الاستيطان الأجنيى فى الوطن العري.
منطقة الخليج
العربي إلى نوع من الاستيطان؟ وما هي الآثار الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية للاستيطان الأجنبي في الوطن العربي؟ وكيف تواجه الأمة العربية
الخليج العربي؟.
وتهدف الدراسة آيضا إلى فتح الحوار حول هذه القضية والتنبيه لأخطار
الاستيطان الأجنبي في الوطن العربي باعتباره أخطر أنواع الاستعمار
وحتى لا تتقلص الخريطة العربية أكثر فأكثر ويتشرد المزيد من شعبنا
العربي في الأرض, ولا تكون هناك معوقات جديدة أمام شعبنا العربي
أهدافه في الحرية والديمقراطية والوحدة والبناء الاجتماعي, نقدم
هذه الدراسة المتواضعة التي تتناول التجارب الاستيطانية الثلاث. في أقسام
ثلاثة. فيتناول القسم الأول الاستيطان الأوروبي.. في المغرب العربي والقسم
الثاني. الاستيطان الصهيوني في فلسطين. والقسم الثالث الاستيطان
السلمي الآسيوي في منطقة الخليج العربي إضافة إلى مقدمة تمهيدية
المقدمة
تنقسم الهجرة بشكل رئيسي إلى نوعين: هجرة
من الهجرة أديا في بقاع كثيرة من العالم عبر التاريخ
إلى الاستيطان والتوطين, ومحو شخصية الشعب
الأصلي المستهدف بالاستيطان. سلميا عن طريق
غلبة العنصر المهاجر عدديا ومن ثم صبغ المنطقة
وهتاك عنصران لهما أهميتهما في نجاح الهجرة
وعتصر الجذب, فالجماعة المهاجرة من منطقة ما
كأن تكون كوارث طبيعية أو مجاعة أو عدم استقزاز
سياسي أو فقر اقتصادي تماني منه أو غير ذلك
أما عنصر الجذب فهو خاص بالمنطقة المستقبلة
للمهاجرين يتعلق بحاجات أساسية يفتقدها المهاجر
من موطنه الأصلي ويجدها موفورة في البلد الجديد
الذي توجه إليه؛ أو أن عوامل الطرد في الوطن
الأصلي للمهاجر تقابلها عوامل جذب مناقضة لها
في البلد أو المنطقة التي تتم الهجرة إليها. وعلى
سبيل المثال تذكر أن نسبة غير قليلة من شعب
الحجاز في شبه الجزيرة العربية هاجرت منذ فترة
طويلة من بلدان إسلامية غير عربية وقد جاءت
هذه في مواسم الحج لأداء الفريضة ولم ترجع إلى
الاستيطان الأجنيى فى الوطن العري.
جماعي. وفي حالة الهجرة الجماعية. إما أن تتولى حكومات بلدان المنشاً
تنظيمها: أو تتولاها شركات تجارية للعمل في هذا المجال مثل تجارة الرقيق
من أفريقيا إلى أوروبا وأمريكا . وفناك قوى سياسية تخظظ وتنظم عملية
الهجرة كما هي حالة هجرة اليهود إلى فلسطين نتيجة تشاط المنظمات
القوى والدوافع وراء تلك الهجرات. وفي تاريخنا العربي الحديث والمفاصر
تجارب تشمل كل تلك الأنواع من الهجرات مثل الهجرات الأوروبية في
المغرب:العربي في فترة الاستعمار الاستيطاتي؛ والهجرة الصهيوتية إلى
فلسطين والهجرة الآسيوية السلمية إلى منطقة الخليج العربي, والهجرة
أهداف سياسية واقتصادية. وتؤدي إلى هجرة معاكسة. وتدخل في نظاق
وتعمل من أجلها وتأخذ بيدها وترعاها وتواكب مسيرتها من الفكزة حتى
الوصول إلى الموطن الجديد والتوطين, وبناء المستوطنات إلى إثيات الوجود
وإقامة الكيان»
هذا لا يمني في الوقت الذي تجري فيه عملية الاستيطان الجماعي ألا
تحدث هجرة فردية من نفس الموطن إلى البلد المستهدف بالأستيطان؛ بل
إن القوى الاقتصادية أو السياسية لا تمائع أن توجد الهجرة الفردية جنا
إلى جنب مع الهجرة الجماعية لأنها في النهاية تحقق أهدافا مشتركة
إن الهجرة المدفوعة تكون هجرة منظمة: أما الهجرة الفردية قهي هجرة
تختلف فيها أهداف الأفراد ودواففهم ولكن ذلك لا يمنع إطلاقا من أن
سياسيا واقتصاديا . إننا وإن كنا نعتبر الهجرة المنظمة والمدفوعة هي الأخطر»
لكن في نفس الوقت لا نقلل من خطر الهجرة الفردية السلمية. فقد
في النهاية النوعان من هذه الهجرات لتحقيق الأهداف تفسها وهي
الاستيطان الأجنبي على حساب المواطنين الأصليين ومن الملاحظ أيضا
من دراستنا لتجارب الاستيطان التاريخية أن الهجرات الجماعية المنظمة
المقدمة
كثير من بلاد العالم.قد بدآت هجرات فردية ولفترة ليست قصيرة.
