أدت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى القضاء على الرق؛ وبدأت فترة معقدة شهدت اعادة بناء
الولايات الجنوبية في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بما يخدم مصالح التطور الرأسمالي للبلاد - إنها
إعادة بناء الجنوب. وفي عام 1837 هلت مرحلة جديدة؛ مبدئياً. من هذه الحقبة: ففي الولايات التي كانت مهد
جرت خلال 'اعادة البناء الراديكالية" ذات طابع ثوري أصيل حيث جردت نخبة الملاك الزراعيين من سلطتها
لقد حقق الشعب الزنجي خلال سنوات اعادة البناء وفي جميع الميادين "نجاحات كبيرة لم يعرفها في تاريخه
السابق منذ ظهور أوائل الزنوج العبيد على القارة الامريكية(١١)". ففي هذه الفترة بالذات تم تنفيذ جملة من
التحولات التقدمية: ادخال حق الاقتراع العام والنظام الحكومي التعليم؛ ومنح الحقوق المدنية للنساء؛ وتطبيق التأمين
المادي للعجزة؛ وتحريم القوانين السوداء' مثل سجن المدين؛ والجلد عند عمود العار.. الخ. حقاً لقد شهد الجنوب في
تلك الأيام أكثر التشريعات الحقوقية تقدمية في البلاد. وما من ولاية في الشمال كانت تستطيع أن تفاخر بمثل هذه
كو كلوكس كلان هي التسمية التي أطلقت في البداية على جمعية سرية
درجاتها ونظام الترقية فيها إلى جائب الطقوس الغريبة التي تمارسها. وقد أسس هذه الجمعية في مقاطعة تينيسي
هذا الأسم خشية أن تعتبرهم سلطات المقاطعة امتداداً لمنظمة "فرسان الطوق الذهبي” تلك. وإذ ذاك اقترح أحد
أجداده من أصل اسكوتلندي فطلب ان يتضمن اسم الجمعية كلمة "كلان'واستقروا على كو كلوكس - كلان".
من الضروري القول ان هذه التسمية الغريبة كانت مناسبة تماماً لرجال كلان من حيث إلقاؤها هالة من السرية
قوة قدرية في تسمية كو كلوكس كلان بحد ذاتها. ليلفظ القارئ هذه الكلمة بصوت مسموع. إنها تذكرنا
بصوت عظام الهيكل العظمي يضرب بعضها بعضاً(7١)7.
أعد مؤسسوا كلان نظاماً هائلاً للترقية ومصطلحات خاصة بذلك. أَمّا إقرار اللبإس المميز لرجال كلان فقد تم في
وقت متأخر قليلاًومن أجل الاحتفال بتأسيس كو كلوكس - كلان تلفع منشئوها بالملاءات البيضاء؛ وراحوا
يطوفون في شوارع مدينة بيولاسكي. وكانوا خلال هذه الحماقات يضحكون من أعماقهم وهم يشاهدون الدهشة على
وخلال 'تسلياتهم” أدرك الكلانيون أن الزنوج الأميين بكاملهم والمسحوقين قد دب الذعر في نفوسهم عند رؤيتهم
هذه الأشكال الخفية في ملابسها الغريبة.
