لآم المتحدة فى نصف قرن
«الأمم المتحدة؛ إلى مجرد آداة لإضفاء الشرعية على أهداف وسلوك القطب
المنتصر. وبين هذه الطموحات والأحلام الجامحة. والتي بدت بالنسبة
للكثيزين مجر سراب زائف: من تاحية والمخاوف والمحانير الهائلة: والتي
تبحث لنفسنها عن طريق بدت هيه متخبظة وتائولة وسفل جو مح الجدل
المجردة بالأوهام والأساطير, بعد أن أصبحت هدفا للنيران المتقاطمة من
وليسن القصد من هذا الكتاب دفع الاتهامات عن الأمم المتحدة أو توجية
المزيد منها إليها. ولكن الهدف هو مساعدة القارئ العربي على فهم هذه
المنظمة العالمية فهما صحيحا وواعيا يمينه على إدراك طبيعة هذه المؤسسة
وأغم سلبياتها وإيجابياتها والمقترحات والأفكار الرامية إلى تطويرها أو
الأمم المتحدة نفسها جهازا إعلاميا ضخما لديه مكاتب وخبراء منتشرون
في كل أنحاء العالم. ومع ذلك فإن تصور المواطن العادي عن الأمم المتحدة
+ وريما يعوذ السبب ني
المتاحة عن هذه المنظمة الدولية والتي لا تخرج في
في إما كتابات أكاديمية :خالصة لا تستهوي سنوى شريحة محدودة من
النحب انتج بمتق وماد ما سح بالبعدوتة والجعاف أو الحثلقة أحيانًاء
والثيرة للجدل, وعلى الجوانب السلبية عادة, والتي كثيرا ما تكون موجهة
تقوم بها الأجهزة المعنية داخل الآمم المتحدة نفسها أو المؤسسات الو
المرتبطة بهاء وهي كتابات يغلب عليها الافتمال وتفتقر إلى الملصداقية ولا
لإجابات موضوعية ونزيهة عنهاء
ويطمح هذا الكتاب إلى أن يقدم شيئا جديدا ومختلفا للقارئ العربي
يعينه ليس فقط على فهم الأمم المتحدة كمنظمة دولية و الإحاطة بأدق
وأشمل التفاصيل المتعلقة بها وإنما أيضا إثارة اهتمامه بطبيعة المناخ الدولي
إيجاباء
واحتراما للتقاليد المتبعة في سلسلة «عالم المعرفة» فقد راعينا الالتزام
الصارم بالمنهج العلمي ولكن دون الوقوع في فخ الأكاديمية, العقيمة أحياناء
وبذلنا كل ما في وسعنا لعرض وتحليل أهم وأحدث المعلومات المتوافرة عن
الأمم المتحدة بطريقة تستجيب لكل ما يطمح إليه قارئٌ «عالم المعرفة»
سواء كان تخصصا في حقل التنظيم والعلاقات الدولية آم غير متخصص.
وإلى أمل وأمين: أعز الأبناء والأحباب.
دعسن نافع
القاهرة: 31 بوني 1965
فصل تمهيدي
تجربة . عصبة الأمم.
مقدمة
على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته
محاولات التنظيم الدولي سواء على منعيد الفكر
أو على صعيد الممار. لم تكن كافية للحيلولة
دون اندلاع الحرب العالمية الأولى. لكن اتدلاع هذه
الحزب والتداعيات اللاحقة لها اظهزا حقيقتين
كان لهما تأثيرات هائلة على تطور التنظيم الدولي
الحقيقة الأولى: أن المجتمع الدولي قد وصل
إلى درجة من تداخل المصالح وتشابكها بحيث أصبح
شرارتها؛ داخل حيز إقليمي أو جغرافي معين.
