الإنسان الحائر بين العلم والخراقة.
الأساطير في كل المجتممات
اندم بظواهر طبيعية وبيولوجية وفلكية التي تراها في عصرنا الحاضر.
الأشجار والغابات فتحرق وتدمر. وسحبا تنطلق وتمطر ومياها تتدقع
كالطوفان تكتسح وتغرق...:ثم إذ بالأرض » بين الحين والحين . ترتجف
المي
فأرجع ما رآه إلى آلهة وأشباه آلهة تمسك بمقاليد الأمور. وتتحكم في
الأمطار والبرق والرعد والزلازل والبراكين والرياح... الخ؛ ومن ثم فقد
ولا شك في أنه قد تحير لهذه الظاهرة أعظم حيرة, فأرجع ما يراه أثناء
نومه إلى روحه التي تترك جسمه, وتجول هائمة على حريتهاء وقد يرى -
يتراءى له من بيتهم إنسان ربما يكون النائم قد أزهق روحه؛ فيعود إليه في
»وقد
تلك الظاهرة الغريبة؛ فيعتقد أن هذه الأرواح لا نترك دنياها؛ بل تجيء بين
الحين والحين لتزور الأحياء وهم نيام... إلى آخر هذه التفسيرات التي
تتناسب بقدر ما تطور العقل وأدرك!
ومن حصيلة هذه الظواهر المتباينة. سيطرت على الإنسان القديم أوهام
؛ لكن هذه الأوهام لم تختف حقا في عصرنا الحاضر... ذلك أن
الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يتخيل... إنه مخلوق بطبعه
يقوم النائم فزعا
تمهيد
ي... صحيح أنه لأ يستطيع أن يهضم كثيرا هذه التفسيرات الساذجة
أقرب للأساطير القديمة منها إلى التفسيرات العلمية الحديثة.
أي أن لكل عصر خرافاته... ولكل بيئة أساطيرها.؛ لكننا لن نتعرض في
هذا الكتاب للفكر القديم في تفسيره للظواهر التي لم يستطع لها تعليلاء
وعلى قدر علمنا . من كتاب علمي جاد يتناول تفسيرات لما وقرفي عقول
وتجول, رغم أن العلم بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقو
نفمة أخرى لتساير عصرنا هذاء ومما زاد الطين بلة أن الغالبية الفظمى
من أجهزة التثقيف والإعلام عندناء وفي كثير من دول الشرق والغرب
أيضاء ما زالت تروج للعديد من الخزعبلات أو المزاعم الضارة
أن تكون أداة توجيه وترشيد وتحكيم بين الغث والسمين. والحق والباطل؛
والصواب والخطاًء بدلا من ذلك نراها تنشر بين الناس مزيدا من أمور
الدجل وتحاول ربطها بعلومتا الحديثة.
فالذي يتحدث عن الخزعبلات والخرافات. ويرجمها إلى ما يسميه
بالمعجزات. لا يدرك شيئا من نواميس الكون والحياة. فالمعجزة . في نظرء
شيء خارق أو خارج على المألوف. والمعجزة أيضا . كما وقر في عقول من
لا يفقهون . أمر لا يخضع لقانون. ولا يسري بناموس, ولا يتبع سنن الله في
خلقه؛ ومن هنا تبدو لهم المعجزة كشيء خارق ومعطل للنظم المتقنة البديعة
التي يراها رجل العلم في كل أمر من أمور هذا الوجود العظيم؛ بداية من
أرض وكواكب ومخلوقات لا تستطيع أن تحصيها عداء ومن أجل هذا لا
الإنسان الحائر بين العلم والخراقة
تدرك سره اليوم قد ندركه غداء فكل شيء يتظور ويصقل. والتطور يحتاج
لم تعرفه كل الأجيال السابقة: لكن ذلك لا يعني أن ما تمجز عن إدراكه
الآنء تعيده إلى المعجزة, بل يعني أن الوقت لم يحن بعد لإدراكه. لقصور
نسبي في مفاهيمنا الحالية.
إن الراسخين في العلم يدركون تماما أن كل شيء في الأرض وفي
السماء يسير على هدي شرائع لا استشاءات فيها ولا فوضى, ولو حدث
الاستثناء. لفسد كل ما في الأرض والسماء. لكتنا . والحق يقال . لا
نلحظ إلا كل ما هو بديع ومنظم ومتقن وجميل. ولو جاءت المعجزات التي
وهذا هو القول الفصل الذي يجد هوى عظيما في عقول من يتعاملون
مع سنن هذا الكون الصامد العظيم... فكل شيء فيه يسير إلى قدر معلوم؛
وعلى حسب سنن لا تلاعب فيها ولا تبديل؟
إذن فالمعجزة هي كل ما عجز العقل البدائي أو العادي عن تعليله. فإذا
درست الظاهرة التي يظنها الناس معجزة أو خارقة. فإنه يمكن . في أغلب
ويدرك سرها
ولى زمن المعجزات!
