إن الحمد لله نحمد ونستعينه » ونستهديه ونسترشده ونستغفره وأشهد أن لاإله إلا
الله وحده لاشريك له ؛ وأشهد أن سيدنا محمد عبدده ورسوله ؛وصفيّه وخليله + أخرجه
بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
+ مصابيح الهداية ؛ وبعد :
فلا يخفى أن علم الأنساب علم مندوب إليه ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) وذكر البلاذري عن المدائني ؛ عن أي الززاد »
عن أبيه ؛ أن عبد الله بن عمر قال لابنه واقد : انشب نفسك وأمهات أبيك ؛ فلم يعرف
ذلك ؛فقال :
والعرب تعني بأنسابما لتصل رحمها ؛ وليُعرف الأصيل وتتقوى به قيلته في كل ما يعنيها
الدخيل الذي قد يخش من جهته الخذلان ٠
وقد اهتم به العلماء في القديم والحديث » فبينوا أنساب قبائل العرب عامة ؛ ووضعوا
فوضع هشام بن محمد السائب الكل الستنابة ( ت204م ) كتاب ( جهرة السب
ووضع أبو جعفر محمد بن حبيب ( ت245ه ) كتاب ( منتلف القبائل ومؤتلفها )
ووضع أبو العباس محمد بن يزيد المرد (ات286ه )كتاب ( نسب عدنان وقحطان ) +
ووضع الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين ابن المغربي (ات418ه ) كتاب
( الإيناس في علم الأنساب ) ٠
ووضع أيو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (رت456ه) كتاب (
جهرة أنساب العرب ) +
ووضع الحافظ أيو عمر يوسف بن عبد الله اين عبد البر الدمري القرطبي 1
ت463ه ) كتاب ( الإنباه على قبائل الرواة ) وكتاب ( القصد والأسم في التعريف بأصول
أشاب العرب والعجم ) .
ووضع أب العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله القلقشندي (ات1 582 )
كتاب ( ثحاية الأرب في معرفة أنساب العرب ) +
بات
ووضع أبو الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي (ات1246ه ) كتاب (
سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) على شكل مشجرات .
واهتم بعضهم بأنساب الأشراف خاصةٌ ؛ وله في ذلك تآليف عديدة :
فوضع الستنابة المؤرخغ الشهير أحمد بن يحي بن جابر البلاذري (ات 279 ه ) كتابه
الشهير ( أنساب الأشراف ) .
ووضع أبو الفرج على بن الحسن الإصبهاني (ات356م)كتاب ( مقاتل الطالبين ) +
ووضع أبو النصر سهل بن عبد الله أبو داوود البخاري ( حياً 341 م ) كتاب (
ووضع السيد الشريف الستتابة نحم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلوي
العمري ( ق5ه) كتاب ( المجدي في أنساب الطالبين ) ٠
ووضع السيد عز الدين أبودطالب الماعيل بن الحسبين بن محمك المروزي ١
حياً14 6ه ) كتاب ( الفخري في أنساب الطالبين ) .
ووضع الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي . (
ت620ه ) كتاب ( التبيين في أنساب القرشيين ) ٠
ووضع العلامة الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ( ت694ه)كتاب (
ذخائر العقبي في مناقب ذووي القرفى ) ٠
ووضع المؤرخ النسابة العراقي جمال الدين أبو العباس أحمد بن علي بن حسين ابن عنبة
الداودي الطالبي الحسني ( 828* ) كتاب ( عمدة الطالب في أنساب آل أي طالب ) ٠
ووضع النسابة السيد علي بن الحسن بن شدقم الحسيني ات1033ه ) كتاب (
زهرة المقول في نسب 7
نسب أشراف المدينة ).
