المتواصل بالتصيب البرث ا
من الظهير الشريف الذي أنعم به العاهل الكريم على د. عبد الهادي التازي بمناسبة تعيينه عضواً في
أكاديمية المملكة المغربية؛ أبريل 1980؛ وقد تم توشيح المؤف بالميدالية الذهبية لأكاديمية المملكة
يوم الجمعة 10 صفر 1403 ه الموافق 26 نونبر 1982 م. قصر الرياض الرباطء
العلاقات بين المغرب وفرنسا
وقع الاحتلال الفرنسي للجزائر في المملكة المغربية.
موقف فرنسا من عون المغرب للجزائر.
تدهور العلاقات مع فرنسا وقصف السواحل المغربية.
موقعة إيسلي التي قصمت ظهر المغرب !
إبرام الصلح وإبرام اتفاقيات الحدود...
آثر هذه الأحداث في تطاول الإسبان على تطوان !
معضل منح الحمايات القنصلية للمغاربة !
التجاوزات الفرنسية للحدود المغربية...
المؤامرات والصفقات ضد المغرب !!
الانتفاضات المغربية وبسط الحماية الفرنسية على المغرب.
العلاقات بين المغرب وفرنسا
بعد أخذ الجزائر من الأتراك..”
حوالي الساعة الرابعة مساء من يوم 13 يونيه 1830 - 21 محرم 1245
وصل خبر نزول فرنسا بالجزائر» ولم تلبث الأنباء أن تناقلت إمضاء شروط
التسليم من طرف الوالي العثماني الداي حسين ودخول الجيش الفرنني إلى
الجزائر العاممة صباح يوم الإثنين 5 يوليه - 14 محرم 1246..
ولقد صعق المغرب لهول النبأ حيث نرى المملكة المغربية تدشن نشاطاً
رسالة معبرة عن شعور المغرب إزاء هذا الحدث الخطير.
لقد كتب العاهل المغربي بتاريخ 10 صفر 1246 - 31 يوليه 1830 إلى
عامله بتطوان القائد محمد أشعاش الذي كان قد رفع إلى السلطان تقريراً مفصلاً
وارداً عن القنصل المغربي بجبل طارق ابن عليل :
وبعد وصلنا كتابك صحبة كتاب ابن عليل على شأن الواقعة التي ساءت
الإسلام والمسلمين وأذمت عيون أهل التقوى والدّين من استيلاء عدو الله الفرنصيص
على ثفر الجزائر واحتوائه على ما وجد فيه من الأموال والذخائر بعد ما شوط
1 #اشيلفنا مل #تقوم ما لفقم مصفاة ذل تقد ما عل جالموومال مما مصمايق غصي عل مووناظط
إليه راجعون. اللّهم أجر المسلمين في هذه المصيبة العظمى واجمل ردّ هذا الثغر
صدع الإسلام بجاه النبي عليه السلام...
وهنا نظر أهل تلمسان لأنفسهم فوقع اختيارهم على الشيخ محيي الدين
الذي اعتذر لهم مشيراً عليهم بولده عبد القادر, وقد كانت أول مبادرة قام بها أن
أمر خطباء الجمعة بذكر امم السلطان المولى عبد الرحمن على المتابر معيراً
وقد شفع هذا بإرسال بيعته للسلطان المولى عبد الرحمن» وقد رأت فرنسا أن
لامناس لها من الرجوع إلى ملك المغرب لتضعه أمام مسؤولياته إزاء مناصرته
للثورة !!
وفي هذا الإطار كانت مهمة الكونت دُوورني (05001 08 الذي كان مصحوباً
بترجمان. الملك ديسكرانج (موه:»0 .4.6) وبالرسام المعروف أوجين دولاكروا
(«ا»ماء0 .8) وقد عهد إلى السفير باستعمال اللغة الدبلوماسية واللغة العسكرية
وقد تم استقبال السفير الفرنسي يوم فاتح ذي القعدة 1248 - 22 مارس 1832
وقد بدأت في أعقاب هذا اللقاء المحادثات السياسية بين الجانبين وقد
تجِلّى أن أهداف السفير الفرنى في تخلّي المغرب عن تلمسان ورفض
استقبال الوفد الجزائري الموجود بمكناس... والتزام المغرب للحياد إزاء الاحتلال
الفرنسي وعدم تعيين المغرب لأ دبلومامي يتولى رعاية مصالح المغرب
بالجزائر وإرجاع البواخر الثلاثة الملتجئة إلى السواحل المغربية أيام الاشتباكات
وأخيراً تسهيل العلاقات التجارية.0
وفي هذه الأثناء استبدل القنصل الفرنسي بالمغرب حيث عين لهذه المهمة
ميشان («نهه046) الذي نرى السلطان المولى عبد الرحمن يرحب به في رسالة
بتاريخ 6 ذي القعدة 1248 - 27 مارس 9(...1833
وفي هذه الأثناء شرعت أفواج اللآجئين الجزائريين تصل إلى المغرب بِرّاً وبحراً
مهاجرة فارّه وتحتفظ (مديرية الوثائق الملكية) بعدد من الرسائل حول
الموضوع كانت منها رسالة تحمل تاريخ 12 ربيع الأول 6 - 31 غشت
0 بعثها السلطان المولى عبد الرحمن إلى عامله بتطوان القائد محمد أشعاش
جواباً على رسالة يخبره القائد فيها بوصول سفينتين تحملان المهاجرين من
الجزائر» ويوصي الجواب الملكي بحسن معاملتهم..
وقد استمر الحال على هذا المنوال إلى أن تعكّر الجوّ بسبب الخلاف على
الزعامة بين شيعة ابن محيي الدّين من جهة وبين القائد بن امماعيل من جهة
وقد تأثر السلطان المولى عبد الرحمن لهذا التصدع أيما تأثر سيما وقد كان
يتوصل من كل الطرفين برسائل تعبر عن الولاء والحب» ولاب أن نثير هنا
للجواب الذي بعث به العاهل إلى القائد ابن امماعيل وهو بتاريخ أول المحرّم
0 - 20 مايه 1834 وفيه يحض العاهل المغربى القائد المذكور على
الاتحاد وجمع الكلمة أمام الخطر الداهم والجيش المهاجم ونظراً لأهمية هذه
وإذا مما عدتا إلى ساحة المعركة بين الجيوش الفرنسية وجيش الأمير عيد القسادر
فسنجد إن المعركة دائماً في تصاعد؛ والجيوش الفرنسية الآن تقتحم ضواحي مدينة
تلسان حيث نشهد تبادل احتلالها بين الطرفين الأمر الذي نكب عدداً من الأنسر
وضضع مكانة الأمير عبد القادرء وأثّر طبعاً على استقرار المغرب الذي ممم على
3) الإتحاف 5 159.
ولقد ازداد شعور الأمير عبد القادر بأن أنصاره ينفْضُون من حواليه وأنهم
على الجواب الذي حرره الشيخ علي التسولي بإيعازٍ من العاهل المغربي...(4)
وأمام المناصرة المتوالية وغض الطرف من قبل المولى عبد الرحمن على
تحذيرات فرنسا المتكررة تقرر إرسال البارون فريديريك دولاري
0 م «0 .5 كسفيرٍ لدى السلطان المولى عبد الرحمن من أجل تقديم احتجاج
فرنسا الصارخ وتهديد المغرب بعواقب تشجيعه للأمير عبد القادر !!
وقد وقفت على رسالة صادرةٍ من تلمسان إلى الماهل المغربي بتاريخ
21 ربيع الثاني 3 - 25 يوليه 1837 تحكي عن غارة جديدة على
المحتلين بتلمسانء الذين اضطروا لمغادرتها بعد عقد هدنة بين الطرفين حيث
نرى أنّ المغرب يقيم احتفالات لمدة ثلاثة أيام بمناسبة دخول الأمير إلى تلمسان !(5)
وبتوالي تلك الاشتباكات التي كانت ترهق ميزانية الجيش الفرنسي
وبتوالي الموقف المغربي المنامبر دوماآً لابن محيي الدّين تقرر إيفاد بعشة
فرنسية جديدة إلى البلاط المغربي وهكذا .نجد قنصلاً آخر بالمغرب هو أنطوان
دونيون (0م 0 -ه) الذي نرى العاهل المغربي يرحب بمقدمه في رسالة بتاريخ
9 ذي القعدة 1255 - 24 يناير 1840.
ويتنفس الأمير عبد القادر الصعداء عندما يصرع خصمه القائد ابن اسماعيل في
منتصف سنة 1256 - (صيف 1840) فيكتب للعاهل المغربي مبشراً؛ على ما جرت به
عادته... وهنا نسجل جواب السلطان المولى عبد الرحمن الذي نقتطف مثه هذه
4) التامبري : الاستقضا 9 ر 45 - 46
محل الولد البار الأحظى المجاهد الأرضى السيد عبد القادر بن محيي
الدّينء أمدّك الله بالعون واليقين... إن عادة الله في هذا العدوٌ الأصفر أ.
كما وقع له بمصر وغيرها وأذكرك غزوة وادي المخازن على عهد السعديين فإن أعداء
الله خرجوا في ماثة ألف فارس وخمسة وعشرين ألفا... فهزم الله الكافرين وقتلوا
وطاغيتهم دون سباستيان...»9)
وهنا أخذت فرنسا وقد تأكدت أكثر من أي وقتٍ مضى - من الموقف
المغربي - تستعة لمهاجمة المغرب وخاصة بعد إجهازها الأخير على تلمسان
حيث تناهت الأخبار إلى العاهل بتخطيط الجيش الفرنسي لاقتحام المملكة !
