كلمة الناشر
وكره . . رابطاً ذلك بالأماكن والآثار التي عرفها وكانت له فيها ذكريات
ومشاعر ..
ولذلك كان الوفاء أن أقدم شيئاً يخدم أمتي وموطني » ولاسيا أنني بدأت بينشر
كتب التراث العربي . . وقد كان يرن في أذني دائاً القول الأثور : «حب الوطن
من الايمان» » والقول الآخر : «لولا محبة الأوطان لخربت» . . لأن المحبة تبعث
على الحفظ والصيانة الناشئة عن المعرفة والاطلاع .2
واليوم أقدم لقراء العربية » ولمحبي التاريخ » كتاب «الدر المنتخب في تاريخ
مملكة حلب» تاليف أبي الفضل محمد الشحنة المتوفى سنة ( 4مه) . . والذي طبع
منذ (ك7) عاماً خلت ؛ وكان لزاماً علينا أهل حلب أن نعيد طبعه . , بعد أن نعرف
بالكتاب ؛ ومؤلفه » وناشره الأول السيد يوسف إليان سركيس الذي لم يؤ ل جهداً
في تصحيحه وتنقيحه + رغم بدور بعض الهفوات يستطيع القارىء معرفتها
سهولة ع
وليد ناصيف
- معنى الشحئة
- بعض أقوال العلماء
مصادر ترجمته .
ترجة محمد البتروني .
- ترجمة يوسف سركيس .
حلب :
نالت حلب من عناية الباحثين الشيء الكثير » فممن كتب عنها :
أبو الطيب اللغوي صاحب مراتب النحويين ٠
- أبو الحسن الهروي صاحب كتاب الزيارات - (ت 11١ ه)
محمد بن علي الحلبي (ت 48:4 ه) صاحب كتاب الأعلاق الخطيرة في ذكر
امراء الشام والجزيرة ٠
ابن أبي طي الحلبي ت (470 ه) في تاريخ حلب .
- العظيمي (ت 487 ه) في تاريخ حلب .
يحبى بن حميدة الحلبي في كتابه معادن الذهب .
حمدان الأتاربي (ت ٠ ه) في كتابه القوت .
ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب .
- وأيضا زبدة الحلب في تاريخ حلب .
ابن حبيب الحلبي (ت 808 ه) في حضرة النديم من 7 يخ ابن العديم :
ابن خطيب الناصريةفي الدر اللتخب وهو ذيل على بغية الطلب لابن
العديم ٍ
أحمد بن محمد بن المفلا رت ٠٠١١# ه) في المنتخب من الدر المنتخب .
سبط ابن العجمي في الكواكب المضيئة وكنوز الذهب .
ابن الحنبلي في الزبد والضرب في تاريخ حلب .
ابن الحنبلي في در الحبب في تاريخ أعيان حلب .
العرضي (ت ٠١7١ ه) في معادن الذهب .
الطبيب البريطاني باترك رسل (ت 1768 م) في التاريخ الطبيعي لحلب .
عبد الله بيرو في تاريخه .
طرائف النديم في تاريخ حلب القديم . .
لطائف الحديث في تاريخ حلب الحديث لأنطون الصقال (ت 1707 ه) .
- إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء للشيخ راغب الطباخ .
نهر الذهب في تاريخ حلب للشيخ كامل الغزي (ت 1751 هم
وقد كان الكتاب الذي بين أيدينا من الكتب المهمة التي تنبي عن أوضاع
حلب في وقت من الأوقات » وتأتي أهميته من كونه وصف حلب وصفا طبوغرافيا
فذكر أسوارها وأبوابها والأدوار التي مرت عليها من زيادة وتعمير » كما ذكر
مساجدها وقصورها » وامتاز بعرضه الفني المعماري لقلعة حلب تلك القلعة
الشهيرة » كما تحدث عيا في حلب من مدارس وحمامات » فضلا عن ايراد تفسيرات
ملاحظة :
فيص ١١4 من هذا الكتاب ذكر ما يلي : «قال ابن الشحنة : ان هذه
المدرسة خربها الملا محمد ناظر الأوقاف بحلب » كان سنة خمس وثلاثين وتسع
ولا أعرف من أين أتى هذا التاريخ لأن ابن الشحنة توفي سنة + 4ه .