وكانت الحرب العالمية الأولى أوضح شاهد على
هذه الحقيقة. ففي 38 يونيو 1914 أطلق طالب
صربي متطرف من مواطني البوستة النار على ولي
آسابيع قليلة حتى بدات حرب تختلف كلية عن كل
الحروب السابقة حيث ظلل نطاقظها انجغرااني اي
باستمرار حتى شمل العالم كله؛ كما ظل نطاقها
الزمني يتعدد هو الآخر بحيث ظلت مشتعلة طوال
أكثر من أربع ستوات. ففي 28 يوليو 914 أعلنت
لآم المتحدة فى نصف قرن
دار أساسا في البداية بين معسكرين: معسكر دول الحلف عاها:5 الذي
يتشكل من كل من فرنسا وإنجلترا وروسيا القيصرية, ومعسكر دول وسط
القارة الأوروبية؛ ومقابل امتناع هذه الأخيرة عن التدخل في شؤون
جانب الحلفاء اعتبارا من أبريل .١917 وهكذا وجدت ثلاثون دولة نفسها
مشتركة في حرب دارت معاركها البرية على قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا
والبحرية على اتساع المحيطات كلها .
الحقيقة الثانية: أن التقدم العلمي والفني الناجم عن الثورة الصناعية
أثر تأثيرا هائلا في صناعة الأسلحة ووسائل نقلها بحيث أصبح من غير
الممكن قصر نطاق الحروب على الجيوش المتحاربة وجها لوجه في ميادين
القتال وإنما امتد التدمير ليشمل المدنيين ومراكز الحضارة والإشماع في
كل أرجاء العالم. وهكذا تزايد الوعي تدريجيا بأن الحرب قد أصبحت
أقرب ما تكون إلى الانتحار الجماعي والتدمير الذاتي بصرف النظر عن
الغالب أو المغلوب. ففي الحرب العالمية الأولى بلغ تعداد شعوب الدول التي
أعلنت الحرب ضد بعضها البعض 5, ١ بليون نسمة (ينتمون إلى 33 دولة.
١0 ملايين قتيل و20 مليون جريح. كما بلغ حجم الخسائر المادية 208 بلايين
في هذا السياق لم يكن غريبا أن تعلو على الصعيدين الرسمي والشعبي
التي احتوت على تصورات ورؤى مختلفة حول سبل تنظيم عالم ما بعد
بين الدول على النحو الذي يستحيل معه «تكرار ما حدث». وإقامة سلام
دائم تنعم به كل الشعوب. وهكذا انتهت الحرب المالمية بتأسيس أول منظمة
على أساس تماقدي, مكتوب ومقتن في شكل معاهدة دولية, فإنه يمكن
القول إن ميثاق العصبة شكل في الواقع أول محاولة لنقل العلاقات الدولية
من حالة «الطبيعة» إلى حالة «المجتمع» بطريقة إرادية وعملية وفعلية وليست
افتراضية أو مجردة. وسنعرض في هذا الفصل التمهيدي. باختصار, لمختلف
الجوانب المتعلقة بهنه التجربة من خلال مباحث أربعة:
المبحث الأول: نخصصه لتحليل نشأة المنظمة وأهم ما ينطوي عليه
ميثاق العصبة من أهداف ومبادئ وملامح تنظيمية عامة.
المبحث الثاني: وتخصصه لبحث قضية العضوية في العصبة ومدى
تحقيقها لفكرة العالمية.
المبحث الثالث؟ ونخصصه لبحث طبيمة العلاقة بين العصبة والمنظمات
الدولية الأخرى وكيف حاولت العصبة أن تصبح نواة لتنظيم عالمي شامل
وليس مجرد منظمة دولية-
المبحث الرابع: وتخصصه لبحث متجزات العصبة وتستعرض ميادين
نجاحاتها وإخفاقاتها. وتحلل أسباب انهيارهاء
المبحث الأول النشأة والملامج الأساسية
مثلما حدث اثناء الحروب ضد تابليون ظراً
أيضا تطور كبير في أساليب التنظيم الدولي.
