المحتويات
مقدمة 9
-١ الدول 1
؟- غير الدول ١
؛- مشكلات وتحديات ١
خاتمة ١
)١( هذا الكتاب
إن مفهوم العلاقات الدولية مفهوم فضفاض للغاية. فهو في استخدامه الحديث لا يشمل
العلاقات بين الدول فحسب:. بل يشمل أيضًا العلاقات القائمة بين الدول والمنظمات من غير
مثل الكنائس ومنظمات الإغاثة الإنسانية والشركات متعددة الجنسيات. والعلاقات
القائمة بين الدول والمنظمات الحكومية الدولية؛ كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ وسوف
أستخدم في هذه اللقدمة القصيرة جِدَا هذا الفهوم الفضفاض لمادة العلاقات الدولية.
تُدَرّس مادة العلاقات الدولية في جامعات عديدة. مقترنة في كثير من الأحيان بمنهج
العلوم السياسية. أو متصْمَّنَة فيه. إلا أنني أرى أن محاولة علماء السياسة أن يفرضوا
نوعًا من أنواع الاحتكار على مادة العلاقات الدولية هو أمر غير قابل للتطبيق ولا
الاستمرار؛ فالدارس الجاد للعلاقات الدولية يجب أن يتحلى ببعض المعرفة بالتاريخ
والقانون والاقتصاد الدوليين. إضافةٌ إلى السياسة الخارجية والسياسة الدولية.
وقد كانت تلك الطبيعة المركّبة ومتعددة التخصصات لمادة العلاقات الدولية هي
التي جعلت من البحث عن نظرية عامة فعالة للعلاقات الدولية «مهمة مستحيلةه. ولا
شكل علمي؛ بل إنها تمثل طرفًا لفهم العلاقات الدولية. أو صورًا تشبيهية أو نماذج تلقى
قبول المقتنعين بها؛ لأن تلك هي الطريقة التي يفضلون رؤية العالم بها. ويمكن القول
العلاقات الدولية
إَُّ إذا ساد نهج بعينه من نج تفسير العلاقات الدولية بالقدر الكاي. فقد يصبح مُرضيًا
في حد ذاته. وأحد الأمثلة الجيدة على ذلك هي النظرية الواقعية في العلاقات الدولية. التي
يمكن القول إنها ما زالت أكثر المدارس الفكرية تأثيًا في مجال العلاقات الدولية على طرفي
المحيط الأطلنطي.
() النظرية الواقعية
الذاتية وشهواتهم. وأن أكثر تلك الشهوات تفشيًا وانطواءً على خطورة محتملة هي شهوة
السلطة. ورأيا أن حاكم الدولة هو الضامن الحقيقي والوحيد للسلام الداخلي؛ لأنه وحدة
يتمتع بسلطة فرض ذلك السلام. بيد أنَّهُ في عالم السياسة الدولية الأشمل تسود شريعة
وقد رأيا أن السياسة الدولية هي صراع مستمر على السلطة؛ لا تترتب عليه لزامًا
خروب خلتية متواصلة؛ ولكنه دائقا ما يسرم التأهب لخوض العرب. وفي جِضََم حالة
الفوضى السياسية المستمرة هذه؛ يكون المسار الحصيف الوحيد أمام الأمير هو شحذ أكبر
قدر ممكن من القوة؛ وإعمالها في حماية المصلحة الوطنية لبلاده والسعي وراءها. ولهذا
الغرض كانت القوة العسكرية هي المطلب الأهم؛ واعثبرت الثروة المتكونة عن التجارة
والصناعة وسيلةٌ في اللقام الأول لاكتساب القوة العسكرية اللازمة.
بل أتباع المدرسة الواقعية الحديثة - سواء ظاهريًا أو ضمنيًا - تلك الافتراضات
الأساسية, ويشددون على ضرورة استمرار عملية بناء التحالفات. وعلى دور الدولة بصفتها
قاعلا سياسيًّا رئيسيًّاء وعلى الحفاظ على توازن قوي مُواتٍ؛ ويشددون على الرفض القاطع
ومن الواضح أن النهج الواقعي إزاء العلاقات الدولية عادةًٌ ما يلقى استحسان ذوي
النزعة الحافظة والتشائمة للغاية. الذين يتطلعون إلى الطبيعة البشرية من منظور قاتم
إلى حذ بعيد ويكنُونَ قنرًا حنتيلًا -- إن يُجِد - من الإيمان بعملية يناء المؤسسات
شكل :١ نيكولو مكيافيللي (1637-1474). سكرتير مجلس حرب جمهورية فلورتسا
أخلاقيٌ لكيفية الاستيلاء على مقاليد الحكم في الدولة والحفاظ عليها..
