المحتويات
شكر
-١ مشاهد من تاريخ الفاشية
؛- إيطاليا: «صناعة التاريخ بالقوة»
-١ الحركات الفاشية والمحافظة في مطلع القرن العشرين
-١ هل تُبعث العتقاء من تحت الرماد؟
8- الفاشية والأمة والعرق
4- الفاشية والنوع
السلطوية وتؤسس للثورة. تحارب الديمقراطية المعاصرة» ومن تاحية أخرى
للدولة القوية, بينما تستخدم أكثر الوسائل قدرة على تفكيكها. وكأن الفاشية
تمثل الشيء ونقيضه في الوقت نفسه.
الفيلسوف والكاتب الإسباني خوسيه
كتابة مادة هذا الكتاب. وقد سرت استفادة خاصة من قراءة أعمال مارتن بليتكهورن»
وجارثين ووكر مجمل مخطوطة الكتاب أو جزءًا منها. وأود أيضًا أن أعرب عن امتناني
وشكري للقراء المجهولين على اقتراحاتهم المفيدة. ولكاثرين ريف على جهدها التشجيعي
والداعم في تحرير الكتاب.
الفصل الأول
مشاهد من تاريخ الفاشية
في نهاية القرن التاسع عشر؛ كانت غالبية الملاحات في فرنسا المتوسطية غير مزودة
ات الحديثة. وكانت مهمة حمل الماح عملًا شاقًا مشقة لا تعادلها مشقة. وتحت
شمس أغسطس المحرقة. كان العمال يدقعون عربات يد ثقيلة محملة بالملح على
كان الأمر خيارًا لا بد منه أمام العمال الفقراء الرُحل الذين كان العديد منهم مهاجرين
في السادس عشر من أغسطس عام 1847, في ملاحة
عارية من الصحة بأن ثمة إيطاليين قتلوا ثلاثة عمال فرنسيين. الأمر الذي أثار موجة
؛ تعرّض العمال
المذعورون لاعتداء وحشي من جانب مواطنين فرنسيين. فلقي ستة إيطاليين على الأقل
للإيطاليين باللجوء إلى «حصن كونستانس». وهو أحد حصون القرون الوسطى في ايج
في تلك الفترة شاع الشجار بين الفرنسيين والمهاجرين. لكنه لم يكن يسفر عادة عن
سقوط قتلى. وصارت كراهية العمال الأجانب سمة مميزة لكل الاتجاهات السياسية؛ ففي
يج مورت رفع رتل من العمال الفرتسيين راية حمراء في وجه نظرائهم الإيطاليين. إلا أن
مذبحة إيج مورت كانت غير مسبوة
ه البعض أحد من أسسوا لفكر الفاشيا
واستخدم «حصن كونستانس» باعتباره رمزًا لشكل جديد من النزعة القومية.
رفض باريه وجهة النظر الليبرالية والديمقراطية التي ترى أن الدولة تعبير عن المصالح
ة لأي فرد (ذكر) يقيم في فرنسا؛ فقد رأى أن مفهوم الدولة
روحي لا يدركه فهم الإنسان العادي» وهي وجهة نظر نجمت عن الأفكار النفسية التي
سادت آنذاك بشأن اللاوعي البشري الجمعي. وعن الحركة الرمزية في الأدب؛ التي كانت
الدولة من وجهة نظر باريه نتاجًا للتاريخ والتقاليد: ولارتباط طويل الأمد
الفرنسيين والتراب الوطني. كان بطل روايته يستطيع أن يرى من فوق أعلى قمة «حصن
كونستانس» رحابة الريف الفرنسي. ويتواصل مع ماضي فرنسا في القرون الوسطى؛
ويدرك أنه - كقرد - ليس سوى «ذرة واحدة من تراب هذا الريف الشاسع». لم يكن
من الممكن قط أن يكون بطل رواية باريه أحد المهاجرين؛ لأنه كان جزءًا لا يتجزأ من
التراب الفرتسي.
