عيسى بن شهيد
مولى معاوية بن مروان بن الحكم
في المظالم وتنفيذ الأحكام على طبقات أهل المملكة ثم استحجبه مكان سفيان بن عبد ربه واستخصه دون
أصحابه وكان أهلاً لإيثاره إذ كان من أعيان رجال الموالي في الدولة وهم متوافرون ومن أشهرهم بلحلم
والوقار والحصافة والعلم والمعرفة والحزم والجزالة. وقد قاد بالصوائف فأحمدت سياسته وكانت له في
التدبير آراء صائبة وفي الحروب مقام كريمة وتهيأت له على العدو وقائع مثخنة.
وكان نصر الخصي خليفة الأمير عبد الرحمن الغالب عليه من بين سائر أكابر خدمه المظاهر لحظتيه
طروب الغالبة عليه من بين نسائه قد اشتمل على قصر الأمير عبد الرحمن ومن فيه وشرك في تدبير
حجبه فيها نصر وأنفذ عليه أموراً منكرة منها صرفه لعيسى.
الوزارة وتقليد عبد الرحمن بن رستم الحجابة مكانه.
الوزراء وعيسى في عرضهم فتقدم عبد الرحمن بن رستم جماعتهم في التسليم على الأمير ثم قعد فوق
ابن شهيد فاستنكر الأمير ذلك فلما استقر بهم المجلس قال لعيسى بن شهيد فما يخاطبه به: ما شأن كذا
فلما خرج الوزراء دعا بنصر فسأله عن عزل ابن شهيد وولاية ابن رستم فلم يمكنه إنكاره وادعى أن
به ثم عفا عنه وأعاد عيسى بن شهيد إلى الحجابة وعزل
أصحاب شرطة الأمير عبد الرحمن بن الحكم
قال أحمد بن محمد الرازي: ألفى الأمير عبد الرحمن على الشرطة لأبيه الحكم محمد بن كليب بن تعلبة
أيامه شرطة العدو ثم استعفى الشرطة إذا كره النظر وولى مكانه الشرطة سعيد بن
عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث الحاجب الكاتب وقاد لثلاثة من الخلفاء: هشام والحكم وعبد الرحمن
بد الرحمن بن رستم عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني عباس بن الوليد الطلبي وكان كثير التردد
قضاة قرطبة للأمير عبد الرحمن بن الحكم
قال أحمد بن محمد الرازي: كان له أحد عشر قاضياً: أولهم مسرور بن محمد على اختلافهم في نسبه
أيضاً إذ يقول محمد بن حارث في كتابه: هو مسرور بن محمد بن سعيد بن شراحيل المعافري ويقول ابن
عبد البر: بل هو من موالي الأمير عبد الرحمن بن معاوية يكنى بأبي نجيح وذا من اختلافهم قبيح ثم سعيد
بن محمد بن بشير ثم يحيى بن معمر ابن عمران الألهاني الإشبيلي ثم الأسوار بن عقبة ثم إبراهيم بن
العباس بن عيسى ابن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ثم يخامر بن عثمان المعافري ثم علي ابن
أبي بكر القيسي ثم معاذ بن عثمان الشعباني ثم محمد بن زياد اللخمي ثم سعيد ابن سليمان بن أسود عم
سليمان بن أسود ثم محمد بن سعيد.
وقال الحسن بن محمد بن مفرج :قال ابن عبد البر في تاريخه: لما ولي الأمير عبد الرحمن بن الحكم
استقضى على قرطبة مسرور بن محمد سنة سبع ومائتين ثم سعيد بن سليمان سنة ثمان ومائتين ثم يحيى
بن معمر الألهاني سنة تسع ومائتين ثم الأسوار بن عقبة سنة عشر ومائتين وما بعدها ثم إبراهيم بن
العباس القرشي المرواني جد بني أبي صفوان هؤلاء القرشيين الوجوه بقرطبة سنة ثلاث عشرة ومائتين
أثم محمد بن سعيد
نوادر من أخبار قضاة الأميرعبد الرحمن
مستخرجة من كتاب الاحتفال
ور بن قال بن حارث الخشني: هو مسرور بن بن سعيد بن بشير بن شراحيل
المعاقري ووالده محمد قاضي الجماعة بقرطبة الشهير فضله ولاه الأمير عبد الوحمن بن الحكم رحمهما
الله قضاء الجماعة بقرطبة وكان من الصالحين الفاضلين.