واصبح تخويف السكان السود الذين يؤمنون بالخرافات الشغل الشاغل لدى 'مهرجي" مدينة بيولاسكي؛ نظراً لأن
الزنوج الذين اعتقوا قد اعتقدوا في البداية أن هؤلاء هم أرواح الكونفدراليين الذين قتلواء
المشهور بشؤون الكلانية حيث كتب قاك
- كلان' لم يشتهروا أبداً بروح الفكاهة في مدينة بيولاسكي خلال الأيام الأولى من اعادة البناء(7١)". وبعد بعض
الوقت أخذت شرطة الزنوج تطلق الثار على رجال كلان وتقتلهم مثل البشر العاديين؛ وتلاشي الخوف من أولئك
أخذ أعضاء الجمعيات الإرهابية السابقة (إفرسان الطوق الذهبي" بالدرجة الأولى) ينتسبون إلى صفوف ك ك ك؛
مما وسم كلان بطابع الإرهاب العنصري الجنوبي.وسرعان ما نفذت كلان أول عملياتها: شوهد أحد الزنوج بين من
في الفترة من 18758 وحتى ١857 ظهرت الخلايا الكلانية "الكهوف" في مختلف أنحاء الجنوب. و؛
٠ حتى نهاية عام 1877. 'في شتاء عام 1837 أصبح واضحاً أن العناصر المتمردة التي كانت في حالة من
الفوضى وعدم التنظيم قد أخذت تشكل في كل أنحاء الجنوب جمعيات ومنظمات معادية للحكومة(؛ .")١
تعدادها
8 التفت حول كلان جميع منظمات المزارعين الارهابية. وبهذا الصددء وفي تقريره الرسمي عن عام 18359
كتب الجنرال توماس قائد القوات الفدرالية في مقاطعة تينيسي يقول: خلال بضعة اسابيع من العام المنصرم عمت هذه
الناس تقوم بأعمال الدورية على ظهور الخيل وتجوب المقاطعة حاملة السلاح» وتقدم على أفعال تستهدف تخويف
المواطنين المطيعين للقوانين وبخاصة الملونين منهم....(18)ء
ومنذ البداية استولت أوليغارشيه الجنوب على قيادة ك ك ك. "كو كلوكس كلان؛ كتب القاضي آ. و.
المنظمة من نتاجهاء واداتها غاياتها(١١)1.
كانت قاعدة كلان الاجتماعية بعيدة عن التجانس تماماً؛ء حيث الصفوة المسيطرة تمثل الاقلية البيضاء في الجنوب
الذي تحكمه اوليغارشيه لا يزيد تعداد رجالها عن ثمانية آلاف إنسان. ولذلك كانت المهمة الاساسية لقادة كلان هي
اجتذاب ولو جزء من أبناء الطبقات الدنيا إلى جانبها. ولهذا الغرض استغل منظرو الكلانية الأوهام العرقية لدى
أكثر البيض تخلفاً في ولايات الجنوب.
كان "الفقراء البيض" على الأغلب يتبعون تبعية تامة للملاك الزراعيين؛ وحين حرر الزنوج وجد "الفقراء البيض"
مثلهم مثل المزارعين؛ أنهم على وشك الافلاس التام. واخذ الكثيرون منهم يحملون الزنوج مسؤولية مصائبهم. وهم
يشكلون القاعدة الاجتماعية للحركة الكلانية. ان قسماً كبيراً من أعضاء كلان قد جندوا من الضباط والجنود السابقين
في جيش المتمردين.
في نيسان من عام 1871 عقد في مدينة ناشويل بصورة سرية مؤتمر كو كلوكس - كلان الأول الذي دعا إليه
"السيكلوب العظيم” في بيولاسكي. كان على المؤتمر "اعداد كلان لخوض المعركة القادمة من أجل الاشراف على
وتروي اسطورة مصدرها تينيسي ان اجتماعات المؤتمر جرت في الغرفة رقم ٠١ من فندق ماكسويل. وحضرها
ا. وقام الجنرال غوردون وهو محام من بيولا تابة دستور
ك ك ك الذي تضمن المبادئ العامة التي يجب أن تتقيد بها كلان في نشاطها. وقد رفضت هذه الوثيقة بحزم كل
التدابير التي اتخذتها الحكومة الفدرالية في الجنوب.
ورد في الدستور أن كلان ظهرت من أجل 'منع هلاك بلادنا التعيسة وتخليص العرق الأبيض من الظروف
الجائرة التي وضع فيها في المدة الأخيرة وتعتبر مهمثنا الاساس هي دعم سيطرة العرق الأبيض.. وجدت أمريكا
لأجل البيض وهم الذين اوجدوهاء وكل محاولة لتسليم السلطة إلى العرق الأسود ستكون في الوقت نفسه خرقاً
للدستور وخروجاً على الارادة الإلهية.. وحقوق الزنوج يجب أن يتم الاعتراف بها وحمايتهاء ولكن على البيض أن
يحتفظوا لأنفسهم بامتياز تحديد حجم هذه الحقوق السياسية. وما لم يرد الزنوج موضحين مفهومهم لحقوقهم السياسية
فإن كلان ستنفذ قسمها ألا وهو منع تحقيق المساواة السياسية لذوي البشرة السوداء(8١).
