ب القروين المائيسّمسة
ابن المالسة
الأسير والقلادة
_مسئللمة فرك
-_طارق يقل
ولكن واحدا منهم ؛ لم يكن له من الأمل فى الزواج من « زينب » مثل
ما لابن خالتها « أبى العاص بن الربيع » أحد رجال مكة المعدودين شرفا
عديجة » تنزله منزلة الابن » فتهياً له بذلك أن يغشى بيت « محمد » كلما
أراد ؛ فيجد من الترحاب البالغ والود الصادق ؛ ما يطمعه فى أن يكون الزوج
ترق سراعا فى مدارج انهو » وتتفتح للصبا ملء النضرة والبهاء . .
وكان مكانها فى بيت أبيها » كبرى بنات أربع » قد أسرع بها إلى النضج
قبل الأوان » بما ألقى عليها من عبء المشاركة فى حضانة أخواتها مع الأم
مشاق الحمل والوضع المتابع داركا فى العقد الخامس من عمرها » فأضفت
هذه المشاركة على « زينب » طابع الأنوثة الناضجة » وما تزل ندية الصبا غضة
الإهاب .
وكانت مشاغله الجسام تمسكه أحيانا عن الإلمام ببيت خالته » وبخاصة فى
المواسم الكبرى حين تزدحم مكة بأفواج الساعين إليها من الحجيج والتجار »
والتجار » ما كانت رحلاته التجارية المتصلة إلى الشمال وإلى الجنوب +
فى الصيف والشتاء » تحبسه عن « أم القرى » فترات قد تمتد وتطول حتى
تبلغ الرحلة منها أشهرا ذوات عدد » لكنه كان يرنو إلى « أم القرى 6 على
البعد » خافق القلب مستثار الحنين » يؤنسه طيف من تلك الصبية الرقيقة
الوديعة » التى يتألق وجهها بابتسامة حلوة ؛ وتفيض ملامحها بعذوبة آسرة
جميعا من يتاح له مثل مكانته فى بيت محمد »؛ أو تيا له فرصة التلطف فى
كسب ود « زينب » والوسيلة إلى الظفر بإعجابها وتقديرها . 2 .
اكتفى بأن يودع سره الغال لدى خالته الريوم ؛ وانصرف مطمثنا » إلى دعم
مركزه وبناء مجده » ليكون لزينب نعم القرين 200
وقد كلفه هذا الموقف جهدا غير قليل » وفرض عليه فيودا ثقالا من الكتان
والحرص والتأنى » ولكنه فى الوقت نفسه جعل ١ زينب » تطمكن إليه وتأنس
له فى غير حذر ولا تحرج ؛ وقد بان لها من مخايل شخصيته التى أنضجتاالتجربة
والرحلة ؛ ما جعلها تعتز به أخا ؛ ولا ترى فى فتيان قريش من يوزن به قوة
وقد اعتاد أبو العاص » أن يجعل بيت « محمد » قبلته بعد الكعبة كلما
إلى ما فى جعبته من طرائف وغرائب التقطها من مدرسة الأسفار » وكأنما
وربما جاءها فى بعض أوباته من الرحلة بحلية جميلة أو هدية مناسبة ؛ فتقبلها
فى سماحة وبشر » وترى فيها تحية جميلة لما يربطهما من أواصر المودة فى
القرى .
وهكذا تفتح له قلبها على مهل + فأحست تلك اللمسة الرقيقة الساحرة
تحرك وجدانها فى رفق ولطف » وكانت أمها إلى جانبها ترقب هذا التفتح بعين
ساهرة لا تنام » وقد أرضاها بلا ريب أن يظفر ١ أبو العاص + بقلب
وله ,
وخرجت من تجربتها الفذة التى بدت للقوم فى حينها أشبه بمغامرة ب أشد
تحمسا للزواج القام على الحب المتبادل » وأعمق إمانا بأنه النعمة الكبرى التى
تهبها السماء للموعودين السعداء .