حدثني من وثقت به من أهل العلم قال: حدثي محمد بن أحمد بن عبد الملك المعروف بابن الزراد قال:
كان عندنا بقرطبة قاض يعرف بمسرور وكان من الزهاد استأذن من حضره من الخصوم يوماً في أن
وقال ابن عبد البر: مسرور بن محمد هذا من موالي الأمير عبد الرحمن بن معاوية الداخل يكنى أ
استقضاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم بعد حامد بن يحيى الذي كان آخر قضاة والده الحكم وأول قضاته
وهو وذلك سنة سبع ومائتين لم تطل ولايته وتوفي سنة ثمان ومائتين في وقال القاضي أسلم بن عبد
العزيز: سمعت أبي يذكر أنه ته جماعة من موالي الخلفاء بأسماء العرب فأنكر ذلك عليهم الأمير
الرحمن القضاء بقرطبة فاستقل بالعمل وأحسن وسلك الطريقة فاغتبط به الناس إلا أنه عوجل فتوفي من
سعيد بن سليمان قال ابن عبد البر: هو سعيد بن سليمان يكنى أبا عثمان أصله من فحص البلوط وكان عم
سليمان بن أسود القاضي فيما بلغنى.
ذكر محمد بن مسرور عن أبيه قال: سمعت سليمان بن أسود القاضي يقول: كان سعيد بن سليمان يخطب
بخطبة واحدة لصلاة الجمعة طول مدته لم يبدلها. ولقد برز الناس للاستسقاء في بعض أيامه فلما ابتداً
خنقته العبرة وأشكلت عليه الخطبة فاختصرها وكثر من الاستغفار والضراعة ثم صلى قال: وتولى
القضاء للأمير عبد الرحمن مرتين.
وقال محمد بن حارث: هو سعيد بن سليمان بن حبيب الغافقي يكنى أبا خالد أصله من مدينة غافق وولاه
الأمير عبد الرحمن قضاء الجماعة بقرطبة وقد كان ولي قضاء ماردة وغيرها قبل ولايته لقضاء قرطبة
وكان من خيار من ولوا القضاء للأمير عبد الرحمن وهو عم سليمان بن أسود الذي ولي قضاء قرطبة.
وكان يروى عن الفقيه أبي عثمان سعيد بن عثمان الأعناقي عن محمد بن وضاح أنه كان يقول: ولي
القضاء أربعة ما ولي القضاء في مملكة الإسلام مثلهم فاتصل بهم العدل في آفاقها: دحيم بن الوليد بالشام
والحارث بن مسكين بمصر وسحنون بن سعيد بالقيروان وسعيد بن سليمان بقرطبة.
فأما دحيم بن الوليد بن عبد الرحمن بن إبراهيم وهو المعروف باليتيم فكان من أهل دمشق ولاه جعفر
المتوكل على الله أيام رأى أن يفعل الخير أو يستصلح إلى الناس بعد استفساد سلفه إليهم بالمحنة في خلق
القرآن فقلده قضاء الشام في وقت لم يصح لي تا يخه ومات غير ممتع وأما الحارث بن مسكين فولاه
جعفر أيضاً قضاء مصر سنة سبع وثلاثين ومائتين جاءته ولايته وهو بالإسكندرية فحمل إلى الفسطاط
فكان قاضي مصر إلى أن عزل في ربيع الآخر سنة خمس وأربعين ومائتين.
يحيى بن معمر الألهاني قال محمد بن حارث: يحيى بن معمر بن عمران بن منير بن عبيد بن أنيف
السابلة وكان في وقته فقيه إشبيلية وفارضها وكانت له رحلة لقي فيها أشهب بن عبد العزيز وسمع منه
الجماعة بها فصدق الظن به واغتدى من خير القضاة في قصد سيرته وحسن هديه وصلابة قناته وإنفاذ
الحق على من توجه عليه لا يحفل لومة لائم فيه.
وكان إذا أشكل عليه أمر من أحكامه واختلف عليه فيه فقهاء قرطبة تأنى بهم وكتب فيه إلى مصر إلى
أصبغ بن الفرج وغيره من نظرائه فيكشفهم على وجه ما يريد ويطلب النجاة من الفقهاء عليه بغية
عزل عن القضاء.