انجز هذا المؤتمر البنية التنظيمية للحركة الكلانية؛ وأعلنت كو كلوكس - كلان "امبراطورية غير منظورة"
وقد قسمت "الامبراطورية الخفية' إلى'ممالك" موزعة على الولايات. ويدير كل مملكة "التنين العظيم" ومكتبه
المؤلف من ثماني "هيدرات” (الهيدرا: افعى اسطورية) وتقسم المملكة إلى "ملكيات" مساوية للدائرة الانتخابية
انتخابات الكونغرس الأمريكي. ويشرف على "الملكية” 'مارد عظ
بدورها إلى "الوية" تتطابق مع الدوائر.
تعاونه ست "نساء سليطات". وتقسم 'الملكيات"
"صقور الليل". واعتبر من ذوي المناصب الرفيعة أيضاً "المشعوذ العظيم' الذي ينوب عن "السيكلوب العظيم"»
الشؤون المالية. ويقوم "التركي العظيم" بإبلاغ الكلائيين عن مواعيد الاجتماعات المقبلة؛ بينما كان "الحارس العظيم"
بواب 'الكهف". و'حامل الراية العظيم' هو الذي يحفظ ويصون "العلم العظيم".
وأما الرعايا العاديون في "الإمبراطورية الخفية” فكانوا يحملون اسم 'مصاصي الدماء".
وجد الكلانيون معيناً لا ينضب تقريباً لملء خزانتهم بالأموال؛ فقد أقاموا آلات لحلج القطن بعيداً عن أعين
قفي كارولينا الجنوبية مثلاً سلب الكلانيون أمين الصندوق في دائرة يورك؛ ونهبوا السلاح والذخائر من دار
تم في مدينة ناشويل إقرار نص القسم الذي يؤديه المنتسبون إلى كو كلوكس - كلان. وحين نشرت هذه الوثيقة
فيما بعد أعلن السناتور الراديكالي المرموق د. شيرمان أن 'غاية هذه المنظمة هي حرمان الجماهير العريضة في
ولايات الجنوب من إمكائية التمتع بالحقوق التي يضمنها لهم الدستور في بلاننا(١)".
في البداية وقع الاختيار على الجنرال ر.ليء القائد السابق لجيش الكونفدرالية؛ ليصبح زعيماً لمنظمة كو
أن (لي) اعتذر عن قبول المنصب وفضل ان يبقى "الرئيس غير المنظور ل "الإمبراطورية الخفية". وقرر الجنرال
يعتبر ممثل الاوليغارشية. وهو يتمتع بنفوذ كبير جداً في الجنوب؛ ويتزعم أشد ملاك العبيد تعصباً وعناداً؛ ويقدم
نفسه كمدافع صلب عن نظام الرق.وقد قال الجنرال الاتحادي المعروف أو. ت. شيرمان إبان الحرب الأهلية أن
فوريست؛ وستيوارت: ومورغان؛ وجونستون هم زعماء تلك الشريحة من سكان الجنوب التي تشكل اعظم
الخطر على الشمال.
عرف "الساحر العظيم” بقسوة هائلة حيال الخصوم. وهو الذي وجه وبارك أعمال العنف الجماعي الذي مارسه
مجازر وحشية بحق الجنود الزنوج الذين دافعوا عن الطابية؛ حيث أجهزوا على الجرحى منهم بأعقاب البنادق
بعد هزيمة ملاك العبيد لم يلق فوريست سلاحه؛ ولم يعترف بالأوضاع الجديدة؛ فقد صرح لدى استجوابه في عام
١87١ أمام لجنة الكونغرس التي حققت في نشاط ك ك ك قائلاً: 'أنا أحب النظام القديم (نظام المؤلف)؛ واحب
كذلك الدستور القديم. واعتقد أن حكومة الكونفدرالية كانت أفضل حكومة في العالم بأسره...(77).
الجديد من مناصبهم. وكان معظم هؤلاء في الماضي ضباطاً كباراً في جيش المتمردين. فعلى سبيل المثال تسلم
ب 'التنين الأعظم' في جورجيا الجنرال ج. ب. غوردون الذي قاد الجناح الأيسر لجيش لي حين استسلم ذلك
تزعم المحافظ السابق ز.ء
ونتيجة لمؤتمر ناشويل تحولت كو كلوكس - كلان إلى منظمة تطبق المركزية على مستوى رفيع. وفي عام
8 أعيد النظر في دستورهاء وأصبحت ولايات ميريلائد وميسوريء وكينتوكي الآن ضمن منطقة نشاط كلان
بين كانون الثاني وآيار من عام 1878 زار فوريست كل ولايات الجنوب تقريباًء وعقب زيارته مباشرة انفجر
التمرد الكلاني في جميع هذه الولايات.
انتشرت كو كلوكس - كلان على أوسع نطاق في تيئيسي؛ والاباماء وكارولينا الشمالية؛ ولويزيانا بشكل
'مملكتها" "هي الأقوى في الجنوب(3١)'.
٠ بنشاط كبير ممائل حيث شكل مبعوثوه
الجنوبي” و'نادي الشعب' وأندية روبنزون".. الخ وكل ذلك من أجل ان يُقسم رجال كلان بلا خوف بأنهم ليوا
أعضاء في ك ك ك.
سرية تشمل الجنوب وتعرف باسم كو كلوكس كلان ولم تكن أعمال هذه المنظمة؛ العلنية والسرية. أكثر فعالية
وحسب أقوال فوريست بلغ عدد أعضاء ك ك ك أكثر من ٠٠ ألفاً. ويميل كثير من المؤلفين الأميركان إلى
الاعتقاد بأن هذا الرقم الذي ذكره "الساحر الأعظم” قريب من الواقع. في حين رجح آخرون أن هذا العدد وصل إلى
؟ مليون حتى ربيع 18737 وأما العدد الإجمالي خلال مدة وجود 'ك ك ك القديمة" (هكذا سميت المنظمة التي
شكلت في فترة إعادة البناء) فيبلغ © مليون. ونعتقد أن هذا الرقم مبالغ فيه مبالغة واضحة لأن تعداد أعضاء 'كلان
القديمة" بلغ على الأرجح 400 ٠0 ألف اسنان فقط حتى في أوج الحركة الكلانية. ولكن من المؤكد أن الكلانية
تأمين قاعدة اجتماعية عريضة لها. فقد قامت دور النشر الرجعية بالدعاية لها وتمجيدهاء وتمكنث
الثورة المضادة من الترويج لها بين شرائح واسعة نسبياً من السكان البيض في الولايات التي يعاد بناؤها
مصورة كلان على أنها "المدافع عن حقوق الشعب".
ويعتقد القاضي تورغيء الذي اطلع على نشاط كلان عن كثبء أن "الإمبراطورية الخفية" هي المنظمة الأكثر
شهرة؛ والمهيأة للقيام بنشاط معاد للقانون على نحو لم يعرف العالم المتحضر له مثيلاً(*") وتعتبر السرية والتكتم
تجمع في بنيتها بين تكتم الجزويتيين؛ والقسوة التي لا تعرف الحدود.