في فرعي الرسول ) ؛ ثم اختصره في كتاب ( ثحبة الزهرة الثمينة في
ووضع عبد الرحمن الأنصاري : ( تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ماللمدنيين
وقد اهتم علماء الأنساب ببيان نسب النبي العربي الكريم فهو سيدنا محمد بن عبد الله
بن عبد المطلب بن هاضم بن عبد مناف بن قصي بن حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن
غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزعة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
بن معد بن عدنان .
يهتم ببيان نسبه من جهة أمهات أبيه وأمه (() حتى جاء اللوذعي النسابة الأستاذ / السيد
حسين بن حيدر بن محبوب الحاشمي ؛ واهتم بجمعهن في هذا الكتاب من سائر المصادر
وهكذا ؛ معتمداً في جعه على مصادر الأنساب ؛ ثم توج عمله في كل فصل برسم
مشجرات تقرب لذهن القارئ بالرسم ما تعب في بيانه بالشرح . وقد وضع في كتابه هذا لبنة
جديدة في علم الأنساب وخاصة النسب الشريف ٠
أسأل الله أن يكلل عمله بالنجاح » وأن يكتبه في صحاف أعماله ؛ وأن ينفع به
صاحبه وقارُه ؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ؛ والحمد
يوسف عبد الرن المرمش اخ
نزيل طيبة الطببة
مساء يوم 1418/7/20ه
بسم الله الرحمن الرحيم ؛ وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله .
لقد اطلعت على ما ألفه الشريف حسين بن حيدر بن محبوب الهاضي الحسيني
وكتابه ( ججهرة أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) ؛ والحقيقة أنه كتاب قيم ؛ وجمع
حافل لسلسلات أمهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم » من قبل أمه آمنة بنت وهب
أنساب أمهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وما بذله من جهد مشكور في تبعه
لتلك السلسلات وتوثيقه لما من قبل المؤرخين والنسابين في كل عصر من عصور المؤلفين ٠
الحقيقة أنه رعاه الله قد جمع فأوعى ؛ ونال بذلك شرف العمل التأريخي لكل عصر من
ت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ٠
وهو حقيق بذلك أن ينال الشرف في تسجله النسب المبارك للطيبين المطييين ؛ فجزاه الله عنا
وحيا الله العلماء العاملين وجزاهم خيراً ؛ وسلام الله تعالى على رسوله وآله والتابعين »
التوقع
علي بن عبد الكيم بن محمد الفضل شرف الدين
الحمد لله رب العالمين » والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث رحمة
أما بعد ...
فإن بحال السيرة النبوية حال حصب وواسع فسيح ؛ ألتعدد جوانبها ولا جرم كونما
سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » فقمة من كتب في سيرة النبي صلى الله عليه وآله
؛ ومنهم من كتنب عن مبعشه وإرهاصات النبوة ؛ وهناك من خص الكتابة عن هجرته ؛
مجتمع المديئة في عهده ؛ وبعض المؤلفين قصروا الكتابة على غزواته + ومتهم من سلك
وسلم ونسب أمهاته من أي الجهات كُنَّ ؛ وهو موضوع جدير بالبحث والتتبع وهو وإن كان
الذي لو نتج يفعل أيديهم لكان أفضل وأكمل ؛ ولكن لا ضير ؛ إذ قد جعت في هذا
أسفار الأواقل ؛ وتتبعت طرق أنسايحن من لدنه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ واسطة القلادة
وخلاصة المطيبين البطاح » وسليل الفضول الكرام!"! والصميم من ذؤابه هاشم ؛ الذي ملا
الله بالصلاة والسلام عليه السماء والأرض » وشهد له العدو و الصديق ؛ القريب والبعيد »
دآ الفضول : فائل من قيش وهم بي هاشم هدو للطلب هدو زهو بتكلاب ون أسد ين عبد المي ودو م بن مو ؟ عقدي حلفي عر عيد الله ين جدماة