فذكر خالد بن سعد قال: سمعت غير واحد من مشايخ أهل العلم يقول :كان بين الشيخ يحيى بن يحيى وبين
يحيى بن معمر عداوة شديدة فسعى يحيى بن يحيى في عزل يحيى بن معمر القاضي عند الأمير
قال ابن عبد البر: وقدم ليلة عيد وكانت توضع للإمام عنزة في المصلى فباكر أهل الدهاء والحركة
واصطفوا إلى العنزة ليختبروا خطبته وينتقدوا عليه فلما نظر إليهم عرف بهيئاتهم أنهم بالصفة التي كانوا
بها ووقع في روعه السبب الذي ذهبوا إليه فكادهم بأن قال للقومة: إني أرى الناس قد أزحموا حول العنزة
فقدموها إلى الفضا. سعوا! فبادر القوم إلى تقديم العنزة حتى وسعت فتكنفوها واصطفوا حولها
لأسوار بن عقبة قال محمد بن حارث: هو أبو عقبة الأسوار بن عقبة النصري وكان من أهل جيان
فاستقدمه الأمير عبد الرحمن إلى قرطبة وولاه قضاء الجماعة بها أشار به عليه يحيى بن يحيى عند عزل
ابن معمر. وكان من أهل التحري والتواضع وحسن السيرة واقتفاء السلف حتى إنه كان يتصرف -
وقال ابن عبد البر: الأسوار بن عقبة كان رجلاً صالحاً عاقلاً فاضلاً مسمتاً حسن الحكم مستقيم القضاء
وكان الفقيه محمد بن عيسى الأعشى كثير الدعابة لا يصبر عنها فكان يقول للأسوار قبل أن يلي القضاء:
كيف حالك يا أبا عقبة - مفتوحة العين مثقلة - فلما ولي القضاء أتاه بن عيسى فشهد عنده مع آخر
من أهل القبول فأعلم برد اسم دونه وقال للمشهود له: زدني بينة! وذلك بمحضر الأعشى.
أهزالك فقد وقفتها. فقام عنه الأعشى منقطع الحجة.
فكان يقول بعد ذلك: قاتل الله الأسوار! فلقد قطع بي عن كثير مما كنت أستريح إليه من الدعابة بعد
وأنشد: من المتقارب
وتحسب من خبه أنه تراه عن الناس في غربه
الكسائي وأما التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلام سيبويه والزمخغ
إبراهيم بن العباس القرشي قال محمد بن حارث: هو إبراهيم بن العباس بن عيسى بن عمر بن الوليد بن
عبد الملك بن مروان يكنى أبا العباس استقضاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم بمشورة يحيى بن يحيى
حكى محمد بن عمر بن لبابه قال: كان القاضي أبو العباس المرواني ربما جلس في بيته يقضي بين الناس
قال: وكانت ولايته سنة أربع عشرة أو خمس عشرة.
وذكر محمد بن وضاح قال: هوى إبراهيم بن العباس إلى الشيخ يحيى بن يحيى جداً وعول على رأيه
إبراهيم لا يقبل من الناس إلا من أشار عليه يحيى بقبوله ولا يفصل في حكومة إلا عن أمره فقد استمال
الناس إليه لهم فيه هوى شديد وطمعه قوي في أن يصير الأمر في يده فشغل بال الأمير جداً ووهمه في
فأحضر ضده عبد الملك بن حبيب وخلا به وقال له: قد تعلم يدي عندك وأنا مكترث لأمر كبير أريد أن
أسلك عنه فاصدقني فيه.
فقال: نعم لا يسني الأمير - أعزه الله - عن شيء إلا صدقته عنه.
فقال له عبد الملك: قد علم الأمير ما بيني وببن يحيى من التباعد ولكني لا أقول إلا الحق: ليس يجيء من
عند
وسمعت الأمير ولي عهد المسلمين ابن الناصر لدين الله يقول إنه سمع الحاجب موسى بن محمد بن حدير
يقول إن موسى بن حدير عمه دسس امرأة من مواليه فوقفت للقاضي على طريقه فنادته: يا بن الخلائف!