لقد بذل قادة كلان أقصى الجهود لكي يضفوا على جمعيتهم هالة
لا تقهر. وكانت قصاصات الورق الأبيض التي تتوسطها الأحرف (ك ك ك) تلصق على أعمدة النور والتلغراف»
وجدران الأبنية؛ والمقاعد في الأماكن العامة؛ وفي "كل مكان تصله عين الإنسان(77)". ولكن الطريقة الأكثر
في الجنوب على ظهور الخيل وهم صامتون ملفعون بقفطان كلان الأبيض»
أسرار كلان كانت تعرض صاحبها للموت المحتم. ولم يحدث أن اجتمع الكلانيون في مكان واحد أكثر من مرة
على التوالي. وكانوا يحددون لأنفسهم أماكن احتياطية بديلة لا يمكن ان يصل إليها إلا عدد قليل ممن يعرفون أكثر
من كلمة سر واحدة؛ وأكثر من إشارة تعريف. وكان الكلانيون في هذه الاجتماعات واثناء تنفيذ العمليات الارهابية
يرتدون قفطاناً ابيض أو أسود مخططاً وطرطوراً بثقوب حمراء للعينين والأنف والفم. وكانوا في بعض الأحيان
حريصين على إخفاء أي دليل على الجرائم التي يرتكبونها.
يل المثال كانت "لجان الحذرين” الكلانية موجودة بشكل شبه رسمي. بل إن الصحيفة المحلية في نيو اورليان
"الكهوف" الكلانية تتخفى عادة وراء أندية سياسية ورياضية عانية. فقد بلغ عدد "اندية الرماية” المختلفة أكثر من
1*٠ نادياً في كارولينا الجنوبية وحدها حسب تصريح حاكم الولاية.
إن جماهيرية كلان؛ وتعدد فروعها وتشعبها إضافة إلى كثرة انصارها من ذوي النفوذ المنتشرين في أجهزة
السلطة بما فيها رابطة الاتحاديين الراديكاليين كل ذلك وضع تحت تصرف هذه المنظمة معلومات وافية أحياناً
لتعد على أساسها مختلف العمليات. وكانت "الإمبراطورية الخفية" منظمة من الناحية العملياتية على النحو التالي:
أولاً؛ الكونتية ويديرها "الزعيم” وتقسم إلى بضع دوائر تشكل كل منها 'معسكرا وخلية قتالية قاعدية من رجال
كلان. ويقوم على رأس المعسكر شخص يسمى النقيب".
في بعض الأحيان. وقد تميزت إغاراتهم بالمفاجأة والحسم. وكانت تنتهي بأعمال القتل أو الضرب. وبهذا الصدد
كتب تورغي قائلاً "مما أثار دهشة الشمال القصوى حقيقة أن كو كلوكس كلان كانت تمارس هذا القدر من
الإرهابء وعلى اوسع نطاق؛ دون أن تتكبد سوى خسائر طفيفة في الأرواح؛ ولذلك يطرح سكان الشمال على
إذا كنت تاج في سكون الليل بقوة مائة ضد واحد فضلاً عن أن الهجوم يعتبر مفاجأة تامة للضحية(38)".
اشتد نشاط كلان بشكل ملحوظ في الأماكن التي حققت فيها "إعادة البناء الراديكالية" افضل النجاحات. "كانت كلان
كتب أو. ز. فوستر اداة للعنف المنظم في يد الملاك الزراعيين وحلفائهم يوجهونها ضد الزنوج وحلفائهم البيض»ء
وهذا العنف سلاح في يد الثورة المضادة مصنوع... من أجل منع الزنوج وفقراء البيض من ممارسة حقوقهم
الضحايا أو يوثقونهم إلى خطوط السكك الحديدية على أمل أن يمر القطار من فوقهم.
الرجال والنساء؛ وقد طبقوا طريقة القتل بالسم والحرق على نطاق
كان الكلانيون في قسوتهم لا يفرقون ب
أصبح العنف في الجنوب في تلك الفترة امراً مألوفاً جداً حتى أنه لم يعد يثير الاهتمام إلاّ في بعض مظاهره
الأكثر فظاعة؛ ووحشية. لقد كانت سادية اعداء الثورة نتيجة منطقية خلفتها بربرية ملاك العبيد. وقد روى حاكم
فلوريدا فلمنغ ان الكلانيين قتلوا أحد الزنوج ورموا جثته في مرجل خاص لتحضير السكر؛ وبعد ذلك جمع الجراح
هيكله العظمي حيث علق على مفترق الشوارع لتخويف السكان.
