الرموزالمستعملة
ب : باب
كج : كتاب الجنائز
بخ : البخاري
مين | ألم
بخ ومس : متفق عليه بين البخاري ومسلم
»عر مقدمة الطبعة الثانبة نع
لإخراجه من جديد لأسباب منها أنّ طبعته الأولى قرئت في تونس
على نطاق واسع نسبيًا؛ ولا تكاد تعرف خارجها» بسبب محدودية
النشرء أو بسبب الحواجز القمرقية؛ أو ربما بسبب صغر حجم
يعد عواصم للثقافة والنّشر والإعلام بالعربية.
بتونس عندما كنت أخرج لشراء الخضار والفواكه وغير ذلك من المواد
الغذائية؛ فكنت أشعر بمزيج غريب من الغبطة والاستياء والتسليم
بمنطق السوق. وكنت أحيانا أشتري نسخة أضمّها إلى عربة التسوق
لإهداثهاء فيضاف إلى ذلك المزيج شيء من الشعور بالامتهان
والمرارة. فمأمول الكاتب- الباحث هو أن يقرأ كتابه ويعرف لا أن
يتحول إلى بضاعة غريية عنه؛ شبيهة بكل البضائع الأخرى.
سأذكر بعضهاء جهد معرفي لا ينظر إلى الدين بمنظار الدين» بل
بمنظار أنثروبولوجيا الموت خاصة. إن يقى دراسة مختلفة عن
الكم الهائل من الكتب الصّفراء عن عذاب القبر وأشراط السَاعة
وأهوال القيامة والعوالم الأخرويّة» إضافة إلى كتب الحجاب وذمٌ
النساء» وكل ما ساهم في انتشار الخوف والشعور بالإثم؛ وانتشار
باعتباره خاتمة» بقدر ما يجعلون الحياة موتا مستديما قبل الموت أو
رقصة موت مقدّس» ولا يحون المجال لتذكّر الموت بقدر ما
يساهمون في انفلات دوافع الموت التي يكرسها الأنا الأعلى؛
عندما يكون سلطة خياليّة قاسية متحكمة في الرقاب مضيقة من
مقدمة الطبعة الثاني م
تحمل وجهين مترابطين : فهي ذوات مرتعشة متشككة خائفة من
النجاسة أو الحرام أو فقدان الإيمان؛ وهي آلات صمّاء لا تني
النجاسة أو الحرام أو فقدان الإيمان.
نظرة أخرى للدين في أحد مناحيه؛ وللمعرفة العلمانية الهادثة به.
السب الثالكث هو أن الأستاذ الذي أشرف على هذا البحث لم
يُذكر اسمه في الطبعة الأولى؛ وسأذكره للاستدراك؛ من باب
الأمانة وإيفاء الحق. إن الدكتور توفيق بن عامر» وقد درسنا في
دار المعلمين العليا بسوسة كتب التفسير القرآني» أو بالأحرى زا
الخطاب التفسيري» ودرس دفعة أخرى من زملائي مبادئ الفقه
الإسلامي» وكتب أطروحة عن الرق في الإسلام» وساهم في نشر
من باب علوم الذين الإسلامي؛ بل كانت تندرج ضمن شعبة من
ويمكن إلى الآن من تخريج باحئين في الإسلام بكل معانيه؛
ناظرين إليه بالمعارف الحديثة. بفضل درس "الحضارة العربية
الإسلامية' ؛ نظر أجيال من الباحثين إلى الإسلام على أنه متعده
الموت وطقوسه
توفر لكل واحد من وسائل معرفية حديثة.
كان الأستاذ توفيق بن عامر أحد كوكبة من أساتذة الحضارة
بفضلهم تخرجت في تونس مدرسة من الباحئين الجادين في
الإسلاميات. أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصرء فرحات
الدشراوي وأحمد عبد السَّلام من الجيل الأوّل» وعبد المجيد
وغيري من الباحثين. والدكتور عبد اللجيد الشرفي إضافة إلى
مؤلفاته والأطروحات التى أشرف عليهاء أدار ولا زال؛ موسوعة
تحمل اسم "الإسلام انا ومتعددا"». صدرت تباعا عن "رابطة
سبيلا غير سبيل التخصصين في الحضارة والمدرسين لهاء ولكنه
ولا أذكر هذه الأسماء من باب التّعصب أو الدذعاية؛ بل من
باب رفع الضيم عن مجتهدين وعاملين ييقون رغم كل بوادر
الاعتراف» على هامش المشهد الثقافي والإعلامي العربي الواسع.
