الفصل الثاني عشر بعد المائة
زيدان وإبن أبي محل
في الوقت الذي رجع فيه زيدان إلى مراكش بعد الحروب التي حصلت بينه وبين
ابن أخيه عبد الله الشيخ بن المامون بفاس, انقطع للهوه وما عرف به من مجون؛ تاركا
البلاد وقد تعرضت شواطئها لغزو الأسبان ولا من يذود عنها غير أمثال أولاد التقسيس
والمصامدة بتطوان وأزمور وأهل القصبة. الرباطء وسلاء(197) أما في الجنوب فقد كانت
البلاد فوضى خصوصا الأطلس المتوسط وما جاور جهة الجنوب الشرقيء وفي هذه
المرحلة ظهر ابن أبي محلي090 الذي اكتسح ولم يتوقف إلى أن أخرج زيدان ذليلا من
إنه العالم الوطني الغيور أحمد بن عبد الله بن القاضي السجلماسي المولود بزاوية
القاضي من سجلماسة عام 967 ه /559ام المقتول يوم 8 رمضان 1022ه 161301130م
كان ابن محلي وقتها أحق من يتصدر في هذا المجاله لول ما عرف التاريخ حول
كان لها ظهور في الميدان أو على تنظيمات عسكرية برية أو بحرية شدت أزرهم؛ ودفعت
بهم إلى تحقيق ماراموا من عمل في سبيل الد؛ الوطن. أما ابن أبي محلى الذي كان
في موطن ناء عن كل ما يمكنه من القوة والدفع من مال وسلاح- كبني عباس بأرض
توات099 - فهو في نظرنا أحق بالمقارنة مع عبد الله بن ياسين, والمهدي ابن تومرت؛
(797) راجع العلاقة الانجليزية المغربية لروجرز 87-55 ط 1981 : ودكاستر مصدر سابقء وملخص تاريخ
(799) راجع ترجمته في أعلام المراكشي 94-286/2 ط 1974
العباس قومه يلتمس منهم القوة والعون بعدما اتصل بآل عبد الجبار بقصر لعيز بفجيع وأخذ عنهم العم <
ومحمد المهدي بن أحمد القائم. وإذا نحن تعمقنا في التحليل لا نجد كبير فرق بيته وبي
ممن ذكرنا وهي فترة لم تتجاوز الثلاث سنوات10221019) اكتسع فيها قوة السلطان
زكريا بن عبد الله بن سعيد الحاحي الذي انتصر لزيدان» 0
لقد برهن بن أبي محلي على حيويته ومدى استفادته من المعارف التي حصل
السياسي بيد أولاد احمد المنصور بعد موت أحمد المنصور إلى درجة أن سلطة الدولة
أ يعت تنيز م وجنهدة إلا قرا حال امسلئظان وجتوده: أق من ممشة في تقليل مق
الجهات, بل سلطان الدولة تحول إلى لصوصية وإرهاق ونهب ما بئيد الئاس والسطو على
أرزاقهم وأعراضهم كما عرفت فاس وتعرف في الوقت الذي سيتحرك فيه ابن أبي محلي
ضد سلطان الدولة من أجل بناء دولة أخرى مكانها تتسم بالعدل والأمان.