وقد أكدت الوقائع التي عممتها لجنة الكونغرس للتحقيق في نشاط كو كلوكس كلان ان عدد أعضاء هذه
المنظمة بلغ خلال الفترة من ١870 1١878 أكثر من ١١ ألف قاتل تقريبا.
كلان اعاقت عملها بشكل أو بآخر. كما أن التحقيق لم يشمل سوى الفترة الأولى من الحركة الكلائية. ذلك أن حجم
الارهاب الذي مارسه الكلانيون أصبح اوسع نطاقاً في المرحلة النهائية من وجود "كو كلوكس - كلان القديمة"
ففي عام ١888 أعلن عضو مجلس النواب ف. ويلسون ان النشاط السياسي الذي مارسته كلان في المقاطعات
التي شهدت إعادة البناء قد تسببت بالقضاء على ١2١ ألف إنسان؛ بينما بلغ عدد ضحايا رجال كلان الملايين. لقد
تملك الذعر الجنوب أمام هذه القوة الغاشمة. وفي كثير من الحالات كان يكفي تهديد أوائك الذين لا ترضى عنهم
النشاط الإرهابي:
اختارت كو كلوكس كلان أهداف هجومها بدقة؛ هذه الأهداف هي الزنوج الذين راحوا يستخدمون حق
الراديكاليون والشماليون بوجه عام يجدون أنفسهم في فراغ اجتماعي من نوع خاص اوجدته المقاطعة المفروضة.
عليهم من جائب كثير من الجنوبيين. كما تعرضت لهجمات مستمرة من رجال كلان كل من الجمهوريين؛ ونشطاء
الرابطة الاتحادية؛ والمرشحون الراديكاليون في الانتخابات؛ حيث كانت صحف الثورة المضادة في الجنوب تدل
القتلة على ضحاياهم علانية. ففي كارولينا وزعت صور الراديكاليين البارزين في جميع انحاء الولاية كي يتمكن
وهكذا بدأت كلان مهرجاناً للقتل السياسي في الجنوب؛ ففي عام ١878 قل الكلانيون آشبورن مرشح الحزب
الجمهوري لمنصب حاكم ولاية جورجيا. وفي العام نفسه؛ في الاباما هجموا على عضوين من الهيئة التشريعية هما
وهما من الشخصيات التقدمية في لويزيانا. وفي عام 1879 مات في جورجيا الستاتور يادكنزء وعضو المجلس
التشريعي آدٍ
جعل القائد الراديكالي جيبس (فلوريدا) من بيته ترسانة
في كارولينا الجنوبية إلى نصح أعضاء الهيئة التشريعية بعدم العودة إلى بيوتهم خلال العطلة البرلمانية لأنهم قد
يتعرضون للهجوم عليهم من قبل الكلانيين+ء
كما وجهت ك ك ك ارهابها ضد ضباط وجود القوات الفدرالية المرابطة في الجنوب؛ واستهدفت الزنوج منهم
"مصاصو الدماء” يهاجمون هؤلاء الزنوج بلا رحمة حتى أصبحت "حياة الجندي الملون' في الولايات الجنوبية بعد
كانت كو كلوكس كلان تطرد الإدارة الفدرالية من الولايات التي يعاد بناؤها. وكانت تنفذ ذلك وفق مخطط
بعد أن هدده رجال كلان عدة مرات. غير أن هذا
مرسوم_حيث يطارد رجالها مستخدمي المنظمة الحكومية باسم "مكتب شؤون اللاجئين والزنوج المحررين
والأراضي المهجورة” (مكتب المحررين) كان المسؤولون في هذه المؤسسة يثيرون الكراهية في رجال كلان. ولذا
استمر الهجوم على موظفيها حتى بعد حلها. كما أن موظفي الضرائب والبريد الفدراليين؛ وكذلك ممثلي الإدارة
المحلية لم ينجوا جميعهم من قسوة ك ك ك.
