تصدير
اهتمت المؤتمرات الثقافية والندوات على مستوى الوزراء والمسؤولين
والخبراء العرب» بالحفاظ على الثقافة العربية الفلسطيئية والتراث الفلسطيني»
وتجديدهما وتعريف الأجيال الساشئة بها وبمواجهة الغزو الثقافي الصهيونيء
واعتمد المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ ومجلسها التنفيذي
مخططاً متعدد الجوانب» متضنوع الأساليب» للوصول إلى هذا الهدف. وقد تمت
تبيئة الشروط المناسبة» لتنفيذ هذا المخطط» الذي يشمل اصدار دراسات علمية
في اطار مشروع (سلسلة المدن الفلسطينية)» بالتعاون بين المنظمة العربية للثربية
والثقافة والعلوم » وداثرة الثقافة بمتظمة التحرير الفلسطينية؛ بهدف اعطاء فكرة
جامعة عن هذه المدن» تتضمن واقعها الجغرافي» وتطورها العمراني غير العصون
لسكانباء ليستفيد منها الطالب والعامل » والمثقف والمختص على حد سواء
ولتبقى وثيقة حية في ذاكرة الامة العربية .
المنظمة في المجال الفلسطيني؛ ومساهمة في بناء الثقافة الفلسطينية ؛ وتقوية عرى
العلاقة بين الفلسطينيين ووطنهم . وني أشيد هنا بالجهود الطيبة التي تبذها دائرة
الثقافة بمنظمة التحرير. وبالعمل العلمي المسؤول الذي تقوم عليه هيئة التحرير
لإصدار كتب هذه السلسلة القومية.
ومن الله التوفيق
المدير العام
للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
الفصل الأول
نبذة تاريخية
إن استقراء تاريخ أي مركز عمراني مهما كان حجمه وأهميته» سيكون بلا
شك المفتاح الذي يمكن من خلاله الكشف عن كثير من الحقائق المتعلقة بتطوره
ومدينة الخليل من المدن التي تتميز بتاريخ طويل وحافل بالوقائم"» فتدل
الآثار الي اكتشفت فيها على أن تاريخها يرجع إلى أكشر من 6 سدة قبل
المسلاد» هذا يعني أنهسا بنيت منذ حوالي ٠ ٠ © سنة أي بعد فترة وجيزة من بناء
الأهرام في مصر.
وقد كانت المدينة تدعى في الأصل قرية أربع (يمعنى أربعة) نسبة إلى
منشتها الملك أربع العربي الكنعاني المنتمي إلى قبيلة العناقيين. وهي التي كانت
: للتعرف على المعلومات التاريخية راجع - ١
155-47 دار الطليعة للطباعة والشن 1842م ص ص
17-5 ب مؤسسة الجمهور الصحفية» الدليل إلى الخليل 1487م ناص
منازها ممتدة على الجبال الواقعة بين الخليل والقدس. وقد كانوا يوصفون
بالجبابرة؛ مع العلم أن الكنعانيين حكموا المنطقة من 170-1005 قم
عشر قبل الميلاد حيث سكن بعض السئين تحت بلوطات بمر أو بطيات ممرا الواقعة
ساحة عامة في المدينة القديمة شجرة اليلوط المشهورة في الخليل
في شيال الخليل". وعند وفاته دفن فيها وبعض أفراد أسرته مثل زوجته سارة وولده
من مصرء بالاضافة إلى زوجة سيدنا يعقوب ليقه . وهذه الأضرحة واقعة في مغارة
وذلك إثر هزيمة الكنعانيين» أطلقوا عليها اسم حبر ون نسبة إلى أحد أبناء كالب
داخل الحرم الابراهيمي
بن بقنة اليهودي؛ وحبر ون اسم يهودي يعني عصبة؛ صحبة. اتحاد. وقد اتخذها
داوود بين سلييان قاعدة له لأكشر من سبع سنين» وفي عهد ولده سلييان أهتم
بأضرحة ابراهيم وعائلته.