بطهارة النسب وخلوص الحسب الممحض من كل عيب وسفاح ؛ صاحب ذروة الحسب
ومعدن المحد ؛ سليل قيش الصريحة من كنانة » الصريحة من ولد اسماعيل » القائل : ( نحن
وسليل كل ذي بيت وشرف من العرب بمختلف أعراقها ؛ ومن غير العرب +
+ قد أذ من كل قوم كرام شعة وأ
قرن الله اسمه مع اسمه في أعلى فرع لها ؛ وماكان أدناها بخسيس ولا مبتذل ؛ كأن آبائه يي
الناس بدور الدجى والشمس في رابعة التهار ؛ وامما العقد الفريد ؛ والدر المتضود بسلسلة
الذهب الحر النقي ؛ كأنك حين تنظر في آباثه لاتدري أيهم كان أهذب وأكرم من الآخر
توسطت سماء العلا والعدل زهراً وكملاً ؛ لها شهب عنها استنارت فنورت ؛ سواد الدجى
المكارم و التق و الجودا
بلغني قول ابن عباس رضي الله عنهما : إنه لم يكن بطن من قريش
إلا المودة في القربى 4 أردت أن أعرف نوع هذه القرايه ؛ ختبعت نسبه صلى الله عليه
بلغني أيضاً قول ابن عباس في قوله تعالى : ل لقد جاءكم رسول من أنفسكم 4 قال : قد
ولدهوه يا معشر العرب ؛ فزادني ذلك ارادة معرفة من من العرب ولده » ولا شك أن من
أتتبع ولادته فوجدته قد حاز الشرف كله فما افترق الناس فرقتين إلا وكان هو في ذات البيت
كانت بنت ملك من ملوك متف
قال الماوردئي : لماكان أنبياء الله صفوة عباده وخير خلقه ؛ لما كلفهم من القيام حقه ©
استخاصهم من أكرم العناصر وأمدهم بأوكد الأواصر ؛ حفظاً لنسبهم من قدح + وخصبهم
من جرح ولتكون النفوس لهم أوطاً و القلوب لهم أصغى ؛ فيكون الناس إلى إحابتهم أسرع
وصدق الله تعالى اذ قال : ف الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ... 60 .
روى التودذي ومسلم واللفظ له عن وائلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله كل يقول
هاشم واصطفانيٍ من بني هاشم ) ٠
وقال العباس بن عبد المطلب : قلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذكروا أحسابمم
بينهم فجعلوا مثلك مغل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (
إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم ؛ من خير فرقهم ؛ ونخير الفريقين ؛ ثم تخير القبائل
وروي عنه أنه قال : ( لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة
ولقائل أن يقول : هناك من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طريقين أو
أكثر فأيّ هذه الطرق أفضل ؟
والجواب على ذلك : أن التفضيل واقع في كل طريق منهما » غير أن المفضل والمقدم
هو طريق الذكور الذي لا أنثى فيه » كمثل غالب بن فهر هو خير وأفضل من أخويه الحارث
ومحارب ابنا فهر » وكل ولده » لكون غالب قد ولد الي صلى الله عليه وآله وسلم رحلا عن
ل اعلا الب ,167-166
رحل ؛ فلا يقارن غالب بن فهر بمحارب بن فهر أو بالحارث بن فهر » فذلك فاضل وهذان
مفضولان ؛ وإنما ترد المفاضلة في الحارث ومحارب أيهما الأفضل إذكلٌ والد أم هما في الفضل
سواء ؟
والحواب في نحو هذا أن يقال : أيهما كان أقرب لرسول الله ولادة وأقل أفراداً بينه وبين
رسول الله كان أفضل ؛ ووجه آخر للمفاضلة : أن يقال أيهما كان أكثر ولادة كان أفضل +
وهذا أقوى من الأول ؛ إذ أن كثرة الولادة تدل بحى على فضل الوالد .
وكذا المقدم من ولد ي كلاب بن مرة هو ة ب قلا : لين
زهرة بن كلاب جد رسول الله لأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب +
وقد قال الله تعالى ل( وليس الذكر كالأنثى 4 سورة آل عمران /36 وقال عز وجل : (
الرجال قوامون على النسساء سورة النساء /34 .
