اعتمدت فلسفة ماركس الاجتماعية على تغيير اجتماعى ذى أهمية من
اسع عشر؛ وجعلته لأول مرة موضع
الاهتمام بشكل واضح. وذلك هو وصول طبقة عاملة صناعية إلى الوعى الذاتى
هذا مسئولاً عن تغيير مجرى الفكر الليبرائى؛ ولكن ماركس أدرك آهميته بأسرع
باستمرار طبقة من الناس يجب أن يعيشوا
كلية على الأجور, وبذلك لا تربطهم بأصحاب الأعمال سوى عغلاقة نقدية. !,
الناحية الاقتصاد, التزام
الإنسانى؛ أى كنظام آنتج وراح
ويجب أن تباع فى سوق تسودها المنافسة حيث !
ا المشترى هو أن يدفع الثمن الجارى. وهكذا تميل العلا
دم فى الصناعة إلى أن تجرد من مفزاها الإنسانى ومن
الالتزام الأخلاقى وتصبح علاقة قوة فحسب. وفى هذا الموقف رأى ماركس بحق
الحديث فهى من جهة طبقة يجرى
أعظم حقيقة ثورية بالقوة فى التاريخ
تعريفها بملكيتها وسائل الإنتاج وتحركها بصفة رئيسية ضرورة لتحقيق الأرباح.
وعى من جهة أخرى بروليتاريا صناعية ليست لها قوة إلا عن طريق ضغط
هى المحافظة على مستوى عيشها أو تحسينه؛ وليست الحرية َ
هى مرحلة فى تطور المجتمع الحديث وليست نتيجة
وعلى ذلك؛ وإذ بدا من حقيقة المصالح الطبقية 1١
وكذلك خلق فلسفة اجتماعية تناسب البروليتاريا الصاعدة لتستخدمها ف
نضالها من أجل القوة.
بر لما للثورة
سوف تبلغ ذروتها فى ظهور الدو
؛ اعتبرها ماركس مقدمة ل
ومع ذلك فبمعنى سطخى كانت مهمة لأنها حققت مرحلة ضرورية فى تطور
طريق إلى مرحلة
كس وصول الطبقة الوسطى إلى القوة
ثير فعال. وهذا النظام فى أكثر صوره
وخلق نظام سياسى يجعل قوتها ذاد
إلغاء الإقطاع يعنى فى
نقلت السيطرة الاجتماعية من جماعة النبلاء ورجال الدين إلى الطبقة الوسطى
الصناعية والتجارية؛ وخلقت الدولة كجهاز نموذجى للقمع والاستغلال اللذين
تمارسهما الطبقة الوسطى؛ وكانت فلسفتها مذهب الحقو
السياسة والاقتصاد - المبرر والتعليل العقلى المثالى لحق الطبقة الوسطى فى
اجتماعية أبعد غورًا؛ ويجب أن تكون هذه هى العمل الذى تضطلع به طبقة
العمال البروليتارية الصاعدة التى يجب أن تزيح الطبقة الوسطى من مكان القوة
يمثل ما عملت الطبقة الوسطى من قبل على زحزحة الطبقة الإقطاعية القديمة.
ويجب أيضًا أن تكون للطبقة الصاعدة فلسفتها. وكما كانت فلسفة الطبقة
الوسطى فى جوهرها ادعاء بحقوق طبيعية فى الملكية؛ كذلك يجب أن تكون
الفلسفة البروليتارية ادعاء اشتراكيًا بحقوق إنسانية لأناس سليبين من الملكية.
ولكن لمجرد أن البروليتاريا مكانها فى أسفل الصرح الاجتماعى وليس دونها طبقة
تستغل, لهذا لن تقتصر الثورة البروليتارية على نقل القوة على الاستغلال ولكنها
طتى الاستفلال. سوف تكون الخطوة الأولى فى الطريق إلى مجتمع قد خلا من
الفوارق الناجمة من الطبقة الاجتماعية؛ وبداية حقيقية ٍ
لجهود الجنس البشرى فى سبيل إدراك الذات تمامًا. وهذه هى المهمة الضخمة
التى رسمتها لنفسها فلسفة ماركس.
السياسى المؤثر
ماركس «مراحل التطور الطبيعية» وعلى تقبل المهام التى يفرضها مركز الإنسان
فيه. وبيتما ظن هيجل أن التاريخ الأوروبى يبلغ الذروة فى قيام الشعوب الألمانية
يتوقف على قهم الاتجاه العام الذى يتحرك فيه التاريخ ما دعاه
وتوقع وصول ألمانيا إلى مركز الزعامة الروحية فى الحضارة الأوروبية, اعتقد
ماركس أن التاريخ الاجتماعى بلغ الذروة فى قيام البوليتارياء وتطلع إلى زحف
تلك الطبقة كى تشغل مكانًا مسيطرًا فى المجتمع الحديث. فى فلسفة هيجل
للتاريخ كانت القوة الدافعة مبدا روحيًا يتطور بذاته ويتجسد على التعاقب فى
شعوب تاريخية؛ وكانت فى فلسفة ماركس نظامًا من قوى إنتاجية؛ يتطور بذاته.