أن يولى القضاء بعد الأسوار رأس الفقهاء يحيى بن يحيى فامتنع وأشار بإبراهيم بن العباس على عبد
الرحمن فولاه القضاء فاستقل به وأقسط في حكمه وأسرف في طواعيته للشيخ يحيى بن يحيى والوقوف
آخر سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قال: وكان يكتب للقاضي إبراهيم عبد الملك بن الحسن زونان الفقيه أشار به عليه يحيى بن يح
محمد بن سعيد قاض للأمير عبد الرحمن بن الحكم لم يذكره محمد بن حارث وذكره أحمد بن عبد البر
فقال :القاضي محمد بن سعيد يكنى أبا عبد الله وكان أصله من كورة إلبيرة وكان معرفة للشيخ يحيى بن
يحيى وكان ينزل به يحيى ببلده أيام كان يضرب بالتجارة أول أمره بلا علمه ومعرفته فأشار به على
الأمير عبد الرحمن فولاه قضاء الجماعة أول سنة أربع عشرة ومائتين فاستقل به وكان جميل المذهب في
الفقهاء لم يعدل عن يحيى معدلاً.
فاتفق أن وقعت له قصة شاروهم فيها تفرد الشيخ يحيى بن يحيى بقول خالفته فيه جماعتهم فأرجاً القضاء
فيها حياء من جماعتهم وأردفته قصة أخرى شاورهم فيها بعد توقيفه للأول وقد اغضب بذلك يحيى. فلما
لما انصرف إليه رسوله وعرفه بقوله قلق منه وركب من فوره إلى يحيى بن يحيى فقال له: لم أظن أن
لله متخيراً في الأقوال. فأما إذ صرت تتبع الهوى وتقضي برضا مخلوق ضعيف فلا خير فيما تجيء
فرفع يستعفي فعزل عن القضاء.
يخامر بن عشان الشعباني قال ابن حارث: هو يخامر بن عثمان بن حسان بن يخامر بن عثمان بن عبيد
بن أفنان بن وداعة بن عمر الشعباني.
وقال عبد الله بن يوسف المعروف بابن الفرضي.
وهو أخو معاذ بن عثمان القاضي وعم سعد بن معاذ الفقيه وهم من أهل جيان من قرية الأشعوب . وكان
في العرب إلى جذام فيما أحسبه وهم - فيما قيل - من جند قنسرين وولي الأمير عبد الرحمن
اء الجماعة بقرطبة ولم يك أهلاً له ولا راج اجح الوزن ولا حاضر اليقين ولا واسع البصيرة
فيه وعامل الناس بخلق صعب ومذهب وعر وصلابة جاوز المقدار فتسلطت عليه الألسن وكثرت فيه
وانبرى له شاعر قرطبة في ذلك الزمان يحيى بن الحكم الغزال منتهك الأعراض ومخزي
إذ كان الشيخ يحيى بن يحيى يشير بالقاضي منهم بعد القاضي فإذا أنكر على القاضي منهم وكان علي بن
أبي بكر شريف النفس حسن السمت على اعتدال واستقامة حال ولم يزل قاضياً وصاحب صلاة إلى أن
توفي في سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وقد قيل إنه صرفه سنة تسع وعشرين ومائتين قبل وفاته وولي
مكانه محمد بن زياد بن عبد الرحمن اللخمي.
وقال محمد بن حارث: علي بن أبي بكر بن عبيد الكلابي يلقب بيوانش وهو من أهل قبرة.
معاذ بن عشان الشعباني قال محمد بن حارث: ولى الأمير عبد الرحمن بن الحكم قضاء الجماعة معاذ بن
عشان الشعباني وكان من أهل جيان فكان قاضياً بقرطبة سبعة أشهر ثم عزله وكان السبب في عزله -
الزلل فعجل عزله. وقد كان - فيما سمعنا به - حسن السيرة لين العريكة خالق الناس بغير خلق يخامر
أخيه وطلب التخلص منهم فما استوى له ذلك.
الأحباس بقرطبة رجلاً أحسن الظن به فلا بلاه أكذب ظنه ققال فيه
يقول لي القاضي معاذ مشاورا وولى أمراً فيمايرى من ذوي العدل
يدق خلاياها ويأكل شهدما ويترك للذبان ما كان من فضل
وللغزال في عدلين من عدول معاذ: من الطويل
محمد بن زياد اللخمي قال محمد بن حارث: ثم ولى الأمير عبد الرحمن قضاء الجماعة بقرطبة بعد معاذ
بن عثمان محمد بن زياد ابن عبد الرحمن بن زهير اللخمي ومحمد هذا هو وال القاضي الحبيب بن زياد.