كان انفراج الحالة في نظر بن أبي محلي لا يقتصر على الجهاد ضد العدو
الأجنبيء كما ذهب جل علماء المغرب الذين ضربوا على هذا الوتر وقتهاء بل كان يحتاج
إلى قيادة سليمة واعينة اتخظف عن قيادة الثمور والفجور التمثة في ولا اللتصور
ابن أبي محلي وفي مجتمع إسلامي مستمسك بدينه كالمغرب, لا توجد إلا في ظل
الإسلام وخلق الإسلام وسلوك المسلم الصادق الإيمان عقيدة وسلوكا؛ إذ الدين وكما
قرر ابن خلدون هو الذي ينجذب نحوه المغاربة بدون قيد ولا شرط؛ وبقوة دافعة لتوحيد
الصفوف والقيام في وجه الحاكم الظالم أولا؛ ثم ضد العدو المهاجم ثانية, ونحن لا نوافق
الذين حللوا فكرة المهدوية التي انتحلها إبن أبي محلي حسب الظاهر الذي تدركه
# ؤمن آبي القاسم بن محمد بن عيد ذكرها في الإصليت وذاك سنة 1008
.وفي الوقت الذي كان ابن أبي محلي وقتها في المطقة كانت صولة آل عبد الجبار
ي القاسم بن محمد بن عبد الجبار الذي أجازه إجاء
الدهماء والتي كانت الدافع للذين ارتموا ثم اندفعوا بقوة خلف ابن أبي محلي لتحقيق
الهدف الذي كان يرمي إليه. وما قيل عن الذين بقوا بعد قرنين أو أكثر ينتظرون عودة
تاريخ العباسيين زمن المستعين في القرن الثاني للهجرة. بل المهدوية سواء في عهد ابن
تومرت أو ابن أبي محلي كانت لونا من ألوان العمل السياسي يستعملها ذو علم ومعارف
كما كانت تستعمل المذاهب للفتك بالخصوم بواسطة الذين يتقادون للفكرة طائعين
ومتدفعين متحمسين, كما يفعل اليوم محترفو السياسة مع المذاهب والإيديولوجيات
والبرامج السياسية المتطرفة. التي كثيرا ما نجد الداعين إليها لايؤمنون بها من قريب ولا
من بعيد؛ وإنما هي حبال توصل إلى الحكم أو الغرض في ظل المذهب المؤثر في الجمهور
خيال يجمع به الزعماء والمتمذهبون الدهماء ليحققوا لهم الوصول إلى الحكم, وبعدها
ينتهي كل شي»؛ وهذا في نظرنا ما فعله ابن تومرت وابن أبي محلي من أجل هدم الظلم
والدفع بالجماهير إلى بناء حكم إسلامي قائم على العدلء ولولا الجانب السياسي الذي
اخترناه من حياة ابن أبي محلي وانتحينا جانبا من جوانب إنتاجه الفكري لأكدنا هذه
دهائه الكبير أنه زمنا غير قليل كان يدعو بالنصر والتمكين لزيدان جهرا وهو الناقم عليه
سراء ثم هو يصف للقوم أوضاع البلاد المتمزقة وما تعانيه من فساد كان ابن أبي محلى
ينسبه لما حول السلطان زيدان, ولا أحد مسؤول في الحقيقة غير زيدان» إن انتقادات ابن
أبي محلى الواضحة في كثير مما كتب تظهر شخصيته ومدى واسع إطلاعه وكفاءته
وطلاقة لسانه الذي كان بلا شك مثل قلمه؛ بل إن المتتبع لأطوار حياة بن أبي محلى
أستاذه أحمد المنجور 929 - 995 ه /1522- 1586م من أثر في نفسه الت
أوساط العلماء الذين كانت انتقاداتهم أحوال أولاد المنصور وما حولهم تصك أذن ابن
أبي محليء بل ورحلة إبن أبي محلى إلى المشرق وقد اشتد عوده ثم اتصاله بعلماء
الحرمين وغير الحرمين في مصر وما سممع عن أحوال آل عثمان وعلاقتهم بالآخرين. وكذا
ما استورد من المشرق من فتاوي وما خاض من مواضيع. كل ذلك يعطينا صورة على
ابن أبي محلى. وأنه كان من النوع الذي يعرف كيف يخطط لتحقيق أهدافه في مجتمع لم
يتغير عما كان عليه زمن ابن ياسين وابن تومرت. ومحمد المهدي بن أحمد القائم. حقا إن
اين تومرت في حياته الأولى كان يظهر غير ما عرف به ابن أبي محلىء وأنه في وسيلته
وتنظيمه كان أقوى وأشد تمكينا في الجانب التنظيمي, وأن ابن أبي محلى لم يكن كذاك»
خصوصا من نظر إليه بالمنظار الذي يسلط على ابن المبارك الزعري وما كان يتجمع
حوله من أتباع» وحتى لا يكون ابن أبي محلى في نظر من تعرفوا على الزعري أنه كذلك»
وجب أن نستعرض أصله والجانب الذي نتعرف به على حقيقته ولو بإيجازء
ابن أبي محلي هو أحمد بن عبد الله بن أبي محلى ويرفع نسبه إلى العباس بن
عبد المطلبء وكما كتب عن نفسه في كتابه الإصليت الذي اعتبر هو المصدر الأول في
التعرف عليه؛ والذي كتبه سنة 1016ه/1607م؛ أي في الوقت الذي شبت فيه الفتن بين
من علماء سجلماسة حيث كان والده مؤذنا بقصر زاوية القاضي وقبل أن يرحل ليتزود
من آل عبد الجبار الذين كانت مدرستهم بفجيج من أرض الجنوب, تزخر بالعلم والعلماء»
وبعدما نهل من مجتمع العلماء والأشراف الذين كانت لهم سطوة عالية في ذلك المجتمع
وقتهاء فقد كان ثمت إلى جانب آل عبد الجبار البرزوزي الحسني المعضادي الفيلالي800»
الذين امتد سلطان عملهم شرقا وغرباء ومثلهم الرشيديون ١
أولاد محمد الذين
(800) نسبة إلى قصر المعاضيد أعلى ناحية تيزيمي تافيلاات. ولقد كان ابن أبي محلى ممن درسوا على أبي
القاسم محمد بن عبد الجبار كما أخبر بذاك عن نفسه في مؤلفاته.