وفيما يتعلق بالسسور الضخم الذي محيط بالحرم الابراهيمي الشريف في
المسيح عليه السلام في آخر أيام حكمة مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشرفات في
أعلى السور إسلامية » كما أقام الرومان في عهد الامبر اطور بوستنيانوس (977 -
68) كنيسه على مقبرة ابراهيم وعائلته؛ ولكنها هدمت من قبل الفرس بعد ذلك
وبعد زوال الحكم الروماني خضعت الخليل للحكم الاسلامي (1776 -
/١٠م)» وفي هذا العهد تم الاهتمام بالمدينة بشكل واضح» وهذا مرتبط بمنزلتها
فعلى سبيل المشال بنى الامويون سقف الحرم الحالي والقباب الواقعة فوق مراقد
ابراهيم ويعقوب وزوجتيهيا. كما أن الخليفة العباسي المهدي (107/4 -186م) فتح
باب السور الحالي من الجهة الشرقية؛ كما بنى العباسيون المراقي الجميلة من
ناحيتي الشمال والجنوب» وكذلك القبة التي تعلوضريح يوسف عليه السلام . أما
الفاطميون وفي عهد المهدي فقد افتتح مشهد الخليل مع تزيين الاخيرة بالفرش
وقد ورد وصف للخليل في كشير من كتب الرحالة والمؤرخين وذلك قبيل
والممالك الذي ألفه سنة 61 4م «إنها مدينةصغيرة تقع جنوب بيت لحم وتعرف
بمسجد ابراهيم عليه السسلام» وفي المسجد الذي يجمع فيه الجمعة قب ابراهيم
واسحاق ويعقوب عليهم السلام صفاًء وقبور نسائهم صفاً بحذاء كل قب من
قبورهم قبر إمرأة صاحبه» والمدينة في وهدةٍ بين الجبال كثيفة الأشجار وأشجار
هذه الجبال وسائر جبال فلسطين وسهلها زيتون وتين وجميز وعنب. وسائر الفواكه
أقل من ذلك».
وقد تكرر الوصف السابق للمدينة ومنطقتها وذلك بصورة إجمالية في كتيب
رحالة ومؤرخين آخرين» منهم على سبيل المثال المؤرخ البلاذري في كتابه فتوح
البلدان» ابن الفقيه في كشابه البلدان سئة 48م الرحالة اليبشادي المقدسي في
مؤلفه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم سنة 48م » الرحالة الفارسي ناصر
خسروفي مؤلفه سفرتامة سئة 497٠م عبد الله البكري الأندلسي المنوفي سنة
4م في مؤلفه معجم ما أستعجم وغيرهم .
وفي أواخر القرن الحادي عشر وبالتحديد سنة 44١٠م . سقطت الخليل في
يد الصليبيين؛ وأطلقوا عليها قلعة القديس ابراهام» وفي عام 1168م أصبحثت
المديدة مركزاً لأبرشية» وهي كلمة يونانية تعني المجاورة وهي من إصطلاحات
1م بنيت كنيسة على موقع الحرم الابراهيمي الشريف والى الغرب متها
شيدت القلعة»؛ ولكن بعد معركة حطين سنة 87١١م استطاع القائد الإسلامي
صلاح الدين الأيوبي أن يحررها من الصليبيين ويحول كنيستها إلى جامع وهو
الحرم الحالي» وينقل إليه منير عسقلان الذي كان المستنصربالله أبوتميم معد
وعلى أثر انتهاء الحملات الصليبية تعرضت الخليل كغيرها من مدن الال
الخصيب للغزوالمضولي المدمرء وهذا الغزو الذي وضع حد له على يد المماليك
بقيادة السلطان قطزوقائده بيبرس» وذلك إثر معركة عين جالوت سنة 1758م .
وبعد هذا التاريخ دخلت المدينة تحت الحكم المملوكي (0 179 -1916)م. وقد
أولاها سلاطين المباليك اهتمامهم» فعلى سبيل المشال رتب الظاهرييبرس
(17ه) السسباط” في الخليل وكذلك الرواتب للمقيمين والواردين» وفي عهده
توفي الشيخ علي البكاء الذي لا يزال قبره وزاويته موجودتين في المدينة علاوة على
أن حارة الشيخ منسوية إليه.
كما أله تم في عهد الظاهربيبرس وكذلك في عهد السلطان سيف الدين
قلاوون الألفي (17//8 - 7144ه) عبارة الحرم » بالإضافة إلى أن الأخير قام ببناء
بركة تسمى في الوقت الراهن ببركة السلطان وعمقها "3 قدماً ومساحتها +17
قدماً مربعاً. أما في فترة حكم السلطان الشاصر حمسد بن قلاوون
(147 41 لاه) فقد تم إيصال الماء إلى المديدة وكذلك بناء جامع الجاولي
المنسوب إلى الأمير أبوسعيد سنجر الجاولي؛ وهويمثل جزءاًمن الحرم الشريف في
"الرخام مقابل منير الحرم .
ولم يقل اهتمام سلاطين الماليك الشركسية ١787( - 196 18ع) بالمدينة عن
سلاطين المماليك التركية » والذين سبق التمحدث عنهم ؛ فمثلا تم ترميم الحرم
الشريف في عهد الظاهر سيف الذين برقوق» كما اهتم الظاهر جقمق العلائي
(7 84 - لادخه) والذين أتوا بعده بأوقاف الحرم وسياطه .
