الفصل التاسع عش بعد الثلاثمائة
الإنخيار والدمار لفرنسا الاستعمار
في هذه المرحلة التي إنتهى المغاربة فيها إلى هذا المستوى من التضحية
والاستعداد للفداء بالدماء. بالعمل المنظم وفي الوقت الذي إنهارت معنويات الخونة
الذي أطلق العنان لسلطانه بالمغرب, إندفع بغباوة إلى إصدار بلاغ أذيع ونشر يُعْدُ فيه
كل من أخبر عن فدائي يعطى مليونا من الفرنكات, لكن أحدا قط لم يستجب؛ وأصبع
المقيم وإدارته في عزلة قاتلة إنتهت به الى فشل إعترفت به حكومة باريز التي إنتهت الى
مثله على الصعيد الدولي. لكنها بسبب تمسك محمد الخامس وعناده وتحديه إعتبرت
المسألة تعني كرامة فرنسا التي إستهان بها محمد الخامس كما كان يردد الجنرال
محاولة إظهار ابن عرفة في جولة الى الجنوب يوم 1954/2/23. حيث كانت فضيحته
بمسجد بريمة من مدينة مراكش, ويذلك أيضا تحقق للفرنسيين حكومة ومستعمرين أن
رغم عشرات ومآت العملاء وآلاف الجنود من الفرنسيين والسلاح الفرنسي المسحوب من
الحلف الاطلسي؛ لم تستطع إدارة الإقامة العامة تأمين حياة إبن عرفة ولو ساعة واحدة
داخل جامع بريمة بمدينة مراكش, ولم تستطع حكومة فرنسا أن تفعل لصالح الجلاوي
وابن عرفة ومن لف لفهما من الخونة والعملاء» غير أن تواسيهم بما ورد في برقية وزير
الخاريجة الصليبي والعنصري "جورج بيد" من عبارات المواسات والتوعد شرايا
ل ن» وكان الذي غرر بالإقامة العامة وزين لحكومة باريزء هو دوتهيل الذي أقنع إبن
عرفة بواسطة الجلاوي والحصيرة النجس وعبد الرحمن الحجوي من أجل أن يقوم
البرنامج على أساس أن أكبر حفل لا يتجاوز ربع الساعة؛ وأن مذيع الحفلات نفسه
سيكون على بعد مائة متر من ابن عرفة, لكن بالرغم في كل هذا وجد القرنسيون والعملاء
أنفسهم أمام قوة منظمة من مقدمتها الفدائي الشهيد أحمد بن علي اقلا(مه) رحمه الله
والذي قتله الجلاوي في الساحة بيده يوم 1954/35
بل في الوقت الذي أرسل جورج بيدى برقية التهنئة بالسلامة من الموت؛ وقتها أجيب
عن البرقية بإطلاق النار على ثلاثة من الخونة المتعاونين بالبيضاء. بل حتى هذا الوقت
كانت أعمال الفداء حسب خطة مركزة. لم تخرج عن تصفية الخونة من حزب الجلادي
الدار البيضاء مما دفع المقيم الى إذاعة البلاغ المشار اليه والدال على الوضع الذي
إنتهى إليه وما أصاب سياسته من دمار بسبب خطورة الوضع وسوء الحالة التي
أصبحت عليها الحياة الخاصة والعامة الفرنسيين عموما في المغرب مما دفع الى تحركات
الفرنسيين معززين بقوات الشرطة والجيش ضد أمن وسلامة المواطنين, وفي هذا التاريخ
أي يوم 195417010 نشرت منظمة المقاومة السرية بيانا جاء فيه ما يلي: "ان الحالة في
المغرب كما قال الجنرال كيوم اليوم في البيان الذي أدلى به أصبحت خطيرة؛ وقد بدأت
هذه الحالة تتطور الى أن وصلت الى وضعيتها الحاضرة متذ نفي صاحب الجلالة محمد
الخامس ملك المغرب الشرعي؛ وقد نسي الجترال كيوم أن البوليس الفرنسي قد زج
بآلاف من المواطنين المغارية في السجون والمعتقلات, كما أعدم عشرات منهم وقام
بخطف آخرين دون أن يكون لكل هذه الاعتداءات الباغية أي مبررء لهذا فإننا معشر
الفدائيين المغاربة. بعد أن التزمتا بقطع دابر الخونة, تلفت نظر الفرنسيين ونتبههم إلى
أنه إذا ما إستمرت الأحوال الحاضرة قائمة, فإننا سنقابل أعمال العنف بمظهاء أي إن
القتل سيقابل بالقتلء والاعتداء بالإعتداء» والاختطاف بالاختطاف. وهذا إنذارٌ أخيرٌ منا ء
محاولة اغتيال العبد الآبق الغاوي التهامي الجلاوي يوم 1954/02/20 وبعدها محاولة اغتيال غيوم المقيم العام
وهكذا أصبح الخونة وابن عرفة في قفص الخوف وانرعب أفكار مضطرية وإدارة
لاقدرة لها على التسيير وحفظ الامن» وبذلك وفي هذا الوقت المبكر إنتهت قناعة إبن عرفة
الى طلب إعفائه من المهمة التي أناطها به المجرم الغاوي والعبد الابق التهامي الجلاوي
معنوياتهم. وأكل الخوف والرعب قلويهم؛ أمثال عبد الرحمن الحجويء وعلال الكردودي
جوانبها كانت دون جرائم عتاة المستعمرين ودناءة الساقطين المتحطين.