تعاون الحلفاء أثناء الحرب المالمية الأولى. فقد
تطلب سير العمليات العسكرية أكث رمن مجردذ عقد
افنابات مسترة علئ أعلى المستويات او تتشيظ
القنوات الديبلوماسية بين الدول المتحالفة وأصضبحت
الحاجة إلى إقامة أطر مؤسسية دائمة لمتابمة كل
الأمور وتحقيق أكبر قدر من الفاعلية و التنسيق
بين جهود الحلا مسال آسناسية للفسب,اتجرب.
وسرعان ما أصبح للدول المتحالفة مجلس أعلى
في المسائل العسكرية (البحرية والبرية والأمور
وفي المسائل الاقتصادية (مجلس للتموين تتبعه
لجان تنفينية خاصة بالقمع والزيوت واللحوم
والسكر..... الخ). أي أن الإطار المؤسسي للعلاقة
بين الدول المتحالفة آثناء الحرب أصبح أقرب ما
يكون إلى شكل المجلس الأعلى المختض بحشد
وتمبثة وإدارة الموارد المشتركة للدول الأعضاء بغية
تحقيق الهدف الأسمى وهو كسب الحرب.
وعلى الرغم من أن متطلبات التنظيم الدولي
لآم المتحدة فى نصف قرن
المباشر بين صناع القرار والديبلوماسيين والأجهزة الفنية المختلفة في كافة
الميادين طوال فترة الحرب أدى إلى تعميق الإحساس المشترك بأهمية
استمرار هذا التعاون وضرورته وولد خبرة كبيرة بطبيعة الصعوبات الرئيسية.
التي تعترض عملية تنظيم المجتمع الدولي وبأساليب حلها أو احتوائها أو
التغلب عليها .
وقد تزامن مع هذا الإدراك النظري والخبرة العملية معاء على كافة
ستوات الحرب على دراسة الوسائل والهياكل التنظيمية الدولية الكفيلة
بتحقيق سلام عالمي دائم والحيلولة دون نشوب الحرب مرة أخرى""'. وكان
والتي أعلن عن قيامها في فيلادلفيا عام 1915 وكان وليم تافت؛ الرئيس
للتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.
تشكيل العديد من اللجان التي ضمت خبرات متنوعة وعلى أعلى المستويات
داخل و خارج وزارات الخارجية وفي الأوساط الأكاديمية لوضع رؤى
وتصورات حول أسس التنظيم الدولي لمرحلة ما بعد الحرب. وأدى التفاعل
بين اللجان الرسمية والشعبية إلى طرح مشروعات متعددة مثل: مشروع
لجنة شكلت لهذا الغرض من مؤرخين وديبلوماسيين ورجال قانون. وصدر
(8) إذا كان الحديث كله يدود هنا جول «مؤسات سيق المجهود الحربي يومنفها هي الآ
تظورت إلى «عصبة الأمم». شمن امهم الإشارة إلى دور خركات السلام المناهضة للحرب في إنشاء
هذه العصبة أثناء الحرب العالية الأولى. وكان من انشط اعضائها الفيلسوف البريطائي «برترائد
رسل»» وكان لها أنصار من كبار المثنفين والأدباء في بلاد أخرى. (هيئة التحرير).
لجنة وزارية برئاسة ليون بورجوا 800:00 :ما وعبر تقريرها عن وجهة
النظر الفرنسية الرسمية. وفي الولايات المتحدة تشكلت لجنة رسمية برئاسة
الكولونيل هاوس #م!, أحد المستشارين المقريين من الرئيس ويلسون.