تحقيق صحة نسبة الكتاب
إختلف الكتّاب في تعيين مؤ لف هذا الكتاب . فنسب الى :
١ - ابن الشحنة الأب وذلك في «الدليل البيبليوجرافي للقيم الثقافية العربية»
المطبوع عام 1458 في القاهرة ص 7 إذ خلط واضعه بين ابن الشحنة الأب وابن
الشحنة الصغير .
؟ - محب الدين أبو الفضل ابن الشحنة » وذلك في النسخة المطبوعة .
- ابن خطيب الناصرية. . في نهر الذحب للغزي وفي فهرس التاريخغ
» - لزين الدين أحمد بن علي بن الحسين بن علي المعروف بالشغيفي نسبه اليه
الشيخ الغزي في نهر الذهب .
© - أبو اليمن البتروني . . رجحه واضع فهرس التاريخ وملحقاته .
+ - أحمد بن محمد المعروف بابن الملا .
واليك ما ذكره الشيخ الغزي في كتابه دنهر الذهب في تاريخ حلب» » وكذلك
انتخابه مجموعة من الناس » كل منهم أضاف إليه ما وصل إليه علمه » مما أدى إلى
اختلاف نسخه » واختلاف النسبة إلى مؤلفه + ولكن نستطيع القول : إن أصل
هذا الكتاب من تأليف ابن الشحنة » وإن أهم من اعتنى به بشكل جدي هو محمد
البتروني + لذلك قمت بترجمة مؤ لف الكتاب ومختصره » ووضعت كلمة عن ناشره
الأول السيد يوسف مركيس . .
هذا الكتاب .
والله ولي التوفيق
قال كامل بن حسين بن مصطفى الغزي في تاريخه نهر الذهب في تاريخ
حلب :
ويوجد متداولاً بين أيدي الناس كتاب مشهور عندهم بتاريخ ابن الشحنة
والداخلة في اعيالها + وفيه اغلاط كثيرة مصدر بخطبة أولها الحمد لله القديم الأزلي
الرحيم الأبدي مكور الليل على النهار عبرة لأولي الأبصار . . وهي خطبة كتاب الدر
المنتخب لابن خطيب الناصرية مع تحريف قليل وزيادة ونقص » وبعد هذه الخطبة
يفتتتح صاحبه بالبسملة » ثم يقول : وبعد فهذه نبذة انتخبتها من كتاب نزهة
النواظر في روض المناظر . . . ثم يفتتح بالمقصود نقلا عن ابن الشحنة و
ورأيت بعض النسخ من هذا الكتاب مصدراً بقوله : أما بعد فهذه نبذة
أنتجتها مما انتخبه العلامة زين الدين بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي المعروف
بالشغيفي من تاريخ أقضى القضاة محب الدين .
وعل هذا فالكتاب المتداول المذكور منتخب من كتاب الشغيفي المنتخب من
نزهة النواظر » ولعل منتخبه أبو اليمن البتروني بدليل أنه يوجد في عدة مواضع من
نسخة كانت عندي حواش ينسبها ابو اليمن المذكور الى نفسه .
ورأيت نسخة أخرى قد ذهب أولها ونقص فيها مقدار عظيم »+ وهي تختلف
عن نسبة الشغيفي زيادة ونقصاً + ظهر لي أنهامما انتخبه أحمد بن محمد المعروف بابن
هامشها كثير من | لتعاليق مختتمة بقول محررها ٠١ ه ابراهيم بن أحمد بن محمد
منتخب هذا التاريخ وكاتبهة .
خلاصة ما ظهر لي في الكتاب الذي ينسبه الناس الى ابن الشحنة » ويزعمون
أنه خاص بحلب : إن عددا غير قليل من الأدباء والعلماء أخذ كل واحد منهم
مع كثرة عدد نسخ هذا التاريخغ قم
وقد حاول الاستاذ خالد الريان في «فهرس التاريخ» أن يجلو الغموض في ذلك
فقال :
من النظر الى أول النسخة يتين لنا وجود تناقض في عنوانها واسم مؤلفها :
يقول المؤ لف في أولها: إنه ذيّل على تاريخ ابن العديم محتصراً سماء «الدر المنتخب في
تاريخ مملكة حلب» ثم يأتي بعد ذلك فيقول : «وبعد فهذه انتخبتها من كتاب
نزهة النواظر في روض المناظر» ونحن ننفي القول الأول ونثبت الثاني اعتادا على
١ - ان شمس الدين محمد بن الشحنة مؤ لف كتاب نزهة النواظر في روض
المناظر توفي في القاهرة سنة (840// )١686 بينا ابن خطيب الناصرية صاحب كتاب
«الدر المنتخب في تاريخ حلب» في حلب سنة (©86/ 1448) فلا يعقل أن
يختصر ابن خطيب الناصرية كتاباً لو لف جاء بعده وتوفي بعد ا سنة .