وعلى نفس الحالة أصبح مأتم إدارة الحماية ومأساة الإقامة العامة. تتمثل في
رفض إبن عرفة الاستمرار في رحلته بل أكثر من ذلك طلب الإعفاء من مهمته المسرحية
التي كان دوره فيها عبارة عن دمية رمادية في مسلسل "القراقوز" خصوصاً وأنه أصبح
سجينا في قفص الرعبء تحيط به حراسة مشددة غير حانية عليه بل ويدافع الدعاية وما
تحت النفوذ الإسبانيء واشتدت حسرته وحسرة من حوله, حتى شاع بين خدم القصر
يقول "م ح” أن الحجوي عبد الرحمن والكردودي علال طالما بللا سراويلهما. وزاد
آلامهم وعذابهم القاتل عندما علموا أنه اكتشف بمسجد بريمة من مدينة مراكش ويعد
انفجار القنبلة التي تركت آثارها في أجسام علال الكردودي وقيم المواخير الجلاوية إيدار
الجلاويء ثم بقية الأربعة الآخرين أن هناك سبع قنابل أخرى لم تنفجرء وتجردت إدارة
للمقتولين بأيدي الفدائيين, وكان قد بلغ عددهم في السبعة أشهر التي مضت على نفي
العاهل العظيم؛ وحتى يوم 1954/3/7 ثلاثمائة مقتول برصاص الفداء وأن فرنسا خصصت
(45) المصدر وثيقة خاصة.
وقتها حوالي 50 جنيها مصري أو 50ادولار أمريكي؛ سعر 1954 أو 100 شلن انجليزي.
وهذا المبلغ وقتها كان يساوي ثمن حمار أو خنزير هزيل, وبذلك برهنت فرنسا وإدارة
الحماية بالمغرب للمتعاونين معها عن قيمتهم في نظرهاء الأمر الذي سود وجوه المفلسين
تركوا الميدان واختفوا ليقضوا أيامهم مثل الدمية الرمادية في خوف كبير ورعب أليم.
ولقد عبر أحدهم عن إعتبار فرنسا وما دفعته لضحاياها بقوله"إنه ثمن حمار" وهل كان
الذي يقبل العمل مع المستعمر على حساب وطنه غير حمار, على أننا لا نهمل أن بعض
رجال الأمن من المغارية الذين كانوا في عهد الحماية خصوصا في الدار البيضاء
والرباط وقتهاء وزمن اشتداد المعارك الساحقة ضد الفرنسيين؛ كانوا يساعدون الفدا
والمقاومين بكل صدق وإخلاص؛ تارة بنقل أخبار الإدارة وما تدبره ضد المواطنين.
وأخرى بالسلاح الذي يدعى فقده بسبب الإعتداء المصطنع الذي يدعي التعرض له
ومنهم من تعرض للأذى وقت ذاك؛ لأنه بدوره تعرض لوشاية زميل . كما حصل
المقاومون منذ إعلان المكافأة المذكورة على فوائد كثيرة إستفادها الفداثيون؛ بحيث أن
عندهم من الأسلحة ثم يلتحقون بمعسكرات الشمال أو منطقة إيفني التي كانت تحت
النفوذ الإسباني. خصوصا في الوقت الذي شاعت فيه فكرة تنظيم جيش للتحرير في
منطقة الجبال المحادية للحدود بين النفوذ الإسباني والفرنسي, وأكثر عندما
سينظم جيش التحرير في #أكتوير1955 ثم بدأت جولاته تذاع وتنشر بالأسلوب الذي
وصفناه قبلء والذي أزعج الفرنسيين وزاد في متاعبهم؛ كما إشتد أزر هذا الجيش
بإعلان الثورة المسلحة التي كانت قد قامت في الجزائر يوم فاتح نفمبر 1954م تلك الثورة
التي سوف تكون هي العامل القوي والفعال لتحرير المغرب العربي الكبير(4ه) من الحكم
(46) سنتناول هذا الموضوع بتفصيل أكثر بعد تحت عنوان "الثورة التي حررت المغرب الكبير” وهي الثورة
الجزائري المسلم للغدر والخياتة وسطو المفلسين حتى انتهى إلى أسوأ مصير بعد عام 1990 حيث أصبح تحت رحمة
الفرنسي والقضاء عليه أكثر في موطنها الذي لرجالها سلطة عليه؛ وإن كانت هي الأخرى
قد تعرضت للاجهاض وضياع جهودها وتحوير أهدافها في بعض الجوانب بسبب السطو
واستغلال الظروف من بعض الذين وجب أن يحاسبوا إن عاجلا أو آجلا حتى تستقيم
الأمور ويكون جزاء الجزائريين الكرام بقدر ما قدموا من تضحيات وصبر وثبات وفداء
بالدماء؛ لأن الشعب الجزائري فيما مضى منذ 1962 لم يعرف استقلالا. بسبب استعارة
المذهب الذي دمر حياة الشعب وأساء إليه.
لقد عاش المغرب بعد نفي محمد الخامس وإلى أن عاد مرحلة جهاد قدم فيها من
الشهداء في سبيل حريته وكرامته ما يعتبر بحق مكرمة من مكارمه. وإذا هو زعزع
أركان الاستعمار وضيق الخناق على دهاقنته الكبار فإن إدارة الحماية متضامنة مع
متزعمي كبار المستعمرين. قد تحولت أجهزة الأمن تحت إشرافها الى عصابات إنتقام
من الشعب المغربي بطريقة عشوائية. وليس فقط من الذين قاموا بأعمال الفداء» وتطورت
أحداث المغرب بشكل مروع وأليم؛ فتكونت عصابات إرهابية من الفرنسيين المقيمين
مولوا بعض الإرهابيين الذين جلبوهم من فرنساء ولقد وصف ما قاموا به من فظائع
خُبراء الإعلام ورجال الصحافة. وأصبح ما قامت به إدارة الحماية من فظائع وفضائح
موضوع نقاش في المجال الدولي وداخل أروقة الأمم المتحدة بشكل جلب على فرنسا
المقت والتحقير. حتى ضعف مركزها العالمي وأصبحت مصالحها مهددة في كثير من
البلاد بفضل تحركات الأحرار في مختلف بلاد المشرق العربي الإسلامي. كما تضررت.
مصالح دول الغرب بسبب تصرف فرنسا حتى أخذت تفقد الكثير من أسواقها في البلاد
التي عرفت أعنف المظاهرات ورفع صور محمد الخامس.
وقبل أن نختم هذا الفصل نشير الى ما قامت به المرأة إلى جانب الرجل من عمل
مشرف دفاعاً عن الحق وفداء للوطن. وهو العمل الذي يستوجب أن يسجله التاريخ بما
يستحق من الذكر الجميل وإن كان الذيّن عليهم القيام بهذا الواجب هم أولئك الذين
عاشوا الأحداث داخل المعركة من الذين كان لهم شرف السبق والاستمرار في الميدان ولا
(47) راجع ج الأمة ص١ بتاريخ 1955/7/23 عدد 562 وفيها ما كتبه ادموند ستيفلس حول ابن عرفة.
يزالون على قيد الحياة وعندهم من الإمكانات الثقافية ما يستطيعون معها القيام بذلك -
وهذا النوع فيما أعلم يتوفر في الفريق المراكشي أكثر من غيره فهل فكر المتفرغون منهم
لأداء هذه المهمة الوطنية الممتدة من مراكش الى البيضاء والرباط وسلا وفاس ومكناس
ثم منطقة الشمال الشرقي وجدة وبني يزناسن وفجيج(45). وذلك إتماماً للرسالة الخالدة
التي قام بأدائها المغاربة رجالا ونساء متضامنين. والتي وجب ان تدون وتحفظ للأجيال
إذ مهما كثرت المحن وتلونت المصائب اليوم, فإنها لا محالة ستنتهي بالحياة أو الموتء
وأن الذي سيبقى ما بقي الإنسان على وجه الأرض هو التاريخ؛ هو الذكر بالخير إن كان
لا يرهبوا الشر المستطير الذي مآله الزوال, والذي حبله لا محالة قصير» وجواته الباغيا
مخازي ومحاسن الفرس والفراعنة واليونان والرومان والعرب وغيرهم. ولولا عقيدة أن
البقاء للأصلح لما طال النفس وما كان التحمل والصبر والثبات وما سودنا هذه
الصنفحات التي إستوجب منا تحقيق ما ورد فيها ما مضى من العمرء وقد جاوز الثلاثين
سنة من العمل الدؤوب تحقيقا لفكرة التاريخ, ويقينا بظهور الفجر الساطع مهما طال
(48) أعرف تراجم لنساء فضليات كن إلى جانب أزواجهن زمن لاحم التحرير بطريقة كان لها أبلغ
حياتهم وحياة من حولهم ويذلك أسهمن أجمل مساهمة في تحرير الوطن. لكنني لم أتفرغ للكتابة في هذا الموضوع»
بالطريقة التي تليق. خصوصا وقد أصبع للمرأة المغربية ذات الخلق والدين مشاركة فعالة في الحياة اليوم؛ وهي
السياسي للمغرب المعاصر والدليل عليهن أسماء الرجال: يدع من زوجة شيخ الإسلام ثم جماعة الرعيل الأول علال»
والهاشمي الفيلالي» وعبد العزيز ابن ادريس العمراوي ومحمد الزغاري, ومحمد الغزاوي, ومحمد المختار السوسيء
وقد أكد التاريخ المعاصر لنا هذه الحقيقة فأزواج بائعات الهوى من الاوروبيات والمغربيات ماذا فطن بأتياسهن
7 ات الفضليات الاصيلات ماذا حققن مع أزواجهن. هذا موضوع طري أتمنى للجيل المساعد وقد ١!
بهذا الموضوع الذي يلاحظ المؤرخ الواعي أنه أحدث في المغرب تحولا خطيراً ب
من أولاد الحرام أصبح لهم في.
ف المقرب بسنيبه من المتاعب وا!
الليل واشتد ظلامه ونفس الجلاد معه لأن نهاية هؤلاء تكون بالحسرة والألم والشعوب
تستمر وتتكائر لا محالة وتفتد حياتها أمد الدقر.
إن دور المرأة المغربية الذي بعد لم يتناوله التاريخ المعاصر بما
المغرب العربي الكبيرء وجب الاهتمام به ,ذلك لأن كفاح الشعب المغربي في كل من المغرب
الأقصى والجزائر وتونس وليبيا لم يقتصر على الرجال وحدهم بل شاركت فيه المرأة
المسلمة في البادية والحاضرة بشجاعة وبسالة تحدثت عنها الصحافة ووكالات الأنباء
مكشوفة عام 1955م هو مشاركة المرأة بجرأة وفعالية في هذه المرحلة عندما قادت الثورة
في الدار البيضاء فتاة يوم ذكرى عيد الأضحى الذي كان هو يوم إحياء ذكرى تفي
العاهل العظيم محمد الخامس لعام 1374ه1955م والعصابة الرسمية للفرنسيين في أوج
قوتها وأشد عتوها. فتسببت ثورة الفتاة التي نملك صورة استشهادها ولانعرف إسمها-
في قتل 38 من الفرنسيين وجرح 62 حسب رواية وكالات الأنباء وقتها(فه).
