير . قلت : مات سنة ست وعشرين
ومائتين ؛ استوفيت أخباره في تاريخ الاسلام )).
وجاء في (تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ١ - ص 177) :
(( وقال ابن حزم في المحلى قال أبو الفتح الأزدي حدثني سيف بن محمد ان ابن أبي
أويس كان يضع الحديث وقرأت على عبد الله بن عمر عن أبي بكر بن محمد ان عبد
الرحمن ابن مكي أخبرهم كتابة أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا أبو غالب محمد بن
الحسن بن أحمد الباقلاني أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني ثثنا أبو
الحسن الدارقطني قال ذكر محمد ابن موسى الهاشمي وهو أحد الأئمة وكان النسائي
يخصه بما لم يخص به ولده فذكر عن أبي عبد الرحمن قال حكى لي سلمة بن شبيب
قال بم توقف أبو عبد الرحمن قال فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكي لي الحكاية حتى
قال قال لي سلمة بن شبيب سمعت إسماعيل ابن أبي أويس يقول ربما كنت أضع
الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شئ فيما بينهم)) .
حدثنا بهلول بن إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني كثير بن عبد الله
عليه وسلم : " أربعة أجبل من جبال الجنة ؛ وأربعة أنهار من أنهار الجنة ؛ وأربعة
ملاحم من ملاحم الجنة . قيل فما الا جبل يا رسول الله ؟ قال : أحد جبل يحبنا ونحبه
جبل من جبال الجنة ؛ وطور جبل من جبال الجنة ؛ ولبنان جبل من جبال الجنة ؛ ولم
يذكر الرايع . والأنهار : النيل والفرات وسيحان وجيحان . والملاحم بدر وأحد
والخندق وخيير " . هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال
أحمد بن حنبل كثير بن عبد لله منكر الحديث ليس بشئ . وقال يحيى : :الأنكتج
حديثه . وقال النسائي والدارقطني : متروك الحديث . وقال الشافعي : هو
أركان كذ . وقال ابن حبان لا ا ا ل ا
البعض ان نصدق بروايات هذا الصحيح ؛ وغيره.
وغير ذلك من نقود خاصة بلمتن ؛ اذ نجد التناقض الفاضح مع القرآن الكريم +
وكذلك داخل المتن الواحد بين قسم واخر من الحديث ذاته ؛ وبين حديث واخر.
ومن جملة ما أخذوا عليه : (( أنه ينقل الحديث بالمعنى ؛ يعني لا يهتم بلّفاظ الحديث
مع أنها مهمة جدا (...) ومن جملة ما أخذوا على كتابه ما ذكره ابن حجر في مقدمة
الفتح : إن أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي قال : انتسخت كتاب البخاري 3
وأشياء مبيضة ؛ منها تراجم لم ثبت بعدها شيئا + ومنها أحاديث لم يترجولها ٠
أخر منها البخاري ترك الكتاب مسودة وتوفي ؛ وقال : أظن أن ذا ذلك - أي
الناقصة - من تصرف الناقلين لكتاب البخاري (..) ومن جملة هذه المؤاخذات ما
انثقده الحفاظ في عشرة ومائة حديث ؛ منها 7 حديثا وافقه مسلم على تخريجه ؛ و
8 حديثا انفرد هو بتخريجه. والذين انفرد البخاري بالإخراج لهم دون مسلم
أربعمائة وبضعة وثلاثون رجلا ؛ المتكلم فيه بالضعف منهم ثمانون رجلا ؛ والذين
انفرد مسلم بالإخراج لهم دون البخاري 17٠0 رجلا ؛ المتكلم فيه بالضعف منهم ٠36١0
منها بأقل من انين ؛ وباقي ذلك يختص بمسلم . أما الذين طعن فيهم من رجال
البخاري فنحو أربعمائة نفر (...) ويقول الدكتور أحمد أمين : إن بعض الرجال الذين
روى البخاري لهم غير ثقات ؛ وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو الثمانين ؛
وفي الواقع هذه مشكلة المشاكل فالوقوف على أسرار الرجال محال . . . إن أحكام
الناس على الرجال تختلف كل الاختلاف). (* )
(( قال ابن حجر وفنا من تواقررما رقم في البخاري الموقري عزوت تنا د
الماك الأحدي الاجر واهنا لحان اي ص ع ارج و2 ي اتبع
أسلوب النقل بالمعنى في كثير منها)). (7)
ان البخاري في الصحيح كان معنيا بلسند (غير الموتق) وغير معني بلمتن.