وهنا نجده يطيّر مكاتيبه إلى ابنه الأمير سيدي محمد بتاريخ 4 ربيع الثاني
وقد زاد في متاعب المغرب في هذه الأثناء تهافت المهاجرين الجزائريين
على المغرب برا وبحراً حيث نجد العاهل يتوصل برسالة من ابن محيي الدّين
حول هؤلاء «المهاجرة» وفيها يؤكد عن انحيازه وانحياشه وهي بتاريخ 1 ربيع
الثاني 1260 20 أبريل 1844
وتدهورت العلاقات بين فرنسا والمغرب بسرعة... ورأينا قطعة من
الأسطول الحربي الفرنسي من 28 بارجة حربية تدخل خليج طنجة في فاتح
غثت 1844 - 5 رجب 1259 وقد استقبل جوانفيل (10ا::101) من طرف القائد
بوسلهام بن علي أزطوط يوم 4 غشت حول الموضوع...
وقد تم قصف المدينة يوم الأحد سادس غشت - 10 رجب على مرأىق ومع
من البواخر البريطانية والسويدية والدانماركية والإسبانية. وذلك بعد إجلاء
الفرنسيين مسبقاً عن الأهداف المقصودة.
6) مخطوطة الابتسام عن دولة ابن هشام ص 220 مجلة المتاهل 1987
وقد واكب هذه الأحداث الرهيبة تخطي الجيش الفرنسي فعلاً (وادي تافنة)
وهو الحد الفاصل بين الجزائر والمغرب وبنى تحصينات في قرية (الغزوات)
على شاطئ البحر لتزويد الجند الذي كان هناك بقيادة الماريشال بوجود
(#ستعي؛ إن الطريق اليوم نحو احتلال مدينة وجدة كخطوة أولى للتقدم نحو
وقد بعث السلطان على النوّ بابن عمه المولى المأمون صحبة القائد ابن
الجنّاوي» ولم يلبث أن أردفه بابنه الأمير سيدي محمد على رأس جيش مغربي
لتحرير المدينة في الوقت الذي اشتدّ فيه هياج المواطنين حيث وجدنا الوزير
الشاعر ابن ادريس يلهب حماس الناس في قصيدة يقول فيها من جملة ما
يقول :
ولم يشعر الجند المغربي إلا وهو أمام جيش جرار غداة يوم 15 شعبان
ظهر المغرب على يد الجيوش الفرنسية المجهزة بأحدث جهزة !7) وفي هذا
خامس عشر غشت بينما كان المغرب يعيش مشاكل رى لا تقل خطورة عن هذه
مع اسبانيا على الحدود !
7) أثناء حديث مباحب مخطوطة «الابتسام» عن موقعة إيسلي ذكر «أن بعض التجار أخبره أنه رأى في
قوازط النصارى أن عدد عسكر الروم النصارى كانوا ألقين ومائتين... المخطوط ص 226 -
الاستقصا 9 ص 53.
أبو عبد الله السليماني : اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب - مطبعة الأمنية -
الرباط 1391 2 1971
معركة إيسلي
كتب الؤرخون بكل لسانٍ عن هذه الوقمة التي كانت الحد الفاصل بين مغرب قوي مهاب الجائب» وبين
مغرب أخذت أركانه تنهار من كل جانبء
تاريح الغرب 114.34 8) كان خطط أن تكون الوسوعة على ثلات سلسلات : الأولى للسعديين؛ والشانية للملويين
الإبجليزية الصادقة أن الانتصار له أقارب ييزّرون أسبابه؛ وأن الفشل على العكس من ذلك ليس
ومع ذلك فإن قراءة ما كتب عن هذه الوقسة انتداء من الرسالة التي وجهها الريشال بوجود (16 يونيه
1844) للقائد الكناوي إلى الرسائل الموجهة إلى الماريشاله والتقارير اللسكرية التي تقف على عين المكان إلى
أيام اتتكاساته..
5 غشت 1981 الأنباء المغربية 16/15 شوال 1401 < 17/16 غشت 1981
العاهل إلى باشا مكناس القائد الجيلالي بن بوعزة بتاريخ 28 شعبان 1260 <
2 شتنير 1844.
وقد أبرم العقد المشار إليه في الرسالة الملكية بواسطة قنصل ملك الصقليتين
السنيور مارتينو» وكان على نحو ما تكون عليه سائر العقود التي تبرم في
8) عقد الصلح هذا هو الذي ورد نصه في الإتحاف 165/162:5؛ وهو يحمل تاريخ 26 شمبان 1260 <
بين المواجهة المسلحة والتدخل الدبلوماسي؛ مجلة
البحث العلمي» قد ك2 رجب ذي الحجة 1396 - يوليو دجنبر 1976» الحلقة الثالثة ص 19-