ولقد كان لآل عبد الجبار أوثق صلة بعلماء سجلماسة حيث وقفنا على الكثير من آثارهم بين مخلفات علمائها
خصوصا في زاوية القاضي حيث أثر أحمد الحبيب ويقية خلفه وعلماء الغرفة وقبيلة السفلة.
لا يقلون عنهم علما ومكانة بقصر الواد غيريين أكبر واهم قصور فجيج في ذلك العهدء
والذين كان لهم الفضل الكبير بعد في التمكين للدولة العلوية في تلك الناحية.
وابن أبي محلى الذي يرجع هو الآخر إلى أسرة عالمة عرفت قبل بزاوية القاضي
من أرض سجلماسة. لما نزل بينهم - أي آل عبد الجبار تصاهر مع عبد القادر بن
محمد؛ دفين بني ونيف وهو ابن أبي سماحة عينا لم يكن له وهو ذو أسرة قدم
كان مجتمع فجيع ولا يزال حتى اليوم يعتز بالأصالة , وتفخر الأسر العريقة فيه
أن الأنساب في هذا المجتمع بقيت ولا تزال محافظ عليها بقوة
از لم وان يعرف لغيره. والسبب في ذلك ليس الرغبة في الامتياز الطبقي بقدر ماهو
ديني وخلقيء فنوا الأصالة عندهم لا يقبل الدنايا ولا يرضى لأسرته أن تنعت بغير ما
يليق بالشريف النفس العريق الأصيل السليم النسب؛ وتلكم هي السمة المميزة لكل
فجيجي حتى اليوم؛ وفي القصور السبعة بدون ١
وفي هذا المجتمع بلا شك قيل في حق نسب ابن أبي محلى ما يظهر انه من غير
آل البيت الأمر الذي يحول بينه وبين الهدف الذي يخطط له بين قوم جمعوا بين العلم
يحملون هذا اللقب حتى اليوم بقصر "إرارة” وقصر "تابع صامت" و:
العلماء منهم في ما لدينا من وثائق ومخطوطات. وقد كانوا بكثرة زمن الشريف :
الحسنيء إلى زمن أحمد الحبيب اللمطي حيث كانت جنبات معهده تعج بالعلماء منهم»
لكن الذي يسلط الأضواء ء على أن ابن أبي محلى كان صادقا وهادفا هو أنه لم يتخذ
النسب"مطية؛ بل أورد رواية قيلت له في ما يرجع لاصله رغم افتعالها وعدم تصديقه لهاء
ذلك أن طالبا قال له : أنه كان بيده كتاب في الأنساب نقل فيه أن أولاد أبي محلى
ينسبون إلى عبد الله بن جعفر» وأنهم خرجوا من مكناسة بقصد تعليم الدين واللمء ولهم
إخوة
نوع من الدهاء السياسي للبحث عن عصبية ولو من مكناسة التي هي أقرب إليه من
زاوية القاضيء بل القريبة من عرب المعقل المحيطين به في فجيج وقي أرض توات. والذين
تربطهم بمكناسة أحلاف ومصاهرات؛ بل حتى رواية العباسية نفسهاء نسبها لأحد القواد
الذين هم من خواص المنصور١801؛ بل وحتى يكون أقرب إلى عقول العلماء يورد قول
أستاذه الصومعي الذي لطمه زيدان السلطان بنعل على وجهه بسبب خلاف حول لفظء
وكأنه يذكر أصحاب الرأي من العلماء بذاك حتى ينقموا ويذيعوا - سيا إلى
مختصر اليل لابن السمعاني عام 891 ه بمراكش؛ أولا يدرك من هذه الجولة في
الأنساب ما يدرك من رجل عرف كيف يخدم فكرته وأهدافه وأنه يطمح إلى تحقيق النفوذ
والسلطان والجاه؛ وأنه في كل ما أورد لم يصدر منه حتى لا يتعرض للطعن أو التكذيبه
عبد الجبار الكرام لهم في أعلى طبقات المجتمع علما ودينا وخلقا وسلوكا من السلطان