ولكن أيهما أفضل زهرة بن كلاب أم عبد قصي بن قصي بن كلاب وكلّ والد ؟ فعبد قصي
بن كلاب من قوم أفضل جلة غير أنه أبعد ولادة ( ؛ وزهرة أقرب لرسول الله من عبد قصي
بن قصي ؛ فزهرة أفضل من أجل ذلك لمقامهم من الني ٠
وأيهما أفضل رهط أمه أم أخوال أبيه؟ فلعل الأول أفضل .
وأخوال أمه بنوا عبد الدار ين قصي بن كلاب ؛ فهم آل قصي فهم يفضلون بحذا ومخزوم
تفضل بكونحا أحوال أبيه نظراً لمكانة الأب . وهذه المفاضلة إنما تكون في الرهط الواحد
ولكن حين تختلف القبائل فالأفضل ما دل عليه الدليل 6 فالأنصار وهم أخوال عبد المطلب
بن هاشم وجهاء وقد علم الناس شر ف الأنصار في الجاهلية وفي الإسلام ؛ غير أن قريش
كلها أشراف من الأنصار وأكرم » حتى بطونها التي لم تلد رسول الله ؛ غير أن من حاد الله
ورسوله فلا شرف له ولا كرامة ؛ واذكر ف( تبت يدا أبي لهب وتب 4 لله تعال أعلم ٠
وقال الله عز وحل : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص
عليكم بالمؤنين رؤوف رحيم 6 » ( سورة التويه | 128 .
قال السمين الحلبي في الدر الحصون ؛ قوله ( من أنفسكم 6 صفة لرسول أي من صمم
العرب وقرأ ابن عباس وأبو العالية والضحاك وابن محيصن ومحبوب عن أي عمرو » وعبد الله
بن قسيط المكي ويعقوب من بعض طرقه ؛ وهي قراءة رسول الله وفاطمة وعائشة ؛ يفت
وروى ابن سعد من طريق الكلي عن ابن عباى في هذه الآية قوله ( قد ولدتموه يا معشر
العرب ) ©
وعن سفيان بن عيينه عن جعفر بن محمد عن أبيه قال في هذه الآية ؛ لم يصبه شيء من
ولادة الجاهلية » قال وكان رسول الله يقول : ( مخرحت من نكاح ولم حرج من سفاح ) (©
وإن كان الله تعالى قال مخاطباً أمهات المونين ف إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيراً 4 (*) فلن يكون الرحس ناءٍ عن رسول الله من باب أولى والذي
بسببه وبسبب أهل الكساء حصل لهن هذا الفضل العظيم والذي يقتضي أيضاً طهارة
أصوطن ونقاوتها
وروى البخاري في صحيحه بمسنده عن أبي سفيان حينما كان في حضرة هرقل عظيم الوم ©
قونها ) ("أقال الحافظ بن حجر : ( قوله كيف حسبه ) كذا هنا وقي غيرما (كيف
نسبه ؟ )والنسب الوجه الذي يحصل به الإدلاء من جهة الآباء ؛ والحسب ما يعده من
مفاخر آبائه » وقوله ( هو فينا ذو حسب ) وقي غيرها ( ذو نسب ) واستشكل الجواب لأنه
»وأجيب بأن التنوين يدل على التعظيم كأنه قال : هو فينا ذو نسب كبير أو حسب فيع +
ووقع في رواية ابن إسحاق (كيف نسبه فيكم ؟ قال في الذروة ) وهي بكسر المعجمة
(آ) (514/3) وانظر الفرلات الناذة وتوحيهها من اغة الدب الشيع عبد التلم القاضي (53)
(3) عيون الأمر ([32/1-تيسير العيز الحميد (348)
لبسو الأحراب /33 » ينظ البنايةوالهاية لابن كير ( 257/2)
(5) الحدث بيه (4553/65