وكسيا هو الحال في السترات التاريخية السابقة فقد ورد ذكر الخليل في كتب
الرحالة والمؤرخين للفترة المملوكية» ومن هؤ لاء الرحالة العربي ابن بطوطة الذي
© السياط ؛ نوع من الطعام يوزع على واردي الحرم الابراهيمي الشريف وكذلك على الفقراء
والمساكين .
الحرم الابراهيمي
تحدث عنها سنة 5؟ لاه حيث قال : دبأنها مدينة صغيرة الساحة؛ كبيرة المقدان
محكم العملء سامي الإرتفاع مبني بالصخر المنحوت» في أحد أركانه صخرة أحد
أقطارها سبعة وثلاثون شرا وفي داخل المسجد الغار المقدسء فيه قبر إبراهيم
وإسحاق ويعقوب ويقابلها قبور ثلاثة هي قبور أزواجهم» .
كما تحدث عن المدينة في هذه الفترة أيضاً صفي الدين بن عبد الححق سنة
٠ه في كتابه المراصد» شهاب الدين بن فضل الله العمري في كتابه مسالك
الأبصار في ممالك الأمصار والذي زارها سنة 46 لاه ءوأبو الفدا في مؤلفه تقويم
البلدان الذي أله سنة لاه وغرس الدين خليل الظاهري في مؤلفه زبدة
كشف المالك وبيان الفرق والمسالك والمتوفي سنة #الاهره. وغيرهم من الرحالة
وخلاصة القول إن الخليل في الفترة المملوكية كانت مركزاً هاماً من مراكز
محطة للبر يد الجوي ووسيلته الحمام الزاجل وذلك عبر مصر- غزة الخليل - غور
كما أنها كانت تضم عدداً من المدارس وعيون الماء والمقابر والمساجد.
فالمدارس أهمها القيمرية والفخرية؛ وعيون الماء عين سارة» عين الحمام» عين
السمقية وغيرهاء أما المقابر اهمها مقبرة البقيع والمقبرة السفلى . هذا بالإضافة
إلى أن أصول الكثير من عائلات المدينة ترجع إلى هذه الفترة» مثال ذلك عائلة
القواسمي منسوبة إلى الفقيه شرف الدين سلييان وكان موجوداً سنة 145ه
وصائثلة الجعبري نسبة إلى الشيخ برهان الدين أبوإسحاق بن ابراهيم بن أبي
العباس المقريء الجعبري؛ والذي ولد بقلعة جعبر على الضفة اليسرى لنهر
الفرات الأوسط في سورية سنة 46 1ه وعائلة القيمري نسبة إلى الشيخ شمس
الدين محمد بن خليل بن أحمد بن الصلاح خليل القيمري الذي ولد سنة 1ف
بالخليل وغيرها من العائلات.
وبعد الحكم المملوكي سيطر الأتراك العثمانيون على المدينة سنة /أأعام
واستمر حكمهم لها حتى سئنة 1417م . ويعتبر القرن الثامن عشرمن عصور
الصابون» غزل القطن وكان يباع في القدس وغزة؛ ومصنع للزجاج وهو الوحيد في
كانت تصنع الخواتم الملونة وأساور وخلاخيل وأشياء أخرى» يبعثون بها إلى
كالعنب والزيتون والقطن » هذا علاوة على شهرة أهلها بالتجارة مما دفعهم إلى
الهجرة إلى المناطق المجاورة مثل الكرك» مص يافا والقدس وغيرها.
العثماني» وقوعها في يد ابراهيم باشا المصري » وذلك في الفترة ما بين 147١ -
6م بعد معارك عديدة بيئه وبين سكان المنطقة .
وعلى أثر انتهاء حكم العثيانيين للخليل والذي استمر زهاء أربعة قرون»
أنتقلت السيطرة على المديدة كخغيرها من مدن فلسطين إلى الاستعبار البر يطاي
سنة لام وهذا مرتبط بظروف الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء بها .
وقبل التحدث عن هذه الفترة من الضروري التعرف على المدينة وخصائصها في
أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشسرين» من خلال بعض ماكتبه
الكتاب» فقد ورد ذكر الخليل في قاموس الكتاب المقدس ومؤلفه جورج يوسف
والمطبوع سنة 1844م ووصفت بأنها ذات موقع مرتفع يبعد نحو ٠١ ميلا جنوب
أورشليم» ٠ ميل من الشاصرة» وتعرف بجبر ون الزاهرة أو الخليل إشارة إلى
ابراهيم وهي مشهورة بعمل الزجاج ولها عدة أبواب وأبنيتها من الحجر الكلسي .
عن الداع - بعررنا فسطين : ديار الخليل
شكل رقم )١(