مهما يكن فابن أبي محلى ولد بقصر زاوية القاضي المذكورسنة 967ه 1559م وإذا
ما بلغ سن الثالثة عشرة من العمر كان مؤهلا لأن يرحل إلى مدينة فاس
سنة0980ف/1572م, وهو سن مبكر بالنسبة لما عرف به الذين كانوا يرحلون إلى مد؛
نواب السلطان ويقصدها العلماء بكثرة من مختلف جهات المغرب, بل ومنذ ما قبل هذا
الذي زارهاء ثم وضع شرح غريب المقامات لأبنائها باقتراح خاص802؛ بل كان كعب
علمائها أعلى وقتها كما يخبر أبناء عبد الجبار البرزوزي وأحمد بن يعقوب الولالي وأ
سالم العياشي ثم اليوسي بعد بل إن ما ضاع واندثر من أثر الأندلس وجدتاه
(01) الإصليت م غ والنزهة ص 242.
(302) توجد نسخة بخزانة المؤلف. ثم راجع كشف الظنون ط ١ دار السعادة ص 498 س 1
(803) يوجد بخزانتنا مخطوط "اللخص" للفخر الرازي الذي لا وجود له مطلقا. وكتاب لغة الطيور والأزهار
العز بن عبد السلام وج ! من كفاية المقتصد لابن رشد وغيرها من النوادر التي بقيت في سجلماسة.
لكن ما الذي دفع ابن أبي محلي إلى الهجرة في هذا السن المبكر إن لم يكن ثمت
عن غيره من الذين خرجوا في سن مبكر وكان الدافع هو التوجيه للبعد عن مجتمع عرف
بفتنة المال والاتجار مع السودان. حيث كان الشباب يرحلون مع القوافل ولا يعودون
لطلب العلم؛ بل كان في هذه المرحلة بسجلماسة شباب عرف بالإتدفاع خلف المال بشكل
ي مختلف الرسوم والعقود التي بين أيدينا حول المعاملات في ذلك العهدء وكان
إلى أواخر القرن التاسع عشر للميلاد الثالث عشر للهجرة.
رحل إبن أبي محلى إلى مدينة فاس حيث قضى بها ما يقرب أو يزيد على الخمس
يسميه وما واكبها من دعوة إلى الجهاد الذي شارك فيه أحد أولاد عبد الجبار البرزوذي
سنة 986ه/378ام؛ وفي هذه السنة كان سن ابن أبي محلى لا يتجاوز التاسعة عشرة»
وهو سن لا يؤهله وهو الطالب الغريب في عرف المغرب وغيرة المغاربة لحمل السلاح
والذهاب ضمن قوافل المتطوعين. لذلك اختار وقد تعطلت الدراسة أن يغادر مدينة قاس
ولربما إلى الأطلس المتوسط ويالذات حيث قبيلة آيت مكيلد اليوم "أرض العسل والسمن"»
وليكون في طريق القوافل المارة ذهابا وإيابا بين سجلماسة وفاس.
وفي هذه الفسحة الجبرية لم يركن ١ أبي محلى لشيء غير العمل على تحقيق قيق
الهدف الذي من أجله اغترب فقد حفظ متن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني؛ وتلك هي
المقدمة من يريد أن يكون فقيها يعرف كل ما يتغلق بلحوال الناس من عبادات ومعاملات
حسب أصول مذهب مالك, وابن أبي محلى كما يخبر عن نفسه, لم يكن يرغب في مجال
المعرفة أن يكون غير فقيه متمكن من الفقه ومختلف فتونه وأصوله؛ وهذا كان طابع
يؤهله للاستفادة من الرحلة أحسن القوائد. وقتها وكما رأينا كان أحمد المنصور قد دلع
سبق أن فصلنا ذلك ووضحناه. بل وكما رأينا وقتها حين انجلى الموقف بعد معركة وادي
المخازن .
