كلمة شكر وتقدير
انطلاقاً من قول الله عز وجل : (أن اشكر لى ولوالديك إلىّ المصير»!2؛ وقول
أحمد الله عز وجل؛ أن جعلنى تلميذاً من تلاميذ هذه المدرسة المباركة على
صاحبها أفضل الصلاة وأركى السلام؛ وأن من علىّ بالبحث فى هذا الموضوع
وأتقدم بجزيل الشكر وعرفان الجميل لوالدئٌ؛ اللذين شملائى برعايتهما وعطفهما
كما أتقدم بجزيل الشكر وعرفان الجميل؛ لأستاذى وشيخى الجليل؛ فضيلة الأستاذ
أعجزنى عن أداء شكره0
وهذا البحث مدين لفضيلته منذ أن كان أطروحة وحتى تمت الموافقة عليه
والبحث وصاحبه ثمرة من ثمرات غرسه المبارك0
(1) الآية 14 لشان0.
كتاب البر والصلة؛ باب ما جاء فى الشكر لمن أحسن إليك 298/4 رقم 1954؛ وقل ؛: حسن صحيح؛ وأخرجه
أحمد فى المسند 258/2؛ 295؛ 302؛ 303 والبخارى فى الأدب المفرد 309/1 رقم 218؛ والحديث صححه
الشيخ أحمد محمد شاكر فى تحقيقه للمسند 246/13 من حديث أبى هريرة رضى الله عنه0
المباركة؛على ما قدموا لى من عون على الموافقة على اختيار هذا الموضوعوعل
العمل. وإن استطردت لذكر أسمائهم لطال بى المقام ولكن مالا يدرك كله؛ لا يترك
جله؛ فأخص بالذكر منهم؛ فضيلة الأستاذ الدكتور/ عزت عطية أستاذ ورئيس قسم
الأساتذة بقسم الحديث بالكلية؛ فلهم ولسائر مشايحى وأساتذتى منى جزيل الشكرء
وصالح الدعاء؛ وجزاهم الله عن العلم وأهله خير الجزاء0
ولا يفوتنى أن أتقدم بجزيل الشكر؛ وعرفان الجميل؛ لكل من كانت له يد عون أو
الله عز وجل أسأل أن يجزى الجميع عنى؛ وعن الإسلام خير الجزاء
المقدمة
تعمه ظاهرة وباطنة؛ وهو اللطيف الخبير؛ الحمد لله رب العالمين الذى هدانا وعلمناء
ومن عليناء وتفضل بيلوغ المراد من خدمة سنة سيد المرسلين؛ التى فسرت الكتاب
خاتماً لأنييائه ورسله؛ ولتقوم به الحجة والقدوة على هذه الأمة إلى يوم الدين0
وصفرة الخلق بعد الأنيياء والمرسلين0
ثم أما بعد
فإن الله تعالى يقول فى كتابه العزيز : أقل الحمد الله وسلام على عباده الذين
اصطفى)ا! ويقول سبحانه : أوإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار 0674
إن رب العزة فى هاتين الآيتين ونحوهماء يبين لكافة عباده أنه اختار واصطفى
وبعدهاء لما علمّه عز وجل فيهم من أنهم سيكونون هداة للخلق يخرجونهم من الظلمات
إلى النورء ويهدونهم إلى صراط العزيز الحميد0
(!) الآية 59 الهل0
() الآية 17 ص
وهذا الاصطفاء الذى يتحدث عنه رب العزة؛ هو اصطفاء وهم لا يزلون فى
عالم الغيب لم يخلقوا بعد0
وهو ما يُظهر أن عصمة سيدنا رسول الله . صلى الله عليه وسلم ؛ وسائر
الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام - مبنية على إرادة إلهية يمتتع معها وقوع
المعصية منهم0
انت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما
يوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم. قل لو شاء الله ما تلوته
الآيتين : إتى جئتكم بالقرآن عن إذن الله لى فى ذلك ومشيئته وإرادته؛ والدليل على أنى
به. ولهذا قال : (فقد لبثت فيكم عُمْراً من قبله أفلا تعقلون4 أى : أفليس لكم عقول
تعرفون بها الحق من الباطل!