ويتجسد فى أنماط أساسية من التوزيع وفى الطبقا؛
هذا. وكان جهاز التقدم حربًا بين شعوب عند هيجل. وتعارضا بين طبقات
أى نمطا من مراحل تكشف الغْطا
هدف محتوم. وهذا الزحف المهيب من جانب الحضارة الإنسانية يدعو الناس إلى
التعاون والخدمة. لقد كانت كلتا الفلسفتين حوافز قوية على العمل وأشد أشكال
هيجل الوطنية ١ جعل ماركس نداءه إلى
وفاء العمال لإخوانهم العمال. وفى كلتا الحالتين كان النداء مختلقًا تمامًا عن
الولاء بدلا من المصلحة الذاتية؛ وإلى الواجبات بدلاً من الحقوق. ولم يقدم من
جزاء غير الأمل فى أن حياة المرء الخاصة سوف تكتسب معنى عن طريق خدمة
قضية هى أكبر من المرء نفسه: لقد تصور ماركس أن فلسقته تين خطة وداقعًا
تحرر العمال من الفقر والاستغلال.
ماركس بين برنامج للعمل الي
للمجرى «الضرورى» الذى يسير فيه التطور الاجتماعى. اتحاد لا يمكن إدراكه إلا
مجرى التاريخ غير ذى معنىء وصار المعنى المتضمن هو السكينة انسيا
وماركس منظم الاشتراكية الحزبية؛ تفرقة لم
بين ماركس الفيلسوف الاجتما.
الثلاثة فى آن واحد - إنها ا آمرة تخلق وتوجه مصلحة البشر
وهو نتاج دراسة ماركس لهيجل فى جامعة برلين. يحلول هذا الوقت (ب
متضمتاتها المحافظة, وعلى جعلها تتمشى مع العلم. وعندما غادر ماركس ألماثيا
كانت جزةًا من كل الاختمار الثورى الذى بلغ ذروته فى عام 1844 وهذا أقنعه
دينامية التطور
مكر المادية الديالكتية أو الاقتصادية - أى النظرية التى ترى أ
بأن النظرية الاشتراكية سطحية لأنها افتقرت إلى فهم
التطور
الاجتماعى يتوقف على تطور قوى الإنتاج الاقتصادى. هذه النظرية تلقى معالم
يان الشيوعى ([1844)؛
اللبس أو الغموض.
بتوقف التفجرات الثورية بعد عام 1847 انتهت حياة ماركس كثورى عامل
المال الى نشر المجلد الأول منه فى عام ١/7 وبعد وفاته فى عام 1/4/7 جمع
الاقتصادية قضية مسلمة؛ ولكن هنا أيضًا لم تعرض النظرية بصورة كاملة قطء
كان ماركس قد أخذ الآن بفكرة تاكيد فلسفته ب
للاقتصاد الكلاسيكى الذى رأى فيه نظرية تصلح لاقتصاد رأسمالى. ومقابل هذا
وضع نظريته فى «فائض القيمة» قاصدًا منها أن يبين بطريق الديالكتيك أن
النظام الرأسمالى ينطوى بالفطرة على تناقضات. وترتب على هذا أن متا
الماركسية فى الشطر الأخير من القرن التاسع عشر كانت كلها تقريبًا تدور حول
اقتصاد ماركس؛ ومالت منشوراته الثورية السابقة على رأس المال إلى أن تكون
موضع الإغفال, ولم يبدأ النقاش الكثير يدور حول المادية الاقتصادية إلا بعد
راسة نقدية وافية وشاملة
حين لآخر؛ وبينما يصعب اليوم اعتبار التنظير المتسق فى رأس المال (تمييزًا له
عن الفصول التاريخية) بأنه شىء أكثر من مذهب مدرسى اقتصادى. إلا أنه
يصعب أن تنكر أن لينين كان على حق حين قال إن المادية الاقتصادية هى «النقطة
تعتمد على معنى وصحة نظرية ماركس الرئيسية: إن تطور الإنتاج الاقتصادى فى
تنقسم مصادر دراسة المادية الاقتصادية إلى مجموعتين؛ فهناك أولاً مؤلفاتث
عدة كتبها ماركس قبل عام 1407 , وهذه أخرجها حينما كان يرسم
نظريته فى التطور الاجتماعى. وكتيبات أخرجها من وقت لآخر يحلل فيها إخفاق
خطابات مهمة كتبت بعد موت ماركس. وهى تشرح النظرية وتنتقد ما اعتبره
تحريفات لها على أيدى الكتاب الاشتراكيين الشبان فى ألمانيا حوالى ختام القرن»
وعشرين ستة. لهذا يستحسن أن تتناول كلاً منهما على حدة. وبينما أن إنجلز من
ات جدل
المادية الديالكتية
إن بيانات ماركس الأولى عن المادية الديالكتية تضمئتها مجموعة من المؤلفات
بين عامى 1844 1444 بتأثير من تفسير فيورباخ المادى تهيجل؛ ومن
ماركين استخدام كلمة «المادية» فى معنى متخصص قد يكون مضللاً. نظرًا لأن
قد استخدمت «المادية» لتعنى بها فلسفة إلى الاعتماد على علوم الطبيعة
والكيمياء تمتقد أن التفسيرات الميكانيكية التى تقدمها هذه العلوم يمكن توسيع
ماديته ومادية القرن ال
امن عشر الفرنسية. إن الصفة «الديالكتية» هى جوهر
المسألة فى نظر ماركس. وعلى غرار هيجل نظر إلى التفسير الميكانيكى على أنه
يلاثم علوم الطبيعة والكيمياء لأنها علوم تعالج مواد لا تنطوى على أية مشكلات
تتصل بالتطور التاريخى؛ ولم يعتقد ماركس قط أن أساليبها يمكن أن تأخذ بها
على تناول مسألة تتطور باستمرار: وعلى الكشف عن «ضرورة» تطورها. وعلى
دنيا من صور المنطق؛ لأنه يغالج مرحلة
من المؤكد آنة
فى تاريخ لاحق وبعد نشر كتاب دارون «أصل الأنواع» الأُعى ماركس أحيانًا أن
لنظريته فى التطور الاجتماعى صلة قربى بالتطور العضوى, ويوجد فى الحقيقة
به سطحى بين الصراع الطبقى والانتخاب الطبيعى.
عند مطالعته كتاب دارون لأول مرة هو «الأسلوب البريطانى الخام للتطور».
وهذا فى الواقع رد فعل من النوع الذى يميز أحد
يقدم نظرية بالبداهة فى التقدم؛ هى فى آن واحد
مبدأ لتفسير وتقييم. ومادية ماركس لا تزحزحها عن مكانها بأية حال دعوى
هيجل بوجود قوة كامنة هى الحقيقة المختفية وراء عدد من مظاهر وظواهر زائلة
بوجه عام. ولم يكن النموذج الميتافيزيقى المناسب لها هو المذهب الآلى, ولكنه كان
فاولاً مال إلى أن يجعلها مساوية لكلمة «علمية», وبرغم أنه لم يساوره اعتقاد
آخر. والواقع أن المزء ليكتسب الاتطباع بأن اتجاه ذهن ماركس وهو الاتجاه
صوب هدف محتوم» (وهى العبارة الواردة فى مقدمة رأس المال)؛ كما لو كانت
على آية فترة من فترات ١
استخدامها هذه. وبرغم أنه قد يكون مسرقمًا جدًا فى إطلاق التنبؤات. أسرف
ايضًا قد لا تحدث فى إنجلترا أو الولايات المتحدة؛ أو كان فى إمكانه التأكيد بأن
الرأسمالية مرحلة ضرورية من مراحل التطور الاجتماعى, ولكن كان فى إمكانه
أيضًا أن يعتنق فكرة أن الاشتراكية شى روسيا؛ يمكن أن تنشاً مباشرة من
المجتممات القروية. وعلى العموم أشاع الديالكتيك نوعًا من التفكك فى منطق
أن يدرك أن البيانات الضرورية تتميز بكونها مشروطة»
فى الواقع إلحادًا تضاليًا. وما كان الدين من القوى الاجتماعية المحافظة بذ
فس ر قصة الكتاب المقدس على آنها أسطورة فحسب. ويرغم أن المعانى المتضمنة
فى فلسفة هيجل محافظة بوجه عام؛ اقتنع ماركسن بأن معناها الصحيح الذى
اجتماعية تنمو فى حياة المجتمع خلال اتظووه الزمني والتاريخى.
تسيطر على مجتمع وتستغل الطبقات التى دونها. والدين يقدم عوامل رضا
عاقل يبحث عن عوامل الرضا الحقيقية.
إذ تفرق المسيحية بين الروح والجسد؛ تعرض على الناس حياة مزدوجة:
وتقدم مباهج خيالية لال السماء كمزاء عما تنطوى عليه الحياة الدثيا من مأساة
وكان المعنى الثالث للمادية
وأبعد مدى بكثير. حقيقة ألغت الثورة الفرنسية الإقطاع» على حد قول هيجل؛
وألد
ولكن حقوق الإنسان الطبيعية انتى زعم الثوريون أنها نتائج الحا 0
وهذه فى الواقع أعلى صور
الديالكتيك. فوراء حريات الجمهورية الديمقراطي
مجتمع الطبقة الوسطى ووراء
المجتمع أعلى تزال فيه الدولة؛ ويتطلب الوصول
أصل
العبودية ليس سياسيًا: وإنما تكمن فى نظام من الإنتاج يسمح لطبقة أن تحتكر
حالة خمود بحياة مزدوجة, وحرية وهمية. وعبودية حقيقية؛ ذلك آر