* - ان كتاب «الدر المنتخب» مرتب على حروف الهجاء كما ذكر صاحب
كشف الظنون ؛ لأنه كتاب تراجم ؛ وكتابنا هذا ليس على الحروف .
ومن ناحية أخرى يبحث «الدر المنتخب» في تاريخ حلب ء بينا «نزهة
النواظر» تاريخ عام لا علاقة له بتاريخ حلب .
ّ ج مما سبق أن الكتاب هو «نبذة من كتاب نزهة النواظر في روض
المناظر» لابن الشحئة » وليس «الدر المنتخب في مملكة حلب» لإبن خطيب
الناصرية .
وقد أضاف الناسخ مقدمة كتاب «الدر المنتخب» الى هذه النبذة اما جهلا
منه » أو نقلها من نسخة أخرى كما وجدها دون بحث في حقيقة الأمر .
ونسخة الظاهرية شبيهة بالنسخ التي اعتدمها مركيس .
ابن الشحنة
ركب بحم هج 1407 ميم
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشهاب غازي بن أيوب بن
حسام الدين محمود شحئة حلب بن اللو بن عبد الله اللحب أبو الفضل ابن اللحب
أبي الوليد ابن الكمال أبي الفضل ابن الشمس أبي عبد الله » الثقفي ؛ الحلبي +
الحنفي .
ويعرف بابن الشٌّخْنّة الصغير .
والشحنة كما قال ابن حجر في «أنباثهم : هو جده محمود الأول .
وليس مراده به ولد غازي على ارادة الأول في العبارة عند سرد رجال النسب
بل ولد الختلو الأول في الوجود . وقد ذكر صاحب الترجمة في شرحه على والمشة
والشحنة في اللغة : عباززة عن النائب الكافي ؛ ومنه استعير لعل بن أبي طالب
- رضي الله عنه -: شحنة النجف ؛ وفي البلد : من فيه الكفاية لضبطها من جهة
السلطان . . الى أن نقل عن الصاحب كمال الدين ابن العديم أنه قال في ترججة
الأمير حسام الدين شحنة حلب :
كان في شبابه ينوب في الشحتكية بحلب » ثم استقل بها في أيام الملك الصالح
اسماعيل بن محمود زنكي ؛ وبعده » وبنى مدرسته لأصحاب أبي حنيفة » والى
جانبها مسجداً لله تعالى » ووقف وقفاً على الصدقة ؛ وفكاك الأسرى . وعلت سنه
والشحنة في عرف هذا الزمان انما يطلق على من يرسل آحاد الناس الى ضيعة
ما لضبط غلة تكون فيها أخذاً من الشحنة بذلك المعنى . ولثل هذا تسمى حرفته
هذه شحتكية » وتبين أيضاً أن بني الشحنة لا ينتسبون الى من هو شحنة بهذا
المعنى ؛ وإن قال بعض الشعراء :
وقد قال رضي الدين ابن الحنبلي في تاريخه : قرات بخط الشيخ أبي ذر في
الشحنة : بكسر الشين » والعامة تفتحها » وهوغلط ؛ قال شيخنا : وهو
اسم للمرابط من الجند في البلد من أولياء السلطان لضبط أهله » وليس باسم الأمير
والقائد كما يذهب اليه العامة » والنسبة اليه : شحني » وشحنية » ولا تقل :
شحتكية » وهذه الكلمة عربية صحيحة واشتقاقها من شحنت البلد بالجند اذا
ملأت بها .
اسمهاميّ من ذرية موسى الذي كان حاجب حلب » وبنى بها مدرسة +
ثم ولي نيابة البيرة » وقلعة الروم » ومات بالبيرة في سنة خمسين وسبع مئة .
ولد في حلب سنة أربع وثمان مئة » وأنشد والده لما بشر بولادته :
بشرتني غلا | حسن الوجه وسيم
قلت عرّي لا تُهثّي ولد الشيخ يتيم
كان مولد المحب بحلب ؛ ونش بها » فقرأ القرآن عند الشمس الغزي +
وسافر مع والده الى مصر قبل استكماله عشر سنين + فقرأ في اجتيازه بدمشق عند