إن آية متابعة جادة لموضوع الاستيطان بكل أشكاله وصوره لا بد أن
تواكبها دراسة لطبيمة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في
البلد المصدر للمهاجرين والبلد المستقبل لهم معرضة دوافع الاستيظان وحجم
الطرد من البلد الأصلي وعوامل الجذب في البلد المهاجر إليه قائمة فان
من التشديد هنا على أن خطورة المشكلة إذا أردنا تطبيقها على منطقة
الخليج العربي تكمن في الهجرة الأجنبية لأثنا لا نعتقد على الإطلاق أن
هناك أي أخطار من الهجرة العربية للمنطقة بل بالمكس هي المنقذ المرحلي
والاستراتيجي في عملية التوازن الديمغرافي في المنطقة مع الهجرة الأجنبية.
إن تجارب التاريخ توضح لنا أن كثيرا من الشعوب والدول والإمبراطوريات
طبيمية: وأن حركة السكان الداخلية والخارجية والهجرة المماكسة أعادت
تكوين شعوب وأعادت صياغة أوضاعها الاقتصادية والاجتمامية والسياسية:
تقف لدراسة ظاهرة الهجرة الآسيوية الكثيفة في الخليج
ات الطبيعية السلمية. وإذا رأينا أن تجارب التاريخ الحديث والمعاصر
بتت أن الاستيطان يمر بمراحل ثلاث أساسية تمثل حلقات في سلسلة.
واحدة, وهي الهجرة الاستيطاتية والاستممار الاستيظاتي والدولة
الاستيطانية, فان تساؤلنا هو. هل تحقيق المرحلة الأولى سيقود بالضرورة
إلى تحقيق المراحل الأخرى؟ هذا ما نريد معرفته من خلال تحليل أسباب
هناك شروطا موضوعية لمدى التأثير الذي يحدثه المهاجرون الأجانب في
المجتمع تتعلق بعوامل الدفع في المجتمع الأصلي للمهاجر وعوامل الجذب
في المجتمع المستقبل له؛ ثم كثافة عدد المستوطنين ومستواهم الفني وما
يحملونه من عقائد وأفكار. ومدى تنظيمهم؛ ومدى تفاعلهم مع المجتمع
الاستيطان الأجنيى فى الوطن العري.
الذي هاجروا إليه؟!'" ومن الضروري عند بحث الهجرة الأجنبية إلى الوطن
العربي أن نحدد بوضوح الفرق بين المفهوم الإنساني والقومي. إن الأمة
العربية لا ترفض ولم ترفض هجرة آفراد من قوميات أخرى إليها شريطة
آلا تشكل خطرا عل شخصيتها ووجودها؛ فإذا رغب بعضهم البقاء فعليهم
أخرى واستعربت لغة وعقلا ودما وممارسة ولكن هذا التاريخ كذلك شهد
أيضا الشعوبية والاستيطان الأجنبي»
إن عددا من الشعوب قد تكون في الغالب نتيجة الهجرات البشرية:
ولكن الأمر الهام هو إلى أي مدى تستطيع تلك الهجرات الاندماج في
إليها؟!" إن ذلك يتوقف على مدى الوعي بالبعد الإنساني وما إذا كانت
تلك الهجرات تشكل خطرا أم لاء ومدى التأثير الذي تستظيع أن تحدثة
الشعوب في مراحل معينة من تاريخها في مواجهة الهجرا
لقد شهد تاريخ. الشعوب حالات من الهجرات البشرية السلمية قد
وعملت على إبادته وتشريده؛ وقد يقوم كيان استيطاني بدون القوة المسلحة:
ولكن هذا النوع يأخذ فترة زمنية طويلة من الاستيطان السلمي. لقد كانت
الهجرة اليهودية إلى فلسطين قبل الفكرة الصهيونية فردية وسلمية. وكان
الاستيطان الأوروبي في المغرب العربي قبل الاحتلال قرديا وسلمياء ولكنهما
في كلتا الحالتين. مع الفارق بينهما . تطورا إلى استعمار استيطاني عنصري
زى البعض إمكانية اندماج الهاجرين في المجتمع الجديد ذلك صحيح ولكنها في حالات.
ينية. وفي بعض الحالات اقتصادية وسيا. أبيتها وبين الجتمع
الجديد للمحافظة على شخصيتها وضمان تاثيرها في المجتمع باتجاء مصائحها ومستقبل وجودها.
المقدمة
الآسيوية للخليج العربي نوعان: هجرة من شرق آسيا وهي هجرة منظمة
وات مستوقى بولوجي افضل من الأسيويين الآخرين: وهجرة من تشبه
ولكن غير منظمة ومستوى غالبيتها متخلف تكنولوجيا وثقافيا .