بل في هذه المرحلة منذ بداية عام 954اويفضل المشاركة الفعلية للمرأة المغربية
إشتدت المقاومة وتصعد حماس المقاومين وارتفعت حرارة الفداء بالدماء بقدر ما فقد
الفرنسيون صوابهم؛ لدرجة أنهم تصبوا محاكم تفتيش كانت تصدر الأحكام بالإعدام
على العشرة دفعة واحدة رميا بالرصاص, ومنهم من كانت تهمته تقديم الإعانات المالية
لكن مثل هذا الجور قوبل وبفضل الحماس الذي أججته المرأة بمشاركتها الفعلية في
التي رسمت عندما قدمت لجنة برمانية إلى المغرب لا لوقف الظلم والطغيان وإنما لتفتيش
المنشآت العسكرية الفرنسية. وبينما كان أعضاء اللجنة يقضون سهرتهم في المسرح
البلدي بمدينة الدار البيضاء داهم المسرح جماعة من الفدائيين وألقوا على المقصورة التي
(49) راجع رويتر ووكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 1955/8/31 ثم جريدة الاخبار المصرية عدد 964 السنة 4 ص1
كانت مخصصة لأعضاء اللجنة قنبلة يدوية أصابت ثلاثة منهم نقلوا على إثر إصابتهم
الوكالة الفرنسية نشر هذا الخبر صادرته الرقابة الفرنسية في المغرب لكنه أذيع(50)
بالرغم من ذلك, كما حطم الوطنيون أيضا مركز جريدة "ليكودي ماروك" يوم 954//25لم
وقتل في نفس اليوم بالدار البيضاء وفي حي الحمام أحد الخونة وهو الحداد المسمى بن
الحسين. وبحي المدينة الجديدة قتل آخر يسمى ابراهيم ولد اعميرة. وانفجرت في نفس
اليوم قنبلة بمعمل الضواحي وفي الرباط أطلق الرصاص للمرة الأولى ثم مرة أخرى على
المذيع الذي نشط ضد المغارية ملكا وشعبا وهو الخائن المجرم المسمى علي بن الشريف
العلوي صاحب برنامج بين الشرق والغرب في الإذاعة والذي نشط في التشنيع على
(30) من محطة باريز بتاريخ 19543014 ومنه كونا شرة في مكتب المغرب العربي بالقاهر تنالت ما فيها
نة البرمانية الفرنسية عن الحالة في مراكش
لوقائع بارزة لا سبيل الى انكارها
أخذ أربعة من أعضاء البرمان الفرنسي التا
مجلس مسؤل امام رئيس الوزارة الفرنسية مباشرة للإشراف على كل ما يجري في كل من
السلطات الفرنسية من ابعاد سلطان البلاد الشرعي محمد الخامس» » يضاف الى' دير غض الطرف عن
حقيقة ضخمة لا سبيل الى تجاهلهاء وهي أن الشعب المراكشي مصمم على أن من العبث التفكير في امكان الوصول
الى أي حل معقول ما لم يلغ الفرنسيون كل القرارات التي اتخذوها بعد ظهر يوم 20 أغسطس الماضي وفي مقدمتها
الغاء قرار ابعاد السلطان.
(51) حيث كان يذ المجرمين ويشنع عليهم بأسلوب التحريض ضد المغاربة ومقدساتهم
هذا في الوقت الذي كانت المقاومة ممثلة في مختلف الاحرار من رجالها قد ضريت الرقم القياسي على
المستعمرين. وقبل نفس اليوم ألقى القبض على أحد الخونة المارقين وهو أحمد الشرايبي
صاحب جريدة القيامة. وهو كذلك مجرم في حق هذا الوطن وفي حق العاهل الذي تابعه
باسلوب التشفيء ألقى عليه القبض في محطة القطار بالقصر الكبير يوم 954/3/04ام ثم
أخذ إلى سجن تطوان الخ؛ وفي جريدته كان ينشر الخائن محمد بن محمد العلمي
قصائده ضد المغرب والمغاربة والذي قاله في حقهم لا يقوى اللسان على ترديده. وفي
عهد الاستقلال نشرت له وزارة القصور والتشريفات والأوسمة في مقدمة ما نشرت تحت
عنوان "المديح” بمناسبة عيد المولد لعام 1992 في ذلك بمجلة دعوة الحق مما
يستدل به على ما تدنى إليه المستوى في كل المجالات الخ وكذا على إبعاد الفكر الوطني
عن الميدان وتهميشه. فليحذر الذين يحقرون من هذا الشعب الجاهل اليوم والمسكين ان
التاريخ لم ولن يهمل الحاضر كما انه لم يهمل الماضيء وبالتالي فإن حكمة الله عودتنا
يُحكم بقوة القهر والعنف العنيف وتسلط السكاري والسفهاء المحميين بسلطة الحديد
عبرة لمن يعتبرء وصدق الله العظيم إذ يقول في الحديث القدسي "إن لم آخذ حق المظلوم
ومهما يكن فإنه ويوم يقدر أن تجمع الحوادث التي حصلت في المرحلة ما بين
غشت 953 اوديسمبر 1955 من مختلف الصحف وكما أشرن على المسؤولين بمكتب المقاومة
ماركان وغيرها في منطقة النفوذ الفرنسي ثم جريدة الامة في منطقة النفوذ الاسباني
وقتها يرى الناس صورا ناطقة من بطولات المغارية وما قدموه من تضحيات وفداء بالدماء
من أجل الحرية والاستقلال والعزة
ومقاصدها الهادفة بل ضربت المثل أكثر يوم قتل الفرنسي "جيليير بابتو" بطريق أزمور يوم /1954
براح الاستعمار علي بن