ألا إنثى فى حب آل محمد
وسيدتى زينب رضى الله عنها لها فضل السبق فى اختيار مصر مقاما
لها فكانت أول الغيث ثم انهمر كما كانت أول من نشر عطر النبوة فى مصر
رسول' الله كَل وكما جاء فى القرآن الكريم أقل لا أسألكم عليه أجراإلا
المودة فى القربى#!'.
أسآل الله تبارك وتعالى أن يجعلنى وإياكم من أهل المحبة.
المؤلف
النبوي جبر سراج
مولدها ونشأتها :
ولدت السسيدة زيئلب -رضى الله عنها- فى شهر شعبان من السئة
الخامسة للهجرة؛ وتفتحت ونمت هذه النبتة الطيبة فى روضة أهل البيت
الأطهار» تسقى من رحيق النبوة وتظل بظلال الدوحة المحمدية المعطرة. وكان
الإمام على كرم الله وجهه ولم تشاً أمها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله
من سفره فحملها بين يديه وأضفى عليها من مدده الأوفر وحمد الله عز وجل
ورحمة ليزودها بالصبر على ما ينتظرها من خطوب تلازمها على طول عمرها
() الأحزاب (*).
ولم تكد تتفتح هذه الطاهرة على الحياة فى رحاب جدها رسول الله كيه
وحنان والديها الإسام على كرم الله وجهه وشفقة أمها سيدة نساء العالمين
بجوار أبيها عند قبره الشريف وفى بيته الطاهر.
وغزو فى سبيل الله وأثتاءها جهاد وقتال الخارجين على شرع اللهء فأنى له أن
يوفر لصغيرته ما تنعم به مثيلاتها . . وليت الأمر ظل على هذا الخال بعد فقد
أمها وانشغال أبيها وأخحويها . . وأنى للخطوب أن تنصرف عنها حتى تجفف
فهذا النبأ الحزين يقتحم عالم صمتها ووحدتهاء ها هو أبوها الإمام
على خارج ليؤم المسلمين فى صلاة فجر يوم من أيام شهر رمضان. فإذا بيد
وإنا إليه راجعون» . شعارها المتصل فهى الفقيهة ثمرة التربية المحمدية العالية
وفرع الدوحة النبوية الكريمة ولم تكد تتلاحق الاحداث ثم تمر سريعًا والناس
فى اختلاف حول إمامة أخيها الحسن عقب استشهاد أبيه ما بين مؤيد
ومعارض ومتهم لأبيها وأخويها زورًا بالتحريض أو بالتقصير إزاء مقتل عثمات
رضى الله عنه قتتسلل يد غادرة فى ظلام الفتنة المخيمة فتضع زوجة أخيها له
السم فى طعامه فتقتله مسمومًا وهو الوديع المؤثر الصلح والسلام» فقد تنازل
عن الخلاقة للطامعين فيها رغبة فى أن يصلح الله به طائفتين متقاتلتين من
مأساتها المروعة أكملت فى كربلاء فى العاشر من العام الواحد والستين
للهجرة وبعد توالي الخطوب والبلايا من كثرة ما أهيل من التراب على الحثث
الطاهرة وعلى الدماء المراقة من شباب أهل البيت الأطهار فى كربلاء وهى
تسمع صوت أخيها الحسين ينشد .
يادهر أفألك من خليل كم لك بالإشراق والأصيل
من صاحب أو طالب قتيل والدهر لا يقنع بالبديسل
فاهتزت لذلك النشيد فأخذ الحسين أخوها يهدئ من روعها وهى تقول
وا ثكلاه هو الحسين لا تغيب رؤياه فقال لها يوصيها «يا أختاء اتقى الله
وتقوى بعز الله واعلمى أن أهل الأرض يموتون وأن كل شىء هالك إلا وجه
الله؛ أبى خير منى ولى وله ولكل مسلم برسول الله أسوة».
فأجابته الطاهرة الزكية «أخى الحسين يا قرة العين ويا رمز البطولة
والجهاد ويا خيرة من اتقى؛ يأيها الأمل المدخر يأيها الحبيب الذى لم يبق غيره
فيوصيها الإمام ليا أختاه أقسم عليك فأبرى قسمى لا تشقى على جيبًا ولا
تخمشى على وجها ولا تدعى على بالويل والثبور إذا أنا ملكت . . فتقول
يناجى الله . . #اللهم إنى أشكو إليك ما يصنم بابن بنت نبيك».