معنى المعجزة في عرف بعض الناس؛ ثم رفض هذه المعجزة ذاتها عند
تذكر لنا كتب التاريخ أو السيّر أن الإمبراطور قسطنطين الأكبر قد
اعتنق المسيحية بعد أن كان يعاديها عداء شديد ا؛ ويعلن عليها حربا ضارية.
تمهيد
وسر هذا التحول الغريب يرجع إلى «معجزة؛ رآها رؤية العين في السماء
عام 312م,؛ إذ انطلق إليه من يخبره أن الله قد شاء أن يظهر له المعجزة. وما
كان يتحرك ويتراقص ويضيء أمام عينيه وعيون كل من رأود؛ وعندذ لم
يجد بدا من احتاق السيحية وصار مج أخلص أتصارضا: ولتت الليني
لكن المراجع العلمية توضح لنا حقيقة هذا الأمر الغريب: وتنغي أنه
معجزة على الإطلاق. بل هو . تأكيدا ظاهرة طبيعية لم يستطع العقل
ونظر إليها على أنها واحدة من الخوارق أو المدجزا
وبحيث ها هذا الانمكاس إلى تكوين شريطين
مصدر ضوئي بعيد من خلال حاجز من السلك الرفيع المنسوج في إطار
المنسوجة والمتداخلة مع بعضها البعض طولا وعرضاء سوف تعكس الضوء
الواصل بنفس الصورة التي تعكسه بها بلورات الثلج المتساقطة. لكن الصليب
طبقات الجو. نظرا لحركة « الندف» الثلجية بالرياح تارة. وبجاذبية الأرض
الخرقاء
الحاضر؛ وهو . لقصور
في فهمه لهذه الظواهر. لا يجد أمامه من تفسير مريح وه
أن يرجعها إلى مخلوقات من كواكب آخرى جاءت إلى الأرض في «أطباق
طائرة». ولقد حقق العلماء المختصون معظم هذه الظواهر واستطاعوا
وجذاب إلا
الإنسان الحائر بين العلم والخراقة
تسيطر أحيانا على العقل البشري. فيجنح إلى الخيال, ويهجر الحقيقة
«الأطباق؛ ما زالت مادة دسمة في الصحافة العالمية والعربية؛ وصحيح أن
رصد هذه «الأطباق». والتحدث مع زوار الفضاء . على حد ما يزعمون. ثم
نشر هذا على الناس... كل هذا صحيح ظاهراء لكن الباطن أو الجوهر
غير ذلك على الإطلاق. ويرجع الجري وراء الظاهر إلى قصور في الإدراك.
مكاسب مادية وأدبية على حساب الحقيقة المفترى عليها. ولو رجع هؤلاء
فمثل ما يدعون كمثل «معجزة؛ الصليب في الفكر الأسطوري. ثم تصحيح
هذه الخرافة من خلال الفكر العلمي الذي يقوم على أساس متين.
وطبيعي أننا ستفرد بابا مستقلا لنوضح كيف نشأت هذه الخرافة
لكن الأمر الأخطر من ذلك هو ما يختص بصحة الناس ومرضهم؛ وحياتهم
وموتهم؛ إذ نرى أجهزة الإعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون . تنشر على
الناس معجزات طبية ما أنزل الله بها من سلطان. فهتاك مثلا العلاج
لتسري في أجسام المرضى. وتمتحهم الشفاء من كل العاهات والأمراض؛
وفي دقائق معدودا
القوى الخفية أمكن تصويرها بأجهزة العلم الحديثة. وأنها ظهرت على
أصابع المعالجين الروحيين كهالات مضيئة؛ وهي نفس الهالات التي كانت
تظهر على رؤوس القديسين وذوي الكرامات. أو هي نفس الهالة النورانية
يحاولون ربطها في إطار واحد. لتبدو أمام الناس وكأنما هي حقائق لا ريب
الخرافة. ويلتمسون الشفاء عند الدجالين والمشعونين... أي كآنما أجهزة
تمهيد
الإعلام والتثقيف هنا تضلل الناس ولا ترشدهم؛ وتوجههم وجهة تضرهم
لهذا أفردنا الجزء الأكبر من هذا الكتاب. لنوضح فيه بشيء من الإسهابه
والتصوير الروحي الذي أدى إلى اكتشاف هذه «المعجزات» التي يتحدث
عنها الناس؛ ويتعرض لها كتاب لا يدرون شيثا عن حقيقتها أو مفزاهاء
وخزعبلات لا يقرا عقل تاضج, ولا فكر صائب!