الليبرالية. أو القانون الدولي. أو أي خطوات تُتَحْدَ تجاه التكامل الإقليمي أو الحوكمة
وقد سيطرت تلك الأفكار على فكر الزعماء السياسيين الأمرد
وجهة نظر مغايرة تمامًاء
(3) المؤسسية الليبرالية والاعتماد المتبادل
نشأت نظرية الاعتماد اللتبادل كنقد للنظرية الواقعية في سبعينيات القرن العشرين؛
فتحدّت الفكرة الواقعية التي مفادها نَّ الدولة هي الكيان الأمم في العلاقات الدولية. وشدد
واضعى نظرية الاعتماد المتبادل على أهمية الجهات الفاعلة من غير الدول. كالشركات
العلاقات الدولية
متعددة الجنسيات. والدور الفعال الذي تضطلع به في مجتمع عالمي أكثر تعقيئًاء باتت
بكثير. أو تكاد لا تربطها صلة بتشكيل العلاقات بين
المتحدة وتطوير آليات الحوكمة العالمية.
ومن الممكن بالتأكيد أن يشير أصحاب نظرية المؤسسية ١
الأغلبية العظمى من التعاملات بين الدول بسلمية. ودار وفقًا للقانون الدولي. في إطار
المصلحة المشتركة للدول الأطراف. وإن نشأة الاتحاد الأوروبي وتطوره يمكن ١!
من منظور ليبرالي على أنهما رد حاسم أفحم المقتنعين بأن السياسة الدولية لا ترتكز إلا
على السعي المستمر وراء السلطة والمزيد من السلطة, وأنها لا بد أن تكون تنافسًا نتيجته
خسارة كاملة أو ربح كامل.
(؟ ) المدرسة التفكيكية لمرحلة ما بعد الحداثة
يشارك أتباع المدرسة التفكيكية لمرحلة ما بعد الحداثة في حركة فلسفية أشمل تُدعى
الاجتماعية النقدية. وهم يدّعون القدرة على «تفكيك» كتابات الأكاديميين
اللثام عن المعاني والمقاصد «الذاتية» المتصْمّئَة في التصوص؛. في ضوء المناخ الاجتماعي
حقيقة دولية أو واقع دولي موضوعي يمكن لنا الكشف عنه. ومن ثم بدلا من دراسة
العالم الحقيقي للعلاقات الدولية. فهم يقضون وقتهم في محاولة الكشف عما يظنونه
ٍ » واستخدامًا «خادعًاء للغة في النصوص التي يتضمنها الأدب
«التقليدي». ومن المفارقة أنَّ النظرين التاقدين الذين يدون استخدام تلك الوسائل
وُجد - على سبيل النقد المستقل للسياسات الفعلية والتصرفات التي يأتي بها صانعو
السياسات. سواء في بلداتهم الخاصة أو على الصعيد الدولي؛ أليست تلك حالة واضحة من
حالات تدمير الذاء
«تحريفات» و«معاني
(*) الحاجة إلى منطق سليم بشأن دور النظريات
ثمة نَهُجٍ تظرية أخرى متعددة لدراسة العلاقات الدولية؛ ولكتني لا أنوي شغل وقت
البحث عن مجموعة مُحكّمة - يمكن التحقق من صحتها عن طريق الت
والمراقبة وتقدم لنا عونًا فعليً في تفسير الظواهر المهمة في العلاقات الدولية - يمثل ممهمة
سوف يقد هذا الكتاب مفاهيم وصورًا
عرض مقدمة موجزة عن التعقيدات والمشكلات التي تعتري العالم الحقيقي للعلاقات
الدولية. وتقدم القراءات الإضافية المقترحة في نهاية الكتاب العديد من وجهات النظر
المتعلق بالنظريات العيارية. وإنَّ أحد أسباب حي دراسة العلاقات الدولية بجاذبية
المعقدة. وقد تعرَّضْتٌ للنقد بسبب آرائي ١!