بعد معركة وادي المخازن عاد الطالب إلى مدينة فاس, ووقتها اكتشف أن الفقه
وجده لا يجديء فلما قدرت له زيارة آبي يعزى شنعيب المسكوري: وهو آل انور محمد بن
عبد الرحمن بن أبي بكر الإلاني الإدريسي الحسني المواود بهسكورة قرية بوادي درعة
عام 500ه رالمتوفي عام 572ه ولقد ترجم له صاحب السلوة الذي تعودنا منه عدم ١
عنه في ج 1/ 115-172 محمد يلنور بن سليمان.. والصحيح ما أوردناه» ويه قال اين
ومته طلب ابن أبي محلى أن يكون من الراسخين في كل العلوم ولم يعد يقتصر على ١
سليمان الذي أصبح بعد يعرف بمحمد بن مبارك الزعري الجراري المتوفي بالطاعون
تحقيق مستوى من التهذيب النفسي على طريق المتصوفة ؛ وفي جو الزاوية ١
الأوساط وقتها بكامل الحرية وعدم تعرض ذوي السلطان لكل من يلوذ بها؛ لأنه في
نظرهم هروب مما يتزاحم الناس عليه من متاع ونفوذ؛ وهو ما يسمونه الزهد؛ وقد كان
ولا يزال حال المتفقرة من هذا النوع كثيرا ما يصيحون صيحات عالية؛ ثارة باسم
الجلالة بشكل ملفت للنظر مثل «الله أكبر» كالدرقاوية, وتارة بعبارات مبهمة ذات مدلول
في هذا الجو الذي عاش فيه ابن أبي محلي سنوات. تكيف وأصبح هو الآخر
يردد بين القوم وفي ظلام الليل وبصوت عال «أنا سلطان» يرددها مرات متعددة تارة
يرددها على مقربة من الشيخ وأخرى بين الرفاق, وفي إحداها وقد سمعه رفيق يقول أبو
علي اليوسي801) فرد عليه ثلاث سنوات غير ربع؟؟! وهو قول واضح الإفتعال ما كان
لأبي علي أن ينطلي عليه لأن المدة بعد كانت كذلك, وفي مرة أخرى قيل وقد سمعه
الشيخ, ولريما انزعج مته فرد عليه بقوله «هب أنك سلطان إنك لن تخرق الأرض وان
تبلغ الجبال طولاء لكن الزعري لم يكتف بهذا الرد بل اختار له أن يعود إلى موطنه
سجلماسة ولريما أراد أن يتخلص منه ومما يحدثه في نفوس من حوله وما سيجره على
ببرنوسه ونعله ومصاه؛ ثم وضع على رأسه قلنسوة عبارة عن قطعة من قماش وضعها
بيده اليمنى وكآنه حصل له نوع من الوق أصبح معه مؤهلا لنشر الدعوة في موطته
الشجرة الخضراء أو أمثال المعتوه الذي قبل أبو علي اليوسي يده كما اخبرنا بعد اقتداء
لفل البلدء وبعدها وجد ميتا حيث سقط في بئر فقيل إنه أخرق وقد بقي هذا النوع من
البشر في المغرب إلى العصر الذي نحياه. . ِ
وفي سجلماسة اختار إبن أبي محلى مهنة التعليم وقد أقبل عليه الناس بلا شكء
خصوصا وأنه من بيت علم جاء بما يشد أزر الذين كانوا وة نون شبه تحزب حول
فكرة التوحيد ومعرفة جوهر الشهادة؛ حتى إن سجلماسة تمزقت زمنا غير قصير بسبب
الخوض في هذا الموضوع الذي نتوفر على كتابات وفتاوى حول ما طرحه أبو الحسن
الصغير الزرويلي صاحب التقييد على المدونة والذي ولي القضاء الفاسي زمن أبي الربيع
مريني بعد عزل أبي غالب المفيلي ومنظومة الهبطي (خ ن 161) وفيها يقول : من قال لا
إله إلا الله منهم كبفل ناهق هل تراه ..إلغ ولقد تعرض لهذا أبو علي اليوسي في
المحاضرات ص 94-92 مما دفع به إلى الكتابة حول "مناهج الخلاص من كلمة الإخلاص
وفي الفترة التي قضاها ابن أبي محلى بسجلماسة كان يتردد على ابن مبارك
الزعري الذي اكتشف كما قال أنه لولاه لهلك؟ وفي سنة 1002 ه/ 1593م؛ وكان قد عاد