أن يسبقوا « أبا العاص » إلى طلب يد « زينب + فيكون شىء من الحرج
وقد أحسن « محمد » لقاء « أبى العاص » كم اعتاد دائما أن يفعل ؛ وأصغى
الرغبة إلى ابنته » فإنها لأهل لأن تكون صاحبة الكلمة الأول فى أمر زواجها +
وكان الأب الكريم يعرف شعور ابنته نحو د أنى العاص ورأيها فيه +
لكنه ؛ على ما يعرف من هذا كله ؛ لم يشاً أن يقطع فى الأمر دونها". وأراد
بعد كل هذا أن يعفيها من حرج المواجهة ؛ فعهد إلى أمها فى آن تسبقة إليها +
وقال بصوت ملوه الحب والحنان :
بنيتى زينب » إن ابن خالتك أبا العاص بن الربيع ذكر اسمك
ولم ينتظر جوابها جهيرا معلنا » فقد كان يعرف أن حياءها سوف يمسك
لسانها عن الرد » اللهم إلا إن كانت تأ الزواج بالرجل فتتغلب على حيائها
كيلا يتم الأمر على ماتكره .
وتليث الأب برهة يصغى » فلم يسمع سوى خفقات القلب الطاهر »
فصافحه مهعا داعيا مباركا . .2
وذاع النبأ السعيد فى مكة ؛ فوجمت له قلوب شبان طمعوا فى الظفر
بالعروس الماشمية » لكن أحدا منهم لم يسعه أن يذم الصهر الختار . أقصى
ما قالوه يومعذ أن بنى العم كانوا أولى بزينب من ابن الخالة » ثم أمسكوا فلم
قرشى صمم » يلتقى نسبه من جهة الأب مع « محمد بن عبد الله ؛ عند
ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى!" .
)١( نسب قريش 131 وججهزة أنساب العرب : 170 فخائر . والمخير اه , وكتى الاستيعاب
١7١٠ والاصابة 1 / خلا
ويلتقى نسبه من جهة الأم مع زينب بنت محمد ؛ عند جدها الأدى :
خويلد بن أسد بن عبد العرى بن قصى ؛ فأمه « هالة بنت خويلد » أخت
خديجة الطاهرة ؛ زوج محمد وأم زينب ١ .
وكان إلى جانب ذلك الأصل العريق والعرق الطيب م كريم الخصال نبيل
الشخصية ؛ حتى لقد لقبه قومه بالأمين:» ؛ كم لقبوا محمد بن عبد الله ٠
وأناحت له أمائته من ثقة الناس به واطمثنائهم إليه ما جعله يتقدم إلى الصف
الأول من صفوف التجار » وهم يومعذ سراة مكة وأثرياؤهاا» .
ولقائل أن يقول إن السيدة خديجة ساعدت أبا العاص على تحقيق رغبته +
محمد وفى قلبه وفى دناه .
القرشى العالى .
يهياً البيت المحمدى للعرس ؛ وامتلاً بذلك الضجيج المحبوب الذى يقترث
عادة بإعداد بيت جديد . وقد بعث « محمد» فى طلب أزكى. العطور
والأطياب + م أرسلت خديجة من يجوبون الأسواق القرببة ؛ وبترصدون من
يفد على مكة من التجار » ليأتوها بخير ما يحملون مما يصلح للعروس . على
(ا) الصعب الزيوى : نسب قريش 7١ ط الذغائر.
)١( السيرة : 309/7 وانظر معها الاصابة لابن حجر : ترجمة أى العاص +
وآن موعد الزفاف ورددت أرجاء مكة أصداء العرس » وتحرت الذبائح
ودعى إليها أهل البلد العتيق . . .