وعواطف أرقى من عواطف الإنسان سيد المخلوقات. فهي تحزن وتبكي
وتفرح وتكره وتحب وتستاء؛ وكانما هي قد جانت بعقل مدرك كفقول
الكتاب المسلمين لينقلوا هذه الخزافات, وليستشهدوا بها على أمر حدث
للنخيل عند واة الرسول عليه السلام. وهذا أمر مما لا يصح أن يتردى
وكان لابد من تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة. ونعود إلى الهيئات العلمية
وهناك أيضا لفط كثير حول بعض أفراد امتلكوا طاقات أسطورية. وبها
يحركون الجماد؛ ويثنون الملاعق والسكاكين بمجرد تركيز عيونهم عليهاء
وامور أخرى كثيرة ومثيرة سوف تتمرض لها بقدرزما يسمح به المجال قي
وكلمة أخيرة نود أن تركز عليها في نهاية هذه المقدمة. إذ من الملاحظ
دائما في كل ما كتب الكتاب: وتحدث المحدثون: وعلق المعلقون, من الملاحظ
ادعاءات باطلة؛ وسوف يتبين لنا في شايا هذا الكتاب أن العلم منهج عقلي
الإنسان الحائر بين العلم والخراقة
والبيولوجية والكونية التي يحاول دائما أن يعرف الأسرار الكامنة فيهاء
ومن خلال هذه المعرفة ندرك أن الكون والحياة قد جاءا بنظم لا
الباطل ولا يمكن أن تتخللها فوضى. إنما الفوضى قد تنبع من العقول التي
تقفز إلى الاستنتاجات قفزاء دون تقصي الأسباب التي تؤدي إلى مسبباتها
لن نطيل هنا ؛ ولنلج إلى تقصي حقيقة ما يقال عن عالمين: عالم العلوم
والبينة الحسنة.
العلاج الروحي بين الخاهة
والحقيقة
«شاهد الفرنسيون على شاشة التليفزيون أصابع
رجل فيليبيني وهي تخترق بطن مواطن فرنسي
وذهل المشاهدون عندما لم يشاهدوا أي أثر لجروح
العملية؛ ولقد حمل المريض صور العملية بنفسة»
وطاف بها على دور الصحف والتليفزيون؛ وروى
إليكترونيا(1) على السفن الإسكندنافية. ثم أقام
في اليابان حيث شعر بآلام في الكليتين ولم يستطع
وقصد عيادة أحد الذين ييعالجون بالملمجزات
كما يقول رأيت فتاة ممددة على سرير العمليات:.
ومد الطبيب يديه إلى بطنها فانشقت بمجرد لس
الضقدعة وهي تتضارع داخل الكيص الذي وضعت
أصدق ما تراه عيناي. وتمددت بدوري بعد أن خلمت
قميصي. وأحسست بأصابع الطبيب تتسرب تحت
الإنسان الحائر بين العلم والخراقة
الجلد . وتجول بين كليتي. وشعرت بسائل يتدفق على بطني من الخارج»
وكان هو الدم الذي سال منيء ولكنني لم أشعر بأي 1
ل الجراح الجرح, ومسحه بقطعة من القطن:
ووضع عليه عصابة.؛ وقال لي الطبيب: اذهب الآن واسترح واشكر الله
وجلست أشاهد بقية العمليات عن قرب؛ وبعد أيام رفعت العصابة؛ فلم آر
أي أثر للجرح؛ وشعرت براحة بعد أن انتزعت الرمال من كليتي »+
3 أي العام من هذه الخوارق والمعجزات الشيء
وتؤكد هذه المقالات الغريية أن كل هذه الأمور تقوم على أساس من
علم. وأن العلماء والأطباء لا يستطيعون تعليلها. وآنهم لا يجدون حرجا من
إرسال مرضاهم الميئوس من شفائهم للعلاج على آيدي أصحاب الخوارق
والمعجزات؛ ثم يضيف تاقل تلك المقالات المترجمة عن كتاب رديء ملي
بالخزعبلات والأساطير ويقول: «والقصص المدعمة بالأدلة كثيرة. ويرويها
للعلاج الشافي دون وضع أي أداة ميكانيكية مما يستعمل في الجراحة.
والشفاء مضمون بعد دقائق قليلة».. على حد زعم المؤلف أو المترجم...
«وبعد ثلاث ذا
هل يمرض الناس بالضفادع حقا؟
إن امتهان عقول القراء إلى الدرجة التي تدعوهم إلى تصديق أن أصحاب