فتنادى وتناجى وكأنها تسمع صوت جدها «أذكركم الله فى أهل بيتى»-
فتختقها العيرة وهى تقول ما علمها جدها ف«إنا لله وإنا إليه
وقعت الأساة الرهيية على مشهد منها فانفجرت تبكى وتقول فى غير
اعتراض على قضاء الله «ألم يكفهم منا ما رووا الارض من دماء أبناء بنت
شرف مصر بسكنى السيدة زينب
محبين مستبشرين بمقدمهاء وجعل إقامتها بقية حياتها فى مصر الطيبة المضيافة
وما إن شرفت السيدة زيتب مصر والمصريين بمقدمها المبارك حتى تسابق أهل
مصر الطيبون يرحبون بمقدمها حبا فى رسول الله كَقٍ الذى أشاد فى حديثه
الشريف «استوصوا بأهل مصسر خيرًً فإنهم خير أجناد الأرض» واجتمع
الشعراء يرحسبون بقصائدهم صلة منهم برسول الله َيه وأهل بيته الطاهرين
وعلى رأسهم السسيدة زيئب أول من شرف مصر من أهل البيت فكانت أول
الغيث وبعدها وفد إلى مصر بقية أهل البيت الذين يسكنون أضرحتهم العطرة
وأستعير من الشيخ المرجوم الصاوى شعلان هذه التحية للسيدة زينب
رضى الله عنها وعنه:
أشقيقة السبطين حيا الله صاحبة القام
يا نفحة الزهراء يا أخت الإمام ابن الإمام
هذا الرحاب بساطه ظل من البيت الحرام
أوديعة الهادى بمصر لنا بحبكم اعتصام
ومن الملائك موكب معنا يؤدون السلام
لم لا ونور المصطفى لما أقمت هنا أقام
فى شهر معراج النبى المرتجى يوم الزحسام
بادرت هذا الشهر معراجا إلى دار السلام
السيدة زينب فى كربلاء :
ولم تكتمل بشاعة مأساة كربلاء باستشهاد فلذة كبدها وبقية جدها
الإرهاب وعدم مراعاة حرمة النساء من نساء أهل البيت باقتحام خيمة النساء
وأعملوا فيهن سلبا ونهبا وحرقاء وساقوا ركبا من الأسارى من نساء وأطفال
البيت النبوى الكريم وفيهم السيدة زيتب وأخستها أم كلثوم وابنتا الحسن السبط
السيدة سكينة وفاطمة وحمل الركب على ظهور الجمال وعند مصارع الشهداء
الأبرار مضرجة بالدماء مجزوزة الرءوس تطير حولها الطيور الجارحة فختقتها
العبرات وقالت بقلب متفتت بالجسرات «يا محمداه صلى عليك مليك السماء
هذا حسين بالعراء مقطع الأعضاء وبتاتك سباياء إلى الله المشتكى وإلى محمد
المصطفى وإلى على المرتضى وإلى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيد الشهداء يوم
يقوم الناس لله رب العالمين.
واحزناه واكرباه عليك يا أبا عبد الله يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفى
يساقون سوق السبايا وهذا حسين مجزوز الرأس مسلوب الرداء والعمامة».
فأبكت بكلماتها الممتاعة كل عدو وصديق وأقبل ركب السبايا إلى
الكوفة فى نحو أربعين جملا فى مشهد أليم تتقدمه الرءوس المقطعة وراح
على زين العابدين بن الحين وهو الصبى المريض الضعيف يقول وقد ختقته
قلا
يا أمة السوء لا سقيا بريعكم يا أمة لم تراع أحمسدا فينا
يا وقعة الطف" قد أورثتنى حزنال'؟ والله بيهتك أستار المسييما
وما إن بلغ الركب الكوفة حتى أقبل أهل الكوفة ييكون ويناولون أطفال
أهل البيت التمر والخبز والماء فصاحت السيسدة أم كلثوم بنت الإمام على
«يا أهل الكوفة إن الصصدقة علينا حرام نحن أهل البيت» وأخذت من أيدى
الأطفال التصسر وألقت به والئاس حولهم ييكون على مصيبتهم فنظرت إليهم
وصاحت «صه يا أهل الكوفة يقتلنا رجسالكم وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا الله
يوم فصل القضاء» وما إن أطلت السيدة زينب برأسها من محملها لتنظر هذه
لها القلوب وشخصت لها الأبصار وهى تقول ٠
3 ألطف إشارة إلى الموقعة التى استشهد فيها الإمام الحسين فى كريلاة»
القلوب الفهمة ويحرق الافئدة اليقظة فقد تدفق لسانها البليغ بما أدهش الجميع
وأظهر لهم شنيع فعلهم فبكى بعضهم وتباكى الآخرون حين قالت :
ايا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رفأت الدمعة ولا
قدمت لكم أنفكم أن سخط الله عليكم وفى العذاب أنتم خالدون .
أتبكون وتتتحبون أى والله فابكوا كثيرا واضحكرا قليلاً ويلكم يا أهل
الكوفة أتدرون أى كبد لرسول الله فريتم وأى دم سفكتم وأى كريمة له أبرزتم
وأى حرمة له انتهكتم لقد جثتم شيئًا إذا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق
الأرض وتخر الجبال هذاء أتعجبون إن أمطرت السماء دما ولعذاب الآخرة
أخزى وأنتم لا تنصرون وإن ربك لبالمرصاد» .
وقد نسبت هذه الأبيات إلى السيدة زينب وكلها تأنيب وتقريع لبنى أمية
بعد قتلهم الإمام الحسين» وجرمهم فى حق عترة رسول الله كَلّةِ على رأس
ثلاثة وسبعين شهيدً ثبتوا أمام أربعة آلاف حتى قتلوا عن آخرهم فى سبيل
الدفاع عن الحق المهضوم والعدل المهجور وكان من بين الشهداء عون بن
عبدالله بن جعفر وأخوه محمد وإخوتها من أبيها أولاد الإمام على وهم
العباس وجعفر وعبد الله وعثمان ومحمد الأصغر وأبو بكر وبقية الشهداء من
أهل البيت أمام ناظريهاء وكان كلما سقط واحد منهم كانت تتوجه إلى