وصحبت الأسرة المحمدية عروسها إلى بيتها الجديد ؛ ولبثت هنالك وقنا
تبارك الزوجين ؛ وتهون على الغالية مشقة فراقها لبيتها الأول الذى حلت فيه
تمائمها ...2
ثم تركتها فى رعاية زوجها الكرم .2 2
المتبادل أن يتمما بالعيش فى ظل الزوجية الموفقة » وإن مرت بهما بين الحين
فى تجارته ؛ فيمضى تاركا قلبه فى مكة » وتحاول « زينب » أن تتجلد للفراق +
وتستعين عليه بزيارة بيت أبيها ؛ فرارا من وحدتها واتماسا لبعض التسلى +
واسترواحا لذكريات طفولتها السعيدة ؛ وهنالك كانت تشهد ما يلوح فى أفق
الأسرة من طلائع ذلك الغد الغيب . وقد كثر انقطاع أبها إلى التعبد والتأمل
له ما فى وسعها من أسباب الراحة والهدوء .
وتتشاغل د زينب » بالمشاركة فى تدبير شعون الدار لكى تتيح لأمها الفراغ
للتفكير فى الحبيب وإعداد زاده والسهر على راحته . حتى يعود ه أبو العاض +
من سفره فترجع زينب إلى بيتها حيث تفضى إلى زوجها بما يساورها من قلق »
فبيث فى نفسها الطمأنينة » ويردها إلى مألوف حالتها من دعة وإشراق + وريما
أنشدها بعض ما كان ينشده فى سفره » وهو عنها بعيد : جَُ
بنت الأمين جزاها الله صالحة وكل بعلي سيثنى بالذى علمالا؟
(ا) طبقات ابن سعد : 8 / 7١ الاستيعاب 4 / 1854 واروض الأنف 18/7 © وعيون
الأثر ١ / خفلا
« أمامة 6ل" ففباض عالمهما بالغبطة والفرح ٠٠ +
سفر ء فالتقت لدى الباب بأمها عائدة من زيارة عجلى لابن عمها ١ ورقة
بن نوفل 6 ٠
ولم يسبق لزينب أن رأت أمها على مثل هذه الحال من اللهفة والاهتام
والانشغال » وقد راعها أن مرّت بها فلم تكد تراها . بل اندفعت لا تلوى
على شىء نحو مخدع زوجها . حيث تلبثت هناك فترة غير قصيرة » قبل أن
تخرج إلى بناتها وقد عاودها هدوؤها ٠ ٠ .
يلغ مداه +
حتى ردها إلى يقظتها صوت أختها فاطمة تقول :
أجابت بعد تأمل صامت :
أجل والله يا فاطمة » وأى فتاة لا يزدهيها ذلك الشرف الذى ما بعاده
شرف ؟ لكنه الذى سمعتٌ من قول خالى ١ ورقة 4 : ل
وليُخْرَجَن ؛ ولي
(ا) نسب قريش ١ ب وجمهرة أنساب العرببم 470 158 6 والاستيعاب 4 / 1804 لير
07 44 وعيون الأثر 184/7
(1) السيرة المشامية ١ / 174 + .وتاريخ الطبرى 1097/3 +
هو والله ما قالت أمى لألى :
« الله يرعانا يا أبا القاسم » أبشر يا ابن عم والبت ء والله ما يك الله
أبدا . إنك لتصل الرحم » وتصدق الحديث ؛ وتؤدى الأمانة » وتحمل الكل +
وتقرى الضيف » وتعين على نوائب الحق 96 .
الأمر ما بعده !
"عاد « ابن الربيع » من رحلته ؛ وملء سمعه شائعات تناقلها الركباذ ؛ عن
ظهور « محمد بن عبد الله » بدين جديد ..
وتحدثت إليه زوجه « زينب » بالباً اليقين ووجهها يفيض بشرا وفخرا +
فما راعها إلا أن أمسك صامتا لا يعقب !
ثم غض بصره وهو يردد كمن يحدث انفسه :
لو تبمٌه لقال القوم : فارق دين آبائه إرضاء لزوجه وحميه ؛ :ولو
لكنك لن تدع كلام القوم ينيك عن الحق . . ورنت إليه طويلاً قبل
بل رسي ) 840 ا