وكان محمد حسن السيرة محمود الولاية رفيع البيت في العلماء بقرطبة وسمع من معاوية بن صالح
لما احتضر يحيى بن يحيى أسند وصيته في أداء دين وبيع مال إلى محمد بن زياد وكان القاضي يومئذ
من قدمك أنت للصلاة على أبي فقال له ابن زياد.
أمر الصلاة إلي دونك ومع هذا فإن أخاك - يعني عبيد الله - دعاني إلى ذلك وهو - مع فتائه - أرشد منك.
أما والله لولا حفظي لصاحب الحفرة لأدبتك! وكان عبيد الله بن يحيى يومئذ ابن سبع عشرة سنة فكان ثاء
محمد بن زياد يومئذ عليه أول أسباب سؤدده وما زال ابن زياد له على تكريم ومبرة.
شهد شاهد عند القاضي محمد بن زياد بشهادة على المعروف بغراب - وكان جاهلاً عاتباً - فقال غراب
لمحمد بن زياد: ومن شهد علي - أصلحك الله - فما أحسبه الليث بن سعد! فقال له ابن زياد: وما ذكر
الليث بن سعد هاهنا!
محمد بن زياد رحمة الله عليهم أجمعين.
سنة سبع ومائتين
توفي فيها - على خلاف من الرواة - فطيس بن سليمان. وقيل بل في سنة سبع وتسعين ومائة في حياة
الأمير الحكم.
ذكر ذلك الوزير عيسى بن فطيس.
وغربيب بن عبد الله الثقفي بطليطلة.
سنة ثمان ومائتين
فيها هلك عبد الله المعروف بالبلنس بن الأمير عبد الرحمن بن معاوية الداخل بعدما توفي قبلهما في هذه
السنة أيضاً. ١ 1
وفيها توفي حسن بن عاصم الثقفي الفقيه.
وفي كتاب القاضي ابن الفرضي: حسين بن عاصم بن كعب بن محمد بن علقمة بن خباب بن مسلم بن
عدي بن مرة عرف بالثقفي يكنى أبا الوليد قرطبي حسيب ابن عاصم المعروف بالعريان صاحب الأمير
الداخل عبد الرحمن بن معاوية سمي بذلك لأنه أولى من عبر نهر قرطبة إلى أصحاب يوسف الفهري بين
يدي عبد الرحمن بن معاوية وهو عريان فلزمه اللقب. وكانت لحسين رحلة سمع فيها من ابن القاسم وابن
وهب وأشهب ومطرف وابن نافع ونظرائهم. وولي السوق للأمير محمد بن عبد الرحمن فكان شديداً على
أهلها في القيم يضرب الباعة ضرباً شديداً مبرحاً فكأنه سقط بذلك عن أن يروى الناس عنه وتوفي صدر
أيام الأمير محمد سنة ثلاث وستين ومائتين.
سنة تسع ومائتين
فيها توفي الحاجب القائد الكاتب عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث.
وعبد الله الأحدب النحوي المعلم وكان له وضع في النحو.
سنة عشر ومائتين
فيها توفي الحاجب عبد الرحمن بن غانم في الحبس.
ومالك بن القتيل في المطبق.
وفتح بن الفرج الأزدي الرشاش بالمشرق.
وحجاج المغيلي الكاتب كاتب الترسيل وهو من موالي يزيد بن طلحة العبسي.
وليد بن أمية بن يزيد.
وسعيد بن القاضي محمد بن بشير المعافري.
وفي كتاب القاضي أبي الوليد ابن الفرضي: هو سعيد بن قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن بشير بن
شراحيل - ويقال سرافيل - أصولهم من مدينة باجة. وكان سعيد هذا رجلاً صالحاً عاقلاً سمع من يحيى
سنة اثنتي عشرة ومائتين
فيها توفي عيسى بن دينار بن واقد الغاققي يكنى أبا محمد أصله من طليطلة وسكن قرطبة وكانت له فيها
رياسة بعد انصرافه من المشرق وكان ابن القاسم يعظمه ويجله ويصفه بالفقه والورع وكان لا يعد في
الأندلس أفقة منه في نظرائه.
أبو زياد إبراهيم بن زرعة الأندلسي مولى قريش روى عنه سحنون وتوفي بإفريقية في هذه السنة.