ادو الخطيب البقنادي في تاريخ بغداد الدال يوساحن البناري إنه قال * رب
له : يا أبا عبد اللد ؛ بكماله ؟ فسكت. وقال أحيدر بن أبي جعفر والي بخارى : قل لي
بن إسماعيل يوما : رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ؛ ورب حدي
سمعته بالشام كتبته بمصر ! ققلت له : يا أبا عبد الله بتمامه ؟ فسكت. وقال محمد بن
الأزهر السجستاني : كنت في مجلس سليمان بن حرب والبخاري معنا يسمع ولا
وقال ابن حجر العسقلاني : من نوادر ما وقع في البخاري ؛ أنه يخرج الحديث تاما
بإسناد واحد بلفظين)).()
ومن الطريف ان الامام ابا حنيفة : (( لم يثبت عنده من أحاديث الرسول إلا سبعة
عشر حديثا (..) وأن صحيح البخاري ومسلم ؛ وبقية الصحاح المحتوية على مئات
الأحاديث ليست بشئ ؛ مع أن الحنفية يعتبرونها ؛ ويعملون بها خلافا لمبداً إمامهم
أبي حنيفة )). (4)
الفصل الاول
ابو هريرة والصحيح
( إنه كان أكذب الناس)
علي بن ابي طالب
ابو هريرة والحديث النبوي
قراريط وكيس ومضيرة
الوقفة /
ابو هريرة شخصية اشكالية ؛ واشكاليتها ليست بسبب مجهولية أسمها واسم ابيها ؛
فتعددت الاراء عنهما؛ وانما تأتي من خلال اختلاف المصادر في سلوكه وصدقه (او
يمكن القول ؛انه اول راو يكذب على النبي (ص) من بين الرواة (5) ؛ مهان من
ابو بكرالصديق وعمر بن الخطاب في حياة النبي (ص) وما بعدها )١١( ؛ وهو
المهدر لكرامته بنفسه ؛ يبحث عمن يشبع بطنه لا عمن يشبع فكره ("١)؛ ويكفي ما
ذكره البخاري عن كيسه :
(( أن أبا هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أفضل الصدقة ما ترك
غنى واليد العليا خير من اليد السفلى ؛ وابداً بمن تعول ؛ تقول المرأة أما أن تطعمني
وإما أن تطلقني ؛ ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من
فقال : لا هذا من كيس أبي هريرة )) ْ»
فأي راوي حديث نبوي كَأبي هريرة ؟؟؟!!! وأي كيس هذا ؟
ان المثلث الذي رسمه ابن العماد الحنبلي - وغيره من المصادر- لابي هريرة خير
دليل على ما قلناه .
على ؛ وإذا احتدم القتال لزم الجبل )). )١6(
عجبي من هكذا شخصية يعتمدها اغلب المسلمين في نقل الحديث النبوي » وهم
يقولون لا نأخذ بأحاديثه في العقائد؛ بل نأخذ منه أحاديث الترغيب والترهيب
واذا كانت اي شخصية روائية لا تكون صادقة في نقل نوع من الاحاديث عن النبي
ما اناالا ناقل من مصادر معتمدة وعلى رأسها صحيح البخاري نفسه ؛ ولم أاتي
بشيء من عندي ؛ حماية لما ينقل عن النبي (ص).
بسبب الخرافة التي ذكرها في الحديث ادناه:
فقد روى البخار ا رحب
والحوار الذي جرى بين السيدة عائشة وابى هريرة من كلام عن : (حديث رواه عن
عليه واله فقال لها يوم انصب اباك للخلافة) +)١5(
البخاري ج7١ - ص1*9:
لماذا صحب النبر (ص):
جاء في صحيح البخاري - ج ٠ ص 17:
(( حدثا أبو اليمان قال حدثنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو
سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال إنكم تقولون ان أبا هريرة
يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون ما بال المهاجرين
والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة وان
اخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق بالأسواق وكنت الزم رسول الله صلى الله
فأي صداقة هذه التي تبنى على المصالح وليس على الايمان؟
ان الكثير من الاحاديث التي يذكرها البخاري وغيره من اصحاب الصحاحات
تنكر عليه حديثا رواه.
- (( حدثنا عبد الله بن محمد حدثثنا معاوية بن عمرو حدثا أبو إسحاق عن ملك بن
أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى ابن مطيع انه سمع أبا هريرة رضي الله
بينما المصادر تقول انه و بعض ابناء قبيلته (دوس) جأاؤوا الى النبي (ص) بعد ان
حطت الحرب في غزوة خيبر اوزارها ؛واثناء توزيع الغنائم .
حسب الحديث اعلاه (افتتحنا خيبر).
ربما يقول البعض ان قوله هذا يعني به المسلمين .
دوس عربية ؛ وتعني ما تقول ؛ وكان عليه ان يول افتتحها المسلمون
الحديث الاتي يناقض قوله هذا .
- (( حدثنا سفيان حدثا الزهري قال أخبرني عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة رضي
رسول الله أسهم لي فقال بعض بني سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله فقال
أبو هريرة هذا قاتل ابن قوقل فقال ابن سعيد بن العاص واعجبا لوبر تدلى علينا من
قدوم ضأن ينعى علي قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه قال فلا
أدري أسهم له أم لم يسهم قال سفيان وحدثنيه السعيدي يصوم على عهد النبي صلى