النفس البشرية. في الواقع ثمة قدر كبير من هذا التوع من الغطرسة في أعمال باريه
انسي الواقعة شرق فرنسا في البرلان بوصفه من أتباع الجنرال بولانجيه. وهو
رجل عسكري كان قد وعد بتطهير فرنسا من السياسيين البرلانيين الفاسدين. علاوة على
أن حملة باريه الانتخابية استغلت ما كان يتسم به سكان مدينة نانسي من عداء للسامية.
ظل باريه مقتنعًا بأن القومية حلُّ لجميع للشاكل. وقبل بضعة أسابيع من وقوع مذبحة
يج مورت. كتب سلسلة من المقالات لصحيقة «لو فيجارو» تحت عنوان شابه الغموض
تشهد تدهورًاء وكان يُشتبه في كون المهاجرين الإيطاليين جواسيس. صحيح أن باريه لم
سياسية جعلت شيوع كراهية الأجائب مرتبطة بالأصول الفكرية الأولى للفاشية. وفي عام
تصادف أن موريس باريه - وهو كاتب بي
صدرت عام
مشاهد من تاريغ الفاشية
روماء ١١ نوفمبر 1977
قم ينيتو موسوليني -- رئيس الوزراء المعين حدينًا - حكومته إلى البرمان في السادس
عشر من شهر توفمبر عام 1977. بدا موسوليني واثقًا ثقة كبيرة. رغم أن عدد أعضاء
أمامهم رجلًّا ذا إرادة وصاحب قرار. كان من الواضح أنه ينعم بالإقامة في الفندق الفخم
لم يكن من الواضح بعد ما ستعنيه الفاشية في الممارسة العملية على أرض الواقع.
إن ميليشيات «أصحاب القمصان السوداء» لم تنظّم مسيرة «الزحف إلى روماه بهدف أن
بعدها إلى رئيس وزراء آخر يرفل في رغد العيش ضمن النظام الليبرالي؛
لع «ثورة وطنيةء شاملة. لكن الفضل في تصعيد موسوليني لم
يكن يُعزى إلى أصحاب القمصان السوداء وحدهم. فقد قد السياسيون الليبراليون الذين
حكموا لموسوليني رئاسة الوزراء قبل وقت طويل حِدَّا من وصول أصحاب القمصان
السوداء إلى العاصمة روما. قمن ستكون له اليد العليا: أصحاب القمصان السوداء أم
يُعزى الفضل أيضًا لموسوليني نفسه؛ فقد صرَّح لصحفي في
ينوي تحسين مستويات معيشة الفقراء. وأنه يَحْبَّئ للطبقة البرجوازية بعض المفاجآت
غير السارة. وتما إلى علم البعض أنه سيعلن نفسه «أمير الرجعيين» وينشئ وزارة خاصة
للشرطة؛ أو أنه يعتزم إخضاع الناس لإرادته عن طريق تكوين مجتمع وطني جديد. ولم
لكن لم يكشف الخطاب الذي ألقاه موسوليني في البرئان النقاب إلا عن القليل؛ فقد
ضاعف من تأكيداته على سيادة مؤسسات الدولة. مدعيًا أن الحكومة الدستورية بأمان»
رغم قوة الأدلة التي كانت تدين كورنيليو كودريانو. الطالب بكلية الحقوق في جامعة
ياش الرومانية والبالغ من العمر 34 سنة؛ إلا أنه لم يكن يشعر بالقلق البالغ خلال
فوق طيات ستراتهم شارة الصليب المعقوف. حتى محامي الادعاء تحدٍّث عن ظروف من
شأنها أن تخفف الحكم. إذ قال: «إن الفوضى قد اجتاحت الجامعة بسبب وجود عدد كير
الذين كان لهم وجود كبير ضمن الأعمال بالناطق الحضرية والطبقات المهنية. أجمع
الرومانيون على ضرورة انصهار «الأراضي الجديدة» في دولة قومية رومانية متجانسة
واحدة؛ وعلى وجوب إحلال الرومانيين الأصليين محل اليهود في الأعمال والمهنء وأنه