محمد بن موسى الغاققي مولى لهم وقد ولي الوزارة والكتابة.
إبراهيم بن محمد بن مزين.
عبد الخالق بن عبد الجبار الباهلي قاضي طليطلة.
سنة سبع عشرة ومائتين
فرج بن مسرة بن سالم.
سنة تسع عشرة ومائتين
العباس بن عبد الله القرشي المرواني.
وجهور بن يوسف بن الفارسي الوزير.
سنة عشرين ومائتين
وفي كتاب القاضي ابن الفرضي: قرعوس بن العباس بن قرعوس بن عبيد بن منصور بن محمد بن
يوسف النقفر يكنى أبا الفضل وقيل أبا قديم نبيه فقيه رحل فسمع من مالك بن أنس و فيان الثوري
وابن جريج وابن أبي حازم الليث وغيرهم فلم يتحقق بالحديث وتحقق بالمسائل على مذهب مالك
وأصحابه وكان متديناً ورعاً فاضلاً. وكان ممن أتهم في أمر الهيج فوقاه الله وتوفي في أيام الأمير عبد
الرحمن سنة عشرين ومائتين.
ومحمد بن كليب بن تعلبة بسرقسطة.
وحمدون بن فطيس.
وهلك إبراهيم بن عقبة وحرب بن بلدس وعبد الرحمن بن صبيح وأصحابهم الطليطليون في المطبق
سنة إحدى وعشربن ومائتين
فيهاا مات حبيب بن مليمان والد الفقيه عبد الملك بن حبيب وكانٍ في عداد فقهاء قرطبة.
حارث بن أبي سعد مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية يكنى أبا عمر رحل فسمع من ابن القاسم وابن
كنانة وغيرهما من المدنيين والمصريين وهو جد بني حارث الذين كانت فيهم الخطط .وولي الشرطة
ومحمد بن عيسى بن عبد الواحد بن بخيح المعافري المعروف بالأعشى من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله
رحل سنة تسع وسبعين ومائة فسمع من سفيان ووكيع ويحيى القطان وغيرهم من المدنيين والعراقيين
وكان الغالب عليه الحديث والأثر وكان عاقلاً سرياً جواداً وكانت فيه دعابة فاشية وله فيها أخبار
محفوظة وكان من الأجواد المتصدقين وممن جمع الفقه إلى رواية الحديث. وفي موته اختلاف: قيل سنة
إحدى وعشرين وقيل بل سنة اثنتين بعدها.
سنة ثلاث وعشرين بعدها
فيها توفي أبو محمد بن خالد جد بني عمار المراديين بقرطبة.سنة أربع وعشربن ومائتين
محمد بن خالد بن مرتنيل المعروف بالأشج صاحب الصلاة بقرطبة وكان على الصلاة وفي كتاب ابن
الفرضي: أبو عبد الله محمد بن خالد الأشج مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية يعرف بابن مرتنيل
قرطبي نبيه رحل فسمع من ابن القاسم وأشهب وابن نافع ونظرائهم من المدنيين والمصربين وكان
الغالب عليه الفقه ولم يكن له علم بلحديث وولى الشرطة للأمير عبد الرحمن وولي الصلاة أيضاً. وفي
سنة خمس وعشرين ومائتين
الوليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار بن قيس الباهلي قاضي طليطلة.
سنة ثمان وعشرين ومائتبن
فيها مات أبو عبد الله بن محمد بن سعيد الزجالي المعروف بالأصمعي صنيعة الأمير عبد الرحمن وهو
حامل بعد الوزارة والكتابة والقيادة على اختلاف وقيل إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بعدها.
سنة تسع وعشرين ومائتين
سنة ثلاثين ومائتين
عبد الله بن الغازي بن قيس.
قال ابن الفرضي في كتابه: عبد الله بن الغازي بن قيس من أهل قرطبة وقد كان عالماً باللغة والغريب
والعربية بصيراً بقراءة نافع بن أبي نعيم روى عنه ثابت بن حزم السرقسطي وابنه قاسم وغيرهما.
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
فيها مات زونان الفقيه وكان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه عبد الملك بن الحسن.
قال ابن الفرضي: هو عبد الملك بن الحسن بن محمد بن زريق بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم يكنى أبا مروان وقيل أبا الحسن يعرف بزونان روى عن صعصعة ابن سلام وكان