بل ربّما يكون الذافع الأساسي لإعادة نشر الكتاب والاحتفاء
به رغم ما يفصلني عنه معرفًا ذكر الأحياء الذين ندين لهم بشيء
وذكر الموتى الحميمين الذين نحملهم في ذاكرتنا وفي صدورنا على
« مقدمة الطبعة الثانية ,
للنشر سنة 1997. كتبت هذا البحث إثر وفاة والدي سنة 1983.
"افتلتت نفسه" كما كان يقول رواة الحديث التبوي قبل أن يبلغ
فتاة أحبت والدا فذا نبيلا» فحاولت تعزية نفسي بالكتابة عن الموت
أولاء وبالانكباب على كتبه؛ وتصفّحها وامتلاكها وكأنّها جسد
ماء رمزي معلى له وقد تحوّل جسده الواقعي إلى رفات.
وحذقها في مدرسة "الخلدونية" بالعاصمة التونسيّة. كما كان في
آخر حياته روحانيًا وقارثا لابن عربي» وكان أول من علَّمني
الترجمة وآلف بيني وبين الكتب القديمة؛ بما تقتضيه قراءتها من
معرفة فيلولوجيَّة دقيقة تتطلّب الصّر والأناة والشغف . كان يتمنّى
فحفقت مراده بالبحث في الكتب التي وجدتها بعد أن غيب
حول الموت من خلال الصحيحين. إن وفاء له؛ ولكنه غير
مباشر . ولعل الوفاء يكون دائما هكذا : بطريق ملتو وغير مباشر.
ولعل الوفاء المباشر للآباء وفاء فج وقائم على الاغتراب.
والسّبب الأخير لإخراج هذه الطبعة هو نوع من تدارك
مستحيل العودة إلى الوراء. فلو أتيحت لي إعادة كتابة هذا البحث
لكتبته بطريقة أخرى ومفاهيم أخرى. ولكن ' لو" أداة امتناع
لامتناع كما يقول القدامى. ومثل هذه اللقدمات تونّر مجال
أكد أُغيّر منه شيئا عند مراجعته؛ ولكنني سأتحدث عنه بعد أن
سلكت سبيلا أخرى هي سبيل التحليل النفي منذ أن بدأت
دراسة العشق إلى اليوم.
ما الذي يمكن أن أقوله اليوم من باب النظر إليه بعين أخرى؟
الموت مفارقة عجيبة» فهو يقين» و" اليقين" اسم من أسمائه
بما أن الات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو ثانا يقين يني نفه
لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة ولكنها لا تستطيع تصور فنائها
وقد تنكره؛ لا لأنّه مرير مأساوي فحب بل لأمر آخر انفرد
فرويد بذكره عندما كتب : "في لاشعور كل واحد منّا إقرار
وما يدعم هذا الشعور بالخلود أنّ اللآشعور لا يعرف النفي
ولا يعرف الزمن» ولذلك تستوي الأزمنة في الحلم» ويرى النائم
ومع ذلك فإنّ الشعور اللأشعوري بالخلود لا يلغي الخوف والقلق
» مقدمة الطبعة الثاني «
نفسها إذ تكون معروضة أمام ناظريها .
في هذا التأرجح بين نفي الموت والخوف منه» يقيم الإنسان»
الشعور بالخلود وتحاول درء قلق الموت. تبني أحلام يقظة هي
تصوراتها عن البعث وخلود الروح والحياة الآخرة. أحلام يقظة
المقبلة على التعقّن» تبني المجموعات طقوسا تخفي الجنة. وتحولها
الأحياء من إمكانية عودة الموتى إلى الحياة في صورة غير تلك
ارتضتها عن الخلود والعالم الآخر.
فاغرا ناه؛ وتتكشف فيها حجب الترميز: هي ما سنّيته بالوت
المعيش أسوة بأنتروبولوجبي الموت» وهي ما يمكن أن أسميه اليوم
بواقعي الموت. الواقعي باعتباره بقيّة تستعصي على الترميز
يظهر في صورة كابوس عار» يفيق منه الإنسان مذعورا أو متألّما.
وعلى فكرة الرجوع. فالحياة دين لا بد من الإيفاء به وسار
الموت وطقوسه