كان أكثر ضحايا العنف الكلاني من الزنوج المحررين. ومن المؤسف أنه لا تتوفر الاحصائيات الوافية التي
تسجل مقدار المعاناة والألم الذي ألم بهم. ومع ذلك فإن المعلومات القليلة المتوفرة تسمح بالحديث عن حرب الإبادة
التي مارستها ك ك ك. صرح غوفارد مدير 'مكتب المحررين” انه تم تسجيل ٠٠١ ألف عملية إرهابية في كارولينا
الشمالية وحدها ما بين أكتوبر من عام 18758 وأكتوبر من عام 1874. وكانت تتم بالدرجة الأولى تصفية أبناء
الزنوج الأكثر تطوراً ووعياً واستقلالية: 'كانوا يكرهون الزنوج» ويخشون وعيهم ومواهبهم(١©)". وفي عام 18176
اقدموا في دائرة أولميس (كارولينا الشمالية) على شنق الزنجي أو. اوتلو الذي 'لم يقترف ذثباً إلاّ كونه يتمتع
بمواهب غير عادية ويتحلى بمؤهلات ية(١3).
وقام الكلانيون بتصفية المسرحين من جيش الزنوج الفدرالي: لقد اعتبروا الجنود السابقين أكثر الناس نشاطاً من
كان خطراً على الملونين في الجنوب أن يعرف الآخرون "بخدمتهم في الجيش الفدرالي (©©).
زعمهم؛ أكثر من محاولة 'للدفاع عن النفس" قام بها السكان البيض ضد الأكثرية الميكانيكية للعرق الأسود غير
المثقف(؛ 3). ولكن هذا الرأي ناجم عن انحياز صريح ولا يتمتع حتى بتأييد الكثير من المؤرخين البورجوازيين. إن
الواقع الموضوعي للأمور هو الذي جعل العبيد المحررين ينادون بالتحولات التقدمية ويناصرونها بحزم. فقد اعتبر
الزنوج في الحرب الأهلية وإعادة البناء "الأكثر ثورية من بين سائر المجموعات أو الطبقات السياسية'(ه3)"
في الولايات المتحدة الأمريكية. ان سلطة الجمهوريين في الجنوب لم تكن ممكنة إلا بامتلاك السكان السود لحقوقهم
الدستورية. وحرمانهم من هذه الحريات كان يعني نزع الأساس من عملية إعادة البناء لأن ذوي البشرة السوداء
هم وحدهم الذين شكلوا "الحركة المكافحة من أجل إعطاء الزنوج حقوقهم السياسية والانتخابية؛ وتوزيع الأرض
عليهم؛ وكل هذا كان يشكل قلب "إعادة البناء الجذرية(1)36.
لقد ادرك قادة كلان أبعاد الموقف الراهن جيداً: "كان الحافز الأهم لهجوم الكلانيين هو رغبتهم في "الاشراف"
و'ابقاء الزنوج في أماكنهم(737).
إن الصراع بين الزنوج وحلفائهم من جهة؛ وك ك ك من جهة أخرى كان معركة من أجل السلطة السياسية؛
وكان الهدف من حرب الابادة التي مارسها الكلانيون القضاء على المكتسبات الاجتماعية التي حققها الشعب الأسود.
ذلك ان كو كلوكس كلان كانت العقبة الرئيس التي تمنع الزنوج من استخدام حقوقهم السياسية التي حصلوا
كان رأس حربة الإرهاب الكلاني موجهاً ضد المنظمات السياسية الراديكالية. ومن هنا كانت الرابطة الاتحادية؛
أو رابطة أنصار الاتحاد هي الخصم الرئيس ل 'ك ك ك" فهي أي الرابطة تعتبر "قلب الثورة(38)' في
الجنوب حسب كلمات أو. ز. فوستر. كان اعضاؤها مناضلين اشداء من أجل اقرار الحقوق المدنية والسياسية