وقبل بداية اتعقاد مؤتمر الصبلح بارس تشر الجترال ان كرستيان مظن
505 وهو رجل دولة بريطاني من جنوب إفريقيا وكان عضوا في وزازة
الحرب البريطانية (1918-1917) مشروعه الخاص بإنشاء «عصبة أمم» ثم
ودون التقليل من شأن ودور هذه الشخصيات واللجان والتيارات جميعهاء
فإنه من المؤكد أن عصبة الأمم ما كان من الممكن أن تظهر إلى حيز الوجود
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت. فقد دفمت به أفكاره
المثالية والليبرالية ونزعته السلمية نحوتبني آراء وتصورات العصبة الأمريكية
لدعم السلام؛ والتي سبقت الإشارة إليهاء وأصبح من أشد المؤيدين لها
8 اإلى » إنشاء رابطة بين الأمم؛ من خلال معاهدة دولية خاصة بهدف
تقديم ضمانات متبادلة تتعلق بالاستقلال السياسي وسلامة أراضي كافة
المالمية الأولى. رئاسة اللجنة الخاصة التي شكلها المؤتمر لصياغة المشروع
النهاثي لميثاق المضبة. وفقدت هذه اللجنة اجتماماتها المغمنصة لهذا
الفرض خلال الفترة من 16 يناير إلى ١3 فبراير 1919 وكان ويلسون هو
الذي أصتر على أن يفرغ مؤتمر الصلح من صياغة ميثاق الغضبة أولا وأن
يصبح هذا الميثاق بعد ذلك جزءا لا يتجزاً من مماهدة فرساي عن طريق
ديباجة فيها لتصبح هي ديباجة المعاهدة نفسها التي وقمت في 28 يونيو
9 .كما أصبحت العصبة هي الضامن لكافة الترتب
مماهدات الصلح الأخرى وخاصة مماهدة سان جرمان الموقعة في 10 سبتمبر
لآم المتحدة فى نصف قرن
8 ومماهنة مائيلا الموقعة في 22 توفمبر 1919 ومماهدة تريانون 11000
واسعة النطاق وخاصة في أورويا . 1
ومن المفارقات أن ويلسون علق أعمال اللجنة التي كان يرأسها في
فرساي لصياغة ميثاق العصبة وسافر إلى الولايات المتحدة بعد أن علم
واستأتفت اللجنة أعمالها اقترح عليها إدخال عدة تعديلات وذلك للنص
صراحة على عدم تعارض ميثاق العصبة مع مبدآ مونروا"'". والاعتراف
بحق الدول الأعضاء في الاتسحاب من العصبة, والتأكيد على أن القامدة
غير ذلك سواء في ميثاق العصبة أو في انفاقيات السلام) واخيزا لضمان
احترام مبدآ عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقد تمت الموافقة على
كافة هنه التعديلات وعرض مشروع الميثاق والاتفاقيات الملحقة على الجلسة
العامة لمؤتمر الصلح وتمت الموافقة عليها في 28 أبريل 1919 بالإجماع.
ونظرا لأنه كان قد سبق أن تم الاتفاق على أن يشكل ميثاق العصبة ديياجة
مماعدة الصلج المؤقفة قي قرساي قد نين الانتظار حى تدخل هذ
المعاهدة حيز التنفين ليبدأ الوجود الفعلي والقانوني لعصبة الأمم وهوما
تم في 10 يناير 1920 لكن التعديلات التي تم إدخالها خصيصا للتخفيف من
حدة معارضة الرآي العام الأمريكي لم تكن كافية لإزالة المخاوف من اتضمام
جمهورية في مواجهة رئيس ديمقراطي, التصديق
1 ات المتحدة الأمريكية الذي أعلن عام 183
الرئيس الخامس
تبادل المشاورات في حالة ظهور أي تهديد لسلامة أي منهما. واكدته معاهد!
عام 1947 التي تعهدت فيها الدول المنكورة بتقديم مساعدات جماعية لذي دولة من الدول المشتركة.
وسيلة لدفع أي تدخل غير أمريكي في إحدى دول أمريكا اللاتينية لا يزال ساريا حتى اليوم.