وأطباؤها في الستقبل - اليهود مسئولين عن الصعود الذي لم يُكتب له الاستمرار طويلًا
في نشاط اليساريين في أعقاب الحرب العالية الأولى. شعر كودريانو أن الطلاب الرومانيين
يعانون «الاختناق بسبب ذلك الحشد الهائل من الطلاب اليهود من محافظة بيسارابياء
الذين يعملون جميعًا عملاء لنشر الشيوعية.» وفي عام ٠477 اندلعت في جميع أنحاء
رومائيا حملة التحاق اليهود بالجامعات (تحديد تمييزي لعدد الطلاب اليهود
دليل على تحيز السلطات لأعداء رومانيا. ومع ذلك برّأت المحاكم طالبًا كان قد
انهم باغتيال شخص تردد أنه مرشد للشرطةء
في أكتوبر عام 1976؛ اغتال كودريانو مدير الشرطة في ياش؛ الذي كان معارضًا
للحركة الطلابية. فشلت المحاولة الأولى لمحاكمته في مدينة فوكسياني المولدافية بسبب
اندلاع أعمال شغب معادية للسامية. وفي شهر مليو اتعقدت المحاكمة مجددًا في بلدة
تورتو سيفيرين الصغيرة الواقعة على نهر الداتوب البعيد. والتي أملت الحكومة أن تكون
أجواؤها أكثر هدوءًا لإتمام المحاكمة. لكنْ أثار الآلاف من أنصار كودرياتو مشاعر العداء
للسامية لدى أهل البلدة؛ فارتدى جميع الأمالي الملابس الوطنية. وتباهى البعض بشارة
الصليب المعقوف. حاولت نقابة المحامين الرومانية أن تضمن عدم تمثيل أي من أعضائها
مشاهد من تاريخ الفاشية
- جدود عام 1416
حدود عام 1871
خريطة :١ رومانياء
أرملةً مدير الشرطة؛ ورغم نجاح الادعاء في توكيل أحد المحامين الضعاف. حصل كودريانو
أيضًا باسم الحرس الحديدي. خاضت هذه المنظمة الفاشية معركة مريرة؛ تخللتها
اغتيالات سياسية. كانت موجهة ضد سلسلة من الحكومات الدستورية؛ ثم بعد ذلك ضد
الديكتاتورية الملكية. وفي نوفمير عام 1478, قمعت الحكومة الملكية الحرس الحديدي»؛
قدت الجلسة ا ة للبركان الأماني السابق «الرايخستاج» في دار أوبرا «كرول»
الواقعة بمنطقة «تيرجارتن» وسط برلين. بعد أن دمر حريقٌ مبنى الرايخستاج قبل
بضعة أسابيع. داخل القاعة تدلّ علمٌ ضخم يحمل رمز الصليب المعقوف وراء المنصة
التي شغلها مجلس الوزراء ورئيس البرلان الأماني. وكي يتمكن النواب من الدخول
إلى القاعة. كان عليهم أن يتحملوا الإمانة أثناء مرورهم وسط جمع مريع من شباب
وقح يحتشدون في الساحة الشاسعة المواجهة للمبنى ويرتدون شارة الصليب المعقوف؛
وينادون التواب بأوصاف مثل «خنازير الوسظه أو «خنزيرات الماركسية». كان النواب
الشيوعيون قد اعتقلوا إثر مزاعم بتورط حزيهم في إحراق مبنى الرايخستاج. واحتُجز
أيضًا عدد قليل من الاشتراكيين. وألقي القبض على أحدهم لدى دخوله المبنى. واصطف
أفراد كتيبة العاصقة ١ وراء الاشتراكيين وسدوا مخارج المبنى.
كان هناك موضوع واحد فقط مطروح أمام الرايخستاج: تمرير «قانون تمكين»؛
يمنح المستشار الألاني سلطة إصدار قوانين دون موافقة البرلان. حتى إذا كانت قوانين
تخالف الدستور. ولما كان القانون يستلزم تعديلًا للدستور, كان ذلك يتطلب موافقة