وهذه الدراسة تعالج ثلاث حالات من الاستيطان في تاريخ الوطن العربي
الحديث والمعاصر؛ حالتان من نوع الاستيطان بالقوة, وثالثة من نوع
الاستيطان السلمي. والهدف الذي نسمى إليه من دراسة هذه التجارب
الثلاثة ومقارنتها هو هل الهجرة الأجنبية السلمية تقود إلى الاستيطان
الذي يؤدي إلى محو الشخصية الوطنية والقومية للمنطقة المستهدفة-
كحالة منطقة الخليج العربي؟ وهل يكتب الدوام للاستيطان الذء
على القوة ويصل إلى مرحلة قيام الكيان الاستيطاني. كحالة فلسطين؟
ومن بعد تحاول الدراسة أن تطرح رؤيا مستقبلية لسألة الاستيطان الأجنبي
في الوطن العربي»
القسم الأول
الاستيطان الاؤربي في المغرب العربي
المقدمة
غتدما أختل الاسعمار الفرنضي الجزائن سام
0 ومن ثم تونس في سنة 1881 ومراكش في
سئة 1912 واحتل الاستعمار الإيطالي ليبيا في
سنة!191؛ غير البنى الاقتصادية التقليدية في
المغرب العربي وقد لعب الاستيطان دورا هاما في
الذي أدى إلى التأثير المباشر والجوهري
وعتدما نقارن أوضاع المنطقة في ظل السيطرة
الغربي أبقوا على البنية الاجتماعية المحلية دون
كانوا يستمدون منها دخلهم وقوتهم؛ أما الاستعمار
الغربي فلم يستطع استفلال المنطقة إلا بتحطيم
الأسس الذاتية للسكان عن طريق الاستيطان
بالدرجة الأولى."
لقد كان من بين أهداف الاستيطان الغربي توفير
المواد الفذائية وبخاصة الحبوب للدول الاستعمارية
حيث كان يشكل ذلك هدفا استراتيجيا للدول
القزبية في روف المتلم والحربء
وأتاح الاستيطان مجالا خصبا لاستثمار الأفراد
والشركات الرأسمالية الغربية في بلدان المغرب
العربي عن طريق تنمية رأسمالها وتنويع استثماراتها
0 مفنية الأزرق :ترجمة سمير كرم, نشوء الطبقات في الجزائر
بيروت 1980 مؤنسة الأبحاث العربية صن ©.
الاستيطان الأجنيى فى الوطن العري.
وريط اقتصاد تلك البلدان بالاقتصاد الرأسمالي الفر
نمو الرأسمالية الغربية في المغرب العربي كامتداد للوضع الاقتصادي في
الغرب؛ ولم تكن تهدف إلى تنمية المنطقة أو تتيح للسكان الأصليين ممارسة
حقهم في اقتصاد يلبي حاجة المواطنين للمواد الأساسية ويعمل على تنميتها
بل تهدف إلى سد حاجة السوق في الدول الغربية وتلبية سياسات دولها في
لقد كان الاستيطان الغربي. في هذه المنطقة مجالا للعمل لقطاع كبير
من سكان الدول الاستعمارية؛ وساهم إلى حد بعيد في القضاء على البطالة
داخل فرنسا بصورة أساسية وشكل مجالا أوسع لامتداد استثمار رأس
المال خارج حدود تلك الدول. مما أتاح له فرصا أكثر في المجال الاقتصادي
ولم يقتصر الأمر على الجانب الاقتصادي بل كانت الدوافع السياسية
لا تتفصل عن الدوافع الاقتصادية في خطوات الدول الاستعمارية
كانت فرنسا طوال احتلالها للجزائر, في القرن التاسع عشر تؤمن بفكرة
إدماج الجزائر بها ولذا كانت مقتنعة خاصة في عهد الجمهورية الثالثة
(1940- 1871) في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن التاسع عشر بأن تقل
المواطنين الفرنسيين وتوطينهم في الجزائر وتوزيع الأرض عليهم هو الطريق
لتحقيق تلك الفكر:
وكان الاستيطان في الجزائر تجربة ونموذجا سعت فرنسا لتعميمه في
المناطق التي احتلتها في المغرب العزبي؛ حيث هيآت الدعم عن طريق
احتلالها للمنطقة واستيظانها .©
إن الجانب العسكري لا يجب أن يغيب عن البال. فالوجود الاستعماري
عسكريا في المغرب العربي بحاجة إلى دعم مستمر عن طريق رفد هذا
الوجود بالجند من أبناء المستوطنين تنفيذا للقوانين الفرنسية في هذا
مساعدة بإرغام الأهالي على الانخراط بالجيش الفرنسي. ويبقى دور مهم
للمستوطنين وهو مساعدة الوجود الاستعماري في قمع الحركات الثورية
فبراير 98 نيروت. إصدار مركز دراسات الوحدة العربية؛ العدد 12 صن 29- 38: