من الفاقة بفضل ثروتهاء لكن لا ندري هل كوّن لنفسه مالاً من التتاجر
للقضايا الدينية؛ وأنْ بعثة محمّد لم تكن لتثير التعجب والتكذيب في ذهن
وقد كانت بالطبع أعلم الئاس به في تفكيره وأخلاقه. لكنّ النبي
المصادر» أو خمس عشرة سنة ونيف حسب رأيي» فترة أساسية حيث
شهدت البعثة وتركيزها تماماً. وهي بالتالي الزيجة المثلى والأهمّ في حياة
محتمّد؛ وأن يقول القرآن بخصوص الزواج #وجعل بينكم موذة ورحمة؛
الثبي كثيراً. وفي هذا إشكال ليس من السهل حسمه في هذا الاتجاه أو ذاك.
وعلى كل فكتاب الدكتورة سلوى بالحاج صالح يثير التساؤل
«حدثنى أحمد بن عثمان المعروف بأبي الجوزاء» قال:
وتقري الضتّف» وتعين على نوائب الحقّ. ثم انطلقت بي إلى
ورقة بن نوفل بن أسدء قالت: اسمع من أبن أخيك» فسألني
تاريخ الطبري
(الجزء الثاني)
للها عرب «الجاهليّة» ب «الطاهرة» وسيلقبها المسلمون ب «أم
اعتبرها الحديث مع مريم بت عمران؛ أمٌ غيسى «المسيح»؛ خير
نساء الماء والأرضش”'". كما اعتبرها» إلى جانب ابثتها فاطمة ومريم
بنت عمران وآسية زوجة فرعون» منقذة موسى» «أكمل النساء».
تزرّجت محتد بن عبد الله رغم فقره. أختارته بنفسهاء وعرفضت
حديث رقم 5178.
(؟) سورة الضحى» 4/47 .
«إِنٌ الأبعد لشاعر أو مجنوذ»» قال لها محمّد الموحى إليه.
«أنذر عشيرتك»» أي أجهر بدعوتك» يأمراله نيه محنداً. فتخرج
خديجة من دارها وتصلي خلفه أمام الكعبة على مرأى ومسمع من قريش
ما أوكل إليك.
قت معه أصعب فترات البعث» من نزول الوحي (١11م) إلى
العام العاشر بعده (314 / + 17م) الذي يصادف تاريخ وفاتباء وهو ما
يقارب نصف فترة الرسالة.
أخلف في شأنها بل حافظت على مكانتها بينهم كالهرم الامخ.
على ما ورد في شأن هذه المرأة من روايات الرّواة وأخبار الإخباربين
من إمكانّة للتصحيح» + تصحيح ما أحمل أو كسي؟ وهنا يني في الحقينة
فالبحث والتمحيص يبقيان الشغل الشاغل للمؤزخ من أجل إعادة رسم
صورة التاريخ بأكثر.ما يمكن من الواقعيّة والموضوعيّة دون إهمال لأيي
رأساً على عقب ويعيد رسمها بفضل ما توافر له من معطيات وإمكانيات
جديدة لم تتوافر لغيره.
وإنّ التاريخ العربي الإسلامي لهو من المجالات التي لا تزال قابلة
بشكل كبير للدرس وإعادة الدرس» لإعمال الفكر فيها وإعادة إعماله
» ولحاجته إلى الدراسة من أكثر من زاوية ثالثا. خصوصاً
أكثر ما يمكن» وإنما لتبرير الصوّرة التي وجدناء أو ترميمهاء أو إضافة
أشياء للدي قوق السناس يوه را خشية أن تتبدّل علينا فلا نجد
+. تقصد ب «المقدّس» قدسيّة الرسالة: الدين دين الله ومحمّد مبعوث الله. )١(
«س' ب بين ذبن و عي ٌِ
من وجهة نظر العقيدة الإسلامية طبعاً.
«حبيبة النبئ» المطلعة أكثر من غيرها على سيرته» فترويها وتحدّث عنهاء
أو باعتبارها صاحبة موقف في زلزال سياسي هائل (الفثة) فيُروى عنها
وفي تاريخ المقدّس»؛ عندما يظهر في زمن معيّن «فعل» من «أفمال» الله
رموز تتصهر كلّها في إطار مشيئة رَسَمَ «الله» خطواتها من البداية رسماً
مضبوطاً. وهو ما يميّزها عن مشيئة البشر العاديين» غير المصطفين
منذ مولده إلى سلسلة من الزموز المترابطة التي تعدّه؛ الواحد بعد الآخر»
الزموز» فأصطبغ ذلك اللقاء بهالة وقد فهم الإخباري والمؤرّخ
القديم أنّ دوره لا يتجاوز في هذه الحالة الإخبار عن خديجة وسرد بعض
التفاصيل عنها لتأكيد تلك الرّموز بكل ما يتطلّبه ذلك أحياناً من مغادرة
الواقع إلى عالم الخيال؛ وهو أمر جائز طالما أنّ الفاعل هو الله صاحب
القدرة المطلقة «الذي لا يخضع فعله لقانون أو ناموس طبيعي أو تاريخي
جالبة إليه الإجلال والتعظيم» يسحب منه من جهة أخرى «إرادة الفعل؟»
أو «الفعل الإرادي» المنطلق من ذاته. فتصبح الأفعال» أفعال المقّس»
)١( نلاحظ ذلك في معظم الروايات التي تعلقت بخديية؛ من ذلك رواية المداثني عن
ابن عبّاس أن نساء مكّة اجتمعن في عيد لهنّ في الجاهليّة فتمثل لهنّ رجل» فلتًا
عل قوله وم تعرض له. ابن حجرء الإصاية في تمبيز الصحابة؛ ج14 ص787
(ترجة خديحة).
ويصبح قيام الكائن الإنساني بها تنفيذاً لإرادة هذا المقدّس الخالق لكل
قعل والمتحكم فيه. وهو ما يحجب في نهاية الأمر الور التاريخي
الحقيقي الحقيقي لهذا الكائن ويطمس فعله الشخصي في الأحداث وترجيههاء
عرفنا عن خديجة وعن الإرهاصات الأولى للبعث أكثر مما عرثناء
المقّس» وجود فراغ كبير في التاريخ العربي» بالنسبة إلى المرحلة التي
سبقت الإسلام كما بالنسبة إلى المرحلة المكيّة من تاريخ الإسلام. وهذه
الثغرة لاحظها جل الدّارسين والباحثين. فبقدر ما نجد ماذة على غاية من
خصوصاً وبعض كتب التدامى.
جامحة في سبر أغوار شخصيتها لإلقاء الضوء على بعض الجوانب منهاء
سوسة» نوفمبر/ تشرين الثاني 1444