الدولة والحكومات والمنظمات الحكومية الدولية أن يوجُهونا صوب مستقبل أفضل وأكثر
(7) تحليل أزمة دولية
تتشابه النزاعات التي شب
تاحية والمقاتلين الفلسطينيين في غية وحركة
الغزى الإسرائيلي للبنان عام 1487 من عدة أوجه: كانت شرارة الشروع في الغزو هي
في إطلاق النار على السفير أرجوف ينتمون إلى
العلاقات الدولية
المعارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات. فلم يكن المدنيون اللبنانيون
ولا منظمة التحرير الفلسطينية مسئولين عن الهجوم على السيد أرجوف. ولكن الحكومة
الإسرائيلية شنت هجومًا واسع النطاق على لبنان على الرغم من ذلك. وكان الدافع الحقيقي
المحرّك لها هو إعادة تشكيل السياسة اللبنانية
حكومة تذعن للسياسات الإسرائيلية. وضمان عدم تمكّن المقاتلين الفلسطينيين فيما بعد
من استخدام لبتان كقاعدة للهجوم على إسرائيل أيضًّاء
وقد أسفرت الحرب عن حصار إسرائيلي مُطَوّل على بيروت؛ ألحق معاناة ودمارًا
بصورة دائمة؛ من خلال ضمان تنصيب
ل مكافئ على الإطلاق للمبرر المزعوم للغزو. وقد مُ
بفشل ذريع في محاولتها إقحام حكومة موالية لإسرائيل في لبتان. وولّدت قدرًا كبيا
من مشاعر الكراهية والسخط بين شيعة جنوب لبنان. حتى إنها شحذت تَأبِيدٌ
لتكوين حركة معارضة شيعية مسلحة جديدة - هي حزب الله - صارت شوكة في ظهر
هو ترحيل ياسر عرفات وقصائل منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس. وكان ما أوضحه
غزى عام 1487 - في المقام الأول - هو عجُز حتى دولة قوية التسليح مثل إسرائيل
عن هزيمة الإرهاب باستخدام القوة العسكرية واسعة النطاق. وعجز المجتمع الدولي عن
التدخل بالسرعة الكاقية للحيلولة دون معاناة المدنيين وقتلهم على نطاق واسع.
ويقدم النزاع الذي اندلع في صيف 7٠٠6 دليلًا مأساويًا آخر على قدرة الدول على
إصدار ردود أفعال غير مكافئة للأعمال الإرهابية وعلى التصعيد إلى درجة حروب الإرهاب»
إسرائيل وخصومها الفلسطينيين واللبنانيين ليس من السهل دائتًا - بأي حال من الأحوال
ير من بدأ كل دورة جديدة من الإرهاب والإرهاب المضاد؛ قفي خِضّمٍ تركيز وسائل
الإعلام على لبنان في يوليو 7007 أغفل كثيرون أن الشرارة الأصلية للتصعيد وصولًا إلى
حرب جديدة كانت قصف الإسرائيليين لشاطئ في غزة؛ مما أسفر عن مقتل سبعة أقراد
من أسرة فلسطينية.
على فتح في الانتخابات الفلسطينية التي
- وقف إطلاق النار كرد فعل على قصف شاطئ غزة. وفي ١١ يونيو فتلت أسرة
فلسططيتية مكونة من تسعة أفراد في هجوم إسرائيلي بالصواريخ على غزة. وكان ذلك هو
السياق الذي شن فيه اللقاتظون الفلسطينيون. غارة عبر الحدود !! إلى إسرا
- النزاع مع إسرائيل على الجبهة الشمالية عن طريق أثْر جنديّين إسرائيليِّين وقتل ثمانية
لبنان في 6 يوليو. ورغم أن الغرض الذي صرّحت به إسرائيل كان القضاء على حزب اللهء
وتدمير مخزوته من الصواريخ وقاذفات الصواريخ؛ القادرة ليس على ضرب أهالي القرى
الواقعة على الحدود الشمالية لإسرائيل فحسبء بل أيضًا بلوغ أهداف مدنية في حيقا؛
فقد أصاب القصف الجوي الإسرائيلي أهدافًا على نطاق أوسع بكثير, وتسبب في قتل مئات
- بحصارها للموانئ اللبناتية وقصف مطار بيروت -- جعلت وصول المعونات الإنسانية
الدولية إلى السكان المدنيين أمرًا بالغ الصعوية. فلا عجب في أنَّ رئيس الوزراء ١
دعا إلى وقف إطلاق النار على وجه الاستعجال. واصفًا بلاده بأنها «منطقة كوارث».
وأفريقيا الوسطى ويوغوسلافيا السابقة والشيشان وبقاع كثيرة أخرى. وقد بذل موظفو
الأمم المتحد؛ بمسئولياتهما بموجب القانون.
الدولي الإنساني. فبعد القيام بجولة في أحد الأحياء التي تعرّضت للقصف في جنوب بيروت»
صرح يان إيجلاند. منسق الأمم المتحدة لعمليات الإغاثة في حالات الطوارئ, ب
قصف السكان المدنيين خطأً. وتدمير البنية التحتية المدنية خطأ ... ومن الخطأً
أيضًا أن يستمر حزب الله في إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية ... فالسكان