والقارئ لسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لا يشك فى عصمته فقد
للعالمين؛ أكمل
حياة قومه من وثنية؛ وعادات مستقبحة؛ حتى غدا أكمل إنسان فى بشريته؛ فلم تعرف له
فمن أين له هذا؟ وهو اليتيم الذى تعرض منذ طفولته لمحنة اليتم والفقر! وهو
عليها الجاهلية سيطرة كاملة فى مجال العقيدة والفكر؛ وفى مجال الأخلاق والسلوك»
وطبعت الناس بطابعها البغيض حتى لا تكاد تجد إنساناً يسلم من وراثة البيئة؛ وعدوى
التقاليد الجاهلية الموروثة عن الآباء والأجداد. فكيف نجا سيدنا رسول الله صلى الله
إنك لا تستطيع أن تدرك سر كمال عقله وعقيدته وأخلاقه؛ وبراءته من كل
تقائص ومثالب بيئته التى نش فيها إلا أن تقول : إنه الإعداد الإلهى للنبوة و الله أعلم
حيث يجعل رسالته#ا إنها العصمة الربانية التى حفظته . صلى الله عليه وسلم من
بيئة الجاهلية أربعين عاماً لم يصبه أذى من غبارهاء قشب أكمل الناس خَلْقاً وخْلْقا0
وشهد له صلى الله عليه وسلم بتلك العصمة ربه عز وجل فى عشرات الآيات
القرآنية منها إجمالاً قوله تعالى : (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفادى
ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد 094
كان التعيير فيها ب 'صاحبكم" تذكيراً وتقريراً بأن كفار مكة أعرف الناس به؛ فرسول الله
وهذا يفيد أن كفار مكة فى اتهامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم العصمة
ووصفه بالضلال والجنون والسحر مكابرون؛ والدليل حاله قبل نبوته حيث صحبتهم له
وإذا طعن كفار قريش قديماً فى عصمة رسول الله . صلى الله عليه وسلم ©
وتبعهم من لا يعتد بخلافهم من الفضيلية والأزارقة من الخوارج والكرامية وغيرهم؛ فقد
() الآية 46سبأه
() الآية 2 لنجم0
سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة فى الستنة المطهرة تختلف عنها فى
يطعن فى عصمته؛ ويشوه شخصيته0
التصوص القرآنية التى قد يُتوهم من ظاهرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كان
فى ضلال أو غفلة أو شك؛ وكذلك نصوص ورد فيها بعض التنبيهات الموجهة مباشرة
كما استندوا أيضاً إلى بعض الأحاديث التى قد يتوهم من ظاهرها عدم عصمة
وهذا ما دفعنى إلى اختيار موضوع هذه الرسالة : 'رد شبهات حول عصمة
إلى عدة أهداف منها :
أفلاً : بيان أن عصمة الأنبياء وعلى رأسهم سيدنا رسول الله . صلى الله عليه وسلم
ثانياً : أن يكون هذا البحث هادياً لمن تأثر من أبناء الإسلام بشبهات أعداء السنة حول
عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ مما يوجب على من عرف الحق أن
يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان0
ثالثاً : إرادة توطيد إيمان المؤمنين؛ وتقوية محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم »
المتشابهات التى يتعلق بها أعداء الإسلام ومفلدوهم من المسلمين؛ مما يظهر أن
رابعاً : بيان أن سيرة رسول الله . صلى الله عليه وسلم_ الواردة فى صحيح السنة
المطهرة تعتبر فى ميزان العقل البشرى والعلمى معجزة؛ لا تستطيع الأمم جميعها
فى الحاضر والمستقبل أن تفعل مثلهاء إذ لم يحفظ لنا التاريخ من بين جميع
خامساً : بيان أن أئمة السيرة ورواتها لم تكن وه بصدد أحداث السيرة إلا تثبيت ما
هو ثابت منها بمقياس علمى دقيق؛ يتمثل فى قواعد مصطلح الحديث المتعلقة
بكل من السند والمتن؛ وفى قواعد علم الجرح والتعديل المتعلقة بالرواة وتراجمهم؛
ولا تستطيع أى أمة من الأمم فى السابق واللاحق أن تأتى بمثل هذا الميزان
سادساً : بيان أن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها أهميتها فى فهم الإسلام
سابعاً : بيان أن حملة التشكيك فى السيرة العطرة الواردة فى السنة النبوية مرض عقلى»
يستهدفون أن يفقد المسلمون الصورة ١ لحياة رسول الله _ صلى الله عليه
وسلم ؛ وبذلك يفقد الإسلام أكبر عناصر قوته؛ فأحببت أن تكون لى مشاركة فى
حصنها من التهديم والتخريب؛ راجياً بذلك المثوبة من الله تعالى0
ثامناً : بيان أن الباطل مهما لمع بريقه؛ وتكاتف من ورائه أناس على تقويته؛ إلا أنه
الخيبة والخسران0
وما شأن شراذم البغى قديماً وحديثاً؛ ومحاولاتهم اليل من سيرة المعصوم صلى
تتكون خطة البحث فى الموضوع إلى مقدمة؛ وتمهيد؛ وأربعة أبواب؛ وخاتمة0
أما المقدمة فقد ضمنتها : سبب اختيار الموضوع؛ وأهميته؛ وخطة البحث ومنهج
البحث فيه0
المبحث الأول : التعريف بالعصمة؛ وبيان دلالتها على حجية القرآن الكريم؛ والسنة
النبوية؛ والاقتداء بالتبى صلى الله عليه وسلم 0
المبحث الثانى : أهمية السيرة النبوية فى فهم الإسلام قرآناً وسنت وحضارةً0
أما الأبواب شهى :
الباب الأول : عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقله وبدنه ودفع الشبهات
ويشتمل على فصلين :
الفصل الأول : عصمته . صلى الله عليه وسلم فى عظه وبدته كما يصورها
القرآن الكريم والسنة النبوية؛ ويشتمل على تمهيد ومبحثين :
المبحث الأول : دلائل عصمته . صلى الله عليه وسلم فى عقله من
خلال القرآن الكريم والسنة النبوية0
المبحث الثاني : دلائل عصمته . صلى الله عليه وسلم فى بدنه من
خلال القرآن الكريم والسنة النبوية0
تمهيد ومبحثين :
المبحث الأول : شبهاتهم من القرآن الكريم على عدم عصمة النبى
ويشتمل على تمهيد وخمسة مطالب :
المطلب الأول : شبهتهم حول آيات ورد فيها إسناد "الضلال"
والجواب عنها0
المطلب_الثانى : شبهتهم حول آيات ورد فيها إسناد "الذتب"
والجواب عنها0
المطلب الثالث : شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل؛ ونهيه
المطلب الرابع : شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتعرض الشيطان له والجواب
المطلب الخامس : شبهتهم حول آيات ورد فيها معاتبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم والجواب عنها0
المبحث الثانى : شبهاتهم من السنة النبوية على عدم عصمة النبى
على تمهيد وخمسة مطالب :
المطلب الأول : شبهة الطاعنين فى حديث "شق صدره . صلى
المطلب الثانى : شبهة الطاعنين فى حديث 'فترة الوحى" والرد
المطلب الثالث : شبهة الطاعنين فى حديث "نحن أحق بالشك من